فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب فضل مَنْ فَطَّر صَائماً وفضل الصائم الذي يؤكل عنده، ودعاء الآكل للمأكول عنده

رقم الحديث 1266 ( وعن أم عمارة) بضم المهملة وتخفيف الميم ( الأنصارية رضي الله عنها) المكنى بهذه الكنية، اثنتان من الأنصار.
إحداهما: نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مندول بن عمرو بن مازن بن النجار الأنصارية المازنية.
والثانية: غير مسماة كما ذكر ابن الأثير في أسد الغابة، وقال المزي: وهي جدة حبيب بن زيد ويقال: اسمها نسيبة بنت كعب بن عمرو، وذكر النسب إلى النجار وقد ذكر الترمذي نسبتها فقال: عن أم عمارة بنت كعب الأنصارية؛ ومقتضاه أنها الأولى كما صرح به المزي، وقد وقع في كلام بن عبد البر ما يقتضي أنها واحدة، وحكاه عن ابن الأثير، وقال: إن ابن منده وأبا نعيم جعلاهما اثنتين وذكرا لكل ترجمة، وفي التقريب للحافظ أنهما واحدة، كما في كلام ابن عبد البر ومثله في الأطراف للمزي، وهو ظاهر صنيع المؤلف، إذ لو كان يرى تعددهما لأتى بما يميز الراوية عن الثانية، وقد صرح الدميري بأنها نسيبة، وقال: شهدت العقبة مع السبعين وشهدت أحداً، وأبليت يومئذ بلاءً حسناً، هي وولدها عبد الله بن زيد وزوجها زيد بن عاصم وشهدت بيعة الرضوان وشهدت اليمامة، وجرحت يومئذ أحد عشر جرحاً وقطعت يدها.
روى لها أصحاب السنن ثلاثة أحاديث، هذا أحدها.
اهـ والله أعلم ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها) أي: زائراً ففيه زيارة أهل الفضل أتباعهم ( فقدمت إليه طعاماً) فيه إكرام الضيف بإحضار الطعام ( فقال: كلي) فيه إيماء إلى استحباب بدء رب المنزل بالأكل قبل الضيف لينشط لذلك ( فقالت: إني صائمة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الصائم) أي: لأي صوم كان، من فرض بأنواعه، أو نفل ( تصلي عليه الملائكة) أي تستغفر له ( إذا أكل عنده حتى يفرغوا) أي: الآكلون، المدلول على تعددهم بالجملة الشرطية ( وربما قال:) حتى ( يشبعوا) وضمير قال: الأقرب عوده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويؤيده أنه أورده في المشكاة بهذا اللفظ مقتصراً عليه، والمراد منه الإِشارة إلى اختلاف ألفاظه - صلى الله عليه وسلم -، ويحتمل على بعد عوده إلى أحد الرواة، وهذه الجملة مسوقة للشك في اللفظ النبوي على هذا.
وعلى الأول لبيان صدور كل منهما منه - صلى الله عليه وسلم -.
الأول كثيراً والثاني قليلاً ( رواه الترمذي وقال: حديث حسن) ورواه أحمد وابن ماجه والدارمي وانتهى حديث ابن ماجه إلى تصلي عليه الملائكة، ورواه النسائي أيضاً، كما في الأطراف للمزي.


رقم الحديث 1267 ( وعن أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى سعد بن عبادة) سيد الخزرج رضي الله عنه ( فجاء بخبز وزيت) فيه إحضار ما سهل وأنه لا ينافي الجود فقد جاء سعد كأبيه من أجواد العرب ( فأكل) أي: النبي - صلى الله عليه وسلم - ( ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -) أي: بعد تمام الأكل ( أفطر عندكم الصائمون) أي: أثابكم الله إثابة من فطر صائماً، فهي خبرية لفظاً دعائية معنى كجملة ( وأكل طعامكم الأبرار) جمع بر، وهو التقي ( وصلت عليكم الملائكة) أي: استغفرت لكم ( رواه أبو داود بإسناد صحيح) ورواه أحمد والبيهقي في السنن وابن السني من حديث أنس، ورواه ابن ماجه وابن حبان والطبراني.
من حديث ابن الزبير، ولفظ ابن السني " كان - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر عند قوم دعا لهم فقال: أفطر عندكم " إلخ وروى ابن ماجه عن الزبير "قال: أفطر - صلى الله عليه وسلم - عند سعد بن معاذ فقال: أفطر عندكم إلى آخره" ورواه ابن ماجه في، صحيحه عنه لكن قال: ابن عبادة بدل ابن معاذ.
قال القارىء في الحرز: ويمكن الجمع بتعدد القضة.