هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1176 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1176 حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا يحيى ، حدثنا هشام ، حدثنا محمد ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل مختصرا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا .

Narrated Abu Huraira:

It was forbidden to pray with the hands over one's hips.

Abu Hurayra () dit: «II a été interdit au fidèle de poser la main sur la hanche pendant la prière.» 'Umar () dit: «En prière, je m'oublie [, c'est vrai,] à faire les préparatifs de mon armée.»

":"ہم سے عمرو بن علی فلاس نے بیان کیا ، کہا کہ ہم سے یحییٰ بن سعید قطان نے بیان کیا ، ان سے ہشام بن حسان فردوسی نے بیان کیا ، ان سے محمد بن سیرین نے بیان کیا اور ان سے ابوہریرہ رضی اللہ عنہ نے کہآنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم نے پہلو پر ہاتھ رکھ کر نماز پڑھنے سے منع فرمایا ۔

Abu Hurayra () dit: «II a été interdit au fidèle de poser la main sur la hanche pendant la prière.» 'Umar () dit: «En prière, je m'oublie [, c'est vrai,] à faire les préparatifs de mon armée.»

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [1220] .

     قَوْلُهُ  مُتَخَصِّرًا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ مُخَصَّرًا بِتَشْدِيدِ الصَّادِ وَلِلنَّسَائِيِّ مُخْتَصِرًا بِزِيَادَةِ الْمُثَنَّاةِ وَلِلْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ قِيلَ لِأَيُّوبَ إِنَّ هِشَامًا رَوَى عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ نُهِيَ عَنِ الِاخْتِصَارِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ إِنَّمَا قَالَ التَّخَصُّرَ وَكَأَنَّ سَبَب إِنْكَارأَيُّوبَ لَفْظُ الِاخْتِصَارِ لِكَوْنِهِ يُفْهِمُ مَعْنًى آخَرَ غير التخصر كَمَا سَيَأْتِي وَقد فسره بن أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ فَقَالَ فِيهِ قَالَ بن سِيرِينَ هُوَ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى خَاصِرَتِهِ وَهُوَ يُصَلِّي وَبِذَلِكَ جَزَمَ أَبُو دَاوُدَ وَنَقَلَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ تَفْسِيرِهِ وَحَكَى الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ أَنَّ الْمُرَادَ بِالِاخْتِصَارِ قِرَاءَةُ آيَةٍ أَوْ آيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ السُّورَةِ وَقِيلَ أَنْ يُحْذَفَ الطُّمَأْنِينَةُ وَهَذَانِ الْقَوْلَانِ وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمَا مِنَ الِاخْتِصَارِ مُمْكِنًا لَكِنَّ رِوَايَةَ التَّخَصُّرِ وَالْخَصْرِ تَأْبَاهُمَا وَقِيلَ الِاخْتِصَارُ أَنْ يَحْذِفَ الْآيَةَ الَّتِي فِيهَا السَّجْدَةُ إِذَا مَرَّ بِهَا فِي قِرَاءَتِهِ حَتَّى لَا يَسْجُدَ فِي الصَّلَاةِ لِتِلَاوَتِهَا حَكَاهُ الْغَزَالِيُّ وَحَكَى الْخَطَّابِيُّ أَنَّ مَعْنَاهُ أَنْ يُمْسِكَ بِيَدِهِ مِخْصَرَةً أَيْ عَصًا يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا فِي الصَّلَاةِ وَأَنْكَرَ هَذَا بن الْعَرَبِيِّ فِي شَرْحِ التِّرْمِذِيِّ فَأَبْلَغَ وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ مَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ بن عُمَرَ فَوَضَعْتُ يَدِيَّ عَلَى خَاصِرَتِي فَلَمَّا صَلَّى قَالَ هَذَا الصَّلْبُ فِي الصَّلَاةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْهُ وَاخْتُلِفَ فِي حِكْمَةِ النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لِأَن إِبْلِيس اهبط متخصرا أخرجه بن أَبِي شَيْبَةَ مِنْ طَرِيقِ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ مَوْقُوفًا وَقِيلَ لِأَنَّ الْيَهُودَ تُكْثِرُ مِنْ فِعْلِهِ فَنُهِيَ عَنْهُ كَرَاهَةً لِلتَّشَبُّهِ بِهِمْ أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّفُ فِي ذِكْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْ عَائِشَةَ زَادَ بن أَبِي شَيْبَةَ فِيهِ فِي الصَّلَاةِ وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ لَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَقِيلَ لِأَنَّهُ رَاحَةُ أهل النَّار أخرجه بن أَبِي شَيْبَةَ أَيْضًا عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ وَضْعُ الْيَدِ عَلَى الْحِقْوِ اسْتِرَاحَةُ أَهْلِ النَّارِ وَقِيلَ لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّاجِزِ حِينَ يُنْشِدُ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَقِيلَ لِأَنَّهُ فِعْلُ الْمُتَكَبِّرِينَ حَكَاهُ الْمُهَلَّبُ وَقِيلَ لِأَنَّهُ فِعْلُ أَهْلِ الْمَصَائِبِ حَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ وَقَوْلُ عَائِشَةَ أَعْلَى مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ الْجَمِيعِ تَنْبِيهٌ وَقَعَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيِّ فِي بَابِ الْخَصْرِ فِي الصَّلَاةِ وَرُوِيَ أَنَّهُ اسْتِرَاحَةُ أَهْلِ النَّارِ وَمَا أَظُنُّ أَنَّ قَوْلَهُ رُوِيَ إلَخْ إِلَّا مِنْ كَلَامه لامن كَلَامِ الْبُخَارِيِّ وَقَدْ ذَكَرْتُ مَنْ رَوَاهُ وَلِلَّهِ الْحَمد وَالله أعلمأَيُّوبَ لَفْظُ الِاخْتِصَارِ لِكَوْنِهِ يُفْهِمُ مَعْنًى آخَرَ غير التخصر كَمَا سَيَأْتِي وَقد فسره بن أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ فَقَالَ فِيهِ قَالَ بن سِيرِينَ هُوَ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى خَاصِرَتِهِ وَهُوَ يُصَلِّي وَبِذَلِكَ جَزَمَ أَبُو دَاوُدَ وَنَقَلَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ تَفْسِيرِهِ وَحَكَى الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ أَنَّ الْمُرَادَ بِالِاخْتِصَارِ قِرَاءَةُ آيَةٍ أَوْ آيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ السُّورَةِ وَقِيلَ أَنْ يُحْذَفَ الطُّمَأْنِينَةُ وَهَذَانِ الْقَوْلَانِ وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمَا مِنَ الِاخْتِصَارِ مُمْكِنًا لَكِنَّ رِوَايَةَ التَّخَصُّرِ وَالْخَصْرِ تَأْبَاهُمَا وَقِيلَ الِاخْتِصَارُ أَنْ يَحْذِفَ الْآيَةَ الَّتِي فِيهَا السَّجْدَةُ إِذَا مَرَّ بِهَا فِي قِرَاءَتِهِ حَتَّى لَا يَسْجُدَ فِي الصَّلَاةِ لِتِلَاوَتِهَا حَكَاهُ الْغَزَالِيُّ وَحَكَى الْخَطَّابِيُّ أَنَّ مَعْنَاهُ أَنْ يُمْسِكَ بِيَدِهِ مِخْصَرَةً أَيْ عَصًا يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا فِي الصَّلَاةِ وَأَنْكَرَ هَذَا بن الْعَرَبِيِّ فِي شَرْحِ التِّرْمِذِيِّ فَأَبْلَغَ وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ مَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ بن عُمَرَ فَوَضَعْتُ يَدِيَّ عَلَى خَاصِرَتِي فَلَمَّا صَلَّى قَالَ هَذَا الصَّلْبُ فِي الصَّلَاةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْهُ وَاخْتُلِفَ فِي حِكْمَةِ النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لِأَن إِبْلِيس اهبط متخصرا أخرجه بن أَبِي شَيْبَةَ مِنْ طَرِيقِ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ مَوْقُوفًا وَقِيلَ لِأَنَّ الْيَهُودَ تُكْثِرُ مِنْ فِعْلِهِ فَنُهِيَ عَنْهُ كَرَاهَةً لِلتَّشَبُّهِ بِهِمْ أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّفُ فِي ذِكْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْ عَائِشَةَ زَادَ بن أَبِي شَيْبَةَ فِيهِ فِي الصَّلَاةِ وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ لَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَقِيلَ لِأَنَّهُ رَاحَةُ أهل النَّار أخرجه بن أَبِي شَيْبَةَ أَيْضًا عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ وَضْعُ الْيَدِ عَلَى الْحِقْوِ اسْتِرَاحَةُ أَهْلِ النَّارِ وَقِيلَ لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّاجِزِ حِينَ يُنْشِدُ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَقِيلَ لِأَنَّهُ فِعْلُ الْمُتَكَبِّرِينَ حَكَاهُ الْمُهَلَّبُ وَقِيلَ لِأَنَّهُ فِعْلُ أَهْلِ الْمَصَائِبِ حَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ وَقَوْلُ عَائِشَةَ أَعْلَى مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ الْجَمِيعِ تَنْبِيهٌ وَقَعَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيِّ فِي بَابِ الْخَصْرِ فِي الصَّلَاةِ وَرُوِيَ أَنَّهُ اسْتِرَاحَةُ أَهْلِ النَّارِ وَمَا أَظُنُّ أَنَّ قَوْلَهُ رُوِيَ إلَخْ إِلَّا مِنْ كَلَامه لامن كَلَامِ الْبُخَارِيِّ وَقَدْ ذَكَرْتُ مَنْ رَوَاهُ وَلِلَّهِ الْحَمد وَالله أعلمأَيُّوبَ لَفْظُ الِاخْتِصَارِ لِكَوْنِهِ يُفْهِمُ مَعْنًى آخَرَ غير التخصر كَمَا سَيَأْتِي وَقد فسره بن أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ فَقَالَ فِيهِ قَالَ بن سِيرِينَ هُوَ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى خَاصِرَتِهِ وَهُوَ يُصَلِّي وَبِذَلِكَ جَزَمَ أَبُو دَاوُدَ وَنَقَلَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ تَفْسِيرِهِ وَحَكَى الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ أَنَّ الْمُرَادَ بِالِاخْتِصَارِ قِرَاءَةُ آيَةٍ أَوْ آيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ السُّورَةِ وَقِيلَ أَنْ يُحْذَفَ الطُّمَأْنِينَةُ وَهَذَانِ الْقَوْلَانِ وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمَا مِنَ الِاخْتِصَارِ مُمْكِنًا لَكِنَّ رِوَايَةَ التَّخَصُّرِ وَالْخَصْرِ تَأْبَاهُمَا وَقِيلَ الِاخْتِصَارُ أَنْ يَحْذِفَ الْآيَةَ الَّتِي فِيهَا السَّجْدَةُ إِذَا مَرَّ بِهَا فِي قِرَاءَتِهِ حَتَّى لَا يَسْجُدَ فِي الصَّلَاةِ لِتِلَاوَتِهَا حَكَاهُ الْغَزَالِيُّ وَحَكَى الْخَطَّابِيُّ أَنَّ مَعْنَاهُ أَنْ يُمْسِكَ بِيَدِهِ مِخْصَرَةً أَيْ عَصًا يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا فِي الصَّلَاةِ وَأَنْكَرَ هَذَا بن الْعَرَبِيِّ فِي شَرْحِ التِّرْمِذِيِّ فَأَبْلَغَ وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ مَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ بن عُمَرَ فَوَضَعْتُ يَدِيَّ عَلَى خَاصِرَتِي فَلَمَّا صَلَّى قَالَ هَذَا الصَّلْبُ فِي الصَّلَاةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْهُ وَاخْتُلِفَ فِي حِكْمَةِ النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لِأَن إِبْلِيس اهبط متخصرا أخرجه بن أَبِي شَيْبَةَ مِنْ طَرِيقِ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ مَوْقُوفًا وَقِيلَ لِأَنَّ الْيَهُودَ تُكْثِرُ مِنْ فِعْلِهِ فَنُهِيَ عَنْهُ كَرَاهَةً لِلتَّشَبُّهِ بِهِمْ أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّفُ فِي ذِكْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْ عَائِشَةَ زَادَ بن أَبِي شَيْبَةَ فِيهِ فِي الصَّلَاةِ وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ لَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَقِيلَ لِأَنَّهُ رَاحَةُ أهل النَّار أخرجه بن أَبِي شَيْبَةَ أَيْضًا عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ وَضْعُ الْيَدِ عَلَى الْحِقْوِ اسْتِرَاحَةُ أَهْلِ النَّارِ وَقِيلَ لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّاجِزِ حِينَ يُنْشِدُ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَقِيلَ لِأَنَّهُ فِعْلُ الْمُتَكَبِّرِينَ حَكَاهُ الْمُهَلَّبُ وَقِيلَ لِأَنَّهُ فِعْلُ أَهْلِ الْمَصَائِبِ حَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ وَقَوْلُ عَائِشَةَ أَعْلَى مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ الْجَمِيعِ تَنْبِيهٌ وَقَعَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيِّ فِي بَابِ الْخَصْرِ فِي الصَّلَاةِ وَرُوِيَ أَنَّهُ اسْتِرَاحَةُ أَهْلِ النَّارِ وَمَا أَظُنُّ أَنَّ قَوْلَهُ رُوِيَ إلَخْ إِلَّا مِنْ كَلَامه لامن كَلَامِ الْبُخَارِيِّ وَقَدْ ذَكَرْتُ مَنْ رَوَاهُ وَلِلَّهِ الْحَمد وَالله أعلم( قَولُهُ بَابُ رَفْعِ الْأَيْدِي فِي الصَّلَاةِ لِأَمْرٍ يَنْزِلُ بِهِ) ذَكَرَ فِيهِ حَدِيثَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي حَازِم وَعبد الْعَزِيز هَذَا هُوَ بن أَبِي حَازِمٍ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [1220] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: "نُهِيَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا".
وبه قال: ( حدّثنا عمرو بن عليّ) بسكون الميم، الصيرفي الفلاس، قال ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان، قال: ( حدّثنا هشام) القردوسي قال ( حدّثنا محمد) هو: ابن سيرين ( عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال) : ( نهي) بضم النون، مبنيًّا للمفعول، وللكشميهني: نهى النبي، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( أن يصلّي الرجل مختصرًا) وللكشميهني: مختصرًا، بتشديد الصاد.
18 - باب تَفَكُّرِ الرَّجُلِ الشَّىْءَ فِي الصَّلاَةِ وَقَالَ عُمَرُ -رضي الله عنه-: إِنِّي لأُجَهِّزُ جَيْشِي وَأَنَا فِي الصَّلاَةِ هذا ( باب) بالتنوين ( يفكر الرجل) وكذا كل مكلف ( الشيء) بضم المثناة التحتية وسكون الفاء وكسر الكاف مخففة، والشيء: نصب على المفعولية، ولابن عساكر، وأبي ذر: تفكر الرجل، بفتح المثناة الفوقية والفاء وضم الكاف المشددة، ولابن عساكر: شيئًا، وللأصيلي: في الشيء ( في الصلاة) .
( وقال عمر) بن الخطاب ( رضي الله عنه) مما رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن حفص بن عاصم، عن أبي عثمان النهدي عنه ( إني لأجهز جيشي) لأجل الجهاد ( وأنا في الصلاة) .
وروى ابن أبي شيبة أيضًا من طريق عروة بن الزبير، قال عمر رضي الله عنه: إني لأحسب جزية البحرين وأنا في الصلاة.
وروى صالح بن أحمد بن حنبل، في كتاب المسائل، عن أبيه، عن طريق همام بن الحرث قال: إن عمر، رضي الله عنه، صلّى المغرب فلم يقرأ، فلما انصرف، قالوا: يا أمير المؤمنين إنك لم تقرأ.
فقال: إني حدثت نفسي وأنا في الصلاة بعير جهزتها من المدينة حتى دخلت الشام، ثم أعاد وأعاد القراءة.
وهذا يدل على أنه إنما أعاد لترك القراءة لا لكونه كان مستغرقًا في الفكرة.
1221 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا عُمَرُ هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ -رضي الله عنه- قَالَ: "صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْعَصْرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ سَرِيعًا دَخَلَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، ثُمَّ خَرَجَ وَرَأَى مَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ مِنْ تَعَجُّبِهِمْ لِسُرْعَتِهِ فَقَالَ: ذَكَرْتُ -وَأَنَا فِي الصَّلاَةِ- تِبْرًا عِنْدَنَا فَكَرِهْتُ أَنْ يُمْسِيَ -أَوْ يَبِيتَ- عِنْدَنَا فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ".
وبه قال: ( حدّثنا إسحاق بن منصور) الكوسج، قال: ( حدّثنا روح) بفتح الراء بن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي البصري، قال: ( حدّثنا عمر) بضم العين ( هو: ابن سعيد) بكسر العين المكي ( قال: أخبرني) بالإفراد ( ابن أبي مليكة) عبد الله، ومليكة: بضم الميم وفتح اللام مصغرًا ( عن عقبة بن الحارث) بضم العين وسكون القاف ( رضي الله عنه، قال) : ( صليت مع النبي، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، العصر، فلما سلم قام سريعًا دخل على بعض نسائه) رضي الله عنهن ( ثم خرج، ورأى ما في وجوه القوم من تعجبهم لسرعته، فقال) : ( ذكرت) أي: تفكّرت ( -وأنا في الصلاة- تبرًا عندنا) من تبر الصدقة، وهو ما كان من الذهب غير مضروب ( فكرهت أن يمسي أو) قال: ( يبيت عندنا) خوفًا من حبس صدقة المسلمين ( فأمرت بقسمته) .
فإن قلت: ما موضع الترجمة؟ أجيب: من قوله: ذكرت وأنا في الصلاة تبرًا، لأنه تفكّر في أمر التبر وهو في الصلاة، ولم يعدها.
1222 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ جَعْفَرٍ عَنِ الأَعْرَجِ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِذَا أُذِّنَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ أَقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ أَدْبَرَ، فَإِذَا سَكَتَ أَقْبَلَ، فَلاَ يَزَالُ بِالْمَرْءِ يَقُولُ لَهُ اذْكُرْ مَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى لاَ يَدْرِي كَمْ صَلَّى».
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِذَا فَعَلَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَسَمِعَهُ أَبُو سَلَمَةَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه.
وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير) أبوه عبد الله ونسبه إلى جده لشهرته به، المخزومي، مولاهم، المصري المتوفى سنة إحدى وثلاثين ومائتين، ( قال: حدّثنا الليث) بن سعد المصري ( عن جعفر) هو ابن ربيعة المصري ( عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز ( قال: قال) لي ( أبو هريرة) في رواية الإسماعيلي: عن أبي هريرة ( رضي الله عنه،قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) : ( إذا أذن بالصلاة) بضم الهمزة وكسر الذال ( أدبر الشيطان) حال كونه ( له ضراط) حقيقة أو مجازًا عن شغله نفسه بالتصويت ( حتى لا يسمع التأذين، فإذا سكت المؤذن) بعد الفراغ من التأذين ( أقبل) الشيطان ( فإذا ثوب) بضم المثلثة وكسر الواو، أي: أقيمت الصلاة ( أدبر) الشيطان ( فإذا سكت) بعد الفراغ من الإقامة ( أقبل) الشيطان ( فلا يزال بالمرء) المصلي ( يقول له: اذكر ما لم يكن يذكر حتى لا يدري) وهو في الصلاة ( كم صلى) أثلاثًا أم أربعًا.
( قال أبو سلمة بن عبد الرحمن) مما هو طرف من حديث يأتي في السهو، وليس هو من رواية جعفر بن ربيعة عن أبي سلمة ( وإذا فعل أحدكم ذلك) أي: ما ذكر من كونه لا يدري وهو في صلاته كم صلّى ( فليسجد) ندبًا ( سجدتين) للتردد في زيادتها ( وهو قاعد) بعد أن يأخذ باليقين ويطرح المشكوك فيه، ويأتي بالباقي ولا يرجع في فعلها إلى ظنه، ولا إلى قول غيره وإن كان جميعًا كثيرًا.
( وسمعه أبو سلمة) بن عبد الرحمن ( من أبي هريرة رضي الله عنه) :

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [1220] حدثنا عمرو بن علي: حدثنا يحيى: نا هشام: ثنا محمد، عن أبي هريرة، قال: نهي أن يصلي الرجل مختصرا.
وقال هشام وأبو هلال، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
حاصل ما ذكره في هذا الباب: أن هذا الحديث اختلف في لفظه على ابن سيرين: فرواه أيوب، عنه، عن أبي هريرة، قال: ( ( نهي) ) .
ثم خرجه من طريق يحيى القطان، عن هشام، عنه كذلك.
ثم قال: وقال هشام وأبو هلال، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة: نهى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - – فصرحا برفعه.
وقد أشكل هذا على بعضهم، فقال: كيف يخرجه من طريق هشام [ ... ] .
ثم يذكر أن هشاما صرح فيه بذكرالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ وقال بعضهم: إن الحديث في رواية أبي ذر الهروي، من طريقيحيى، عن هشام – مرفوعا، وأنه الصواب.
وهذا هو عين الخطأ؛ فإن يحيى إنما رواه عن هشام بلفظ ( ( نهي) ) .
وإنما مراد البخاري: أن هشاما اختلف عليهِ في ذكر النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فخرجه من طريق القطان، عنه بلفظة: ( ( نهي) ) ، ثُمَّ ذكر أنه روي مصرحا برفعه.
وكذا ذكره الدارقطني في ( ( علله) ) : أن هشاما اختلف عليه فيه، فرواه جماعة عنه، وقالوا: نهى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، منهم: زائدة وعبد الوهاب الثقفي وجرير بن عبد الحميد وغيرهم.
وقال الثوري والقطان وحفص بن غياث وأسباط بن محمد ويزيد بن هارون وحماد بن زيد، عن هشام: ( ( نهي) ) ، ولم يصرحوا برفعه.
إلا أن في رواية أسباط: ( ( نهينا) ) ، وهذا كالتصريح.
ورواه أيوب وأشعث بن عبد الملك، عن محمد، عن أبي هريرة.
قال: وراوه عمران بن خالد، عن ابن سيرين.
عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وكذا روي عن أبي جعفر الرازي، عن قتادة، عن ابن سيرين.
قال الدارقطني: وقد تقدم قولنا في أن ابن سيرين من تورعه وتوقيه، تارة يصرح بالرفع، وتارة يوميء، وتارة يتوقف، على حسب نشاطه في الحال انتهى.
ولم يذكر رواية أبي هلال، عن ابن سيرين، المصرحة بالرفع، التي علقها البخاري.
وخرج هذا الحديث مسلم في ( ( صحيحه) ) من رواية أبي خالد وأبي أسامة وابن المبارك – جميعا –، عن هشام، مصرحا برفعه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[أنه نهى] أن يصلي الرجل مختصراً.
وخرج ابن حبان في ( ( صحيحه) ) من طريق عيسى بن يونس، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ( ( الاختصار في الصلاة راحة أهل النار) ) .
وقال: يعني: أنه فعل اليهود والنصارى، وهم أهل النار.
كذا خرجه؛ وإنما رواه عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن الأزور، عن هشام بهذا اللفظ.
وكذا خرجه الطبراني والعقيلي من رواية عيسى بن يونس، عنه وقال العقيلي: لايتابع عبيد الله بن الأزور على لفظه.
و ( ( الاختصار) ) ، فسره الأكثرون بوضع اليد على الخاصرة في الصلاة، وبذلك فسره الترمذي في ( ( جامعه) ) ، وعليه يدل تبويب النسائي.
وروى الإمام أحمد في ( ( مسنده) ) عن يزيد بن هارون، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: نهي عن الاختصار في الصلاة.
قلنا لهشام: ما الاختصار؟ قالَ: يضع يده على خصره وهو يصلي.
قالَ يزيد: قلنا لهشام: ذكره عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قالَ برأسه – أي: نعم.
وبهذا التفسير فسره جمهور أهل اللغة، وأهل غريب الحديث، وعامة المحدثين والفقهاء، وهو الصحيح الذي عليه الجمهور.
وقد قيل: إنه إنما نهى عنه؛ لأنه فعل المتكبرين، فلا يليق بالصلاة.
وقيل: إنه فعل اليهود.
وقيل: فعل الشيطان.
فلذلك كرهه بعضهم في الصلاة وغيرها.
قد خرج البخاري في ( ( كتابه) ) هذا في ( ( ذكر بني إسرائيل) ) ، من رواية مسروق، عن عائشة، أنها كانت تكره أن يجعل يده في خاصرته، وتقول: إن اليهود تفعله.
وخرجه سعيد بن منصور في ( ( سننه) ) ، ولفظه: أن عائشة كانت تكره الاختصار في الصلاة، وتقول: لاتشبهوا باليهود.
وخرجه عبد الرزاق، ولفظه: إن عائشة نهت أن يجعل الرجل أصابعه في خاصرته في الصلاة، كما تصنع اليهود.
وروي عن عائشة، أنها قالت: هكذا أهل النار.
وعن ابن عباس، قال: إن الشيطان يحضر ذلك.
وعن مجاهد، قال: هو استراحة أهل النار في النار.
خرجه كله وكيع بن الجراح، وعنه ابن أبي شيبة.
وروى ابن أبي شيبة بإسناده، عن حميد الهلالي، قال: إنما كرهالخصر في الصلاة أن إبليس أهبط مختصراً.
وروى صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، قال: إذا قام أحدكم إلى الصلاة، فلا يجعل يديه في خاصرته؛ فإن الشيطان يحضر ذَلِكَ.
خرجه عبد الرزاق.
وروى سعيد بن زياد الشيباني، عن زياد بن صبيح، قال: صليت جنب ابن عمر، فوضعت يدي على خصري، فقال لي هكذا – ضربه بيده -، فلما صليت قلت: يا أبا عبد الرحمن، مارابك مني؟ قالَ: إن هذا الصلب، وأن النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهانا عنه.
خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي.
وزياد بن صبيح –ويقال: ابن صباح – الحنفي، وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، وقال الدارقطني: يعتبر به.
قال: وسعيد بنزياد الشيباني، الراوي عنه، لايحتج به، ولكن يعتبر به، قال: لا أعرف له إلا هذا الحديث -: نقله عنه البرقاني.
وسعيد بن زياد، قال ابن معين: صالح.
ووثقه ابن حبان.
وحكى ابن المنذر كراهة الاختصار في الصلاة على هذا الوجه عن ابن عباس وعائشة ومجاهد والنخعي وأبي مجلز ومالك والأوزاعي وأصحاب الرأي.
انتهى.
وهو قول عطاء والشافعي وأحمد – أيضا.
ومن الناس من فسر الاختصار في حديث أبي هريرة بأن يمسك بيده شيئاً يعتمد عليه في الصلاة؛ فإن العصى ونحوها مما يعتمد عليهِ يسمى مخصرة.
وفسره بعضهم باختصار السورة، فيقرأ بعضها.
وفسره بعضهم باختصار افعال الصلاة، فلا يتم قيامها ولا ركوعها ولا سجودها.
وقد بوب أبو داود في ( ( سننه) ) على ( ( التخصر والإقعاء في الصلاة) ) ،فخرج فيه: حديث ابن عمر المشار إليه.
ثم بوب على ( ( الاختصار في الصلاة) ) ، وخرج فيه: حديث أبي هريرة هذا.
ثم اتبعه: ( ( باب: يعتمد في الصلاة على عصى) ) .
فلعله فسر الاختصار بالاعتماد، كما قال بعضهم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
18 - باب تفكر الرجل الشيء في الصلاة وقال عمر: إني لأجهز جيشي وأنا في الصلاة.
روى ابن عون، عن الشعبي، قال: قال أبو موسى الأشعري: صلى بنا عمر ولم يقرأ، فقلت: لم تقرأ، فقال: لقد رأيتني أجهز عيراً بكدى وأفعل كذا، فأعاد الصلاة.
ورواه يونس، عن الشعبي، عن زياد بن عياض الأشعري، أن عمر صلى بهم المغرب فلم يقرأ، ثم قال: إنما شغلني عن الصلاة عير جهزتها إلى الشام، فجعلت أفكر في أحلاسها وأقتابها.
خرجه صالح ابن الإمام أحمد في ( ( مسائله) ) ، عن أبيه بإسناده.
وخرجه - أيضا - من وجه آخر عن الشعبي، عن عمر - مرسلا.
وقد سبق ذكر بعض طرقه في ( ( أبواب القراءة في الصلاة) ) .
وروى الأعمش، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث، أن عمر صلى بالناس المغرب، ولم يقرأ فيها شيء، فلما فرغ قالوا له: يا أمير المؤمنين، إنك لم تقرأ شيئاً؟ قالَ: لم أزل أنزل البعير منزلا منزلا، حتَّى وردت الشام، ثُمَّ أعاد الصَّلاة.
[خرجه] الجوزجاني.
وليس فكر عمر في تجهيز الجيوش في الصلاة من حديث النفس المذموم، بل هو من نوع الجهاد في سبيل الله؛ فإنه كانَ عظيم الاهتمام بذلك، فكان يغلب عليهِ الفكر فيهِ في الصَّلاة وغيرها.
ومن شدة اهتمامه بذلك غلب عليه الفكر في جيش سارية بن زنيم بأرض العراق، وهو يخطب يوم الجمعة على المنبر، فألهمه الله، فناداه، فاسمعه الله صوته، ففعل سارية ما أمره به عمر، فكان سبب الفتح والنصر.
وقال سفيان الثوري: بلغني أن عمر قال: إني لأحسب جزية البحرين وأنا في الصلاة.
ورواه وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن عمر قاله.
وهذا كله من شدة اهتمام عمر بأمر الرعية، وما فيه صلاحهم، فكان يغلب عليه ذلك في صلاته، فتجتمع له صلاة وقيام بأمور الأمة وسياسته لهم في حالة واحدة.
خرج البخاري في هذا الباب ثلاثة أحاديث: الاول:

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [ قــ :1176 ... غــ :1220] .

     قَوْلُهُ  مُتَخَصِّرًا فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ مُخَصَّرًا بِتَشْدِيدِ الصَّادِ وَلِلنَّسَائِيِّ مُخْتَصِرًا بِزِيَادَةِ الْمُثَنَّاةِ وَلِلْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ قِيلَ لِأَيُّوبَ إِنَّ هِشَامًا رَوَى عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ نُهِيَ عَنِ الِاخْتِصَارِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ إِنَّمَا قَالَ التَّخَصُّرَ وَكَأَنَّ سَبَب إِنْكَار أَيُّوبَ لَفْظُ الِاخْتِصَارِ لِكَوْنِهِ يُفْهِمُ مَعْنًى آخَرَ غير التخصر كَمَا سَيَأْتِي وَقد فسره بن أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ فَقَالَ فِيهِ قَالَ بن سِيرِينَ هُوَ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى خَاصِرَتِهِ وَهُوَ يُصَلِّي وَبِذَلِكَ جَزَمَ أَبُو دَاوُدَ وَنَقَلَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ تَفْسِيرِهِ وَحَكَى الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ أَنَّ الْمُرَادَ بِالِاخْتِصَارِ قِرَاءَةُ آيَةٍ أَوْ آيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ السُّورَةِ وَقِيلَ أَنْ يُحْذَفَ الطُّمَأْنِينَةُ وَهَذَانِ الْقَوْلَانِ وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمَا مِنَ الِاخْتِصَارِ مُمْكِنًا لَكِنَّ رِوَايَةَ التَّخَصُّرِ وَالْخَصْرِ تَأْبَاهُمَا وَقِيلَ الِاخْتِصَارُ أَنْ يَحْذِفَ الْآيَةَ الَّتِي فِيهَا السَّجْدَةُ إِذَا مَرَّ بِهَا فِي قِرَاءَتِهِ حَتَّى لَا يَسْجُدَ فِي الصَّلَاةِ لِتِلَاوَتِهَا حَكَاهُ الْغَزَالِيُّ وَحَكَى الْخَطَّابِيُّ أَنَّ مَعْنَاهُ أَنْ يُمْسِكَ بِيَدِهِ مِخْصَرَةً أَيْ عَصًا يَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا فِي الصَّلَاةِ وَأَنْكَرَ هَذَا بن الْعَرَبِيِّ فِي شَرْحِ التِّرْمِذِيِّ فَأَبْلَغَ وَيُؤَيِّدُ الْأَوَّلَ مَا رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ بن عُمَرَ فَوَضَعْتُ يَدِيَّ عَلَى خَاصِرَتِي فَلَمَّا صَلَّى قَالَ هَذَا الصَّلْبُ فِي الصَّلَاةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْهُ وَاخْتُلِفَ فِي حِكْمَةِ النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ فَقِيلَ لِأَن إِبْلِيس اهبط متخصرا أخرجه بن أَبِي شَيْبَةَ مِنْ طَرِيقِ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ مَوْقُوفًا وَقِيلَ لِأَنَّ الْيَهُودَ تُكْثِرُ مِنْ فِعْلِهِ فَنُهِيَ عَنْهُ كَرَاهَةً لِلتَّشَبُّهِ بِهِمْ أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّفُ فِي ذِكْرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْ عَائِشَةَ زَادَ بن أَبِي شَيْبَةَ فِيهِ فِي الصَّلَاةِ وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ لَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَقِيلَ لِأَنَّهُ رَاحَةُ أهل النَّار أخرجه بن أَبِي شَيْبَةَ أَيْضًا عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ وَضْعُ الْيَدِ عَلَى الْحِقْوِ اسْتِرَاحَةُ أَهْلِ النَّارِ وَقِيلَ لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّاجِزِ حِينَ يُنْشِدُ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ مِنْ طَرِيقِ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ وَقِيلَ لِأَنَّهُ فِعْلُ الْمُتَكَبِّرِينَ حَكَاهُ الْمُهَلَّبُ وَقِيلَ لِأَنَّهُ فِعْلُ أَهْلِ الْمَصَائِبِ حَكَاهُ الْخَطَّابِيُّ وَقَوْلُ عَائِشَةَ أَعْلَى مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ الْجَمِيعِ تَنْبِيهٌ وَقَعَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيِّ فِي بَابِ الْخَصْرِ فِي الصَّلَاةِ وَرُوِيَ أَنَّهُ اسْتِرَاحَةُ أَهْلِ النَّارِ وَمَا أَظُنُّ أَنَّ قَوْلَهُ رُوِيَ إلَخْ إِلَّا مِنْ كَلَامه لامن كَلَامِ الْبُخَارِيِّ وَقَدْ ذَكَرْتُ مَنْ رَوَاهُ وَلِلَّهِ الْحَمد وَالله أعلم

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :1176 ... غــ :1220 ]
- حدثنا عمرو بن علي: حدثنا يحيى: نا هشام: ثنا محمد، عن أبي هريرة، قال: نهي أن يصلي الرجل مختصرا.
وقال هشام وأبو هلال، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
حاصل ما ذكره في هذا الباب: أن هذا الحديث اختلف في لفظه على ابن سيرين:
فرواه أيوب، عنه، عن أبي هريرة، قال: ( ( نهي) ) .

ثم خرجه من طريق يحيى القطان، عن هشام، عنه كذلك.

ثم قال: وقال هشام وأبو هلال، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة: نهى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - – فصرحا برفعه.

وقد أشكل هذا على بعضهم، فقال: كيف يخرجه من طريق هشام [ ... ] .

ثم يذكر أن هشاما صرح فيه بذكرالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟
وقال بعضهم: إن الحديث في رواية أبي ذر الهروي، من طريق يحيى، عن هشام – مرفوعا، وأنه الصواب.

وهذا هو عين الخطأ؛ فإن يحيى إنما رواه عن هشام بلفظ ( ( نهي) ) .

وإنما مراد البخاري: أن هشاما اختلف عليهِ في ذكر النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فخرجه من طريق القطان، عنه بلفظة: ( ( نهي) ) ، ثُمَّ ذكر أنه روي مصرحا برفعه.

وكذا ذكره الدارقطني في ( ( علله) ) : أن هشاما اختلف عليه فيه، فرواه جماعة
عنه، وقالوا: نهى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، منهم: زائدة وعبد الوهاب الثقفي وجرير بن عبد الحميد وغيرهم.

وقال الثوري والقطان وحفص بن غياث وأسباط بن محمد ويزيد بن هارون وحماد بن زيد، عن هشام: ( ( نهي) ) ، ولم يصرحوا برفعه.

إلا أن في رواية أسباط: ( ( نهينا) ) ، وهذا كالتصريح.

ورواه أيوب وأشعث بن عبد الملك، عن محمد، عن أبي هريرة.

قال: وراوه عمران بن خالد، عن ابن سيرين.
عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

وكذا روي عن أبي جعفر الرازي، عن قتادة، عن ابن سيرين.

قال الدارقطني: وقد تقدم قولنا في أن ابن سيرين من تورعه وتوقيه، تارة يصرح بالرفع، وتارة يوميء، وتارة يتوقف، على حسب نشاطه في الحال انتهى.
ولم يذكر رواية أبي هلال، عن ابن سيرين، المصرحة بالرفع، التي علقها البخاري.

وخرج هذا الحديث مسلم في ( ( صحيحه) ) من رواية أبي خالد وأبي أسامة وابن المبارك – جميعا –، عن هشام، مصرحا برفعه عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[أنه نهى] أن يصلي الرجل مختصراً.

وخرج ابن حبان في ( ( صحيحه) ) من طريق عيسى بن يونس، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ( ( الاختصار في الصلاة راحة أهل النار) ) .

وقال: يعني: أنه فعل اليهود والنصارى، وهم أهل النار.

كذا خرجه؛ وإنما رواه عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن الأزور، عن هشام بهذا اللفظ.
وكذا خرجه الطبراني والعقيلي من رواية عيسى بن يونس، عنه وقال العقيلي: لايتابع عبيد الله بن الأزور على لفظه.

و ( ( الاختصار) ) ، فسره الأكثرون بوضع اليد على الخاصرة في الصلاة، وبذلك فسره الترمذي في ( ( جامعه) ) ، وعليه يدل تبويب النسائي.

وروى الإمام أحمد في ( ( مسنده) ) عن يزيد بن هارون، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: نهي عن الاختصار في الصلاة.
قلنا لهشام: ما الاختصار؟ قالَ: يضع يده على خصره وهو يصلي.
قالَ يزيد: قلنا لهشام: ذكره عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟
قالَ برأسه – أي: نعم.

وبهذا التفسير فسره جمهور أهل اللغة، وأهل غريب الحديث، وعامة المحدثين والفقهاء، وهو الصحيح الذي عليه الجمهور.

وقد قيل: إنه إنما نهى عنه؛ لأنه فعل المتكبرين، فلا يليق بالصلاة.
وقيل: إنه فعل اليهود.

وقيل: فعل الشيطان.

فلذلك كرهه بعضهم في الصلاة وغيرها.

قد خرج البخاري في ( ( كتابه) ) هذا في ( ( ذكر بني إسرائيل) ) ، من رواية
مسروق، عن عائشة، أنها كانت تكره أن يجعل يده في خاصرته، وتقول: إن اليهود تفعله.

وخرجه سعيد بن منصور في ( ( سننه) ) ، ولفظه: أن عائشة كانت تكره الاختصار في الصلاة، وتقول: لاتشبهوا باليهود.

وخرجه عبد الرزاق، ولفظه: إن عائشة نهت أن يجعل الرجل أصابعه في خاصرته في الصلاة، كما تصنع اليهود.

وروي عن عائشة، أنها قالت: هكذا أهل النار.

وعن ابن عباس، قال: إن الشيطان يحضر ذلك.

وعن مجاهد، قال: هو استراحة أهل النار في النار.

خرجه كله وكيع بن الجراح، وعنه ابن أبي شيبة.

وروى ابن أبي شيبة بإسناده، عن حميد الهلالي، قال: إنما كره الخصر في الصلاة أن إبليس أهبط مختصراً.

وروى صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، قال: إذا قام أحدكم إلى الصلاة، فلا يجعل يديه في خاصرته؛ فإن الشيطان يحضر ذَلِكَ.

خرجه عبد الرزاق.

وروى سعيد بن زياد الشيباني، عن زياد بن صبيح، قال: صليت جنب ابن
عمر، فوضعت يدي على خصري، فقال لي هكذا – ضربه بيده -، فلما صليت قلت: يا أبا عبد الرحمن، مارابك مني؟ قالَ: إن هذا الصلب، وأن النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهانا عنه.

خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي.

وزياد بن صبيح –ويقال: ابن صباح – الحنفي، وثقه ابن معين والنسائي
وغيرهما، وقال الدارقطني: يعتبر به.

قال: وسعيد بن زياد الشيباني، الراوي عنه، لايحتج به، ولكن يعتبر به، قال: لا أعرف له إلا هذا الحديث -: نقله عنه البرقاني.

وسعيد بن زياد، قال ابن معين: صالح.
ووثقه ابن حبان.

وحكى ابن المنذر كراهة الاختصار في الصلاة على هذا الوجه عن ابن عباس وعائشة ومجاهد والنخعي وأبي مجلز ومالك والأوزاعي وأصحاب الرأي.
انتهى.

وهو قول عطاء والشافعي وأحمد – أيضا.

ومن الناس من فسر الاختصار في حديث أبي هريرة بأن يمسك بيده شيئاً يعتمد عليه في الصلاة؛ فإن العصى ونحوها مما يعتمد عليهِ يسمى مخصرة.

وفسره بعضهم باختصار السورة، فيقرأ بعضها.

وفسره بعضهم باختصار افعال الصلاة، فلا يتم قيامها ولا ركوعها ولا
سجودها.

وقد بوب أبو داود في ( ( سننه) ) على ( ( التخصر والإقعاء في الصلاة) ) ، فخرج فيه: حديث ابن عمر المشار إليه.

ثم بوب على ( ( الاختصار في الصلاة) ) ، وخرج فيه: حديث أبي هريرة هذا.

ثم اتبعه: ( ( باب: يعتمد في الصلاة على عصى) ) .

فلعله فسر الاختصار بالاعتماد، كما قال بعضهم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :1176 ... غــ : 1220 ]
- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: "نُهِيَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا".

وبه قال: ( حدّثنا عمرو بن عليّ) بسكون الميم، الصيرفي الفلاس، قال ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان، قال: ( حدّثنا هشام) القردوسي قال ( حدّثنا محمد) هو: ابن سيرين ( عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال) :
( نهي) بضم النون، مبنيًّا للمفعول، وللكشميهني: نهى النبي، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( أن يصلّي الرجل مختصرًا) وللكشميهني: مختصرًا، بتشديد الصاد.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [ قــ :1176 ... غــ :1220]
( حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ قَالَ حَدثنَا يحيى قَالَ حَدثنَا هِشَام قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ.
قَالَ نهي أَن يُصَلِّي الرجل مُخْتَصرا)
مُطَابقَة هَذَا الحَدِيث بِطرقِهِ للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة وَالْكَلَام فِيهِ على أَنْوَاع.
الأول فِي رِجَاله وهم تِسْعَة.
الأول أَبُو النُّعْمَان مُحَمَّد بن الْفضل السدُوسِي الملقب بعارم.
الثَّانِي حَمَّاد بن زيد.
الثَّالِث أَيُّوب بن أبي تَمِيمَة السّخْتِيَانِيّ.
الرَّابِع مُحَمَّد بن سِيرِين.
الْخَامِس هِشَام بن حسان أَبُو عبد الله القردسي بِضَم الْقَاف مَاتَ سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَة.
السَّادِس أَبُو هِلَال مُحَمَّد بن سليم الرَّاسِبِي بالراء وبالسين الْمُهْملَة وبالباء الْمُوَحدَة مَاتَ سنة سبع وَسِتِّينَ وَمِائَة.
السَّابِع عَمْرو بن عَليّ الصَّيْرَفِي الفلاس.
الثَّامِن يحيى بن سعيد الْقطَّان.
التَّاسِع أَبُو هُرَيْرَة ( النَّوْع الثَّانِي فِي لطائف إِسْنَاده) هَذِه الطّرق فِيهَا التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي خَمْسَة مَوَاضِع وفيهَا العنعنة فِي سَبْعَة مَوَاضِع وفيهَا القَوْل فِي سِتَّة مَوَاضِع وفيهَا أَن رواتها بصريون وفيهَا أَبُو هِلَال وَقد أدخلهُ البُخَارِيّ فِي الضُّعَفَاء وَاسْتشْهدَ بِهِ هَهُنَا وَرُوِيَ لَهُ فِي كتاب الْقِرَاءَة خلف الإِمَام وَغَيره وفيهَا أَن الطَّرِيق الأول مُسْند وَلكنه مَوْقُوف ظَاهرا وَلَكِن فِي الْحَقِيقَة مَرْفُوع لِأَن قَوْله نهي وَإِن كَانَ بِضَم النُّون على صِيغَة الْمَجْهُول لَكِن الناهي هُوَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَمَا فِي الطَّرِيق الثَّانِي وَهُوَ رِوَايَة هِشَام وَقد صلها البُخَارِيّ لَكِن وَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر عَن الْحَمَوِيّ وَالْمُسْتَمْلِي نهى بِفَتْح النُّون على الْبناء للْفَاعِل وَلكنه لم يسمه وَقد رَوَاهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ من طَرِيق أبي أُسَامَة عَن هِشَام بِلَفْظ " نهى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَن يُصَلِّي الرجل مُخْتَصرا " النَّوْع الثَّالِث فِيمَن أخرجه غَيره رَوَاهُ مُسلم عَن أبي بكر بن أبي شيبَة عَن أبي أُسَامَة وَأبي خَالِد الْأَحْمَر وَعَن الحكم بن مُوسَى عَن ابْن الْمُبَارك وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن يَعْقُوب بن كَعْب عَن مُحَمَّد بن سَلمَة الْحَرَّانِي وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن أبي كريب عَن أبي أُسَامَة عَن هِشَام بن حسان.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن سُوَيْد بن نصر عَن ابْن الْمُبَارك وَعَن اسحق بن إِبْرَاهِيم عَن جرير بن عبد الحميد النَّوْع الرَّابِع فِي اخْتِلَاف أَلْفَاظه فَفِي إِحْدَى روايتي البُخَارِيّ نهى عَن الخصر وَفِي الْأُخْرَى مُخْتَصرا وَفِي رِوَايَة أبي ذَر عَن الْكشميهني مخصرا بتَشْديد الصَّاد وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيّ متخصرا بِزِيَادَة التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد " نهى عَن الِاخْتِصَار " وَفِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ " نهى عَن التخصر ".
النَّوْع الْخَامِس فِي مَعْنَاهُ وَقد ذكرنَا أَن الخصر وضع الْيَد على الخاصرة وَقَوله " مُخْتَصرا " من الِاخْتِصَار وَقد فسره التِّرْمِذِيّ بقوله والاختصار هُوَ أَن يضع الرجل يَده على خاصرته فِي الصَّلَاة وَكَأَنَّهُ أَرَادَ نفس الِاخْتِصَار الْمنْهِي عَنهُ وَإِلَّا فحقيقة الِاخْتِصَار لَا تتقيد بِكَوْنِهَا فِي الصَّلَاة وَفَسرهُ أَبُو دَاوُد عقيب حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَقَالَ يَعْنِي أَن يضع يَده على خاصرته وَمَا فسره بِهِ التِّرْمِذِيّ فسره بِهِ مُحَمَّد بن سِيرِين رَاوِي الحَدِيث فِيمَا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه عَن أبي أُسَامَة عَن هِشَام عَن مُحَمَّد وَهُوَ أَن يضع يَده على خاصرته وَهُوَ يُصَلِّي وَكَذَا فسره هِشَام فِيمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَنهُ وَحكى الْخطابِيّ وَغَيره قولا آخر فِي تَفْسِير الِاخْتِصَار وَهُوَ أَن يمسك بيدَيْهِ مخصرة أَي عَصا يتَوَكَّأ عَلَيْهَا وَأنْكرهُ ابْن الْعَرَبِيّ وَعَن الْهَرَوِيّ فِي الغريبين وَابْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة وَهُوَ أَن يختصر السُّورَة فَيقْرَأ من آخرهَا آيَة أَو آيَتَيْنِ وَحكى الْهَرَوِيّ أَيْضا وَهُوَ أَن يحذف فِي الصَّلَاة فَلَا يمد قِيَامهَا وركوعها وسجودها وَقيل يختصر الْآيَات الَّتِي فِيهَا السَّجْدَة فِي الصَّلَاة فَيسْجد فِيهَا وَالْقَوْل الأول هُوَ الْأَصَح وَيُؤَيِّدهُ مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد حَدثنَا هناد بن السّري عَن وَكِيع عَن سعيد بن زِيَاد عَن زِيَاد بن صبيح الْحَنَفِيّ قَالَ " صليت إِلَى جنب ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا فَوضعت يَدي على خاصرتي فَلَمَّا صلى قَالَ هَذَا الصلب فِي الصَّلَاة وَكَانَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينْهَى عَنهُ " قَوْله " هَذَا الصلب " أَي شبه الصلب لِأَن المصلوب يمد بَاعه على الْجذع وهيئة الصلب فِي الصَّلَاة أَن يضع يَدَيْهِ على خاصرته ويجافي بَين عضديه فِي الْقيام النَّوْع السَّادِس فِي الْحِكْمَة فِي النَّهْي عَن الخصر فَقيل لِأَن إِبْلِيس أهبط مُخْتَصرا رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة من طَرِيق حميد بن هِلَال مَوْقُوفا قيل لِأَن الْيَهُود تكْثر من فعله فَنهى عَنهُ كَرَاهَة للتشبه بهم أخرجه البُخَارِيّ فِي ذكر بني إِسْرَائِيل من رِوَايَة أبي الْفَتْح عَن مَسْرُوق " عَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا أَنَّهَا كَانَت تكره أَن يضع يَده على خاصرته تَقول أَن الْيَهُود تَفْعَلهُ " زَاد ابْن أبي شيبَة فِي رِوَايَة لَهُ " فِي الصَّلَاة " وَفِي رِوَايَة أُخْرَى " لَا تشبهوا باليهود " وَقيل لِأَنَّهُ رَاحَة أهل النَّار كَمَا روى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه عَن مُجَاهِد قَالَ " وضع الْيَدَيْنِ على الحقو استراحة أهل النَّار " وروى ابْن أبي شيبَة أَيْضا من رِوَايَة خَالِد بن معدان " عَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا أَنَّهَا رَأَتْ رجلا وَاضِعا يَده على خاصرته فَقَالَت هَكَذَا أهل النَّار فِي النَّار " وَهَذَا مُنْقَطع وَقد جَاءَ ذَلِك من حَدِيث مَرْفُوع رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة عِيسَى بن يُونُس عَن هِشَام بن حسان عَن ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ " الِاخْتِصَار فِي الصَّلَاة رَاحَة أهل النَّار " وَظَاهر هَذَا الْإِسْنَاد الصِّحَّة إِلَّا أَن الطَّبَرَانِيّ رَوَاهُ فِي الْأَوْسَط فَأدْخل بَين عِيسَى بن يُونُس وَبَين هِشَام عبد الله بن الْأَزْوَر.

     وَقَالَ  لم يروه عَن هِشَام إِلَّا عبد الله بن الْأَزْوَر تفرد بِهِ عِيسَى بن يُونُس وَعبد الله بن الْأَزْوَر ضعفه الْأَزْدِيّ وَالله أعلم.
وَقيل لِأَنَّهُ فعل المختالين والمتكبرين قَالَه الْمُهلب بن أبي صفرَة وَقيل لِأَنَّهُ شكل من أشكال أهل المصائب يضعون أَيْديهم على الخواصر إِذا قَامُوا فِي المآثم قَالَه الْخطابِيّ النَّوْع السَّابِع فِي حكم الخصر فِي الصَّلَاة اخْتلفُوا فِيهِ فكرهه ابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَعَائِشَة وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَمُجاهد وَأَبُو مجلز وَآخَرُونَ وَهُوَ قَول أبي حنيفَة وَمَالك وَالشَّافِعِيّ وَالْأَوْزَاعِيّ وَذهب أهل الظَّاهِر إِلَى تَحْرِيم الِاخْتِصَار فِي الصَّلَاة عملا بِظَاهِر الحَدِيث ( أسئلة وأجوبة) مِنْهَا مَا قيل أَن حَدِيث أم قيس بنت مُحصن عِنْد أبي دَاوُد من رِوَايَة هِلَال بن يسَاف قَالَ فِيهِ فدفعنا إِلَى وابصة بن معبد فَإِذا هُوَ مُعْتَمد على عَصا فِي صلَاته فَقُلْنَا بعد أَن سلمنَا فَقَالَ حَدَّثتنِي أم قيس بنت مُحصن " أَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما أسن وَحمل اللَّحْم اتخذ عمودا فِي مُصَلَّاهُ يعْتَمد عَلَيْهِ " انْتهى يُعَارض قَول من يُفَسر الِاخْتِصَار الْمنْهِي عَنهُ بإمساك الْمُصَلِّي مخصرة يتَوَكَّأ عَلَيْهَا وَأجِيب بِأَن هَذَا الحَدِيث لَا يَصح فَلَا يُقَاوم الحَدِيث الْمُتَّفق عَلَيْهِ والْحَدِيث وَإِن كَانَ أَبُو دَاوُد سكت عَنهُ فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَن عبد السَّلَام بن عبد الرَّحْمَن بن صَخْر الوابصي عَن أَبِيه وَعبد الرَّحْمَن بن صَخْر هَذَا لم يروه عَنهُ سوى وَلَده عبد السَّلَام قَالَه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن دَقِيق الْعِيد فِي الإِمَام.

     وَقَالَ  الْمزي فِي التَّهْذِيب أَن عبد السَّلَام لم يدْرك أَبَاهُ وَجَوَاب آخر هُوَ أَن يكون النَّهْي فِي حق من فعله بِغَيْر عذر بل للاستراحة وَحَدِيث أم قيس مَحْمُول على من فعل ذَلِك لعذر من كبر السن وَالْمَرَض وَنَحْوهمَا وَهَكَذَا قَالَ أَصْحَابنَا وَاسْتَدَلُّوا بِهِ على أَن الضَّعِيف وَالشَّيْخ الْكَبِير إِذا كَانَ قَادِرًا على الْقيام مُتكئا على شَيْء يُصَلِّي قَائِما مُتكئا وَلَا يقْعد وروى أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي مُصَنفه حَدثنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة " عَن عبد الرَّحْمَن بن عرَاك ابْن مَالك عَن أَبِيه قَالَ أدْركْت النَّاس فِي شهر رَمَضَان يرْبط لَهُم الحبال يتمسكون بهَا من طول الْقيام " وَحدثنَا وَكِيع عَن عِكْرِمَة بن عمار رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ " عَن عَاصِم بن سميح قَالَ رَأَيْت أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يُصَلِّي مُتكئا على عَصا " وَحدثنَا وَكِيع " عَن أبان بن عبد الله البَجلِيّ قَالَ رَأَيْت أَبَا بكر بن أبي مُوسَى يُصَلِّي مُتكئا على عَصا " وَمِنْهَا مَا قيل أَن صَاحب الْإِكْمَال ذكر فِي حَدِيث آخر " المختصرون يَوْم الْقِيَامَة على وُجُوههم النُّور ثمَّ قَالَ هم الَّذين يصلونَ بِاللَّيْلِ ويضعون أَيْديهم على خواصرهم من التَّعَب " قَالَ وَقيل يأْتونَ يَوْم الْقِيَامَة مَعَهم أَعمال يتكؤن عَلَيْهَا مَأْخُوذ من المخصرة وَهِي الْعَصَا وَأجَاب عَنهُ شَيخنَا زين الدّين رَحمَه الله هَذَا الحَدِيث لَا أعلم لَهُ أصلا وَهُوَ مُخَالف للأحاديث الصَّحِيحَة فِي النَّهْي عَن ذَلِك وعَلى تَقْدِير وُرُوده يكون المُرَاد أَن يكون بِأَيْدِيهِم مخاصر يختصرون وَيجوز أَن تكون أَعْمَالهم تجسد لَهُم كَمَا ورد فِي بعض الْأَعْمَال وَفِي حَدِيث عبد الله بن أنيس " إِن أقل النَّاس يَوْمئِذٍ المتخصرون " أَي يَوْم الْقِيَامَة رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير فِي قصَّة قَتله لخَالِد بن سُفْيَان الْهُذلِيّ وَفِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ خَالِد بن نُبيح من بني هُذَيْل وَأَنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أعطَاهُ عَصا فَقَالَ أمسك هَذِه عَنْك يَا عبد الله بن أنيس وَفِيه أَنه سَأَلَهُ لم أَعْطَيْتنِي هَذِه قَالَ آيَة بيني وَبَيْنك يَوْم الْقِيَامَة وَإِن أقل النَّاس المتخصرون يَوْمئِذٍ وَفِيه أَنَّهَا دفنت مَعَه.
وَمِنْهَا مَا قيل أَنه لَيْسَ لأهل النَّار المخلدين فِيهَا رَاحَة وَكَيف يذكر فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَنه قَالَ " الِاخْتِصَار فِي الصَّلَاة رَاحَة أهل النَّار " ( وَأجِيب) بِأَن أهل النَّار فِي النَّار على هَذِه الْحَالة وَلَا مَانع من ذَلِك أَنهم يختصرون لقصد الرَّاحَة وَلَا رَاحَة لَهُم فِي ذَلِك.