فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب آداب السلام

رقم الحديث 857 ( عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: يسلم الراكب علة الماشي) قال السيوطي: هذا خبر بمعنى الأمر وفي رواية أحمد ليسلم ( والماشي) وعند أبي داود: المارّ ( على القاعد والقليل على الكثير) قال ابن بطال عن المهلب: تسليم الماشي لتشبيهه بالداخل على أهل المنزل وتسليم الراكب لئلا يتكبر بركوبه فيرجع إلى التواضع وتسليم القليل لأجل حق الكثير لأن حقهم أعظم.
وقال ابن العربي: حاصل ما في هذا الحديث أن المفضول بنوع مَّا يبدأ الفاضل ( متفق عليه) أخرجه البخاري في الأدب من «صحيحه» من طريقين ومسلم في الاستئذان ( وفي رواية للبخاري) هي في الأدب أيضاً ( والصغير علىالكبير) لكن بلفظ «يسلم الصغير على الكبير» قال ابن بطال: وذلك لأن الصغير مأمور بتوقير الكبير والتواضع له.


رقم الحديث 858 ( وعن أبي أمامة) بضم الهمزة وتخفيف الميمين ( صديّ) بضم المهملة الأولى وفتح الثانية وتشديد الياء ( ابن عجلان الباهلي) تقدمت ترجمته ( رضي الله عنه قال: قال رسول الله: إن أولى الناس بالله) أي أحقهم بالقرب منه بالطاعة ( من بدأ بالسلام) وذلك لما صنع من المبادرة إلى الطاعة والمسارعة إليها مع ما فيه من حمل المجيب على الرد بالتسبب فيها ( رواه أبو داود بإسناد جيد، ورواه الترمذي) في الاستئذان في «جامعه» .
( وعن أبي أمامة) أيضاً ( قيل) أي سئل رسول الله وقيل ( يا رسول الله الرجلان يلتقيان) أي سواء كان يقصد منهما اللقاء أو من أحدهما أولا قصد لأحد ( أيهما يبدأ بالسلام قال: أولاهما بالله) قال ابن رسلان: ومعنى الروايتين أقرب الناس من الله بالطاعة من بدأ أخاه بالسلام عند ملاقاته لأنه السابق إلى ذكر الله ومذكره، ورواه البيهقي في «الشعب» عن ابن مسعود يرفعه «إذا مرّ الرجل بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل لأنه ذكرهم السلام، وإن لم يردوا عليه رد عليه ملأ خير منهم وأطيب» قال القرطبي: الأولى بمبادرة السلام ذوي المراتب الدينية كأهل العلم، والفضل احتراماً لهم وتوقيراً، بخلاف أهل المراتب الدنيوية ( وقال الترمذي: حديث حسن) وقدمنا أن الجيد عندهم نحو الحسن فوقه.