فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر

رقم الحديث -267 باب النهي عن التباغض بالقلوب ( والتقاطع) ترك التواصل، المؤدي إلى البغضاء والنفرة ( والتدابر) بالأجساد، أي: يولي الرجل أخاه إذا لقيه ظهره إعراضاً عنه.
( قال الله تعالى: إنما المؤمنون إخوة) أي: وشأن الأخوة التواصل.
قال تعالى في مدح المؤمنين ( والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) ( 4) .
( وقال تعالى: أذلة على المؤمنين) أي: متذللين لهم، عاطفين عليهم، خافضين لهم أجنحتهم ( أعزة على الكافرين) متغلبين عليهم ( وقال تعالى: محمد رسول الله والذين معه) أي: من الصحابة ( أشداء على الكفار) أي غلاظ عليهم قال تعالى مخاطباً لنبيه ( واغلظ عليهم) ( 5) ( رحماء بينهم) أي: يتراحمون ويتعاطفون لرحمة الإيمان وصلته بينهم.


رقم الحديث 1567 ( وعن أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لا تباغضوا) أي: لا تفعلوا ما يؤدي إلى التباغض، وحذفت إحدى تاءيه تخفيفاً، وكذا فيما بعده ( ولا تحاسدوا) أي: لا يتمن بعضكم زوال نعمة أخيه، ( ولا تدابروا ولا تقاطعوا) هي كالمتلازمة في الأداء إلى التقاطع والتهاجر ( وكونوا عباد الله) منادى بحذف حرفه، أو منصوب على الاختصاص، بناء على وقوعه بعد ضمير المخاطب، وقد خرج عليه بعضهم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "سلام عليكم دار قوم مؤمنين" ( إخواناً) خبر كان، أو عباد خبر كان وإخواناً: خبر بعد خبر، أي: خاضعين لأمره أي: على رأسه وذلك لشرفه الصالح بالثناء عليه في الملكوت الأعلى وضده بضده ( وذكر) أي: مسلم ( نحوه) أي: نحو ما في الحديث قبله.
باب تحريم الحسد وهو من الكبائر لما سيأتي فيه ( وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها سواء كانت نعمة دين أو دنيا) أما تمني مثلها.
فغبطة، فإن كان في الدين: فمحمود، وإلا فلا.
( قال الله تعالى) في ذم اليهود ( أم يحسدون الناس) أي: العرب أو محمداً - صلى الله عليه وسلم - ( على ما آتاهم الله من فضله) باعتبار اللفظ.
( وفيه حديث أنس السابق في الباب قبله) أي: قوله ولا تحاسدوا.