فهرس الكتاب

شرح الزرقاني - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْبَيْعَةِ

رقم الحديث 1802 حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، يَقُولُ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ.


( ما جاء في البيعة)

( مالك عن عبد الله بن دينار) العدوي مولاهم المدني ( أن) مولاه ( عبد الله بن عمر قال كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع) للأوامر والنواهي ( والطاعة) لله تعالى ورسوله ولولاة الأمور ( يقول لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما استطعتم) من كمال شفقته ورحمته وهذا رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك وتابعه إسماعيل بن جعفر عن ابن دينار به عند مسلم ( مالك عن محمد بن المنكدر) بن عبد الله التيمي المدني الفاضل الثقة ( عن أميمة) بضم الهمزة وفتح الميم وتحتية ساكنة وميم وهاء تأنيث ( بنت رقيقة) بقافين مصغر بنت خويلد بن أسد أخت خديجة أم المؤمنين فهي خالة أميمة بنت بجاه بموحدة وجيم وهاء بنت نجاد بن عبد الله بن عمير ويقال بنت عبد الله بن نجاد القرشية التيمية ( قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في) جملة ( نسوة بايعنه على الإسلام فقلت يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئًا) عام لأنه نكرة في سياق النهي كالنفي وقدم على ما بعده لأنه الأصل ( ولا نسرق) حذف المفعول دلالة على العموم كان فيه قطع أم لا ( ولا تزني) كان فيه الرجم أو الجلد ( ولا نقتل أولادنا) خصهم بالذكر لأنهم كانوا غالبًا يقتلونهم خشية إملاق ولأنه قتل وقطيعة رحم فصرف العناية إليه أكثر ( ولا نأتي ببهتان) أي بكذب يبهت سامعه أي يدهشه لفظاعته كالرمي بالزنا والفضيحة والعار ( نفتريه) نختلقه ( بين أيدينا وأرجلنا) أي من قبل أنفسنا فكنى بالأيدي والأرجل عن الذات لأن معظم الأفعال بهما أو أن البهتان ناشئ عما يختلقه القلب الذي هو بين الأيدي والأرجل ثم يبرزه بلسانه أو المعنى لا نبهت الناس بالمعايب كفاحًا مواجهة ( ولا نعصيك في معروف) كما أمر الله به والتقييد به تطييبًا لقلوبهن إذ لا يأمر إلا به أو تنبيهًا على أنه لا تجوز طاعة مخلوق في معصية الخالق وقيل المعروف هنا أن لا ينحن على موتاهن ولا يخلون بالرجال في البيوت قاله ابن عباس وقتادة وغيرهما أسنده أبو عمر ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما استطعتن وأطقتن) لا في غيره لأن الله لم يحمل هذه الأمة ما لا طاقة لها به ( قالت) أميمة ( فقلن) أي النسوة ( الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا هلم نبايعك يا رسول الله) مصافحة باليد كما يصافح الرجال عند البيعة وفي النسائي من طريق ابن عيينة عن ابن المنكدر عن أميمة فقلن ابسط يدك نصافحك ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لا أصافح النساء) لا أضع يدي في أيديهن قال الحافظ وجاءت أخبار أخرى أنهن كن يأخذن بيده عند المبايعة من فوق ثوبه أخرجه يحيى بن سلام في تفسيره عن الشعبي انتهى وأخرجه ابن عبد البر عن عطاء وعن قيس بن أبي حازم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بايع لم يصافح النساء إلا وعلى يده ثوب وفي البخاري عن عائشة كان صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية لا يشركن وما مست يده يد امرأة إلا امرأة يملكها ( إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو) قال ( مثل قولي لامرأة واحدة) شك الراوي وهذا غاية في التحري للمسموع إذ المعنى واحد فلما شك لم يقنع بأحد اللفظين والحديث في الترمذي والنسائي من طريق مالك وغيره وصححه ابن حبان وفي مسلم من طريق ابن وهب حدثني مالك عن ابن شهاب عن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته قال اذهبي فقد بايعتك ( مالك عن عبد الله بن دينار أن عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان يبايعه) وفي رواية سفيان الثوري عن ابن دينار عند البخاري شهدت ابن عمر حين اجتمع الناس على عبد الملك يعني بعد قتل ابن الزبير وانتظام الملك له ومبايعة الناس له ( فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم) زاد الإسماعيلي من طريق الثوري وكان إذا كتب يكتبها ( أما بعد لعبد الله بن عبد الملك) لعله قدم الوصف بعبد الله إشارة إلى أنه لا يغتر بالملك ولا يتجبر فإنه من جملة عبيد الله وإن ولي الملك فهو من جملة النصيحة لأئمة المسلمين ثم عظمه بالوصف بقوله ( أمير المؤمنين سلام عليك فإني أحمد الله إليك) أي أنهى إليك حمد الله ( الذي لا إله إلا هو وأقر) بضم الهمزة وكسر القاف وشد الراء اعترف ( لك بالسمع) في الأمر والنهي ( والطاعة على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت) أي قدر استطاعتي زاد في رواية الثوري وإن بني قد أقروا بمثل ذلك والسلام.



رقم الحديث 1803 وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسْوَةٍ بَايَعْنَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلَا نَعْصِيَكَ فِي مَعْرُوفٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ، قَالَتْ: فَقُلْنَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا، هَلُمَّ نُبَايِعْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ، إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ أَوْ مِثْلِ قَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ.


( ما جاء في البيعة)

( مالك عن عبد الله بن دينار) العدوي مولاهم المدني ( أن) مولاه ( عبد الله بن عمر قال كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع) للأوامر والنواهي ( والطاعة) لله تعالى ورسوله ولولاة الأمور ( يقول لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما استطعتم) من كمال شفقته ورحمته وهذا رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك وتابعه إسماعيل بن جعفر عن ابن دينار به عند مسلم ( مالك عن محمد بن المنكدر) بن عبد الله التيمي المدني الفاضل الثقة ( عن أميمة) بضم الهمزة وفتح الميم وتحتية ساكنة وميم وهاء تأنيث ( بنت رقيقة) بقافين مصغر بنت خويلد بن أسد أخت خديجة أم المؤمنين فهي خالة أميمة بنت بجاه بموحدة وجيم وهاء بنت نجاد بن عبد الله بن عمير ويقال بنت عبد الله بن نجاد القرشية التيمية ( قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في) جملة ( نسوة بايعنه على الإسلام فقلت يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئًا) عام لأنه نكرة في سياق النهي كالنفي وقدم على ما بعده لأنه الأصل ( ولا نسرق) حذف المفعول دلالة على العموم كان فيه قطع أم لا ( ولا تزني) كان فيه الرجم أو الجلد ( ولا نقتل أولادنا) خصهم بالذكر لأنهم كانوا غالبًا يقتلونهم خشية إملاق ولأنه قتل وقطيعة رحم فصرف العناية إليه أكثر ( ولا نأتي ببهتان) أي بكذب يبهت سامعه أي يدهشه لفظاعته كالرمي بالزنا والفضيحة والعار ( نفتريه) نختلقه ( بين أيدينا وأرجلنا) أي من قبل أنفسنا فكنى بالأيدي والأرجل عن الذات لأن معظم الأفعال بهما أو أن البهتان ناشئ عما يختلقه القلب الذي هو بين الأيدي والأرجل ثم يبرزه بلسانه أو المعنى لا نبهت الناس بالمعايب كفاحًا مواجهة ( ولا نعصيك في معروف) كما أمر الله به والتقييد به تطييبًا لقلوبهن إذ لا يأمر إلا به أو تنبيهًا على أنه لا تجوز طاعة مخلوق في معصية الخالق وقيل المعروف هنا أن لا ينحن على موتاهن ولا يخلون بالرجال في البيوت قاله ابن عباس وقتادة وغيرهما أسنده أبو عمر ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما استطعتن وأطقتن) لا في غيره لأن الله لم يحمل هذه الأمة ما لا طاقة لها به ( قالت) أميمة ( فقلن) أي النسوة ( الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا هلم نبايعك يا رسول الله) مصافحة باليد كما يصافح الرجال عند البيعة وفي النسائي من طريق ابن عيينة عن ابن المنكدر عن أميمة فقلن ابسط يدك نصافحك ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لا أصافح النساء) لا أضع يدي في أيديهن قال الحافظ وجاءت أخبار أخرى أنهن كن يأخذن بيده عند المبايعة من فوق ثوبه أخرجه يحيى بن سلام في تفسيره عن الشعبي انتهى وأخرجه ابن عبد البر عن عطاء وعن قيس بن أبي حازم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بايع لم يصافح النساء إلا وعلى يده ثوب وفي البخاري عن عائشة كان صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية لا يشركن وما مست يده يد امرأة إلا امرأة يملكها ( إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو) قال ( مثل قولي لامرأة واحدة) شك الراوي وهذا غاية في التحري للمسموع إذ المعنى واحد فلما شك لم يقنع بأحد اللفظين والحديث في الترمذي والنسائي من طريق مالك وغيره وصححه ابن حبان وفي مسلم من طريق ابن وهب حدثني مالك عن ابن شهاب عن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته قال اذهبي فقد بايعتك ( مالك عن عبد الله بن دينار أن عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان يبايعه) وفي رواية سفيان الثوري عن ابن دينار عند البخاري شهدت ابن عمر حين اجتمع الناس على عبد الملك يعني بعد قتل ابن الزبير وانتظام الملك له ومبايعة الناس له ( فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم) زاد الإسماعيلي من طريق الثوري وكان إذا كتب يكتبها ( أما بعد لعبد الله بن عبد الملك) لعله قدم الوصف بعبد الله إشارة إلى أنه لا يغتر بالملك ولا يتجبر فإنه من جملة عبيد الله وإن ولي الملك فهو من جملة النصيحة لأئمة المسلمين ثم عظمه بالوصف بقوله ( أمير المؤمنين سلام عليك فإني أحمد الله إليك) أي أنهى إليك حمد الله ( الذي لا إله إلا هو وأقر) بضم الهمزة وكسر القاف وشد الراء اعترف ( لك بالسمع) في الأمر والنهي ( والطاعة على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت) أي قدر استطاعتي زاد في رواية الثوري وإن بني قد أقروا بمثل ذلك والسلام.



رقم الحديث 1804 وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُبَايِعُهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَمَّا بَعْدُ: لِعَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَأُقِرُّ لَكَ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ فِيمَا اسْتَطَعْتُ.


( ما جاء في البيعة)

( مالك عن عبد الله بن دينار) العدوي مولاهم المدني ( أن) مولاه ( عبد الله بن عمر قال كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع) للأوامر والنواهي ( والطاعة) لله تعالى ورسوله ولولاة الأمور ( يقول لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما استطعتم) من كمال شفقته ورحمته وهذا رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك وتابعه إسماعيل بن جعفر عن ابن دينار به عند مسلم ( مالك عن محمد بن المنكدر) بن عبد الله التيمي المدني الفاضل الثقة ( عن أميمة) بضم الهمزة وفتح الميم وتحتية ساكنة وميم وهاء تأنيث ( بنت رقيقة) بقافين مصغر بنت خويلد بن أسد أخت خديجة أم المؤمنين فهي خالة أميمة بنت بجاه بموحدة وجيم وهاء بنت نجاد بن عبد الله بن عمير ويقال بنت عبد الله بن نجاد القرشية التيمية ( قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في) جملة ( نسوة بايعنه على الإسلام فقلت يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئًا) عام لأنه نكرة في سياق النهي كالنفي وقدم على ما بعده لأنه الأصل ( ولا نسرق) حذف المفعول دلالة على العموم كان فيه قطع أم لا ( ولا تزني) كان فيه الرجم أو الجلد ( ولا نقتل أولادنا) خصهم بالذكر لأنهم كانوا غالبًا يقتلونهم خشية إملاق ولأنه قتل وقطيعة رحم فصرف العناية إليه أكثر ( ولا نأتي ببهتان) أي بكذب يبهت سامعه أي يدهشه لفظاعته كالرمي بالزنا والفضيحة والعار ( نفتريه) نختلقه ( بين أيدينا وأرجلنا) أي من قبل أنفسنا فكنى بالأيدي والأرجل عن الذات لأن معظم الأفعال بهما أو أن البهتان ناشئ عما يختلقه القلب الذي هو بين الأيدي والأرجل ثم يبرزه بلسانه أو المعنى لا نبهت الناس بالمعايب كفاحًا مواجهة ( ولا نعصيك في معروف) كما أمر الله به والتقييد به تطييبًا لقلوبهن إذ لا يأمر إلا به أو تنبيهًا على أنه لا تجوز طاعة مخلوق في معصية الخالق وقيل المعروف هنا أن لا ينحن على موتاهن ولا يخلون بالرجال في البيوت قاله ابن عباس وقتادة وغيرهما أسنده أبو عمر ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما استطعتن وأطقتن) لا في غيره لأن الله لم يحمل هذه الأمة ما لا طاقة لها به ( قالت) أميمة ( فقلن) أي النسوة ( الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا هلم نبايعك يا رسول الله) مصافحة باليد كما يصافح الرجال عند البيعة وفي النسائي من طريق ابن عيينة عن ابن المنكدر عن أميمة فقلن ابسط يدك نصافحك ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لا أصافح النساء) لا أضع يدي في أيديهن قال الحافظ وجاءت أخبار أخرى أنهن كن يأخذن بيده عند المبايعة من فوق ثوبه أخرجه يحيى بن سلام في تفسيره عن الشعبي انتهى وأخرجه ابن عبد البر عن عطاء وعن قيس بن أبي حازم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بايع لم يصافح النساء إلا وعلى يده ثوب وفي البخاري عن عائشة كان صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية لا يشركن وما مست يده يد امرأة إلا امرأة يملكها ( إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو) قال ( مثل قولي لامرأة واحدة) شك الراوي وهذا غاية في التحري للمسموع إذ المعنى واحد فلما شك لم يقنع بأحد اللفظين والحديث في الترمذي والنسائي من طريق مالك وغيره وصححه ابن حبان وفي مسلم من طريق ابن وهب حدثني مالك عن ابن شهاب عن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها فأعطته قال اذهبي فقد بايعتك ( مالك عن عبد الله بن دينار أن عبد الله بن عمر كتب إلى عبد الملك بن مروان يبايعه) وفي رواية سفيان الثوري عن ابن دينار عند البخاري شهدت ابن عمر حين اجتمع الناس على عبد الملك يعني بعد قتل ابن الزبير وانتظام الملك له ومبايعة الناس له ( فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم) زاد الإسماعيلي من طريق الثوري وكان إذا كتب يكتبها ( أما بعد لعبد الله بن عبد الملك) لعله قدم الوصف بعبد الله إشارة إلى أنه لا يغتر بالملك ولا يتجبر فإنه من جملة عبيد الله وإن ولي الملك فهو من جملة النصيحة لأئمة المسلمين ثم عظمه بالوصف بقوله ( أمير المؤمنين سلام عليك فإني أحمد الله إليك) أي أنهى إليك حمد الله ( الذي لا إله إلا هو وأقر) بضم الهمزة وكسر القاف وشد الراء اعترف ( لك بالسمع) في الأمر والنهي ( والطاعة على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت) أي قدر استطاعتي زاد في رواية الثوري وإن بني قد أقروا بمثل ذلك والسلام.