هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1094 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، قَالَ : ذَكَرَ أَبِي ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1094 حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، قال : ذكر أبي ، عن أبي سلمة ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : ما ألفاه السحر عندي إلا نائما تعني النبي صلى الله عليه وسلم
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

Narrated `Aisha:

In my house he (Prophet (p.b.u.h) ) never passed the last hours of the night but sleeping.

'A'icha () dit: «L'aube ne le trouvait chez moi qu'endormi» càd le Prophète ()...

":"ہم سے موسیٰ بن اسماعیل نے بیان کیا ، کہا کہ ہم سے ابراہیم بن سعد نے بیان کیا ، کہا کہ میرے باپ سعد بن ابراہیم نے اپنے چچا ابوسلمہ سے بیان کیا کہحضرت عائشہ صدیقہ رضی اللہ عنہا نے بتلایا کہ انہوں نے اپنے یہاں سحر کے وقت رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کو ہمیشہ لیٹے ہوئے پایا ۔

'A'icha () dit: «L'aube ne le trouvait chez moi qu'endormi» càd le Prophète ()...

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [1133] .

     قَوْلُهُ  مَا أَلْفَاهُ بِالْفَاءِ أَيْ وَجَدَهُ وَالسَّحَرُ مَرْفُوعٌ بِأَنَّهُ فَاعِلُهُ وَالْمُرَادُ نَوْمُهُ بَعْدَ الْقِيَامِ الَّذِي مَبْدَؤُهُ عِنْدَ سَمَاعِ الصَّارِخِ جَمْعًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رِوَايَةِ مَسْرُوقٍ الَّتِي قَبْلَهَا .

     قَوْلُهُ  تَعْنِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مَا أَلْفَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّحَرُ عَلَى فِرَاشِي أَوْ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا وَأَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ عَنْ مَحْمُودٍ الْوَاسِطِيِّ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ بِلَفْظِ مَا أَلْفَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدِي بِالْأَسْحَارِ إِلَّا وَهُوَ نَائِمٌ وَفِي هَذَا التَّصْرِيحُ بِرَفْعِ الْحَدِيثِ تَنْبِيه قَالَ بن التِّينِ قَوْلُهَا إِلَّا نَائِمًا تَعْنِي مُضطَجِعًا عَلَى جَنْبِهِ لِأَنَّهَا قَالَتْ فِي حَدِيثٍ آخَرَ فَإِنْ كُنْتُ يَقْظَانَةً حَدَّثَنِي وَإِلَّا اضْطَجَعَ انْتَهَى.

.
وَتَعَقَّبَهُ بن رَشِيدٍ بِأَنَّهُ لَا ضَرُورَةَ لِحَمْلِ هَذَا التَّأْوِيلِ لِأَنَّ السِّيَاقَ ظَاهِرٌ فِي النَّوْمِ حَقِيقَةً وَظَاهِرٌ فِي الْمُدَاوَمَةِ عَلَى ذَلِكَ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ أَنَّهُ كَانَ رُبَّمَا لَمْ يَنَمْ وَقْتَ السَّحَرِ هَذَا التَّأْوِيلُ فَدَارَ الْأَمْرُ بَيْنَ حَمْلِ النَّوْمِ عَلَى مَجَازِ التَّشْبِيهِ أَوْ حَمْلِ التَّعْمِيمِ عَلَى إِرَادَةِ التَّخْصِيصِ وَالثَّانِي أَرْجَحُ وَإِلَيْهِ مَيْلُ الْبُخَارِيِّ لِأَنَّهُ تَرْجَمَ بِقَوْلِهِ مَنْ نَامَ عِنْدَ السَّحَرِ ثُمَّ تَرْجَمَ عَقِبَهُ بِقَوْلِهِ مَنْ تَسَحَّرَ فَلَمْ يَنَمْ فَأَوْمَأَ إِلَى تَخْصِيصِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِهِ فَكَأَنَّ الْعَادَةَ جَرَتْ فِي جَمِيعِ السَّنَةِ أَنَّهُ كَانَ يَنَامُ عِنْدَ السَّحَرِ إِلَّا فِي رَمَضَانَ فَإِنَّهُ كَانَ يَتَشَاغَلُ بِالسَّحُورِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ عَقِبَهُ.

     وَقَالَ  بن بَطَّالٍ النَّوْمُ وَقْتُ السَّحَرِ كَانَ يَفْعَلُهُ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي اللَّيَالِي الطوَال وَفِي غير شَهْرِ رَمَضَانَ كَذَا قَالَ وَيُحْتَاجُ فِي إِخْرَاجِ اللَّيَالِي الْقصار إِلَى دَلِيل ( قَولُهُ بَابُ مَنْ تَسَحَّرَ فَلَمْ يَنَمْ حَتَّى صَلَّى الصُّبْحَ) كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَلِلْحَمَوِيِّ وَالْمُسْتَمْلِي مَنْ تَسَحَّرَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ الدَّوْرَقِيُّ وَرَوْحٌ هُوَ بن عُبَادَةَ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [1133] حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ ذَكَرَ أَبِي عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: "مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلاَّ نَائِمًا" تَعْنِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي ( قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد) هو: ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ( قال: ذكر أبي) سعد بن إبراهيم، ولأبي داود: حدّثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه ( عن) عمه ( أبي سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف ( عن عائشة، رضي الله عنها، قالت:) ( ما ألفاه) بالفاء أي: وجده عليه الصلاة والسلام ( السحر) بالرفع فاعل ألفى ( عندي إلاّ نائمًا) بعد القيام الذي مبدؤه عند سماع الصارخ.
جمعًا بينه وبين رواية مسروق السابقة.
وهل المراد حقيقة النوم أو اضطجاعه على جنبه لقولها في الحديث الآخر: فإن كنت يقظى حدثني، وإلاّ اضطجع.
أو كان نومه خاصًّا بالليالي الطوال، وفي غير رمضان دون القصار، لكن يحتاج إخراجها إلى دليل.
( تعني) عائشة ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .
فسر الضمير المنصوب في ألفاه: بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وليس بإضمار قبل الذكر، لأن أم سلمة كانت سألت عائشة عن نوم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقت السحر بعد ركعتي الفجر، كانتا في ذكره عليه الصلاة والسلام.
وفي هذا الحديث رواية التابعي عن التابعي، والتحديث والرواية بطريق الذكر.
والعنعنة والقول، ورواية الابن عن الأب.
وأخرجه مسلم في: الصلاة، وكذا أبو داود وابن ماجة.
8 - باب مَنْ تَسَحَّرَ فَلَمْ يَنَمْ حَتَّى صَلَّى الصُّبْحَ ( باب من تسحر فلم) بالفاء، وللكشميهني: ولم ( ينم حتى صلّى الصبح) وللحموي والمستملي: من تسحر ثم قام إلى الصلاة.
1134 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- "أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ -رضي الله عنه- تَسَحَّرَا.
فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الصَّلاَةِ فَصَلَّى.
قُلْنَا لأَنَسٍ -كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: كَقَدْرِ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً".
وبه قال: ( حدّثنا يعقوب بن إبراهيم) الدورقي ( قال: حدّثنا روح) بفتح الراء، ابن عبادة بضم العين وتخفيف الموحدة ( قال: حدّثنا سعيد) ولأبي ذرة سعيد بن أبي عروبة، بفتح العين وضم الراء مخففًا ( عن قتادة) بن دعامة ( عن أنس بن مالك، رضي الله عنه) : ( أن نبي الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وزيد بن ثابت، رضي الله عنه، تسحرا) أكلا السحور ( فلما فرغا من سحورهما) بفتح السين، اسم لما يتسحر به، وقد تضم كالوُضوء والوَضوء ( قام نبي الله، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى الصلاة) أي: صلاة الصبح ( فصلّى.
قلنا)
ولأبوي ذر، والوقت، والأصيلي: فقلنا ( لأنس: كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: كقدر ما يقرأ الرجل خمسين آية) .
قال التوربشتي: هذا تقدير لا يجوز لعموم المسلمين الأخذ به، وإنما أخذ به عليه الصلاة والسلام لاطلاع الله إياه، وقد كان عليه الصلاة والسلام معصومًا من الخطأ في أمر الدين، وسبق هذا الحديث في باب: وقت الفجر.
9 - باب طُولِ الْقِيَامِ فِي صَلاَةِ اللَّيْلِ ( باب طول القيام في صلاة الليل) وللحموي، والمستملي: طول الصلاة في قيام الليل، وهي توافق حديث الباب لأنه يدل بظاهره على طول الصلاة لا على طول القيام بخصوصه، لكنه يلزم من طولها طوله على ما لا يخفى.
وللكشميهني: باب القيام في صلاة الليل.
1135 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- قَالَ "صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةً، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ.
قُلْنَا: وَمَا هَمَمْتَ؟ قَالَ: هَمَمْتَ أَنْ أَقْعُدَ وَأَذَرَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".
وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب) الواشحي، الأزديالبصري ( قال: حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن الأعمش) سليمان بن مهران ( عن أبي وائل) شقيق بن سلمة الأزدي ( عن عبد الله) بن مسعود ( رضي الله عنه، قال) : ( صليت مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليلة) من الليالي ( فلم يزل قائمًا حتى هممت) قصدت ( بأمر سوء) بفتح السين إضافة أمر إليه.
( قلنا: وما) ولأبي الوقت: ما ( هممت؟ قال: هممت أن أقعد) من طول قيامه ( وأذر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بالمعجمة أي.
أتركه، وإنما جعله سوءًا وإن كان القعود في النفل جائزًا لأن فيه ترك الأدب معه، عليه الصلاة والسلام، وصورة مخالفته.
وقد كان ابن مسعود قويًا محافظًا على الاقتداء به، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فلولا أنه طوّل كثيرًا لم يهم بالقعود.
وقد اختلف: هل الأفضل في صلاة النفل كثرة الركوع والسجود؟ أو طول القيام؟ فقال بكل قومٌ.
فأما القائلون بالأول، فتمسكوا بنحو حديث ثوبان، عند مسلم: "أفضل الأعمال كثرة الركوع والسجود".
وتمسك القائلون بالثاني بحديث مسلم أيضًا: "أفضل الصلاة طول القنوت".
والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال.
ورواة هذا الحديث ما بين: بصري وواسطي وكوفي، وفيه: التحديث والعنعنة والقول، وأخرجه مسلم وابن ماجة في: الصلاة، والترمذي في: الشمائل.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [ قــ :1094 ... غــ :1133] .

     قَوْلُهُ  مَا أَلْفَاهُ بِالْفَاءِ أَيْ وَجَدَهُ وَالسَّحَرُ مَرْفُوعٌ بِأَنَّهُ فَاعِلُهُ وَالْمُرَادُ نَوْمُهُ بَعْدَ الْقِيَامِ الَّذِي مَبْدَؤُهُ عِنْدَ سَمَاعِ الصَّارِخِ جَمْعًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رِوَايَةِ مَسْرُوقٍ الَّتِي قَبْلَهَا .

     قَوْلُهُ  تَعْنِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مَا أَلْفَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّحَرُ عَلَى فِرَاشِي أَوْ عِنْدِي إِلَّا نَائِمًا وَأَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ عَنْ مَحْمُودٍ الْوَاسِطِيِّ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ بِلَفْظِ مَا أَلْفَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدِي بِالْأَسْحَارِ إِلَّا وَهُوَ نَائِمٌ وَفِي هَذَا التَّصْرِيحُ بِرَفْعِ الْحَدِيثِ تَنْبِيه قَالَ بن التِّينِ قَوْلُهَا إِلَّا نَائِمًا تَعْنِي مُضطَجِعًا عَلَى جَنْبِهِ لِأَنَّهَا قَالَتْ فِي حَدِيثٍ آخَرَ فَإِنْ كُنْتُ يَقْظَانَةً حَدَّثَنِي وَإِلَّا اضْطَجَعَ انْتَهَى.

.
وَتَعَقَّبَهُ بن رَشِيدٍ بِأَنَّهُ لَا ضَرُورَةَ لِحَمْلِ هَذَا التَّأْوِيلِ لِأَنَّ السِّيَاقَ ظَاهِرٌ فِي النَّوْمِ حَقِيقَةً وَظَاهِرٌ فِي الْمُدَاوَمَةِ عَلَى ذَلِكَ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ أَنَّهُ كَانَ رُبَّمَا لَمْ يَنَمْ وَقْتَ السَّحَرِ هَذَا التَّأْوِيلُ فَدَارَ الْأَمْرُ بَيْنَ حَمْلِ النَّوْمِ عَلَى مَجَازِ التَّشْبِيهِ أَوْ حَمْلِ التَّعْمِيمِ عَلَى إِرَادَةِ التَّخْصِيصِ وَالثَّانِي أَرْجَحُ وَإِلَيْهِ مَيْلُ الْبُخَارِيِّ لِأَنَّهُ تَرْجَمَ بِقَوْلِهِ مَنْ نَامَ عِنْدَ السَّحَرِ ثُمَّ تَرْجَمَ عَقِبَهُ بِقَوْلِهِ مَنْ تَسَحَّرَ فَلَمْ يَنَمْ فَأَوْمَأَ إِلَى تَخْصِيصِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِهِ فَكَأَنَّ الْعَادَةَ جَرَتْ فِي جَمِيعِ السَّنَةِ أَنَّهُ كَانَ يَنَامُ عِنْدَ السَّحَرِ إِلَّا فِي رَمَضَانَ فَإِنَّهُ كَانَ يَتَشَاغَلُ بِالسَّحُورِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ عَقِبَهُ.

     وَقَالَ  بن بَطَّالٍ النَّوْمُ وَقْتُ السَّحَرِ كَانَ يَفْعَلُهُ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي اللَّيَالِي الطوَال وَفِي غير شَهْرِ رَمَضَانَ كَذَا قَالَ وَيُحْتَاجُ فِي إِخْرَاجِ اللَّيَالِي الْقصار إِلَى دَلِيل

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :1094 ... غــ : 1133 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ ذَكَرَ أَبِي عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: "مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلاَّ نَائِمًا" تَعْنِي النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي ( قال: حدّثنا إبراهيم بن سعد) هو: ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ( قال: ذكر أبي) سعد بن إبراهيم، ولأبي داود: حدّثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه ( عن) عمه ( أبي سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف ( عن عائشة، رضي الله عنها، قالت:)
( ما ألفاه) بالفاء أي: وجده عليه الصلاة والسلام ( السحر) بالرفع فاعل ألفى ( عندي إلاّ نائمًا) بعد القيام الذي مبدؤه عند سماع الصارخ.
جمعًا بينه وبين رواية مسروق السابقة.

وهل المراد حقيقة النوم أو اضطجاعه على جنبه لقولها في الحديث الآخر: فإن كنت يقظى حدثني، وإلاّ اضطجع.
أو كان نومه خاصًّا بالليالي الطوال، وفي غير رمضان دون القصار، لكن يحتاج إخراجها إلى دليل.

( تعني) عائشة ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .
فسر الضمير المنصوب في ألفاه: بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وليس بإضمار قبل الذكر، لأن أم سلمة كانت سألت عائشة عن نوم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقت السحر بعد ركعتي الفجر، كانتا في ذكره عليه الصلاة والسلام.

وفي هذا الحديث رواية التابعي عن التابعي، والتحديث والرواية بطريق الذكر.
والعنعنة والقول، ورواية الابن عن الأب.
وأخرجه مسلم في: الصلاة، وكذا أبو داود وابن ماجة.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :1094 ... غــ :1133 ]
- ( حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل قَالَ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعد قَالَ ذكر أبي عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت مَا ألفاه السحر عِنْدِي إِلَّا نَائِما تَعْنِي النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) -
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة لِأَن نَومه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ عِنْد السحر.

ذكر رِجَاله: وهم خَمْسَة: الأول: مُوسَى بن إِسْمَاعِيل الْمنْقري الَّذِي يُقَال لَهُ التَّبُوذَكِي.
الثَّانِي: إِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَبُو إِسْحَاق الزُّهْرِيّ، كَانَ على قَضَاء بَغْدَاد.
الثَّالِث: أَبوهُ سعد بن إِبْرَاهِيم.
الرَّابِع: أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف.
الْخَامِس: أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا.

ذكر لطائف إِسْنَاده: فِيهِ: التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي موضِعين.
وَفِيه: الرِّوَايَة بطرِيق الذّكر وَقد رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن أبي تَوْبَة فَقَالَ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه.
وَأخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن الْحسن بن سُفْيَان عَن جُمُعَة بن عبد الله عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه عَن عَمه أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بِهِ.
وَفِيه: العنعنة فِي موضِعين.
وَفِيه: القَوْل فِي موضِعين.
وَفِيه: رِوَايَة الابْن عَن الْأَب.
وَفِيه: رِوَايَة الرجل عَن عَمه وَهُوَ سعد بن إِبْرَاهِيم يرْوى عَن عَمه كَمَا صرح بِهِ فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ.
وَفِيه: رِوَايَة التَّابِعِيّ عَن التَّابِعِيّ، فَإِن سعد بن إِبْرَاهِيم من أجلة التَّابِعين وفقهائهم وصالحيهم.
وَفِيه: رِوَايَة التَّابِعِيّ عَن الصحابية.

ذكر من أخرجه غَيره: أخرجه مُسلم فِي الصَّلَاة عَن أبي كريب عَن مُحَمَّد بن بشر.
وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِيهِ عَن أبي تَوْبَة الرّبيع بن نَافِع عَن إِبْرَاهِيم بن سعد، وَأخرجه ابْن مَاجَه فِيهِ عَن عَليّ بن مُحَمَّد.

ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: ( مَا ألفاه) ، بِالْفَاءِ أَي: مَا وجده، يُقَال: الفيت الشَّيْء أَي: وجدته، وتلافيته أَي: تداركته.
قَالَ تَعَالَى: { وألفيا سَيِّدهَا لَدَى الْبابُُ} ( يُوسُف: 52) .
أَي: وجداه.
قَوْله: ( السحر) بِالرَّفْع لِأَنَّهُ فَاعل ( الفاه) ، وَالضَّمِير الْمَنْصُوب فِي: ألفاه، رَاجع إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا يُقَال: إِنَّه إِضْمَار قبل الذّكر لِأَن أَبَا سَلمَة كَانَ سَأَلت عَائِشَة عَن نوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقت السحر بعد رَكْعَتي الْفجْر، وكانتا فِي ذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأَيْضًا فسرت عَائِشَة الضَّمِير بقولِهَا: تَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِن قلت: وَقت السحر يُطلق على قبيل الصُّبْح عِنْد أهل اللُّغَة، وَأَيْضًا اشتقاق السّحُور مِنْهُ، لِأَنَّهُ لَا يجوز إلاّ قبل انفجار الصُّبْح، فَهَل كَانَ نَومه فِي هَذَا الْوَقْت أَو فِي غَيره؟ قلت: قَالَ بَعضهم: المُرَاد نَومه بعد الْقيام الَّذِي مبدؤه عِنْد سَماع الصَّارِخ.
انْتهى.
وَالَّذِي يظْهر لي أَنه اضطجاعه بعد رَكْعَتي الْفجْر، وعَلى هَذَا ترْجم مُسلم فَقَالَ: بابُُ الِاضْطِجَاع بعد رَكْعَتي الْفجْر، ثمَّ روى الحَدِيث الْمَذْكُور، فَقَالَ: حَدثنَا أَبُو كريب، قَالَ: حَدثنَا ابْن بشر عَن مسعر عَن سعد عَن أبي سَلمَة ( عَن عَائِشَة مَا ألفى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السحر على فِرَاشِي أَو عِنْدِي إلاّ نَائِما) .
وَيُؤَيّد مَا ذَكرْنَاهُ تَرْجَمَة الْبابُُ الَّذِي عقيب الْبابُُ الْمَذْكُور، يظْهر ذَلِك بِالتَّأَمُّلِ، وَذكر بعض من يعتني بشرح الْأَحَادِيث فِي ( شرح سنَن أبي دَاوُد) فِي تَفْسِير هَذَا الحَدِيث.
قَوْله: ( مَا ألفاه السحر عِنْدِي إِلَّا نَائِما) يَعْنِي: مَا أَتَى عَلَيْهِ السحر عِنْدِي إلاّ وَهُوَ نَائِم، فعلى هَذَا كَانَت صلَاته بِاللَّيْلِ، وَفعله فِيهِ إِلَى السحر، وَيُقَال: هَذَا النّوم هُوَ النّوم الَّذِي كَانَ دَاوُد، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، ينَام، وَهُوَ أَنه كَانَ ينَام أول اللَّيْلَة ثمَّ يقوم فِي الْوَقْت الَّذِي يُنَادي فِيهِ الله، عز وَجل، هَل من سَائل؟ ثمَّ يسْتَدرك من النّوم مَا يستريح بِهِ من نصب الْقيام فِي اللَّيْل، وَهَذَا هُوَ النّوم عِنْد السحر، على مَا بوب لَهُ البُخَارِيّ،.

     وَقَالَ  ابْن التِّين: قَوْلهَا: ( إلاّ نَائِما) أَي: مُضْطَجعا على جنبه، لِأَنَّهَا قَالَت فِي حَدِيث آخر: ( فَإِن كنت يقظانة حدَّثني وإلاّ اضْطجع حَتَّى يَأْتِيهِ الْمُنَادِي للصَّلَاة) ، فَيحصل بالضجعة الرَّاحَة من نصب الْقيام، وَلما يستقبله من طول صَلَاة الصُّبْح، فَلهَذَا كَانَ ينَام عِنْد السحر..
     وَقَالَ  ابْن بطال: النّوم وَقت السحر كَانَ يَفْعَله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي اللَّيَالِي الطوَال، وَفِي غير شهر رَمَضَان، لِأَنَّهُ قد ثَبت عَنهُ تَأْخِير السّحُور، على مَا يَأْتِي فِي الْبابُُ الَّذِي بعده.