فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب استحباب صوم الإثنين والخميس

رقم الحديث 1255 ( عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم الاثنين) أي: عن حكمة إيثاره بالصوم عن باقي الأيام ( فقال ذلك) عبر عنه بذلك تنويهاً بشأنه، كما في قوله تعالى ( ذلك الكتاب) والتنوين في قوله: ( يوم) للتعظيم، كما يشير إليه وصفه بقوله ( ولدت فيه ويوم بعثت) أي: فيه، أفاد به أن شرفه بما ظهر فيه من ولادته وبعثته ( أو) شك من الراوي هل قال: بعثت فيه أو قال: ( أنزل علي فيه) ؟ أي: الوحي فنائب الفاعل مستتر، أو هو الظرف أي: وجد الإِنزال علي فيه ( رواه مسلم) في الصوم، وإنما لم يطلب في يوم مولده - صلى الله عليه وسلم - من الأعمال ما طلب في يوم الجمعة؛ لزيادة شرفه - صلى الله عليه وسلم - فخفف عن أمته ببركته.


رقم الحديث 1256 ( وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: تعرض الأعمال) أي: تعرضها الملائكة الحفظة، أو غيرهم ( يوم الاثنين والخميس) يحتمل عرض مجموع عمل الأسبوع في الآخر منهما، بعد عرض عمل ما قبل الاثنين مع عمله فيه، ويحتمل أن المعروض في الثاني ما عمل بعد الأول، وما قبل ذلك ففي الأول فقط منهما ( فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) جملة في محل الحال من المضاف إليه، لكون المضاف كبعض المضاف إليه، فهو كقوله تعالى ( أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً) ( رواه الترمذي وقال: حديث حسن ورواه مسلم بغير ذكر الصوم) ولفظه "تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين، ويوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن، إلا عبداً بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا" ورواه الطبراني عن أسامة بن زيد مرفوعاً بلفظ، "تعرض الأعمال على الله تعالى يوم الاثنين والخميس فيغفر الله إلا ما كان من متشاحنين أو قاطع رحم" ورواه الحاكم عن والد عبد العزيز، " بلفظ تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس على الله، وتعرض على الأنبياء وعلى الآباء والأمهات يوم الجمعة، فيفرحون بحسناتهم، وتزداد وجوههم بياضاً وإشراقاً، فاتقوا الله ولا تؤذوا موتاكم ".


رقم الحديث 1257 ( وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحرى) أي: يتوخى ( صوم الاثنين والخميس) أي: لعظم فضلهما ( رواه الترمذي وقال: حديث حسن) ورواه النسائي.