فهرس الكتاب

دليل الفالحـــين - باب فضل الدُّعاء بظهر الغيب

رقم الحديث -249 تعالى: ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) وقال تعالى: ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي) الآية ( ربنا اغفر لي ولوالدي) إن ثبت أن أباه آزر، وهو ما جرى عليه البيضاوي في آخرين يحمل على أن استغفاره له كان أولاً كما قال تعالى: ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه) الآية وإن كان آزر عمه وسلسلة النسب كانوا مسلمين فالأمر ظاهر ( وللمؤمنين يوم يقوم الحساب) ظرف للغفران المسؤول.
وفيه الدعاء للمؤمنين فهو كالذي قبله.


رقم الحديث 1494 ( وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما من عبد مسلم يدعو لأخيه) أي: في الإِسلام ( بظهر الغيب إلا قال الملك) بفتح أوليه ( ولك بمثل) قال المصنف: الباء مزيدة، ومثل بكسر الميم وسكون المثلثة هذه الرواية المشهورة.
قال القاضي: ورويناه بفتحهما أيضاً يقال هو مثله ومثله بزيادة الباء، أي: عديله سواء.
قال المصنف: فيه فضل الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب، ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت له هذه الفضيلة، ولو دعا لجملة المسلمين، فالظاهر حصولها أيضاً ( رواه مسلم) .


رقم الحديث 1495 ( وعنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: دعوة المرء) أي: الشخص ( المسلم لأخيه بظهر الغيب) أي: في غيبة المدعو له وفي سر، والتقييد به لأنه أبلغ في الإِخلاص، ثم الظرف حال من المضاف إليه، لأن الدعوة مصدر أضيف لفاعله، أو ظرف للمصدر، أي الدعوة الكائنة في غيبة المدعو له ( مستجابة) أي: مجابة والسين والتاء، للمبالغة ( عند رأسه ملك موكل) أي: بالإتيان بما يأتي عنه ( كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين) بالمد وتخفيف الميم أي: استجب وهذا سؤال منه تعالى وخاطب الداعي فقال: ( ولك بمثل) أي: مثل ما دعوت به له.
قال المصنف: كان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه دعا لأخيه المسلم بتلك الدعوة، لأنها تستجاب، ويحصل له مثلها ( رواه مسلم) ورواه أحمد والنسائي وأخرجه أبو بكر في الغيلانيات عن أم كرز، ورواه البزار عن عمران بن حصين مرفوعاً بلفظ "دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب لا يرد".