فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب تحريم التعذيب بالنار في كل حيوان حَتَّى النملة ونحوها

رقم الحديث 1610 ( وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فانطلق لحاجته) أي: حاجة الإِنسان ( فرأينا حمّرة) بضم الحاء وتشديد الميم، أي: مع ضمها، وقد تخفف وتشدد الراء: طائر صغير كالعصفور ( معها فرخان) بفتح الفاء وبالراء والخاء المعجمة، تثنية فرخ أي: ولدان.
والجملة حالية، رابطها الضمير ( فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تعرش) قال في النهاية: التعريش أن ترتفع وتظلل بجناحيها على من تحتها ( فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال من فجع) من باب نفع أي: رزأ ( هذه بولدها ردوا ولدها) المراد منه الجنس، فيشمل ما فوق الواحد ( إليها) فردوه وسكت عنه، لظهور أنهم لا يتخلفون عن امتثال أمره - صلى الله عليه وسلم - ( ورأى قرية نمل قد حرقناها) بالتضعيف اعتباراً بتعداد النمل ( فقال من حرق هذه) أي: القرية ( قلنا نحن قال إنه لا ينبغي) أي: لا يجوز ولا يحل ( أن يعذب بالنار إلا رب النار) نعم من قتل بالنار، قتل بها قصاصاً، إن شاء الولي ذلك، وإن شاء اقتص بالسيف ( رواه أبو داود بإسناد صحيح، قوله قرية نمل) بفتح القاف والتحتية ( معناه موضع النمل مع النمل) قال في النهاية: قرية النمل: هي مسكنها وبيتها، والجمع قرى اهـ.
وحينئذ فقول المصنف مع النمل ليس تفسيراً لقرية النمل لغة، إنما هو بيان للمراد في الحديث، وأن المنهى عنه إحراق النمل، لا بيته الخالي منه.
باب تحريم مطل الغني أي: تأخيره ( بحق طلبه صاحبه) أي: وكان له الطلب، أما لو كان الحق مؤجلاً، فطلبه قبل الأجل، فلا عبرة بطلبه، ولا تحريم في مطله.
( قال الله تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها) وإن أنزلت في خصوص رد المفتاح، لعثمان بن طلحة الحجبي، لكن الأمانات فيها عام.
لذلك ولغيره.
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ( وقال تعالى: فإن أمن بعضكم بعضاً) من غير رهن ولا إشهاد ( فليؤد الذي اؤتمن أمانته) وجوباً ومقابلة لائتمانه بأمانه.


رقم الحديث 1609 ( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعث) بفتح الموحدة وسكون المهملة، وبعدها مثلثة، أي: جيش مبعوث به ( فقال إن وجدتم فلاناً وفلاناً لرجلين من قريش سماهما) أي: عينهما النبي - صلى الله عليه وسلم - ونسيهما الراوي ( فأحرقوهما بالنار ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أردنا الخروج) إلى ذلك المحل المرسل إليه ( إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلاناً وفلاناً) أي: وقد رجعت عنه ( وإن النار لا يعذب بها إلا الله) جملة مستأنفة أو حالية ( فإن وجدتموهما فاقتلوهما) في الحرب أو صبراً ( رواه البخاري) .