فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب جواز لَعْن بعض أصحاب المعاصي غير المُعَيّنِين

رقم الحديث -263 باب جواز أي إباحة ( لعن أصحاب المعاصي غير المعينين.
قال الله تعالى: ألا لعنة الله على الظالمين وقال تعالى: فأذن مؤذن بينهم)
أي نادى مناد ( أن) مخففة من الثقيلة أي أن الشأن ( لعنة الله على الظالمين وثبت في الصحيح) أي الحديث الصحيح ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعن الله الواصلة) وهي التي تصل شعرها بشعر آدمي، ولا فرق في حرمته، بين الزوجة غيرها، فإن وصلته بشعر غير آدمي، وهو نجس: حرم لأنه حمل نجاسة في صلاة وغيرها عمداً، أو وهو طاهر جاز إن كانت ذات حليل وأذن لها هذا تفصيل مذهبنا ومذهب مالك والطبري والأكثرون إلى تحريم الوصل مطلقاً سواء كان بشعر أو صوف أو خرق.
وقال الليث بن سعد النهي عن الوصل بالشعر ولا بأس بوصله بغيره.
والصحيح عن عائشة كقول الجمهور أما ربط خيوط الحرير الملونة مما لا يشبه الشعر فليس بمنهي عنه لأنه ليس بوصل ولا في معنى مقصود الوصل وإنما هو للتجمل والتزين قال المصنف وفي الحديث أن وصل الشعر من الكبائر للعن فاعلته ( والمستوصلة) هي التي تطلب من يفعل بها ذلك ويقال لها موصولة.
والحديث رواه أحمد وأصحاب الكتب الستة ( وأنه) - صلى الله عليه وسلم - ( لعن آكل الربا) هو شامل الشيخان.
قال المصنف قال القاضي: معناه من أتى فيها إثماً، أو آوى من أتاه وضمه إليه وحماه.
ومحدثاً قال المازري: بفتح الدال، فيكون مصدراً ميمياً أي: الإِحداث نفسه.
ومن كسر أراد فاعل الحدث، واستدلوا به على أن ذلك من الكبائر، لأن اللعن لا يكون إلا في كبيرة، ومعناه أن الله تعالى يلعنه، وكذا الملائكة والناس أجمعون، وهذا مبالغة في إبعاده عن رحمة الله تعالى، فإن اللعن لغة الطرد والإِبعاد.
قالوا والمراد باللعن هنا العذاب الذي يستحقه على ذنبه، والطرد عن الجنة أول الأمر، وليست هي كلعنة الكفار المبعدين عن رحمة الله كل الإِبعاد ( وأنه) - صلى الله عليه وسلم - ( قال اللهم العن رعلاً) بكسر الراء وسكون العين المهملة ( وذكوان) بفتح المعجمة وسكون الكاف ( وعصية) بصيغة التصغير وأولاه مهملان ( عصوا الله ورسوله) استئناف بياني لسبب لعنهم ( وهذه) القبائل المذكورة ( ثلاث قبائل من العرب) تقدم الفرق بين القبيلة والشعب والبطن والفخذ، في باب ( 1) والحديث رواه البخاري في صحيحه، لكن بلفظ "يدعو عليهم" ( وأنه) - صلى الله عليه وسلم - ( قال لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يتعبدون بعبادتها، رواه البخاري في الجنائز ( وأنه) - صلى الله عليه وسلم - ( لعن المتشبهين من الرجال) من بيانية ( بالنساء) صلة متشبهين المحاكي منهم لهن في أفعالهن وأقوالهن وأحوالهن ( والمتشبهات من النساء بالرجال) رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه وابن ماجة من حديث ابن عباس ( وجميع هذه الألفاظ المذكورة) عنه - صلى الله عليه وسلم - ( في الصحيح) أي: في جملة الحديث الصحيح ( وبعضها في صحيحي البخاري ومسلم) الأقصر في الصحيحين ( وبعضها في أحدهما) وبعضها خارج عنهما كما علم مما ذكرنا ( وإنما قصدت الاختصار بالإِشارة إليها) أي: الأحاديث المذكورة، الدالة لما عقد له الترجمة ( وسأذكر معظمها في أبوابها من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى) .