هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
290 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ ، جَمِيعًا عَنْ وَكِيعٍ ، قَالَ الْأَشَجُّ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْنِ أَبِي جَهْمَةَ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى } { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى } ، قَالَ : رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَهْمَةَ ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
290 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو سعيد الأشج ، جميعا عن وكيع ، قال الأشج : حدثنا وكيع ، حدثنا الأعمش ، عن زياد بن الحصين أبي جهمة ، عن أبي العالية ، عن ابن عباس ، قال : { ما كذب الفؤاد ما رأى } { ولقد رآه نزلة أخرى } ، قال : رآه بفؤاده مرتين ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، حدثنا أبو جهمة ، بهذا الإسناد
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

It is narrated on the authority of Ibn 'Abbas that he (the Holy Prophet) saw (Allah) with, his heart.

شرح الحديث من شرح النووى على مسلم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   
[ سـ :290 ... بـ :176]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ جَمِيعًا عَنْ وَكِيعٍ قَالَ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْنِ أَبِي جَهْمَةَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى قَالَ رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ الْأَعْمَشِ حَدَّثَنَا أَبُو جَهْمَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ

قَوْلُهُ : ( أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ ) هِيَ بِكَسْرِ الْفَاءِ وَإِسْكَانِ الرَّاءِ وَهِيَ الْكَذِبُ ، يُقَالُ : فَرِيَ الشَّيْءَ يَفْرِيهُ فَرْيًا وَافْتَرَاهُ يَفْتَرِيهِ افْتِرَاءً إِذَا اخْتَلَقَهُ ، وَجَمْعُ الْفِرْيَةِ فِرًى .


قَوْلُهُ ( أَنْظِرِينِي ) أَيْ : أَمْهِلِينِي .


قَوْلُهُ : ( عَنْ مَسْرُوقٍ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ تَعَالَى : وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ وَقَوْلُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - : ( أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا ) ثُمَّ قَالَتْ عَائِشَةُ أَيْضًا : ( وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ثُمَّ قَالَتْ : وَاللَّهُ - تَعَالَى - يَقُولُ : قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ هَذَا كُلُّهُ تَصْرِيحٌ مِنْ عَائِشَةَ وَمَسْرُوقٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - بِجَوَازِ قَوْلِ الْمُسْتَدِلِّ بِآيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ ، وَقَدْ كَرِهَ ذَلِكَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ التَّابِعِيُّ .
فَرَوَى ابْنُ أَبِي دَاوُدَ بِإِسْنَادِهِ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : ، وَهَذَا الَّذِي أَنْكَرَهُ مُطَرِّفٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - خِلَافَ مَا فَعَلَتْهُ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، فَالصَّحِيحُ الْمُخْتَارُ جَوَازُ الْأَمْرَيْنِ كَمَا اسْتَعْمَلَتْهُ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - وَمَنْ فِي عَصْرِهَا وَبَعْدَهَا مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ وَلَيْسَ لِمَنْ أَنْكَرَهُ حُجَّةٌ ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِهِ مِنَ النُّصُوصِ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ .


وَأَمَّا قَوْلُهَا : ( أَوَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : مَا كَانَ لِبَشَرٍ ) فَهَكَذَا هُوَ فِي مُعْظَمِ الْأُصُولِ ( مَا كَانَ ) بِحَذْفِ الْوَاوِ وَالتِّلَاوَةُ وَمَا كَانَ بِإِثْبَاتِ الْوَاوِ ; وَلَكِنْ لَا يَضُرُّ هَذَا فِي الرِّوَايَةِ وَالِاسْتِدْلَالِ ; لِأَنَّ الْمُسْتَدِلَّ لَيْسَ مَقْصُودَهُ التِّلَاوَةُ عَلَى وَجْهِهَا .
وَإِنَّمَا مَقْصُودُهُ بَيَانُ مَوْضِعِ الدَّلَالَةِ ، وَلَا يُؤَثِّرُ حَذْفُ الْوَاوِ فِي ذَلِكَ وَقَدْ جَاءَ لِهَذَا نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ فِي الْحَدِيثِ مِنْهَا قَوْلُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى : وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي هَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَاتِ الْحَدِيثَيْنِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالتِّلَاوَةُ بِالْوَاوِ فِيهِمَا .
وَاللَّهُ أَعْلَمُ .


وَأَمَّا ( مَسْرُوقٌ ) فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ السَّمْعَانِيُّ فِي الْأَنْسَابِ : سُمِّيَ مَسْرُوقًا ; لِأَنَّهُ سَرَقَهُ إِنْسَانٌ فِي صِغَرِهِ ثُمَّ وُجِدَ .


قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ) هَكَذَا هُوَ فِي الْأُصُولِ ( مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ) وَهُوَ صَحِيحٌ وَأَمَّا ( عِظَمُ خَلْقِهِ ) فَضُبِطَ عَلَى وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا : بِضَمِّ الْعَيْنِ وَإِسْكَانِ الظَّاءِ ، وَالثَّانِي : بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ الظَّاءِ وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ .


قَوْلُهُ : ( سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَبَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ؟ فَقَالَتْ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، لَقَدْ قَفَّ شَعَرِي لِمَا قُلْتَ ) أَمَّا قَوْلُهَا : ( سُبْحَانَ اللَّهِ ) ، فَمَعْنَاهُ التَّعَجُّبُ مِنْ جَهْلِ مِثْلِ هَذَا ، وَكَأَنَّهَا تَقُولُ كَيْفَ يَخْفَى عَلَيْكَ مِثْلُ هَذَا ؟ وَلَفْظَةُ ( سُبْحَانَ اللَّهِ ) لِإِرَادَةِ التَّعَجُّبِ كَثِيرَةٌ فِي الْحَدِيثِ وَكَلَامِ الْعَرَبِ ، كَقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : سُبْحَانَ اللَّهِ تَطَهَّرِي بِهَا ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ الْمُسْلِمُ لَا يَنْجُسُ ، وَقَوْلِ الصَّحَابَةِ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمِمَّنْ ذَكَرَ مِنَ النَّحْوِيِّينَ أَنَّهَا مِنْ أَلْفَاظِ التَّعَجُّبِ أَبُو بَكْرِ بْنُ السَّرَّاجِ وَغَيْرُهُ ، وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ فِي التَّعَجُّبِ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
وَاللَّهُ أَعْلَمُ .


وَأَمَّا قَوْلُهَا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - : ( قَفَّ شَعَرِي ) فَمَعْنَاهُ : قَامَ شَعَرِي مِنَ الْفَزَعِ لِكَوْنِي سَمِعْتُ مَا لَا يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ ، قَالَابْنُ الْأَعَرَابِيِّ .
تَقُولُ الْعَرَبُ عِنْدَ إِنْكَارِ الشَّيْءِ : قَفَّ شَعَرِي ، وَاقْشَعَرَّ جِلْدِي ، وَاشْمَأَزَّتْ نَفْسِي ، قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ : الْقَفُّ كَهَيْئَةِ الْقُشَعْرِيرَةِ ، وَأَصْلُهُ التَّقَبُّضُ وَالِاجْتِمَاعُ ; لِأَنَّ الْجِلْدَ يَنْقَبِضُ عِنْدَ الْفَزَعِ وَالِاسْتِهْوَالِ ، فَيَقُومُ الشَّعْرُ لِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْقُفَّةُ الَّتِي هِيَ الزِّنْبِيلُ لِاجْتِمَاعِهَا وَلِمَا يَجْتَمِعُ فِيهَا .
وَاللَّهُ أَعْلَمُ .