فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - بابُ إعانةِ الرفيقِ

رقم الحديث -167 يحتمل أن يكون المصدر مضافاً لفاعله: أي إعانة الرفيق من سعة، ويحتمل أنه مضاف للمفعول: أي إعانة المسافر الرفيق: أي المرافق في السفر.
( في الباب) أي مطلق الإعانة ( أحاديث كثيرة تقدمت كحديث: والله في عون العبد) أي الإنسان ( ما كان العبد) مدة كون العبد ( في عون) أي إعانة ( أخيه) مصدر مضاف للمفعول ( وحديث: كل معروف) أي يطلب ويعرف شرعاً ( صدقة) ودخل ما ترجم له الباب في عموم كل منهما ( وأشباههما) أي أحاديث تشبه ما ذكر من الحديثين في طلب نفع الغير، وقد جمع من ذلك الحافظ المنذري أربعين حديثاً وأوردناها في «إيقاظ النائم من سنة نومه» ببعض فوائد قوله تعالى: { وإذ استسقى موسى لقومه} ( البقرة: 60) .


رقم الحديث 969 ( وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن في سفر) أي مع النبي ( إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف) بفتح أوله وكسر ثالثه أي يقلب ( بصره يميناً وشمالاً) ينظر من يتوسم فيه الإعانة ( فقال رسول الله من) أي الذي ( كان معه فضل ظهر) مركوب فاضل عن حاجته إليه ( فليعد) بفتح التحتية أي من العائدة بمعنى الصلة ( به) الباء للتعدية ( على من لا ظهر له) أي يواسي من عنده ذلك المحتاج بإركابهعلى الظهر، وحمله ابن مالك على العود بمعنى الرجوع فقال وهذا: أي العود بالظهر قد يحصل بلا عود، وإنما عبر عنه بالعود لأن الغالب في من لا مركب له التأخر عن الرفقاء ومواساته إنما تحصل بالعود ( ومن كان له فضل زاد) أي زاد فاضل عن حاجته ( فليعد به على من لا زاد له) أراد به كما قبله الإحسان، وقال ابن مالك: عبر عنه بالعود لما ذكرنا أو للمشاكلة ( فذكر) أي النبي أنواعاً ( من أصناف المال) وأن من عنده الفضل منها عاد به على من لا شيء له منها، وقوله ( حتى) غاية لذكر الأصناف: أي ما زال يستقرى.
أصناف المال ويأمر بالتصدق بفضولها إلى أن ( رأينا) أي علمنا أو ظننا ( أنه لا حق) أي استحقاق ( لأحد منا في فضل) أي فاضها منها وأنه يجب دفعها للمحتاج إليه ( رواه مسلم) ورواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى وابن حبان كلهم عن أبي سعيد كما في «الجامع الكبير» .


رقم الحديث 970 ( وعن جابر رضي الله عنه عن رسول الله: إنه إذا أراد أن يغزو قال: يا معشر) وفي «المصباح» المعشر والقوم والرهط والنفر والجماعة الرجال دون النساء وجمعه معاشر ( المهاجرين والأنصار) قدم الأولين لأفضليتهم بالسبق ( إن من إخوانكم قوماً ليس لهم مال ولا عشيرة) هي القبيلة ولا واحد لها من لفظها والجمع عشيرات وعشائر ( فليضم أحدكم إليه الرجلين والثلاثة) أي أحدكم يضم الاثنين وأحدكم يضم ثلاثة على حسب الحال من اليسار والإعسار ( فما لأحدنا) أي الأغنياء الواجدين ( من ظهر يحمله إلا عقبة) بضم فسكون منصوب على المصدر ( أحدهم) يعني كعقبة أحدهم، والمعنى أنهم كانوا يتساوون في تناوب ركوب الظهر فيركب المالك عقبة وذلك المسكين كذلك ( قال: فضممت إليّ اثنين أو) شك من الراوي ( ثلاثة) بالنصب ( وما لي إلا عقبة أحدهم) جملة حالية من فاعل ضممت ( منجملى) بفتح أوليه أي من ركوبه ( رواه أبو داود) .


رقم الحديث 971 ( وعنه قال: كان رسول الله يتخلف في المسير) مصدر ميمي أي في السير في السفر فيكون في آخر الناس ( فيزجى) بالزاي والجيم من الإزجاء: أي يسوق ( الضعيف) في «القاموس» زجاه ساقه ودفعه كزجاه وأزجاه ( ويردف) أي يركب على دابة ( ويدعو له) فيعان ببركة دعوته ويصل لمطلبه ( رواه أبو داود بإسناد حسن) ورواه الحاكم في «المستدرك» .
17