4506 حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ أَبْزَى : سَلْ ابْنَ عَبَّاسٍ ، عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا } ، وَقَوْلِهِ : { وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ } حَتَّى بَلَغَ { إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ } فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ قَالَ أَهْلُ مَكَّةَ : فَقَدْ عَدَلْنَا بِاللَّهِ ، وَقَدْ قَتَلْنَا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ ، وَأَتَيْنَا الفَوَاحِشَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا } إِلَى قَوْلِهِ { غَفُورًا رَحِيمًا } |
4506 حدثنا سعد بن حفص ، حدثنا شيبان ، عن منصور ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال ابن أبزى : سل ابن عباس ، عن قوله تعالى : { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها } ، وقوله : { ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق } حتى بلغ { إلا من تاب وآمن } فسألته فقال : لما نزلت قال أهل مكة : فقد عدلنا بالله ، وقد قتلنا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأتينا الفواحش ، فأنزل الله : { إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا } إلى قوله { غفورا رحيما } |
شرح الحديث من فتح الباري لابن حجر
( قَولُهُ بَابُ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ويخلد فِيهِ مهانا)
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِالْجَزْمِ فِي يُضَاعَفْ وَيَخْلُدْ بَدَلًا من الْجَزَاء فِي قَوْله يلق أثاما بدل اشْتِمَال وَقَرَأَ بن عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ بِالرَّفْعِ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ
[ قــ :4506 ... غــ :4765] .
قَوْلُهُ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ هُوَ الطلحي وشيبان هُوَ بن عبد الرَّحْمَن وَمَنْصُور هُوَ بن الْمُعْتَمِرِ .
قَوْلُهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قَالَ بن أَبْزَى بِمُوَحَّدَةٍ وَزَايٍ مَقْصُورَةٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَهُوَ صَحَابِيّ صَغِير قَوْله سُئِلَ بن عَبَّاسٍ كَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ بِصِيغَةِ الْفِعْل الْمَاضِي وَمثله لِلنَّسَفِيِّ وَهُوَ يَقْتَضِي أَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ سَعِيدِ بن جُبَير عَن بن أَبْزي عَن بن عَبَّاسٍ وَفِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ سَلْ بِصِيغَةِ الْأَمْرِ وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ .
قَوْلُهُ بَعْدَ سِيَاقِ الْآيَتَيْنِ فَسَأَلْتُهُ فَإِنَّهُ وَاضِحٌ فِي جَوَابِ قَوْلِهِ سَلْ وَإِنْ كَانَ اللَّفْظُ الْآخَرُ يُمْكِنُ تَوْجِيهُهُ بِتَقْدِير سُئِلَ بن عَبَّاسٍ عَنْ كَذَا فَأَجَابَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ آخَرَ مَثَلًا وَلَا يَخْفَى تَكَلُّفُهُ وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ رِوَايَةُ شُعْبَةَ فِي الْبَابِ الَّذِي يَلِيهِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ أَمَرَنِي عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي أَن أسأَل بن عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ وَكَذَا أَخْرَجَهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ جَرِيرٍ عَنْ مَنْصُورٍ وَأَخْرَجَهُ بن مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ أُخْرَى عَنْ جَرِيرٍ بِلَفْظِ قَالَ أَمَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى أَنْ أسأَل بن عَبَّاسٍ فَذَكَرَهُ وَذَكَرَ عِيَاضٌ وَمَنْ تَبِعَهُ أَنَّهُ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ فِي هَذَا الحَدِيث من طَرِيق عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَمَرَنِي سَعِيدُ بْنُ عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي أَن أسأَل بن عَبَّاسٍ فَالْحَدِيثُ مِنْ رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَن بن عَبَّاس وَلغيره أَمرنِي بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَعَلَّهُ سَقَطَ بن قَبْلَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَتَصَحَّفَ مِنْ أَمَرَنِي وَيَكُونُ الأَصْل أَمر بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثُمَّ لَا يُنْكَرُ سُؤَالُ عَبْدِ الرَّحْمَن واستفادته من بن عَبَّاسٍ فَقَدْ سَأَلَهُ مَنْ كَانَ أَقْدَمُ مِنْهُ وَأَفْقَهُ.
قُلْتُ الثَّابِتُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْمُسْتَخْرَجَاتِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَمَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَن بن أَبْزي أَن أسأَل بن عَبَّاسٍ فَالْحَدِيثُ مِنْ رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَن بن عَبَّاسٍ وَالَّذِي زَادَ فِيهِ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَن أَو بن عبد الرَّحْمَن .
قَوْلُهُ