هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4336 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَدِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : { فَمَا لَكُمْ فِي المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ } رَجَعَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُحُدٍ ، وَكَانَ النَّاسُ فِيهِمْ فِرْقَتَيْنِ : فَرِيقٌ يَقُولُ : اقْتُلْهُمْ ، وَفَرِيقٌ يَقُولُ : لاَ ، فَنَزَلَتْ : { فَمَا لَكُمْ فِي المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ } وَقَالَ : إِنَّهَا طَيْبَةُ تَنْفِي الخَبَثَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الفِضَّةِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4336 حدثني محمد بن بشار ، حدثنا غندر ، وعبد الرحمن ، قالا : حدثنا شعبة ، عن عدي ، عن عبد الله بن يزيد ، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه : { فما لكم في المنافقين فئتين } رجع ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من أحد ، وكان الناس فيهم فرقتين : فريق يقول : اقتلهم ، وفريق يقول : لا ، فنزلت : { فما لكم في المنافقين فئتين } وقال : إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [4589] حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ .

     قَوْلُهُ  وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ بن مهْدي قَوْله عَن عدى هُوَ بن ثَابِتٍ .

     قَوْلُهُ  عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ هُوَ الْخَطْمِيُّ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ ثُمَّ سُكُونِ الْمُهْمَلَةِ وَهُوَ صَحَابِيٌّ صَغِيرٌ .

     قَوْلُهُ  رَجَعَ نَاسٌ مِنْ أحد هم عبد الله بن أبي بن سَلُولَ وَمَنْ تَبِعَهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ مِنْ كِتَابِ الْمَغَازِي مُسْتَوْفًى وَقَولُهُ فِي آخِرِهِ خَبَثَ الْفِضَّةِ فِي رِوَايَةِ الْحَمَوِيِّ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ الِاخْتِلَافِ فِي قَوْلِهِ تَنْفِي الْخَبَثَ فِي فَضْلِ الْمَدِينَةِ قَولُهُ بَابُ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ اذاعوا بِهِ أَي أفشوه وَصله بن الْمُنْذر عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ أَذَاعُوا بِهِ أَيْ أَفْشَوْهُ .

     قَوْلُهُ  يَسْتَنْبِطُونَهُ يَسْتَخْرِجُونَهُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ أَيْ يَسْتَخْرِجُونَهُ يُقَالُ لِلرَّكِيَّةِ إِذَا اسْتُخْرِجَ مَاؤُهَا هِيَ نَبَطٌ إِذَا أَمَاهَهَا .

     قَوْلُهُ  حَسِيبًا كَافِيًا وَقَعَ هُنَا لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْوَصَايَا .

     قَوْلُهُ  إِلَّا إِنَاثًا يَعْنِي الْمَوَاتَ حَجَرًا أَوْ مَدَرًا أَوْ مَا أَشْبَهَهُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دونه إِلَّا إِنَاثًا إِلَّا الْمَوَاتَ حَجَرًا أَوْ مَدَرًا أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَالْمُرَادُ بِالْمَوَاتِ ضِدُّ الْحَيَوَانِ.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ قِيلَ لَهَا إِنَاثٌ لِأَنَّهُمْ سَمَّوْهَا مَنَاةَ وَاللَّاتَ وَالْعُزَّى وَإِسَافَ وَنَائِلَةَ وَنَحْوَ ذَلِكَ وَعَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ لَمْ يَكُنْ حَيٌّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ إِلَّا وَلَهُمْ صَنَمٌ يَعْبُدُونَهُ يُسَمَّى أُنْثَى بَنِي فُلَانٍ وَسَيَأْتِي فِي الصَّافَّاتِ حِكَايَةٌ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ قَالَ مَعَ كُلِّ صَنَمٍ جِنِّيَّةٌ وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ وَمِنْ هَذَا الْوَجْه أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ .

     قَوْلُهُ  مَرِيدًا مُتَمَرِّدًا وَقَعَ هَذَا لِلْمُسْتَمْلِيِّ وَحْدَهُ وَهُوَ تَفْسِيرُ أَبِي عُبَيْدَةَ بِلَفْظِهِ وَقد تقدم فِي بَدْء الْخلق وَمَعْنَاهُ الْخُرُوج عَن الطَّاعَة وروى بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ مَرِيدًا قَالَ مُتَمَرِّدًا عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ .

     قَوْلُهُ  فَلَيُبَتِّكُنَّ بَتَكَهُ قَطَعَهُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فليبتكن آذان الآنعام يُقَالُ بَتَّكَهُ قَطَّعَهُ.

     وَقَالَ  عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ كَانُوا يُبَتِّكُونَ آذَانَهَا لِطَوَاغِيتِهِمْ .

     قَوْلُهُ  قِيلَا وَقَوْلًا وَاحِدٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَمِنَ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قيلا وَقِيلًا وَقَوْلًا وَاحِدٌ .

     قَوْلُهُ  طَبَعَ خَتَمَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبهم أَيْ خَتَمَ تَنْبِيهٌ ذَكَرَ فِي هَذَا الْبَابِ آثَارًا وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ حَدِيثًا وَقَدْ وَقَعَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا هَجَرَ نِسَاءَهُ وَشَاعَ أَنَّهُ طَلَّقَهُنَّ وَأَنَّ عُمَرَ جَاءَهُ فَقَالَ أَطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ قَالَ لَا قَالَ فَقُمْتُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي لَمْ يُطَلِّقْ نِسَاءَهُ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فَكُنْتُ أَنَا اسْتَنْبَطْتُ ذَلِكَ الْأَمْرَ وَأَصْلُ هَذِهِ الْقِصَّةِ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ أَيْضًا لَكِنْ بِدُونِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ فَلَيْسَتْ عَلَى شَرْطِهِ فَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَيْهَا بِهَذِهِ التَّرْجَمَة( قَولُهُ بَابُ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم) يُقَال نزلت فِي مقيس بن ضَبَابَة وَكَانَ أَسْلَمَ هُوَ وَأَخُوهُ هِشَامٌ فَقَتَلَ هِشَامًا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ غِيلَةً فَلَمْ يُعْرَفْ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَأْمُرُهُمْ أَنْ يَدْفَعُوا إِلَى مِقْيَسٍ دِيَةَ أَخِيهِ فَفَعَلُوا فَأَخَذَ الدِّيَةَ وَقَتَلَ الرَّسُولَ وَلَحِقَ بِمَكَّةَ مُرْتَدًّا فَنَزَلَتْ فِيهِ وَهُوَ مِمَّنْ أَهْدَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهُ يَوْمَ الْفَتْحِ أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَولُهُ بَابُ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَالله أركسهم بِمَا كسبوا)
قَالَ بن عَبَّاس بددهم وَصله الطَّبَرِيّ من طَرِيق بن جريج عَن عَطاء عَن بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا قَالَ بَدَّدَهُمْ وَمِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاسٍ قَالَ أَوْقَعَهُمْ وَمِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ قَالَ أَهْلَكَهُمْ وَهُوَ تَفْسِيرٌ بِاللَّازِمِ لِأَنَّ الرِّكْسَ الرُّجُوعُ فَكَأَنَّهُ رَدَّهُمْ إِلَى حُكْمِهِمُ الْأَوَّلِ .

     قَوْلُهُ  فِئَةٌ جَمَاعَةٌ رَوَى الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله وَأُخْرَى كَافِرَة قَالَ الْأُخْرَى كُفَّارُ قُرَيْشٍ.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غلبت فِئَة كَثِيرَة قَالَ الْفِئَةُ الْجَمَاعَةُ .

     قَوْلُهُ 

[ قــ :4336 ... غــ :4589] حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ .

     قَوْلُهُ  وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ بن مهْدي قَوْله عَن عدى هُوَ بن ثَابِتٍ .

     قَوْلُهُ  عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ هُوَ الْخَطْمِيُّ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ ثُمَّ سُكُونِ الْمُهْمَلَةِ وَهُوَ صَحَابِيٌّ صَغِيرٌ .

     قَوْلُهُ  رَجَعَ نَاسٌ مِنْ أحد هم عبد الله بن أبي بن سَلُولَ وَمَنْ تَبِعَهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ مِنْ كِتَابِ الْمَغَازِي مُسْتَوْفًى وَقَولُهُ فِي آخِرِهِ خَبَثَ الْفِضَّةِ فِي رِوَايَةِ الْحَمَوِيِّ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ الِاخْتِلَافِ فِي قَوْلِهِ تَنْفِي الْخَبَثَ فِي فَضْلِ الْمَدِينَةِ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَدَّدَهُمْ.
فِئَةٌ: جَمَاعَةٌ
( { فما لكم} ) ولأبي ذر باب بالتنوين أي في قوله تعالى: { فما لكم} مبتدأ وخبر ( { في المنافقين} ) يجوز تعلقه بما تعلق به الخبر وهو لكم ويجوز تعلقه بمحذوف على أنه حال من ( { فئتين} ) والمعنى ما لكم لا تتفقون في شأنهم بل افترقتم في شأنهم بالخلاف في نفاقهم مع ظهوره ( { والله أركسهم} ) ردهم في حكم المشركين كما كانوا ( { بما كسبوا} ) الباء سببية وما مصدرية أو بمعنى الذي والعائد محذوف على الثاني لا الأوّل وسقط لغير أبوي ذر والوقت بما كسبوا.

( قال ابن عباس) -رضي الله عنهما- مما وصله الطبري في قوله: ( { أركسهم} ) أي ( بددهم) يعني فرقهم ومزق شملهم وقوله: ( فئة) واحد فئتين ومعناه ( جماعة) كقوله تعالى: { كم من فئة قليلة} [البقرة: 249] { وفئة تقاتل في سبيل الله} [آل عمران: 13] .


[ قــ :4336 ... غــ : 4589 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ -رضي الله عنه- { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} رَجَعَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ أُحُدٍ وَكَانَ النَّاسُ فِيهِمْ فِرْقَتَيْنِ، فَرِيقٌ يَقُولُ: اقْتُلْهُمْ، وَفَرِيقٌ يَقُولُ: لاَ.
فَنَزَلَتْ: { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} .

     وَقَالَ : إِنَّهَا طَيْبَةُ، تَنْفِي الْخَبَثَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ.

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ( محمد بن بشار) هو بندار العبدي قال: ( حدّثنا غندر) محمد بن جعفر ( وعبد الرحمن) بن مهدي ( قالا: حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن عدي) بفتح العين وكسر الدال المهملتين ابن ثابت التابعي ( عن عبد الله بن يزيد) الخطمي الصحابي ( عن زيد بن ثابت) الأنصاري ( رضي الله تعالى عنه) أنه قال في قوله تعالى: ( { فما لكم في المنافقين فئتين} رجع ناس من أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من أحد) وهم عبد الله بن أبيّ المنافق وأتباعه وكانوا ثلاثمائة وبقي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في سبعمائة ( وكان الناس فيهم فرقتين فريق يقول اقتلهم) يا رسول الله فإنهم منافقون
( وفريق يقول لا) تقتلهم فإنهم تكلموا بكلمة الإسلام ( فنزلت: { فما لكم في المنافقين فئتين} وقال) : أي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولأبي ذر: فقال:
( إنها) أي المدينة ( طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة) ولأبي ذر عن الحموي خبث الحديد بدل الفضة، وقيل نزلت في قوم رجعوا إلى مكة وارتدوا وقيل في عبد الله بن أبي المنافق لما تكلم في حديث الإفك وتقاولت الأوس والخزرج بسببه.
قال ابن كثير: وهذا غريب وقيل غير ذلك.

<

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  (بابٌُ: { فَمَا لَكُمْ فِي المُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَالله أرْكَسَهُمِ بِما كَسَبُوا} (النِّسَاء: 88)

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله تَعَالَى: { فَمَا لكم فِي الْمُنَافِقين} إِلَى آخِره.
أَي: مالكم اختلفتم فِي شَأْن قوم نافقوا نفَاقًا ظَاهرا وتفرقتم فِيهِ فئتين أَي: فرْقَتَيْن، وَمَا لكم تبينوا القَوْل بكفرهم؟.

     وَقَالَ  الزَّمَخْشَرِيّ: فئتين، نصب على الْحَال كَقَوْلِك: مَالك قَائِما.
قَوْله: (وَالله أركسهم) أَي: ردهم فِي حكم الْمُشْركين كَمَا كَانُوا بِمَا كسبوا من ارتدادهم ولحوقهم بالمشركين.
وَعَن قريب نذْكر من هَؤُلَاءِ المُنَافِقُونَ.

قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ بَدَّدَهُمْ
أَرَادَ إِن ابْن عَبَّاس فسر قَوْله تَعَالَى: { أركسهم} بقوله بددهم، وَهَذَا التَّعْلِيق وَصله الطَّبَرِيّ من طَرِيق ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: { وَالله أركسهم بِمَا كسبوا} قَالَ: بددهم انْتهى.
يُقَال: بددهم تبديدا أَي: فرقهم ومزق شملهم، وَكَذَا بددت بدا.
وَعَن ابْن عَبَّاس أوقعهم، وَعَن قَتَادَة.
أهلكهم.

فِئَةٌ جَمَاعَةٌ
أَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَن فئتين، فِي الْآيَة الْمَذْكُورَة تَثْنِيَة فِئَة قَوْله: (جمَاعَة) أَي: مَعْنَاهَا جمَاعَة.
وَكَذَا كل مَا ذكر فِي الْقُرْآن.
نَحْو قَوْله تَعَالَى: { كم من فِئَة قَليلَة غلبت على فِئَة كَثِيرَة} (الْبَقَرَة: 249) وَقَوله: { فِئَة تقَاتل فِي سَبِيل الله} (آل عمرَان: 13) .



[ قــ :4336 ... غــ :4589 ]
- ح دَّثني مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ حدَّثنا غُنْدَرٌ وَعَبْدُ الرَّحْمانِ قَالَا حدَّثنا شُعْبَةُ عَنْ عَدِيٍّ عَنْ عَبْدِ الله بنِ يَزِيدَ عَنْ زَيْدٍ بنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَمَا لَكُمْ فِي المُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ رَجَعَ ناسٌ مِنْ أصْحَابِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْ أُحُدٍ وَكَانَ النَّاسُ فِيهِمْ فِرْقَتَيْنِ فَرِيقٌ يَقُولُ اقْتُلْهُمْ وَفَرِيقٌ يَقُولُ لَا فَنَزَلَتْ: { فَمَا لَكُمْ فِي المُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ} .

     وَقَالَ  إنَّهَا طَيِّبَةُ تَنْفِي الخَبَثَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الفِضةِ.


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وغندر، بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون النُّون، لقب مُحَمَّد بن جَعْفَر، وَعبد الرَّحْمَن هُوَ ابْن مهْدي، وعدي، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَكسر الدَّال، ابْن ثَابت التَّابِعِيّ، وَعبد الله بن يزِيد الخطمي، بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الطَّاء الْمُهْملَة، صَحَابِيّ صَغِير.

والْحَدِيث مضى فِي: بابُُ الْمَدِينَة تَنْفِي الْخبث، فِي أَوَاخِر الْحَج عَن سُلَيْمَان بن حَرْب، وَفِي الْمَغَازِي عَن أبي الْوَلِيد، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

قَوْله: (رَجَعَ نَاس) هم عبد الله بن أبي سلول وَمن تبعه.
وكذر ابْن إِسْحَاق فِي وقْعَة أحد أَن عبد الله بن أبي سلول رَجَعَ يَوْمئِذٍ بِثلث الْجَيْش.
وَرجع بثلاثمائة وَبَقِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سَبْعمِائة.
قَوْله: (طيبَة) بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف، وَهُوَ اسْم من أَسمَاء مَدِينَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
قَوْله: (الْخبث) ، بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة، وخبث الْفضة وَالْحَدِيد مَا نقاه الْكِير، وَفِي رِوَايَة الْحَمَوِيّ: خبث الْحَدِيد،.

     وَقَالَ  الْعَوْفِيّ عَن ابْن عَبَّاس: نزلت هَذِه الْآيَة فِي قوم كَانُوا بِمَكَّة قد تكلمُوا بِالْإِسْلَامِ وَكَانُوا يظاهرون الْمُشْركين، فَخَرجُوا من مَكَّة يطْلبُونَ حَاجَة لَهُم.
فَقَالُوا: إِن لَقينَا أَصْحَاب مُحَمَّد فَلَيْسَ علينا مِنْهُم بَأْس، وَإِن الْمُؤمنِينَ لما أخبروا أَنهم قد خَرجُوا من مَكَّة.
قَالَت فِئَة من الْمُؤمنِينَ اركبوا إِلَى الخبثاء فاقتلوهم فَإِنَّهُم يظاهرون عَلَيْكُم عَدوكُمْ..
     وَقَالَ ت فِئَة أُخرى من الْمُؤمنِينَ: سُبْحَانَ الله، أَو كَمَا قَالُوا: أَتقْتلونَ قوما قد تكلمُوا بِمثل مَا تكلمتم بِهِ من أجل أَنهم لم يهاجروا ويتركوا دِيَارهمْ أتستحل دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالهمْ؟ فَكَانُوا كَذَلِك فئتين وَالرَّسُول عِنْدهم لَا ينْهَى وَاحِدًا من الْفَرِيقَيْنِ عَن شَيْء.
فَنزلت: { فَمَا لكم فِي الْمُنَافِقين فئتين} (النِّسَاء: 88) رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم،.

     وَقَالَ  زيد بن أسلم عَن ابْن سعد ابْن معَاذ أَنَّهَا نزلت فِي تقاول الْأَوْس والخزرج فِي شَأْن عبد الله بن أبي حِين استعذر مِنْهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمِنْبَر فِي قَضِيَّة الْإِفْك، وَهَذَا غَرِيب، وَقيل غير ذَلِك.