فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب النهي عن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة

رقم الحديث 1573 ( وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال) محذراً من ظن السوء ( إياكم والظن فإن الظن اكذب الحديث.
متفق عليه)
وهو طرف من حديث، تقدم مشروحاً بجملته في الباب قبله.
باب تحريم احتقار المسلم أي: إهانته وإسقاطه من النظر والاعتبار ( قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم) السخرية: الازدراء والاحتقار.
وقوم أي: رجال ( عسى أن يكونوا) أي: المسخور بهم ( خيراً منهم) أي: الساخرين.
استئناف علة للنهي، واكتفى عسى "بأن" ومنصوبها عن الخبر.
والذي اختاره ابن مالك، أنها حينئذ تامة ( ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن) أي: عند الله ( ولا تلمزوا أنفسكم) أي: لا يعتب بعضكم بعضاً فإن عيب أخيه، عيب نفسه.
أو لأن المؤمنين كنفس واحدة.
واللمز: الطعن باللسان ( ولا تنابزِوا بالألقاب) أي: يدعو بعضكم بعضاً، باللقب السوء، والنبز مختص باللقب السوء عرفاً، ومنه يا فاسق يا كافر ( بئس الاسم الفسوق) يعني السخرية واللمز والتنابز، وبئس الذكر، الذي هو الفسق ( بعد الإِيمان) يعني لا ينبغي أن يجتمعا فإن الإِيمان يأبى الفسوق، أو كان في شتائمهم، يا يهودي يا فاسق، لمن أسلم فنهوا عنه ( ومن لم يتب) من ذلك ( فأولئك هم الظالمون) .
( وقال تعالى: ويل) كلمة عذاب، أو واد في جهنم ( لكل همزة لمزة) أي: كثير الهمز واللمز، أو الغيبة.
وقيل الهمزة: من اعتاد كسر أعراض الناس، واللمزة من اعتاد الطعن فيهم، وعن بعض السلف الأول الطعن بالغيب، والثاني في الوجه.
وقيل باللسان وبالحاجب.
نزلت فيمن كان يغتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين، كأمية بن خلف، والأخنس بن شريف.
وعن مجاهد وهي عامة.


رقم الحديث -270 باب النهي عن ظن السوء بالمسلمين من غير ضرورة كأن يظن بهم نقصاً في دين، أو مروءة من غير أن يدل لذلك دليل.
وقوله من غير ضرورة، مخرج لما إن دعت إليه، كأن وقف مواقف التهم، أو بدا عليه علامة الريب.
قال الله تعالى: ( يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن) هو ظن السوء بأخيك المسلم ( إن بعض الظن إثم) فكونوا على حذر، حتى لا توقعوا فيه.