فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب الموعظة عند القبر

رقم الحديث 945 ( عن علي رضي الله عنه قال: كنا في جنازة) لم أر عين اسمها ( في بقيع) بفتح الموحدة وكسر القاف فعين مهملة وسكون التحتية ( الغرقد) بالمعجمة والقاف بوزن جعفر هو كما في «النهاية» : ضرب من شجر العضاه وسجر الشوك، الغرقدة واحدته، وبقيع الغرقد: مقبرة المدينة، قال في «النهاية» : قيل لها ذلك لأنه كان فيها غرقد وقطع ( فأتانا رسول الله فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة) بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الصاد المهملة، قال في النهاية: هي ما يختصره الإنسان فيمسكه: من عصاة أو عكاز أو مقرعة أو قضيب، وقد يتكىء عليه.
قلت: والمراد هنا عصا ذات رأس معوج ( فنكس) أي طأطأ رأسه، وذلك يكون عند التفكر والتدبر ( وجعل) من أفعال الشروع ( ينكث) أي يؤثر في الأرض ( بمخصرته) أي يضرب الأرض بطرفها، قال في «النهاية» : وهو فعل المفكر المهموم ( ثم قال:ما منكم من) مزيدة لتأكيد استغراق النفي في ( أحد إلا قد كتب) بالبناء للمجهول ( مقعده) بالرفع نائب الفاعل، ويجوز نصبه على الظرفية، ونائب الفاعل مستتر ( من النار) قدم ذكر مقعدها لأن المقام للوعظ وهي أنجع فيه من قرينتها لأنها من باب النذارة وهي انجع من البشارة ( ومقعده من الجنة) والمراد أن أهل الجنة كتب في الأزل مقعدهم منها، وكذا أهل النار، ويدل على إرادة ذلك المقام، وأن ما بعد إلا من الجملة في محل الحال وهو استثناء مفرغ من أعم الأحوال: أي ما منكم أحد في حال إلا حال كتابة مقعدة منهما في الأزل ( فقالوا: يا رسول الله أفلا نتكل) من الاتكال وهو الاعتماد: أي أتعمل مع ذلك فلا نتكل ( على كتابنا) أي مكتوبنا السابق من سعادة وضدها، قال الشيخ زكريا في «تحفة القاري» : والقائل هو سراقة بن خيثم أو أبو بكر أو عمر أو علي الراوي، قلت: ولا مانع من كون كل سأل بدليل فقالوا ( فقال اعملوا) أي ماأمرتم بعمله من التكاليف الشرعية ( فكل) منكم ( ميسر لما خلق له) من سعادة أو شقاوة بعمل السعداء أو الأشقياء ( وذكر تمام الحديث) جاء في رواية البخاري قال «أماأهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة، ثم قرأ فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى إلى قوله: { فسنيسره للعسرى} ( الليل: 6) ( متفق عليه) وأخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
161