بطاقة كتاب : الأربعون الصغرى للبيهقي

البيان

الاسم بالكامل :

الأربعون الصغرى

اسم الشهرة :

الأربعون الصغرى للبيهقي

البيان

اسمه بالكامل :

البيهقي ، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي .

عمره أو تاريخ وفاته :

(384 - 458 هـ = 994 - 1066 م) .

ترجمته :

مولد الإمام البيهقي :
هو أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي الخرساني.
وُلِد الإمام البيهقي بخُسْرَوْجِرد - وهي قرية من قرى بيهق بنيسابور - في شهر شعبان عام 384هـ، فقد كانت نيسابور تزخر بحركة علمية واسعة، وقد فتحت أيام الخليفة عثمان بن عفان .

طفولة الإمام البيهقي :
نشأ الإمام البيهقي نشأة علمية مبكرة في نيسابور، وقد ساهمت هذه النشأة العلمية المبكرة في تكوين البيهقي وإنضاجه، وتزامن معها تلمذته على كبار رجال عصره من المحدثين والفقهاء، الذين كانت تمتلأ بهم نيسابور.

رحلات الإمام البيهقي في طلب العلوم :
اتخذ الإمام البيهقي مدينة بيهق منطلقًا لرحلاته العلمية الواسعة في المدن المتاخمة لها أولاً، وهذه الرحلات هي التي ساهمت في تكوينه العلمي، وأثرت حصيلته من المادة العلمية والفقهية، وعلى رأسها المرويات الحديثية.
وهذه هي المدن والبلاد التي رحل إليها البيهقي (رحمه الله) لطلب العلم:
1- نيسابور.
2- أستراباذ.
3- أسد آباد.
4- أسفرايين.
5-خراسان.
6- الدامغان.
7- الطابران.
8- طوس.
9- قرمين.
10-مهرجان.
11- نوقان.
12 - همدان.
13- بغداد.
14- الكوفة.
15- شط العرب.
16- الري.
17- مكة المكرمة.
18 - المدينة المنورة.
19- عودته إلى بلده بيهق.

آراء العلماء في الإمام البيهقي :
لقد تبوأ الإمام البيهقي قبل وفاته بعشرين عامًا مكانة علمية مرموقة، فكان يعتبر إمام المحدثين، ورأس الحفاظ في ذلك الوقت.
وصفه الإمام الجويني قائلاً:
"ما من فقيه شافعي إلا وللشافعي عليه مِنَّة إلا أبا بكر البيهقي، فإن المنة له على الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه".
وقد وصفه الإمام عبد الغافر الفارسي في تاريخه:
"واحد زمانه في الحفظ، وفرد أقرانه في الإتقان والضبط".
وقال الإمام السبكي:
"فقد كان الإمام البيهقي (رحمه الله) عالمًا عاملاً، ذا سعة وإحاطة بالعلوم الشرعية؛ فإنه أنفق شطر عمره في جمعها وتحصيلها، وأنفق الشطر الآخر منه في تنظيمها وتصنيفها، فأخرج للناس هذه المصنفات الجليلة، والتي بلغت الخمسين مصنفًا في فنون لم يسبق إليها".

شيوخ البيهقي :
لقد كان شيوخ البيهقي من الكثرة بمكان، ويرجع ذلك إلى تبكير الإمام البيهقي في طلب العلم، وقيامه بالتطواف على العلماء، وهو في الخامسة عشرة من عمره؛ وقد تحدث السبكي عن شيوخ البيهقي، فقال:
"أكثر من مائة شيخ".
ومن شيوخ البيهقي :
1- أبو عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405هـ).
2- أبو الفتح المروزي الشافعي.
3- عبد القاهر البغدادي.
4- أبو سعيد بن الفضل الصيرفي.
وهناك الكثير من الشيوخ الذين نهل منهم البيهقي، وأخذ منهم، واستفاد من صحبتهم.

تلامذة الإمام البيهقي :
لا شك أن تكوين الرجال لا يقل أهمية عن تأليف التصانيف، وتسويد الصحف، وتلاميذ البيهقي امتداد لعلمه ومنهجه، وأثر بارز من آثاره العلمية، والإمام البيهقي بما تبوأ من المكانة الجليلة في الحديث، والفقه، والأصول، والعقائد صار قبلة للطلاب، وهدفًا لرحلاتهم، واهتماماتهم؛ ليظفروا بالسماع منه، والتلقي عنه، فإن البيهقي (رحمه الله) كان محدث زمانه، وشيخ السنة في وقته، وأوحد زمانه في الحفظ والإتقان.
وقد عمَّر البيهقي طويلاً، مما مكن عددًا كبيرًا من طلاب العلم وأهله للاستفادة منه.
ومن تلامذة الإمام البيهقي :
1- الإمام أبو عبد الله الفراوي النيسابوري الشافعي (ت 530هـ).
2- الإمام أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي ثم النيسابوري.

صفات البيهقي :
كان الإمام البيهقي على سيرة العلماء الربانيين، يتصف بالزهد والتقلل من الدنيا والقنوع باليسير، كثير العبادة والورع، قانتًا لله.
كما كان يتصف بما وصف به أهل نيسابور عمومًا من أنهم كانوا أهل رئاسة، وسياسة، وحسن ملكة، ووضع الأشياء في مواضعها؛ وهي صفات جليلة تتصل بنضج العقل، وصفاء القريحة، وقوة الفكر والتدبير.

مؤلفات البيهقي :
1- (السنن الكبرى):
وهو من أعظم مؤلفات البيهقي، والذي احتل مكانة مرموقة بين المصنفات في الحديث الشريف، فقد أقبل العديد من العلماء الكبار على سماع هذا الكتاب وإسماعه لأهل العلم، وقد أثنى العلماء عليه، وقد جعله ابن الصلاح (ت 643هـ) سادس الكتب الستة في القيمة والأهمية بعد البخاري، ومسلم، وسنن أبي داود، وسنن النسائي، وكتاب الترمذي.
وقال الإمام السبكي (ت 771هـ) مشيدًا بسنن البيهقي:
"أما السنن الكبير فما صنف في علم الحديث مثله تهذيبًا، وترتيبًا، وجودةً".

أما باقي مؤلفات الإمام البيهقي فهي كثيرة وعظيمة المنافع، منها:
1- أحكام القرآن.
وقد جمع البيهقي فيه أقوال الشافعي في بيان آيات الأحكام.
2- أحاديث الشافعي.
3- الألف مسألة.
4- بيان خطأ من أخطأ على الشافعي.
5- تخريج أحاديث الأم (كتاب الأم للشافعي).
6- معالم السنن.
7- معرفة السنن والآثار.
8- العقائد.
9- إثبات عذاب القبر.
10- القراءة خلف الإمام.
11- فضائل الصحابة.
وغير ذلك من المؤلفات العديدة، والكثيرة.

وفاة البيهقي :
وبعد حياة حافلة بالتطواف والطلب في جمع العلم وتحصيله، والهمة في بثِّه وتعليمه، والاعتكاف على تدوينه وتصنيفه، أصاب البيهقي المرض في رحلته الأخيرة إلى نيسابور، وحضرته المنية، فتُوفِّي في العاشر من جمادى الأولى سنة 458هـ، وله من العمر أربع وسبعون سنة، فغسلوه وكفنوه، وعملوا له تابوتًا، ثم نقلوه إلى مدينة بيهق.
رحم الله البيهقي رحمة واسعة، ورافق نبيه في أعالي الجنان .

[الأربعون الصغرى للبيهقي]

(المؤلف) أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى الخسروجردي البيهقي (384-458هـ) .
(اسم الكتاب الذي طبع به ووصف أشهر طبعاته)
1 - طبع باسم:
الأربعون الصغرى المخرجة في أحوال عباد الله تعالى وأخلاقهم تحقيق محمد السعيد بن بسيوني زغلول، صدر عن دار الكتب العلمية- بيروت، سنة 1407هـ 2 - طبع باسم:
الأربعون الصغرى تحقيق أبي إسحاق الحويني الأثري، صدر عن دار الكتاب العربي بيروت، سنة 1408هـ.
(توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه) لقد ثبتت صحة نسبة هذا الكتاب إلى مؤلفه من خلال عدة عوامل، من أهمها ما يأتي:

1 - نص على نسبته إلى مؤلفه الذهبي في ترجمة المؤلف من سير أعلام النبلاء (1866) .
2 - وقد اهتم أهل العلم بهذا الكتاب سماعًا وإسماعًا، ومن ذلك:
أ - عده الذهبي في مسموعات أبي المكارم النوقاني عن شيوخه، سير أعلام النبلاء (21) .
ب - عده الحافظ ابن حجر في مسموعاته عن شيوخه في المعجم المفهرس (رقم:
917) .
3 - وقد انتفع به الإمام عبد الوهاب السبكي في طبقات الشافعية الكبرى (463) .
(وصف الكتاب ومنهجه) لقد عالج المؤلف في هذا الكتاب قضية الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها أفراد المجتمع المسلم فحشد لذلك (161) نصًا مسندًا، رتبها في أربعين بابًا، قدم بين يديها بباب في توحيد الله في عبادته دون ما سواه، ثم باب في التوبة من جميع ما كره الله، ثم باب في إرضاء الخصم، ثم شرع في أبواب الأخلاق، هجران إخوان السوء، غض البصر، ترك ما يشغل عن ذكر الله، الاستقامة، ...
وهكذا دواليك حتى ختم الكتاب بباب "المؤمن يجتهد في استعمال ما ذكر في هذا الكتاب.
وقد ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أنه ألف عدة مؤلفات تفيد أصحاب الحديث، وأن مقصوده من هذا الكتاب "إخراج بعض ما يحتاجون إلى معرفته، للاستعمال في أحوالهم وأخلاقهم،..ليكون بلغة لهم، فيما لابد لهم من معرفته في عبادة الله تعالى.." هذا كلامه رحمه الله بحروفه.
وتتجلى إمامة المؤلف في طريقة إيراده للنصوص؛ فهو يذكر النص بسنده، فإن كان له عنده أكثر من سند ذكرها كلها في موضع واحد، ثم يعقب ذلك بذكر من أخرج الحديث من أصحاب الكتب الستة، ويذكر من سند هذا المخرج القدر الذي يلتقي به مع سند الحديث عند البيهقي، وبهذا يكون قد ذكر للحديث عدة طرق وخرج هذه الطرق من الكتب الستة.
وليس هذا فحسب فهو يطلب عدم الإطالة فيذكر المتن في الموضع الأول ثم يقول في باقي الأسانيد بمثله، بنحوه، بمعناه.
ولم يكتف المؤلف بذلك بل هو بعد أن ينهي الكلام على الحديث من الناحية الإسنادية، يشرع في شرح غريب ألفاظ الحديث.
وبهذا يكون الكتاب مرجعًا لأصحاب الحديث متكامل الجوانب كما أراده مؤلفه رحمه الله.
هذا فضلًا عن انتقائه رحمه الله للنصوص الثابتة وحسبك بالبيهقي في هذا الباب فهو أحد فرسان هذا العلم معرفة بالرجال وبصرًا بالعلل ومن ثم خرجت مادة الكتب منبعًا صافيًا ومعينًا طاهرًا .
[التعريف بالكتاب ، نقلا عن موقع :
جامع الحديث]