فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوَجه عند اللقاء

رقم الحديث -88 أي لينه وترك خشونته ( وطلاقة الوجه) هي تهلله بالانشراح والابتسام ( عند اللقاء) قال الشاعر: بشاشة وجه المرء خير من القرى فكيف بمن يقرى القرى وهو يضحك ( قال الله تعالى) : ( { واخفض جناحك} ) لين جانبك وتواضع ( { للمؤمنين} ) أي دون الكفار.
قال تعالى { واغلظ عليهم} .
( وقال تعالى) : ( { ولو كنت فظاً} ) سيء الخلق ( { غليظ القلب} ) قاسيه ( { لانفضوا} ) أي نفروا ( من حولك) .


رقم الحديث 693 ( وعن عديّ بن حاتم رضي الله عنه) تقدمت ترجمته ( قال: قال رسول الله: اتقوا النار) أي اتخذوا ما يقيكم منها ( ولو) كان الاتقاء ( بشق) بكسر الشين: أي نصف ( تمرة) فإن الله تعالى يقول: { إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها} ( النساء: 4) وقال { فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره} ( الزلزلة: 7) وجاء عن عائشة رضي الله عنها: أنها وقف عليها سائل فتصدقت عليه بعنبة فاحتقرها فقالت له: إنها تعدل مثاقيل من مثاقيل الذر ( فمن لم يجد) أي ما يتقي به من الصدقة، وإن قلت ( فـ) لميتقها ( بكلمة طيبة) يكون طيبها للمخاطب قائماً مقام ما فاته من اللين ( متفق عليه) .


رقم الحديث 694 ( وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: والكلمة الطيبة) كأمر بمعروف ونهي عن منكر، وإلانة القول لمخاطب في غير مأثم ( صدقة) فأفاد الخبر أن الصدقة وإن غلبت في المال لكنها تكون في غيره كلطيف المقال ( متفق عليه وهو) أي ما ذكر من حديث أبي هريرة ( بعض حديث) وذكره بالواو العاطفة فيه إيماء لذلك ( تقدم بطوله) في باب بيان طرق الخير وكذا تقدم في حديث أبي ذر الذي يليه.


رقم الحديث 695 ( وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله: لا تحقرن) بتشديد النون ( من المعروف) أي ما يستحسن شرعاً ( شيئاً ولو) كان ذلك المعروف ( أن تلقى أخاك بوجه طلق) أي متهلل بالبشر والابتسام لأن الظاهر عنوان الباطن فلقياه بذلك يشعر لمحبتك له وفرحك بلقياه والمطلوب من المؤمنني التوادّ والتحابّ ( رواه مسلم) .
- ( باب استحباب بيان) أي إظهار ( الكلام) بأن لا يخفي شيء من حروفه فلا يسمعها المخاطب ( وإيضاحه) باستعمال الألفاظ الظاهرة الدالة على المراد واجتناب الغريب للمخاطب وذلك ليسهل فهمه ( تكريره) ظاهره ولو بإعادته مرة أخرى والخبر فيه فعل ذلك ثلاثاً فلعله أشار بهذا إلى أن التثليث هو الغاية، وأن أصل التكرار مطلوب إذا دعا إليه المقام ويحصل ولو بمرة أخرى ( ليفهم إذا لم يفهم إلا بذلك) أي المذكور من جميع الثلاثة.