فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب النَّهي عن إتيان الكُهّان والمنجِّمين والعُرَّاف وأصحاب الرمل، والطوارق بالحصى وبالشعير ونحو ذلك

رقم الحديث 1671 ( وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اقتبس علماً) قال في القاموس أي: استفاده ( من النجوم) أي: ما ينشأ من الحوادث عن مسيرها، أما علم الوقت والقبلة فليسا مرادين هنا البتة، لأنهما فرضا كفاية تارة وعين أخرى؛ ( اقتبس شعبة) بضم المعجمة وسكون المهملة أي: قطعة ( من السحر) أي: وهو من باب الكبائر، وقد يكون كفراً ( زاد) أي: من السحر ( ما زاد) أي: من علم النجوم.
قال الخطابي علم النجوم المنهي عنه: هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث، التي لم تقع وستقع في مستقبل الزمان، كأوقات هبوب الرياح، ومجيء المطر، وتغير السعر، وما في معناها، مما يزعمون إدراكه من الكواكب في مجاريها واجتماعها وافتراقها، ويدعون أن لها تأثيراً في السفليات، وأنها تجري على ذلك وهذا منهم، تحكم على الغيب وتعاط لعلم، قد استأثر الله تعالى، به لا يعلم الغيب سواه.
وأما علم النجوم الذي يدرك بالمشاهدة والخبر، كالذي يعرف به الزوال، ويعلم به جهة القبلة، فغير داخل فيما نهى عنه، لأن مدار ذلك على ما يشاهد من الظل في الأول، والكواكب في الثاني اهـ.
ملخصاً.
( رواه أبو داود بإسناد صحيح) ورواه أحمد وابن ماجه.
وقال الذهبي في مختصر سنن البيهقي: إنه حديث صحيح.


رقم الحديث 1668 ( وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أناس) فاعل سأل ( عن الكهان فقال ليس) أي: عملهم المدلول عليه بالسياق ( بشيء) أي: من الحق والصدق بدليل ( قالوا يا رسول الله إنهم يحدثونا أحياناً بشيء فيكون حقاً) أي: يطابقه الواقع، ويكون على وفق أخبارهم، ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك الكلمة) المشار إليه، هو ما يطابقه من الواقع حديثهم، والكلمة المراد بها هنا، المعنى اللغوي، أي: الجمل المفيدة لوصفها بقوله ( من الحق) أي: الذي أوحى به الملك ( يخطفها الجني) بفتح الطاء المهملة أي: يسلبها بسرعة.
وقد جاء خطف، من باب ضرب، في لغة أشار إليها في المصباح ( فيقرها) بفتح فضم، من قرير الدجاجة أي: فيصيرها ( في أذن وليه) من الكهان ( فيخلطون) بضم اللام ( معها مائة كذبة) بفتح الكاف وكسرها والذال ساكنة فيهما، كما تقدم في باب التوبة بما فيه ( متفق عليه.
وفي رواية للبخاري)
أردها في باب الملائكة من صحيحه ( عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب) هو تفسير والمهملة المسددة، يأتي بيانه في حديث معاوية في الباب ( قال) إسماعيل بن حماد أبو نصر ( الجوهري) الإمام اللغوي المشهور في النحو واللغة والصرف.
قال الفيروزأبادي: وبخطه يضرب المثل في الجودة، أصابه اختلاط ووسواس في آخر عمره، ومات بسبب غريب.
ذكرته في شرح الأندلسية في العروض.
توفي سنة ثمان وتسعين وثلثمائة، كما سبق مع بيان سببه في باب بيان كثرة طرق الخير ( في الصحاح) قال البدر الدماميني في تحفة الغريب: وهو بفتح الصاد اسم مفرد بمعنى الصحيح والجاري على ألسنة كثير، كسرها على أنه جمع صحيح، وبعضهم ينكره بالنسبة لتسمية الكتاب، ولا أعرف له مستنداً.
فالمعنيان مستقيمان فيه، إلا إن ثبتت رواية من مصنفه أنه بالفتح فيصار إليها البتة.
ومما وقع لي قديماً، أني احتجت إلى استعارته من بعض الرؤساء فكتبت إليه: مولاي إن وافيت بابك طالبا ... منك الصحاح فليس ذاك بمنكر البحر أنت وهل يلام فتى أتى ... للبحر كي يلقى صحاح الجوهر اهـ.
ملخصاً.
الفيروزأبادي: صنف الصحاح للأستاذ أبي منصور السبكي، ورسمه من أوله إلى باب الضاد المعجمة، ثم اعتراه اختلاط ووسوسة فمات، وبقي الصحاح غير منقح، فنقحه وبيضه أبو إسحاق صالح الوراق، وكان الغلط في النصف الأخير أكثر اهـ.
وقد كمل عليه الصغاني في أربع مجلدات وقال فيه: ما أهمل الجوهري من لغة ... إلا وفي ذيله وحاشيته توجه الله يوم يبعثه ... بتاج رضوانه ومغفرته ( الجبت) بكسر الجيم وسكون الموحدة بعدها فوقية ( كلمة تقع) أي: تطلق ( على الصنم) ومنه قوله تعالى في حق أهل الكتاب ( يؤمنون بالجبت والطاغوت) ( والكاهن والساحر ونحو ذلك) من العراف والمنجم، قال: وليس من محض العربية، لاجتماع الجيم والباء في كلمة واحدة من غير حرف ذلقي.


رقم الحديث 1672 (وعن معاوية بن الحكم) بفتح المهملة والكاف، السلمي: بضم المهملة وفتح اللام، الصحابي: تقدمت ترجمته (رضي الله عنه) في باب الوعظ (قال قلت يا رسول الله إني حديث عهد) من إضافة الصفة لموصوفها، أي: ذو عهد قريب (بجاهلية) هي ما قبل الإِسلام، سميت بذلك لكثرة ما فيها من الجهالات (وقد جاء الله تعالى بالإِسلام) معطوفة على ما قبلها، أو حالية (وإن منا رجالاً يأتون الكهان) أي: يعرفون منهم أموراً مغيبات (قال وفتح التحتية: اسم من التطير، وهي: بمعنى النهي أي: يتطيروا من شيء من السوانح والبوارح وغيرهما، مما يعتاد التطير منه (ويعجبني الفأل) قال في المصباح: بهمزة ساكنة ويجوز التخفيف (قالوا وما الفأل) أي: الذي يعجبك لنفرح به اتباعاً (قال كلمة طيبة) وفي رواية لمسلم وأحمد من حديث أبي هريرة "الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم" قال في المصباح: هو أن تسمع كلاماً حسناً، فتتيمن به.
وإن كان قبيحاً فهو الطيرة.
وجعل أبو زيد الفأل: في سماع الكلامين اهـ.
قلت ويشهد له قوله في رواية "الفأل الحسن".
(متفق عليه) وفي الجامع الكبير: "لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الحسن".
والفأل الصالح: الكلمة الطيبة.
رواه الطيالسي وأحمد والشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة: عن أنس.
وفيه حديث "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر".
الحديث.
رواه أحمد والبخاري من حديث أبي هريرة.
وفيه حديث "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة، قيل يا رسول الله البعير يكون به الجرب".
الحديث.
ورواه أحمد وابن ماجه من حديث ابن عمر وفيه حديث "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ألم ترو إلى الإِبل، تكون في الصحراء" الحديث.
ورواه الشيرازي في الألقاب والطبراني وأبو نعيم في الحلية، وابن عساكر من حديث عمير بن سعد الأنصاري وماله غيره، ونفي العدوى والطيرة أورده في الجامع الكبير في عدة أحاديث، وفي استيعابها طول.