باب
«أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بابهَا، فَمَنْ أَرَادَ الْمَدِينَةَ فَلْيَأْتِهَا مِنْ قِبَلِ الْبَابِ» .
وَفِي رِوَايَةٍ: «أَنَا دَارُ الْحِكْمَةِ، وَأَنَا مَدِينَةُ الْحِكْمَةِ» .
رَوَاهُ بِاللَّفْظِ الأَوَّلِ أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَاسْمُ أَبِي الصَّلْتِ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ صَالِحِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ مِنْ أَهْلِ هَرَاةَ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا وَضَعَهُ عَلَى أَبِي مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدِ بْنِ خَازِمٍ الضَّرِيرِ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ قَطُّ ابْنُ عَبَّاسٍ وَلا مُجَاهِدٌ وَلا الأَعْمَشُ وَلا أَبُو مُعَاوِيَةَ.
وَقَدْ سَرَقَهُ مِنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْكَذَّابِينَ.
وَرَوَاهُ بِأَسَانِيدَ مُخْتَلِفَةٍ عُثْمَانُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَمْرٍو الْعُثْمَانِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ الأَعْمَشِ.
وَعُثْمَانُ هَذَا كَذَّابٌ، يَقْلِبُ الأَسَانِيدَ.
وَسَرَقَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُوسُفَ أَبُو هَارُونَ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ.
وَإِسْمَاعِيلُ هَذَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ جِبْرِينَ كَذَّابٌ.
وَرَوَاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ.
وَعُمَرُ هَذَا يَقْلِبُ الأَخْبَارَ، وَيَأْتِي عَلَى الثِّقَاتِ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِمْ، وَلَعَلَّهُ بَلَغَهُ حَدِيثُ أَبِي الصَّلْتِ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ فَحَفِظَهُ، ثُمَّ قَلَبَهُ فَرَوَاهُ عَنْ شَرِيكٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
وَهَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا ابْتَكَرَهُ أَبُو الصَّلْتِ، وَالْكَذَبَةُ عَلَى مِنْوَالِهِ نَسَجُوا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
«أَنَا زَعِيمٌ بِقَصْرٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ وَقَصْرٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ وَقَصْرٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ، وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا. . .» الْحَدِيثَ.
رَوَاهُ عَنْبَسَةُ بْنُ مِهْرَانَ الْحَدَّادُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْبَسَةُ هَذَا كَانَ يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ، فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ.
«أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الأَرْضِ خَمْسَةَ أَنْهَارٍ سَيْحُونُ وَجَيْحُونُ وَهُوَ نَهْرُ بَلْخَ، وَالدِّجْلَةُ وَالْفُرَاتُ وَهُوَ نَهْرُ الْعِرَاقِ، وَالنِّيلُ وَهُوَ نَهْرُ مِصْرَ. . .» الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
رَوَاهُ مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُشَنِيُّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَمَسْلَمَةُ لَيْسَ بِشَيْءٍ فِي الْحَدِيثِ.
«إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَرَاكِبٍ. . .» الْحَدِيثَ.
رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكُوفِيُّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
وَهَذَا مَا رَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمُ إِلا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْمَسْعُودِيُّ لا تَقُومُ الْحُجَّةُ بِهِ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بِإِسْنَادِهِ هَذَا الْخَبَرُ، رَوَاهُ عَنْهُ قَائِدُ الأَعْمَشِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، وَهُوَ كَثِيرُ الْخَطَأِ فَاحِشُ الْوَهْمِ يَتَفَرَّدُ عَنِ الأَعْمَشِ وَغَيْرِهِ.
وَأَمَّا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ فَلَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِه عَنِ الأَعْمَشِ، وَالرَّاوِي عَنْهُ إِنَّمَا يَكُونُ مُتَعَمِّدًا فِي الْوَضْعِ أَوِ الْقَلْبِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
.
«إِنَّمَا أَتَقَبَّلُ الصَّلاةَ لِمَنْ تَوَاضَعَ لِعَظَمَتِي وَقَطَعَ نَهَارَهُ بِذِكْرِي. .» الْحَدِيثَ.
رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ أَبُو قَتَادَةَ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَبْدُ اللَّهِ هَذَا مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ عَلَى زُهْدِهِ وَوَرَعِهِ.
«إِنَّمَا مَثَلُكَ يَا عَلِيُّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ كَمَثَلِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أَحَبَّهُ قَوْمٌ فَأَفْرَطُوا فِيهِ، وَأَبْغَضَهُ قَوْمٌ فَأَفْرَطُوا فِيهِ. . .» الْحَدِيثَ.
رَوَاهُ عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ.
وَعِيسَى هَذَا عِنْدَهُ نُسْخَةٌ مَوْضُوعَةٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
«إِنَّهُ لَمْ يُعْطِ الْعِبَادَ شَيْئًا، خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ» .
رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَابِرٍ الْبَغْدَادِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ الصُّورِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
وَهَذَا مَقْلُوبٌ صَنَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا.
كَانَ بِالْمِصِّيصَةِ يَقْلِبُ الأَخْبَارَ، وَيَسْرِقُهَا، وَلا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ.