بطاقة كتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء

البيان

الاسم بالكامل :

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء

اسم الشهرة :

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء

البيان

اسمه بالكامل :

أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن مهران بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني .

عمره أو تاريخ وفاته :

(336 - 430 هـ = 948 - 1038 م) .

ترجمته :

أبو نعيم الأصبهاني حافظ الدنيا وشيخ المحدثين في زمانه وصاحب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، وكان أصحاب الحديث يقولون:
"بقي الحافظ أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد شرقًا، ولا غربًا، أعلى إسنادًا منه، ولا أحفظ منه".

اسمه ونسبه :
هو أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن مهران بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني.
وأول من أسلم من جدوده هو مهران، وكان مولًا لعبد الله بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.

نسبته وكنيته :
نسبته التي اشتهر بها الأصبهاني، نسبة إلى مدينة أصبهان ، وكنيته التي اشتهر بها:
أبو نعيم.

مولده ونشأته :
ولد أبو نعيم الأصبهاني في شهر رجب سنة 336هـ / 948م، في بيت يحب العلم ويقدر أهميته، فمنذ نعومة أظفاره أخذ والده (ت 365هـ) بيده للتلقي عن عدد من شيوخ ذلك العصر، فقد كان والده محدثًا رحالًا نعته الذهبي بقوله:
"الحافظ الإمام"، ثم قال عنه:
"وكان صدوقًا، عالمًا، بكّر بولده وسمّعه من الكبار"، واستجاز له والده من جماعة من كبار المجيزين في عصره، وتفرد بالرواية عنهم، فأجاز له بالشام خيثمة بن سليمان، ومن بغداد جعفر الخلدي، ومن واسط عبد الله بن عمر بن شوذب.
هذا فضلا عن أن أصبهان التي ولد فيها كانت مركزًا علميًا عاش فيها جمعٌ من العلماء، ورحل إليها جمع آخر يقول ياقوت الحموي عن أصبهان:
"وقد خرج من أصبهان من العلماء والأئمة في كل فن ما لم يخرج من مدينة من المدن وعلى الخصوص علو الإسناد فإن أعمار أهلها تطول ولهم في ذلك عناية وافرة بسماع الحديث وبها من الحفاظ خلق لا يحصون".
وقد ذكر الذهبي أن مشايخ الدنيا أجازوا لأبي نعيم الأصبهاني سنة 342هـ، وعمره حينئذ ست سنين .

طلبه العلم :
بدأ أبو نعيم الأصبهاني طلب العلم بالسماع على المشايخ، وكان أول سماع له وعمره ثمان سنوات أي سنة 344هـ وكان أول سماع له من مسند أصبهان المعمر أبي محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، وهذا يدل على أنه بدأ السماع في وقت مبكرٍ من عمره.
ووافق هذا التبكير في التحصيل همة عالية، ونفس جادة في طلب العلم وجمعه، ويستفاد مما كتبه وصنفه، وبما وصفه به من عاصره ومن جاء بعده أن أبا نعيم كان ذا حافظة قوية ساهمت مع التبكير والجد إلى بلوغ رتبة الحافظ المتقن.

رحلات أبي نعيم في العلم :
رحل أبو نعيم في طلب العلم وعمره عشرين عامًا في سنة 356هـ ، ولم تذكر كتب التراجم نصوصًا واضحة لرحلاته وتواريخها، ولكن يؤخذ من سيرته أنه قد سمع الحديث عن بعض شيوخه في بلدانهم، فرحل إلى مكة وبغداد والبصرة والكوفة ونيسابور.
ويظهر من اتساع راويات أبي نعيم وكثرتها، وكثرة شيوخه، وتلامذته الذين أخذوا عنه ؛ أنه قد رحل إلى بلدان أخرى غير ما ذكر.
شيوخ أبي نعيم الأصبهاني :
أبرز من لقيهم أبو نعيم الأصبهاني وأكثر من الرواية عنهم:
سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي، أبو القاسم الطبراني، أبو الشيخ بن حيان الأصبهاني، محمد بن إبراهيم بن زاذان، أبو بكر بن المقرئ، أبو أحمد الغطريفي، محمد بن المظفر البزاز البغدادي، أبو الحسين الناقد البغدادي، أبو القاسم القزاز .

تلاميذ أبي نعيم :
ذكر الذهبي أن السلفي جمع أخبار أبي نعيم الأصبهاني، وسمى ثمانين نفسًا حدثوه عن أبي نعيم، فهؤلاء الذين حدثوا رجلًا واحدًا وهو السلفي فكيف بغيره من طبقته.
وقد كان أبو نعيم رحمه الله واسع الصدر لطلابه، باذلًا وقته لإفادتهم، قال أحمد بن محمد بن مردويه:
"كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء وكان لا يضجر لم يكن له غذاء سوى التصنيف والتسميع" .
ومن أبرز تلاميذه الخطيب البغدادي، الحسن بن مهرة الأصبهاني، أبو علي الحداد وحمد أخوه، روى عنه كثيرًا الضياء المقدسي في المختارة، أبو سعد الماليني.

مكانة أبي نعيم :
كان لطلب أبي نعيم العلم في حداثة سنه، وسماعه من عدد كبير من الشيوخ في الأمصار التي رحل إليها، وطول العمر الذي أوتيه أثرًا كبيرًا في جمعه للحديث حتى بلغ مرتبة عالية في العلم والمعرفة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأثمر ذلك كله مكانة علية، وثناءً حسنًا عند من جاء بعده من العلماء الذين عرفوا قدره وعلو منزلته، وسعة علمه،فجاءت منهم شهادات تزكية وثناء عاطر لما وصل إليه من علم بالسنة وعلومها، ولما قام به من تصنيف حسن، وجمع كثير لحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن أقوال العلماء في ذلك قال الخطيب البغدادي:
"لم أر أحدًا أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين :
أبو نعيم الأصبهاني، وأبو حازم العبدوي الأعرج".
قال أحمد بن محمد بن مردويه:
"كان أبو نعيم في وقته مرحولًا إليه ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه".
وقال ابن خلكان:
"كان من الأعلام المحدثين، وأكابر الحفاظ الثقات، وأخذ عن الأفاضل، وأخذوا عنه، وانتفعوا به".
وقال ابن نقطة:
"رزق من علو الإسناد ما لم يجتمع عند غيره وصنف كتبًا حسنةً وحديثه بالمشرق والمغرب وكان ثقة في الحديث عالمًا فهمًا".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:
"هو أكبر حفاظ الحديث، ومن أكثرهم تصنيفًا، وممن انتفع الناس بتصانيفه، وهو أجل من أن يقال له :
ثقة، فإن درجته فوق ذلك".
قال الذهبي:
"وكان حافظًا مبرزًا عالي الإسناد تفرد في الدنيا بشيء كثير من العوالي وهاجر إلى لقيه الحفاظ" .
وقال ابن كثير:
"هو الحافظ الكبير ذو التصانيف المفيدة الكثيرة الشهيرة منها:
حلية الأولياء في مجلدات كثيرة دلت على اتساع روايته وكثرة مشايخه وقوة اطلاعه على مخارج الحديث وشعب طرقه".
وقال ابن النجار:
"هو تاج المحدثين، وأحد أعلام الدين".
و يمكن أن نخلص مما سبق ذكره إلى أهم ما تميز به أبو نعيم رحمه الله حتى كانت له تلك الشهرة والمنزلة:
1- البيئة العلمية التي عاش فيها في مدينته أصبهان، والتي كانت تزخر بالعلماء.
2- رحلاته العلمية التي مكنته من مشافهة جمع كبير من علماء عصره في كثير من بلدان العالم الإسلامي.
3- حرصه على طلب العلم وجده في تحصيله وجمعه.
4- طول عمره، فلقد عمر أربعًا وتسعين سنة.
5- علو أسانيده ؛ إذ تفرد بالرواية عن أقوام متقدمين، فأمكنه ذلك من إلحاق الصغار بالكبار.
6- كثرة مؤلفاته التي ربت على مائة كتاب.
7- كثرة شيوخه، وكثر الآخذين عنه .
وبقيت تلك المنزلة معروفة ومشهودة عند كل من جاء بعده ممن اهتم بالسنة وعلومها وذلك من خلال معرفتهم بالآثار العلمية الكثيرة التي تركها بعده رحمه الله.

مؤلفات أبي نعيم الأصبهاني وآثاره العلمية :
ومن أشهر الكتب والمصنفات المطبوعة والمشهورة لأبي نعيم الأصبهاني:
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - معرفة الصحابة - تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة – صفة الجنة - ذكر أخبار أصبهان – دلائل النبوة - فضيلة العادلين من الولاة، ومن أنعم النظر في حال العمال والسعاة - المسند المستخرج على صحيح مسلم - مسند الإمام أبي حنيفة - صفة النفاق ونعت المنافقين من السنن المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم - كتاب الأربعين على مذهب المتحققين من الصوفية - جزء فيه طرق حديث (إن لله تسعة وتسعين اسمًا) - كتاب رياضة الأبدان - كتاب الضعفاء - مجلس من أمالي أبي نعيم - كتاب الشعراء.
وبهذه الجهود وهذا البذل للسنة وعلومها كان أصحاب الحديث يقولون:
"بقي الحافظ أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد شرقًا، ولا غربًا، أعلى إسنادًا منه، ولا أحفظ منه" .

عقيدة أبي نعيم الأصبهاني :
الحكم في عقائد الناس أشد من الحكم في دمائهم، والسبيل إلى معرفة ما كان عليه السابقون إنما يؤخذ مما كتبوه لا مما قيل فيهم من غير تثبت ولا سبر لأقوالهم، وقد اضطربت الأقوال في بيان عقيدة أبي نعيم، فقد وصف بأنه أشعري، وأنه شيعي، وفيما يلي مناقشة لكل قول:

وصفه بأن أشعري :
ذكره ابن عساكر في طبقات الأشاعرة في كتابه "تبيين كذب المفتري"، قال ابن الجوزي:
"كان يميل إلى مذهب الأشعري في الاعتقاد ميلًا كثيرًا "، ونقل ذلك عنه ابن كثير في البداية والنهاية، وبنى على ما سبق الدكتور محمد لطفي الصباغ في كتابه "أبو نعيم وكتابه الحلية" ووصفه بالغلو في مذهب الأشاعرة.
ولابد من محاكمة لأبي نعيم فيما نسب إليه، فلا نجد شيئًا يشهد عليه، وإنما شهوده أقواله التي نقلها عنه الأثبات والتي تبين براءته مما نسب إليه، فقد نقل ابن تيمية عن أبي نعيم قوله في علو الباري تبارك وتعالى:
"وأجمعوا -السلف- أن الله فوق سمواته عال على عرشه مستو عليه لا مستول عليه كما تقول الجهمية إنه بكل مكان".
وجعل ابن القيم أبا نعيم أحد أئمة أهل الحديث الذي رفع الله منازلهم في العالمين وجعل لهم لسان صدق في الآخرين، وعده من الأئمة الذين يؤخذ بقولهم في الرد على المعطلة والمشبهة، فقال:
"قول شيخ الصوفية والمحدثين أبي نعيم صاحب كتاب حلية الأولياء قال في عقيدته:
"وأن الله سميع، بصير، خبير، يتكلم، ويرضى، ويسخط، ويعجب، ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكًا، وينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء".
وهذا ما لا تعتقده الأشاعرة أو تقول به .
وبعد فهذه النقول والنصوص لا تبقي لأحد أي شبهة للطعن في معتقد أبي نعيم رحمه الله وأنه إن شاء الله على منهج السلف في الاعتقاد.

وصفه بأنه شيعي :
نُسبِ أبو نعيم إلى التشيع، فقد نقل صاحب كتاب "روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات" عن أحد الشيعة قوله:
"وهو -أبو نعيم- من محدثي العامة ظاهرًا إلا أنه من خُلَّص الشيعة في باطن أمره، والتي يتقي ظاهرًا على ما وافق ما اقتضته الحال".
وحجتهم أن أبا نعيم رحمه الله قد ذكر في ترجمة علي بن أبي طالب كثيرًا من الأحاديث والآثار في مناقبه والتي لا توجد في كثير من الكتب المصنفة، وأن كتابه يعد مرجعًا لعلماء الشيعة في جمع النصوص للرد على المخالفين لهم -يقصد أهل السنة.
ويمكن الرد بما يلي:
إن أبا نعيم قد ترجم في كتاب الحلية قبل علي بن أبي طالب لأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
إن أبا نعيم قد صنف كتابًا عنوانه "تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة" وطبع بعنوان "تثبيت الإمامة والرد على الرافضة" صنفه لتثبيت الإمامة والخلافة الأولى لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وأنه الرجل الذي أجمعت عليه الأمة، ثم يعرض للشبهات التي يثيرها الروافض ويرد على الأحاديث التي يدعون زورًا وبهتانًا أنها تنص على خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
وصنف أبو نعيم كتابًا سماه "فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم"، بدأه بذكر فضائل أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم؛ فلو كان من أهل التشيع لما فعل هذا.
ونسبته إلى التشيع كذب ظاهر يكفي في رده ما عرف عن الشيعة من الكذب والتزوير.
وإن شاء الله أنه على معتقد أهل السنة والجماعة.

مذهب أبي نعيم الفقهي :
لم أجد له مصنفًا ينصر فيه مذهبًا من المذاهب الأربعة أو غيرها، ولم يؤلف في الفقه كتابًا على أي منهج من مناهج التأليف المذهبية، أما كتاب مسند أبي حنيفة فهو في جمع مرويات أبي حنيفة رحمه الله وبيان من وافقه على مروياته تلك، والكتاب ليس في نصرة مذهب أبي حنيفة ولا بتخريج أحاديث مصنف في الفقه الحنفي.
ولكن أصحاب كتب تراجم الشافعية يذكرونه من بين أعيان المذهب الشافعي ومن أولئك، تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى، وأبو بكر بن هداية الله الحسيني في طبقات الشافعية، والإسنوي في طبقات الشافعية، وابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية.

وفاة أبي نعيم :
جمهور من ترجم لأبي نعيم يقولون:
إنه مات يوم الاثنين 20 من شهر محرم سنة 430هـ ، وجاءت أقوال أخرى أن وفاته كانت في 28 من شهر محرم، وقيل 21، والثامن والعشرين، و18منه.
قال ياقوت الحموي:
"ودفن بمردبان"، وقال الخوانساري الأصبهاني:
"وقبره الآن معروف بمحلة درب الشيخ أبي مسعود، من محلات أصبهان" .

[حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني]

(المؤلف) أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (336-430هـ) .
(اسم الكتاب الذي طبع به ووصف أشهر طبعاته) طبع باسم:
حلية الأولياء وطبقات الأصفياء طبع قديمًا ثم صورت هذه الطبعة بدار الكتاب العربي ببيروت، سنة 1405هـ، وبدار الكتب العلمية ببيروت سنة 1409هـ، بدون تحقيق.
(توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه) لقد ثبتت صحة نسبة هذا الكتاب إلى مؤلفه ثبوت تواتر؛ فإنه لا يكاد كتاب مشتمل على تخريج يخلو من ذكر الحلية، وحسبنا من ذلك أن نعلم أنه قد ذكره ونقل عنه وعزى إليه وأحال عليه من يأتي:

1 - الحافظ الذهبي في (45) موضعًا من سير أعلام النبلاء.
2 - الحافظ الزيلعي في (26) موضعًا من نصب الراية.
3 - الحافظ ابن حجر في (56) موضعًا من فتح الباري، وفي (27) موضعًا من الإصابة، وفي (23) موضعًا من لسان الميزان.
4 - الحافظ السيوطي في أكثر من (700) موضع من الجامع الكبير، وفي (45) موضعًا من الجامع الصغير.
5 - العجلوني في (44) موضعًا من كشف الخفاء.
هذا فضلًا عمن اعتنى بسماعه على الشيوخ، حيث بلغت أسماء من سمع هذا الكتاب على شيوخهم بعضه أو بتمامه في التقييد وذيله (30) اسمًا.
(وصف الكتاب ومنهجه) لقد بين الحافظ أبو نعيم مضمون هذا الكتاب بقوله:
" كتاب يتضمن أسامي جماعة وبعض حديثهم وكلامهم من أعلام المتحققين من المتصوفة وأئمتهم، وترتيب طبقاتهم من النساك ومحجتهم، من قرن الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم، ممن عرف الأدلة والحقائق، ...
الخ "، فهو إذًا كتاب مسند يترجم للصوفية مع نماذج من مروياتهم، وأمثلة من كلامهم.
وإنما دفع أبا نعيم إلى تأليف هذا الكتاب؛ أن قومًا من الفسقة الفجار، والإباحية والحلولية الكفار قد انتسبوا إلى أهل العلم والصلاح والتقى، وتزيوا بزيهم، حتى كاد أمرهم ينطلي على العامة، فرأى أبو نعيم أن "في إظهار البراءة من الكذابين والنكير على الخونة البطالين نزاهة للصادقين ورفعة للمحققين ولو لم نكشف عن مخازي المبطلين ومساويهم ديانة للزمنا إبانتها وإشاعتها حمية وصيانة" هذا كلام المؤلف، وهكذا جسدت كلماته قضية الكتاب.
وقد أعقب ذلك بمقدمة بين فيها خصائص الأولياء، وسمات الأصفياء، وما لهم من فضل وقدر في الدنيا والآخرة، كما عرف فيها بالتصوف؛ ما معناه ومما اشتق، وما ماهيته.
ثم شرع في التراجم ـ وهي المادة الأساسية المقصودة بالتأليف ـ فبدأ بالصديق رضي الله عنه، فعمر بن الخطاب، فعثمان فعلي، ...
وهكذا سار حتى انتهى من الصحابة، فمن بعدهم طبقة فطبقة، حتى انتهى من التراجم، والتي بلغت (689) ترجمة.
وطريقته أنه يذكر اسم المترجم محفوفًا بعبارات الثناء ـ التي يرى المؤلف أنها نوع من تنزيل المترجم في منزلته اللائقة به ـ ثم يذكر ما وقع له من سيرة المترجم، ثم يذكر بعضًا من مروياته المسندة.
كل هذا يسوقه المؤلف بأسانيده ويتخلل النصوص كلماته اللطيفة، وعباراته الظريفة, في تناسق غريب، وترابط عجيب .
[التعريف بالكتاب ، نقلاً عن موقع :
جامع الحديث]