فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب مَا يقرأ في صلاة الجنازة.

رقم الحديث -157 بالبناء للمفعول ويجوز بالبناء للفاعل ويعود الفاعل إلى المصلي ( في الصلاة على الجنازة) .
( يكبر) أي المصلي مع رفع يديه إلى حذو منكبيه كما يفعل في تكبير التحريم ( أربع تكبيرات) بالنصب مفعول مطلق ( يتعوذ) أي ندباً ( بعد) التكبيرة ( الأولى) وهي تكبيرة التحريم ( ثم يقرأ) أي من غير دعاء افتتاح صلاتها على التخفيف ( فاتحة الكتاب) والأولى كونها بعد التكبيرة الأولى، ويجوز إخلاؤها منها وقراءتها مع الصلاة على النبي بعد التكبيرة الثانية أو مع الدعاء بعد الثالثة ( ثم يكبر الثانية) رافعاً يديه كما يفعل في تكبير الركوع ( ثم يصلي على النبي فيقول) وجوباً ( اللهم صل على محمد) ندباً ( وعلى آل محمد، والأفضل) في حصول اللفظ المسنون فيها ( أن يتممه) بضم أوله من التتميم: أي يكمل لفظ الصلاة بقوله ( كما صليت على إبراهيم) والكاف للتشبيه وسيأتي بيان وجهه إن شاء الله تعالى، ومن أحسنه أنه من تشبيه الإحسان بالإحسان، وقوله ( إلى قوله حميد مجيد) متعلق بقوله يتممه: أي فيقول «كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد» وتبين بما ذكر أن الأقل والأكمل منها هنا كالأقل والأكمل منها في الصلاة ( ولا يفعل) بالجزم نهي، ويجوز أن يقرأ بالرفع فيكون خبراً لفظاً إنشاء معنى ( ما يفعله العوام) بتشديد الميم جمع عامة مثل دابة ودواب، والعامة خلاف الخاصة، كذا في «المصباح» ، وفي الكلام إطلاق الفعل على القول لأنه فعل اللسان وباقي المخارج ( من قراءتهم إن الله وملائكته يصلون على النبيّ الآية) بالنصب بتقدير بأن فيه حذف الجارّ وإبقاء عمله، وذلك سماعي لا يجوز في مثله ( فإنه لا تصح صلاته إذا اقتصر عليه) أي من غير أن يأتي بعده بنحو اللهم صل على محمد وذلك لأنه ليس فيه إلا الإخبار عما تفضل به الله تعالى على نبيه من أنه مع ملائكته يصلون عليه وأمر الأمة لذلك، وهذا ليس بصلاة والواجب فيها الصلاة عليه وهو لم يأت بها، ويكره الإتيان بها مع الإتيان بالصلاة عليه لما فيها من ابتداع ما لم يرد عن الشارع والتطويل فيها مع بنائها على التخفيف ( ثم يكبر الثالثة ويدعو للميت) وهو واجب وأقله نحو اللهم اغفر له ( وللمسلمين) وهو مندوب، واستحب الدعاء لهم حينئذ للخبر لما لحقهم من النقص بفقد ذلك الميت ( بما سنذكره من) أي في ( الأحاديث إن شاء الله تعالى) ويجوز كون ابتدائية: أي مبدوءة من الأحاديث ( ثم يكبر الرابعة ويدعو) ندباً ( ومن أحسنه) أي في الدعاء المندوب بعدها ( اللهم) أي بالله ( لا تحرمنا) بفتح الفوقية وكسر الراء.
في القاموس: حرمه الشيء كضربه وأحرمه وكسر الثانية: أي لا توقعنا في الفتنة: أي المحنة ( بعده) أي بعد موته ( واغفر لنا وله، والمختار) عند أصحابنا الشافعية ( أنه يطوّل الدعاء) للميت وللمسلمين ( في) أي بعد التكبيرة ( الرابعة) وقوله ( خلاف ما يعتاده الناس من الدعاء) بالنصب حال من فاعل يطول: أي حال كونه مخالفاً لمعتاد أكثر الناس من تقصير الدعاء فيه اقتصار على الذكر السابق مرة واحدة ( لحديث) عبد الله ( بن أبي أوفي الذي سنذكره إن شاء الله تعالى) آخر الباب ( فأما الأدعية) جمع دعاء وقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ( المأثورة) بالمثلثة أي الواردة عنه بعد التكبيرة الثالثة ( فـ) كثيرة ( منها) .


رقم الحديث 935 ( عن أبي عبد الرحمن عوف) بالفاء في آخره ( بن مالك الأشجعي) وما ذكره المصنف في كنيته أحد أقوال فيها، وقيل كنيته أبو عمرو وقيل أبو عبد الله وقيل أبو محمد وقيل أبو حماد وتقدمت ترجمته ( رضي الله عنه) في باب القناعة ( قال: صلى رسول الله على جنازة فحفظت من دعائه) لعله جهر به ليحفظ عنه ( وهو يقول) جملة في محل الحال من الضمير المضاف إليه المصدر ( اللهم اغفر له) وحذف المفعول طلباً للتعميم ولتذهب النفس فيه كل مذهب ( وارحمه) أي بفيض خاص تتلقاه به من كرامتك ( وعافه) أي من المؤذيات في القبر من فتنته ووحشته وظلمته وعذابه ( واعف عنه) أي مما وقع له من التقصير في الطاعة قال في النهاية: العفو محو الذنوب والعافية السلامة من الأسقام والبلايا ( وأكرم) بقطع الهمزة ( نزله) بضمتين: وهو ما يهيأ للضيف من الطعام: أي أحسننصيبه من الجنة.
قال ابن الجزري: وهو في الأصل قرى الضيف، والمراد الدعاء بإكرامه بالأجر والثواب والمغفرة ( ووسع) بكسر السين المشددة ( مدخله) بضم الميم وفتحها وبهما قرى قوله تعالى: { مدخلاً كريماً} ( النساء: 31) قال ابن الجزري: بضم الميم الموضع الذي يدخل فيه وهو قره الذي يدخله الله فيه، وقال: لكن المسموع من أفواه المشايخ والمضبوط في الأصول فتح الميم وكلاهما صحيح المعنى.
قال صاحب «الصحاح» : المدخل الدخول وموضع الدخول أيضاً تقول دخلت مدخلاً وأدخلته مدخل صدق اهـ.
قال صاحب «الحرز» : ويجوز بالضم موضع الإدخال وهو المناسب للمقام.
قلت: وعليه فيكون نصبه على الظرفية بخلافه إذا جعل بمعنى الدخول فيكون على المصدرية ( واغسله) بوصل الهمزة: أي اغسل ذنوبه وطهر عيوبه ( بالماء والثلج والبرد) بفتحتين، والغرض تعميم أنواع الرحمة والمغفرة في مقابلة أصناف المعصية والغفلة ( ونقه) بتشديد القاف دعاء من التنقية، بمعنى التطهير، والهاء يحتمل أن تكون ضمير الميت وأن تكون هاء السكت ( من الخطايا) أي من أثرها وهي جمع خطيئة وهل وزنها فعالى أو فعائل خلاف ( كما نقيت) نظفت ( الثوب الأبيض من الدنس) بفتحتين: أي الدرن، قال ابن الجزري: الدنس بفتح الدار المهملة والنون: الوسخ يريد المبالغة في التطهير من الخطايا والذنوب ( وأبدله) من الإبدال: أي عوّضه ( داراً) من القصور أو من سعة القبور ( خيراً من داره) التي بالدنيا الفانية ( وأهلاً) أي من الخدم والولدان ( خيراً من أهله) ليأنس بهم وتذهب عنه الوحشة ( وزوجاً) أي من الحور العين، أو من نساء الدنيا في الجنة ( خيراً من زوجه) أي زوجته التي كانت في الدنيا، فإن كان الميت امرأة فالمعنى إبدالها زوجاً من رجال الدنيا في الجنة خيراً من زوجها حقيقة أو حكماً ( وأدخله الجنة) أي ابتداء من الناجين الفائزين ( وأعذه) من الإعاذة: أي خلصه ( من عذاب القبر) الناشىء عن فتنته في عالم البرزخ ( ومن عذاب النار) أي بعد البعث،إما بإعاذته منها ابتداء أو بإنجائه من الخلود فيها وإعادة الجار إيماء إلى اختلاف نوعي العذاب، قال عوف بن مالك راوي الحديث ( حتى تمنيت أن أكون ذلك الميت) أي لأظفر بتلك الدعوات المجابات والأدعية المقبولات ( رواه مسلم) والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن أبي شيبة و ( المصنف) كلهم من حديث عوف.


رقم الحديث 936 ( وعن أبي هريرة وأبي قتادة) الأنصاري واسمه ربعي بن النعمان ( وأبي إبراهيم الأشهلي) قال الحافظ في «التقريب» : مقبول من كبار التابعين، قيل إنه عبد الله بن أبي قتادة ولا يصح، قال الترمذي: هو غلط، أبو إبراهيم من بني عبد الأشهل وأبو قتادة من بني سلمة بطن من الأنصار ( عن أبيه) لم يعلم اسمه ( وأبوه صحابي) فلا تضرّ جهالة عينه لأن الصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول ( عن النبي أنه صلى على جنازة فقال: اللهم اغفر لحينا وميتنا) أي لجميع أحيائنا وأمواتنا معشر المسلمين لأن المفرد المضاف حيث لا عهد للعموم ( وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا وشاهدنا) أي حاضرنا ( وغائبنا) قال التوربشتي: سئل الطحاوي عن معنى الاستغفار للصغار مع أنه لا ذنب لهم، فقال: إن النبي سأل ربه أن يغفر لهم الذنوب التي قضيت لهم أن يصيبوها بعد الانتهاء إلى الكبر، وعليه فالصغار عام مخصوص بمن سيكبر.
قيل ويجوز أن يراد بالصغار الشباب وبالكبار الشيوخ، وعليه فالأمر واضح.
قال ميرك: كل من القرائن الأربع في الحديث على الشمول والاستيعاب فلا يحمل على التخصيص نظراً إلى مفردات التركيب كأنه قيل: اللهم اغفر لكل السملمين فهي من الكنايات الرمزية يدل عليه جمعه في قوله «اللهم من أحييته منا» الخ، قال في «الحرز» ، لا كلام في إفادة العموم ( اللهم من أحييته منا فأحيه) بقطع الهمزة( على الإسلام) وفي رواية للترمذي والحاكم «على الإيمان» ( ومن توفيته) بتشديد الفاء: أي قبضت روحه ( منا فتوفه على الإيمان) وفي روايتهما «على الإسلام» ولا شك أن رواية غيرهما أولى لمناسبة الحياة للإسلام ولائمة الوفاة لللإيمان ( منهم لا تحرمنا أجره) أي أجر المصيبة فيه ( ولا تفتنا) وفي رواية «تضلنا» ( بعده) أي بعد موته ( رواه الترمذي من رواية) أي من حديث ( أبي هريرة والأشهلي، ورواه أبو داود من رواية أبي هريرة وأبي قتادة) وكذا رواه من حديث أبي هريرة أحمد والنسائي وابن حبان ( قال الحاكم) في «المستدرك» ( حديث أبي هريرة صحيح على شرط البخاري ومسلم قال الترمذي) في «جامعه» ( قال البخاري) صاحب الصحيح وهو من مشايخ الترمذي ( أجمع روايات هذا الباب) أي لهذا الحديث ( رواية الأشهلي، قال البخاري، وأصح شيء في الباب حديث عوف بن مالك) وقد تقدم أنه صحيح أخرجه مسلم، ولا شك أن ما أخرجه أحدهما مقدم على ما هو على شرطهما مما لم يخرّجاه وإن كان قول المحدث أصح ما في هذا الباب حديث كذا لا يستلزم الحكم بصحة ذلك الحديث.


رقم الحديث 937 ( وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رسول الله يقول: إذا صلبتم على الميت) أي تلبستم بها ( فأخلصوا) بقطع الهمزة ( له الدعاء) قال العلقمي: إخلاص الدعاء له ألا يشرك معه غيره، وأقله: اللهم اغفر له، ويدعي له بخصوصه وإن كان طفلاً ( رواه أبو داود) ورواه ابن ماجه وابن حبان كما في «الجامع الصغير» وفي «تخريج أحاديث الرافعي»للحافظ ابن حجر، وأخرجه البيهقي وفيه ابن إسحاق، وقد عنعن لكن أخرجه ابن حبان من طريق أخرى عنه مصرحاً بالسماع.


رقم الحديث 938 ( وعنه عن النبي في الصلاة على الجنازة) أي من دعائه في الصلاة عليها ( اللهم) أي يا ألله ( أنت ربها) أي مربيها بنعمتك بالإخراج من العدم ثم بالغذاء بالنعم ( وأنت خلقتها) أي والمضاف يشرف بشرف المضاف إليه ( وأنت هديتها) أي أوصلتها ( للإسلام) إذ لولا إرادتك هدايته لما اهتدى ( وأنت قبضت) بفتح الموحدة ( روحها) أي وذلك بإخراج الملائكة الموكلين بالنزع لها من الجسد ثم أخذ الملك لها.
وليس إسناد القبض مجازاً عقلياً خلافاً لما في «الحرز» ( وأنت أعلم بسرها) أي بما كانت تسره في الحياة من اعتقاد ونية ( وعلانيتها) بتخفيف التحتية: أي ما تعلنه أي تظهره من ذلك والجملة معطوفة على ما قبلها ويحتمل كونها حالية من فاعل هديت: أي حكمنا بهدايتك إياها باعتبار ما ظهر لنا والسرائر علمها إليك ( جئنا) أي حضرنا ( شفعاء) حال أي شافعين ( له فاغفر له) أي جميع ذنوبه كما يومىء إليه حذف المفعول ( رواه أبو داود) .


رقم الحديث 939 ( وعن واثلة) بالمثلثة ( ابن الأسقع) بالمهملة وبعدها قاف فعين مهملة سبقت ترجمته ( رضي الله عنه) في باب الرؤيا وما يتعلق بها ( قال: صلى بنا رسول الله على رجل من المسلمين) لم أقف على تسميته ( فسمعته يقول: اللهم إن فلان بن فلان) كناية عن اسم الرجل المصلى عليه واسم أبيه، ولما نسى الراوي اسمهما كنى به عنهما ( في ذمتك) بكسر الذال المعجمة وتشديد الميم: أي في عهدك المشار إليه بقوله تعالى: { وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} ( البقرة: 4) ( وحبل) بالمهملة فالموحدة مستعار استعارة مصرحة للميثاق: أي وفي عروة( جوارك) بكسر الجيم: أي أمانك، قال تعالى: { واعتصموا بحبل الله} ( آل عمران: 13) قال الطيبي: الحبل العهد والأمان والذمة: أي هو في كنف حفظك وعهد طاعتك.
وقال ابن الجزري: أي في خفارتك وطلب غفرانك، وكان عادة العرب أن يخفر بعضها بعضاً، فكان الرجل إذا أراد سفراً أخذ عهداً من سيد كل قبيلة فيأمن به ما دام في حدودها حتى ينتهي إلى أخرى فيفعل مثل ذلك فهذا حبل الجوار: أي ما دام مجاور أرضه.
ويجوز أن يكون من الإجارة وهو الأمان والنصرة ( فقه) بهاء الضمير: أي حفظه ( من فتنة القبر) أي اختباره أو عذابه، وعليه فعطف قوله ( وعذابه) من عطف الرديف وعلى الأول من عطف المسبب على السبب ( وأنت أهل الوفاء) قال تعالى: { أوف بعهدكم} ( والحمد) وأهل أن تحمد بالتزكية والثناء وبالشكر والجزاء لمن ثبت على الإيمان وقام بحق القرآن، والجملة حالية من فاعل «قه» أو استئنافية ( اللهم فاغفر له) الإتيان بفاء السببية للإيماء إلى أن من كان محموداً أهلاً للوفاء فهو الذي يسأل منه الغفران بمحو السيئات ( وارحمه) أي برفع الدرجات ( إنك أنت الغفور الرحيم) بكسر همزة «إن» على الاستئناف ويجوز فتحها بتقدير لام التعليل، وهو كالدليل لسؤال المغفرة والرحمة منه، وأتى بهما بصيغة المبالغة إيماء إلى سعة رحمته وشموله مغفرته وعظمها ( رواه أبو داود وابن ماجه) .


رقم الحديث 940 ( وعن عبد الله بن أبي أوفى) واسمه علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي ( رضي الله عنهما أنه كبر على جنازة ابنة له) بدل اشتمال من عبد الله ( أربع تكبيرات) مفعول مطلق لكبر ( فقام بعد) التكبيرة ( الرابعة) قياماً ( بقدر ما بين التكبيرتين) الثالثة والرابعة التي يدعىفيها للميت لأن في هذه أيضاً دعاء له ( يستغفر لها) أي يسأل الله لها المغفرة ( ويدعو) لها أي بنيل المراتب العلية كالجنة ( ثم قال: كان رسول الله يصنع هكذا) أي مثل ما صنعت من تطويل ما بعد التكبيرة الرابعة ( وفي رواية) لأبي بكر الشافعي الغيلاني كما قال الحافظ في «تخريج أحاديث الرافعي» : أي عن ابن أبي أوفى ( كبر أربعاً فمكث) بفتح الكاف على الأفصح ( ساعة) أي زمناً طويلاً يستغفر ويدعو، وقوله ( حتى ظننا أنه سيكبر خمساً) غاية للإطالة المدلول عليها بقوله ساعة ( ثم سلم عن يمينه) كتسليم الصلاة حتى يرى بياض خده الأيمن ( و) كذا ( عن شماله، فلما انصرف) أي انتهى من الصلاة ( قلنا له: ما هذا قال: إني لا أزيدكم على ما رأيت رسول الله يصنع، أو) شك من الراوي هل قال ابن أبي أوفى كما تقدم عنه، أو ( قال هكذا) مثل ما صنعت ( صنع رسول الله رواه الحاكم) في «المستدرك» ( وقال: حديث صحيح) وفي «تخريج أحاديث الرافعي» رواه أحمد اهـ.
فيؤخذ منه استحباب الدعاء للميت بعد الرابعة وهو الذي رجحه الرافعي بعد أن ذكر فيه خلافاً.
158