فهرس الكتاب

شرح الزرقاني - بَابُ مَا جَاءَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ

رقم الحديث 1844 حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ أَوْصَى ابْنَهُ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ جَالِسِ الْعُلَمَاءَ، وَزَاحِمْهُمْ بِرُكْبَتَيْكَ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْقُلُوبَ بِنُورِ الْحِكْمَةِ، كَمَا يُحْيِي اللَّهُ الْأَرْضَ الْمَيْتَةَ بِوَابِلِ السَّمَاءِ.


( مالك أنه بلغه أن لقمان الحكيم) الحبشي أو النوبي العبد الصالح كان في عصر داود على الصحيح مر بعض ترجمته قريبًا ( أوصى ابنه) قال السهيلي اسمه بار بموحدة وراء مهملة وقيل فيه بالدال في أوله وقيل اسمه أنعم وقيل شكور وقيل أسلم كما في الفتح ( قال يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك) عبارة عن مزيد القرب منهم ( فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة) هي تحقيق العلم وإتقان العمل وروي عن قتادة في قوله تعالى { { ولقد آتينا لقمان الحكمة } } قال التفقه في الدين قال النووي فيها أقوال كثيرة صفًا لنا منها أنها العلم المشتمل على المعرفة بالله مع نفاذ البصيرة وتهذيب النفس وتحقيق الحق للعمل والكف عند ضده والحكيم ما حاز ذلك انتهى ملخصًا ( كما يحيي) بضم أوله ( الله) تعالى ( الأرض الميتة) بالنصب والتخفيف ويثقل ( بوابل السماء) بالموحدة أي المطر الخفيف وهذا البلاغ رواه الطبراني في الكبير عن أبي أمامة قال قال صلى الله عليه وسلم إن لقمان قال لابنه يا بني عليك بمجالسة العلماء واسمع كلام الحكماء فإن الله ليحيي القلب الميت بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر قال المنذري سنده حسن به الترمذي غير هذا الحديث ولعله موقوف انتهى وعند الطبراني والعسكري عن أبي جحيفة رفعه جالسوا العلماء وسائلوا الكبراء وخالطوا الحكماء وعن ابن عباس قيل يا رسول الله من نجالس أو قال أي جلسائنا خير قال من ذكركم الله رؤيته وزاد في علمكم منطقه وذكركم الآخرة عمله وعن ابن عيينة قيل لعيسى يا روح الله من نجالس فقال من يزيد في علمكم منطقه ويذكركم الله رؤيته ويرغبكم في الآخرة عمله رواهما العسكري.