فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب استحباب القميص

رقم الحديث 789 ( عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كانت أحب الثياب) بالنصب خبر مقدم لكان وبالرفع اسمها وقوله ( إلى رسول الله) متعلق بأحب ( القميص) بالرفع على الأول وبالنصب على الثاني وهو المشهور في الرواية، وقيل هما روايتان، وأيد الأول بأن أحبّ وصف فهو أولى بكونه حكماً، وقال آخر: إن كان المراد تعيين الأحب فينصب القميص أو بيان وصف القميص عنده فيرفع، قال ابن الجزري: القميص ثوب مخيط بكمين غير مفرج يلبس تحت الثياب، وفي «القاموس» : ولا يكون إلا من القطن وأما الصوف فلا.
وقيل وكأن حصره للغالب.
والظاهر أن المراد من القميص في الحديث ما كان من القطن لأن الصوف يؤذي البدن ويدرّ العرق ورائحته يتأذى بها.
وقد أخرج الدمياطي «كان قميص رسول الله قطناً قصير الطول والكمين» قيل وجه أحبية القميص إليه أنه أستر للأعضاء من الإزار والرداء لأنه أقل مؤنة وأخف على البدن، ولابسه أكثر تواضعاً، ثم لا مخالفة بين هذا الحديث وحديث «كان أحبّ الثياب إلى رسول الله الحبرة» لأن أحبيته للثوب من حيث اللبس كما جاء في رواية الترمذي «أحبّ الثياب إلى رسول الله يلبسه القميص» وأحبية الحبرة لأمر آخر.
قال القاري:وحديث الباب بالنسبة للمخيط وحديث الحبرة بالنسبة لغيره ( رواه أبو داود والترمذي) في «جامعه» و «شمائله» من طرق متعددة وفي بعضها يزيادة «يلبسه» كما تقدم ( وقال) في «جامعه» ( حديث حسن) .
9