إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ
11348 حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي طَالِبِ بْنِ سَوَادَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْخُتَّلِيُّ ، قال حدثنا ابْنُ الصَّبَّاحِ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَمِيلٍ عَنْ أَبِي وَهْبٍ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ رَأَى رَجُلًا يُحَدِّثُ يَعْنِي مِنْ كَلَامِ الدُّنْيَا فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ : كَلَامُكَ هَذَا تَرْجُو فِيهِ قَالَ : لَا , قَالَ : فَتَأْمَنُ عَلَيْهِ قَالَ : لَا , قَالَ : فَمَا تَصْنَعُ بِشَيْءٍ لَا تَرْجُو فِيهِ وَلَا تَأْمَنُ عَلَيْهِ ؟ |
11349 حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي طَالِبٍ ، قال حدثنا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ بَكَّارٍ : كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ كَثِيرَ الصَّلَاةِ قَالَ : لَا وَلَكِنَّهُ صَاحِبُ تَفَكُّرٍ يَجْلِسُ لَيْلَهُ يَتَفَكَّرُ |
11350 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حدثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، , حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ , حدثنا بَعْضُ إِخْوَانِنَا , قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ بنُ أَدْهَمَ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْنَا , فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تُمْقَتْنَا , وَأَطْرَقَ رَأْسَهُ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ , فَقَالَ : إِنَّهُ إِذَا لَمْ يُمْقَتْنَا أَحَبَّنَا , ثُمَّ قَالَ : تَكَلَّمْنَا أَوْ نَطَقْنَا بِالْعَرَبِيَّةِ فَمَا نَكَادُ نُلْحِنُ , وَلَحَنَّا بِالْعَمَلِ فَمَا نَكَادُ نَعْرِبُ |
11351 أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ ، مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشَّارٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ عَنِ الْعِبَادَةِ ، فَقَالَ : رَأْسُ الْعِبَادَةِ التَّفَكُّرِ وَالصَّمْتِ إِلَّا مِنْ ذَكْرِ اللَّهِ وَلَقَدْ بَلَغَنِي حَرْفٌ يَعْنِي عَنْ لُقْمَانَ قَالَ : قِيلَ لَهُ : يَا لُقْمَانُ مَا بَلَغَ مِنْ حِكْمَتِكِ , قَالَ : لَا أَسْأَلُ عَمَّا قَدْ كُفِيتُ وَلَا أَتَكَلَّفُ مَا لَا يَعْنِينِي , ثُمَّ قَالَ : يَا ابْنَ بَشَّارٍ إِنَّمَا يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَصْمُتَ أَوْ يَتَكَلَّمَ بِمَا يَنْتَفِعُ بِهِ أَوْ يَنْفَعُ بِهِ مِنْ مَوْعِظَةٍ أَوْ تَنْبِيهٍ أَوْ تَخْوِيفٍ أَوْ تَحْذِيرٍ وَاعْلَمْ أَنَّ إِذَا كَانَ لِلْكَلَامِ مَثَلٌ كَانَ أَوْضَحُ لِلْمَنْطِقِ وَأَبَيْنَ فِي الْمِقْيَاسِ وَأَلْقَى لِلْسَمْعِ وَأَوْسَعَ لِشُعُوبِ الْحَدِيثِ يَا ابْنَ بَشَّارٍ مَثِّلْ لِبَصَرِ قَلْبِكَ حُضُورَ مَلَكِ الْمَوْتِ وَأَعْوَانِهِ لَقَبْضِ رُوحِكَ فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ , وَمَثِّلْ لَهُ هَوْلَ الْمَطْلَعِ وَمُسَائَلَةَ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ وَمَثِّلْ لَهُ الْقِيَامَةَ وَأَهْوَالَهَا وَأَفْزَاعَهَا وَالْعَرْضَ وَالْحِسَابَ وَالْوُقُوفَ فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ , ثُمَّ صَرَخَ صَرْخَةً وَقَعَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ |
11352 أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ , حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ ، قال حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْمِنْهَالِ الْقُرَشِيُّ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ وَهُوَ بِالرَّمْلَةِ : أَنْ عِظْنِيَ ، عِظَةً أَحْفَظُهَا عَنْكَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَمَا بَعْدُ فَإِنَّ الْحُزْنَ عَلَى الدُّنْيَا طَوِيلٌ , وَالْمَوْتُ مِنَ الْإِنْسَانِ قَرِيبٌ وَلِلْنَفْسِ مِنْهُ فِي كُلِّ وَقْتٍ نَصِيبٌ وَلِلْبِلَى فِي جِسْمِهِ دَبِيبٌ , فَبَادِرْ بِالْعَمَلِ قَبْلَ أَنْ تُنَادَى بِالرَّحِيلِ وَاجْتَهَدْ فِي الْعَمَلِ فِي دَارِ الْمَمَرِّ قَبْلَ أَنْ تَرْحَلَ إِلَى دَارِ الْمَقَرَّ |
11353 أَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ , حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ , حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ , قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ ، يَقُولُ : أَشَدُّ الْجِهَادِ جِهَادُ الْهَوَى , مَنْ مَنَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا فَقَدِ اسْتَرَاحَ مِنَ الدُّنْيَا وَبَلَائِهَا وَكَانَ مَحْفُوظًا وَمُعَافًى مِنْ أذَاهَا |
11354 أَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ ، عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ , حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ , يَقُولُ : الْهَوَى يُرْدِي , وَخَوْفُ اللَّهِ يَشْفِي , وَاعْلَمْ أَنَّ مَا يُزِيلُ عَنْ قَلْبِكَ هَوَاكَ إِذَا خِفْتَ مَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ يَرَاكُ |
11355 أَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ ، قال حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ , قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ : اذْكُرْ مَا أَنْتَ صَائِرٌ إِلَيْهِ حَقَّ ذِكْرِهِ وَتَفَكَّرْ فِيمَا مَضَى مِنْ عُمُرِكَ هَلْ تَثِقْ بِهِ وَتَرْجُو النَّجَاةَ مِنْ عَذَابِ رَبِّكِ فَإِنَّكَ إِذَا كُنْتَ كَذَلِكَ شَغَلْتَ قَلْبِكَ بِالِاهْتِمَامِ بِطَرِيقِ النَّجَاةِ عَنْ طَرِيقِ اللَّاهِينَ الَآمِنِينَ الْمُطْمَئِنِّينَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا أَنْفُسَهُمْ هَوَاهَا فَأَوْقَعَتْهُمْ عَلَى طَرِيقِ هَلَكَاتِهِمْ لَا جَرَمَ سَوْفَ يَعْلَمُونَ وَسَوْفَ يَتَأَسَّفُونَ وَسَوْفَ يَنْدَمُونَ { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } |
11356 أَخْبَرَنِي جَعْفَرٌ ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ ، قال حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ , قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ ، يَقُولُ : بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ لِخَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ : عِظْنِي وَأَوْجِزْ فَقَالَ خَالِدٌ : يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ إِنَّ أَقْوَامًا غَرَّهُمْ سِتْرَ اللَّهِ , وَفَتَنَهُمْ حَسَنُ الثَّنَاءِ فَلَا يَغْلِبَنَّ جَهْلُ غَيْرِكَ بِكَ عِلْمَكَ بِنَفْسِكَ , أَعَاذَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ أَنْ نَكُونَ بِالسِّتْرِ مَغْرُورِينَ وَبِثَنَاءِ النَّاسِ مَسْرُورِينَ وَعَمَّا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْنَا مُتَخَلِّفِينَ وَمُقَصِّرِينَ وَإِلَى الْأَهْوَاءِ مَائِلِينَ . قَالَ : فَبَكَى . ثُمَّ قَالَ : أَعَاذَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ مِنَ اتِّبَاعِ الْهَوَى |
11357 حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَوَادَةَ , حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرُوجِيُّ بِسَرُوجٍ , قَالَ : كَتَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ : أَمَّا بَعْدُ فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي لَا تَحِلُّ مَعْصِيَتُهُ وَلَا يُرْجَى غَيْرُهُ , وَاتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَزَّ وَقَوِيَ وَشَبِعَ وَرَوِيَ وَرُفِعَ عَقْلُهُ عَنِ الدُّنْيَا ، فَبَدَنُهُ مَنْظُورٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَهْلِ الدُّنْيَا , وَقَلْبُهُ مُعَايِنٌ لِلْآخِرَةَ فَأَطْفَأَ بَصُرُ قَلْبِهِ مَا أَبْصَرَتْ عَيْنَاهُ مِنْ حُبِّ الدُّنْيَا فَقَذُرَ حَرَامُهَا , وَجَانَبَ شَهَوَاتِهَا , وَأَضَرَّ بِالْحَلَالِ الصَّافِي مِنْهَا إِلَّا مَا لَابُدَ لَهُ مِنْ كِسْرَةٍ يَشُدُّ بِهَا صُلْبَهُ أَوْ ثَوْبٍ يوَارِي بِهِ عَوْرَتَهُ مِنْ أَغْلَظِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَأَخْشَنِهِ , لَيْسَ لَهُ ثِقَةٌ وَلَا رَجَاءٌ إِلَّا اللَّهَ , قَدْ رُفِعَتْ ثِقَتُهُ وَرَجَاؤهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَخْلُوقٍ وَوَقَعَتْ ثِقَتُهُ وَرَجَاؤُهُ عَلَى خَالِقِ الْأَشْيَاءِ فَجَدَّ وَهَزُلَ وَأَنْهَكَ بَدَنَهُ لِلَّهِ حَتَّى غَارَتِ الْعَيْنَانِ وَبَدَتِ الْأَضْلَاعُ وَأَبْدَلْهُ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ زِيَادَةً فِي عَقْلِهِ وَقُوَّةً فِي قَلْبِهِ وَمَا ذَخَرَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ أَكْثَرُ فَارْفُضْ يَا أَخِي الدُّنْيَا فَإِنَّ حُبَّ الدُّنْيَا يَصُمُ وَيعْمِي وَيذِلُّ الرِّقَابَ , وَلَا تَقُلْ غَدًا وَبَعْدَ غَدٍ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ بِإِقَامَتِهِمْ عَلَى الْأَمَانِيِّ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ بَغْتَةً وَهُمْ غَافِلُونَ فَنُقِلُوا عَلَى إِصْرَارِهِمْ إِلَى الْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ الضَّيَقَةِ وَأَسْلَمَهُمُ الْأَهلُونَ وَالْوَلَدُ , فَانْقَطِعْ إِلَى اللَّهِ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ وَعَزْمٍ لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ وَالسَّلَامُ |