فهرس الكتاب

شرح الزرقاني - بَابُ مَا يُؤْمَرُ بِهِ مِنَ التَّعَوُّذِ

رقم الحديث 1735 حَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أُرَوَّعُ فِي مَنَامِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ.


( ما يؤمر به من التعوذ)

( مالك عن يحيى بن سعيد قال بلغني) أخرجه ابن عبد البر من طريق ابن عيينة عن أيوب بن موسى عن محمد بن يحيى بن حبان ( أن خالد بن الوليد) وهو مرسل وأخرجه أيضًا من طريق ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مسندًا لكن قال الوليد بن الوليد وهو أخو خالد ( قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني أروع) أي يحصل لي روع أي فزع ( في منامي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قل أعوذ بكلمات الله التامة) أي الفاضلة التي لا يدخلها نقص ( من غضبه وعقابه وشر عباده) مخلوقاته إنسًا وجنًا وغيرهما ( ومن همزات الشياطين) نزغاتهم بما يوسوسون به أن يصيبني ( وأن يحضرون) أي أن يصيبوني بسوء ويكونوا معي في مكان لأنهم إنما يحضرون بالسوء ( مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال) مرسلاً ووصله النسائي من طريق محمد بن جعفر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن ابن عباس السلمي عن ابن مسعود قال حمزة الكناني بالفوقية الحافظ هذا ليس بمحفوظ والصواب مرسل قال السيوطي وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات من طريق داود بن عبد الرحمن العطار عن يحيى بن سعيد قال سمعت رجلاً من أهل الشام يحدث عن ابن مسعود قال لما كان ليلة الجن أقبل عفريت في يده شعلة فذكره انتهى وفيه نظر لأن ليلة الجن هي ليلة استماعهم القرآن وهي غير ليلة الإسراء فهما حديثان وإن اتحد لفظ الاستعاذة فيهما ( أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى عفريتًا) هو القوي الشديد ( من الجن يطلبه بشعلة) بضم الشين المعجمة ( من نار) وهي شبه الجذوة بتثليث الجيم الجمرة ( كلما التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه) يطلبه لقصد إيذائه لا لغير ذلك إذ لا سبيل له إليه ( فقال جبريل أفلا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شعلته وخر) بالمعجمة وشد الراء سقط ( لفيه) أي عليه ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى) علمني ( فقال جبريل فقل أعوذ بوجه الله الكريم) قال الباجي قال القاضي أبو بكر هو صفة من صفات الباري أمر صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بها وقال أبو الحسن المحاربي معناه أعوذ بالله ( وبكلمات الله) صفاته القائمة بذاته وقيل العلم لأنه أعم الصفات وقيل القرآن وقيل جميع ما أنزله على أنبيائه لأن الجمع المضاف إلى المعارف يعم ( التامات) أي الكاملة فلا يدخلها نقص ولا عيب وقيل النافعة وقيل الشافية ( اللاتي لا يجاوزهن) لا يتعداهن ( بر) بفتح الباء تقي ( ولا فاجر) مائل عن الحق أي لا ينتهي علم أحد إلى ما يزيد عليها ( من شر ما ينزل من السماء) من العقوبات كالصواعق ( وشر ما يعرج فيها) مما يوجب العقوبة وهو الأعمال السيئة ( وشر ما ذرأ) خلق ( في الأرض) على ظهرها ( وشر ما يخرج منها) مما خلقه في بطنها ( ومن فتن الليل والنهار) الواقعة فيهما وهو من الإضافة إلى الظرف ( ومن طوارق الليل) حوادثه التي تأتي ليلاً وإطلاقه على الآتي نهارًا على سبيل الاتباع ( إلا طارقًا يطرق) بضم الراء ( بخير يا رحمن) زاد في رواية النسائي فخر لفيه وطفئت شعلته ( مالك عن سهيل بن أبي صالح) ذكوان ( عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلاً من أسلم) بفتح فسكون قبيلة من خزاعة قال فيها صلى الله عليه وسلم أسلم سالمها الله ( قال ما نمت هذه الليلة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم من أي شيء) لم تنم ( فقال لدغتني) بدال مهملة فغين معجمة ( عقرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما) بالفتح وخفة الميم ( إنك) بكسر الهمزة إن جعلت إما بمعنى ألا الاستفتاحية وبفتحها إن جعلت بمعنى حقًا قاله ابن مالك في شرح الكافية ( لو قلت حين أمسيت) أي دخلت في المساء ( أعوذ بكلمات الله التامات) وفي رواية التامة بالإفراد قال الحكيم الترمذي وهما بمعنى فالمراد بالجمع الجملة وبالواحدة ما تفرق في الأمور في الأوقات ووصفها بالتمام إشارة إلى أنها خالصة من الريب والشبه { { وتمت كلمة ربك صدقًا وعدلا } } ( من شر ما خلق) أي من شر خلقه وهو ما يفعله المكلفون من إثم ومضارة بعض لبعض من نحو ظلم وبغى وقتل وضرب وشتم وغيرهم من نحو لدغ ونهش وعض ( لم يضرك) بأن يحال بينك وبين كمال تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه لأن الأدوية الإلهية تمنع من الداء بعد حصوله وتمنع من وقوعه وإن وقع لم يضر قال القرطبي جربت ذلك فوجدته صدقًا تركته ليلة فلدغتني عقرب فتفكرت فإذا أنا نسيت هذا التعوذ قال الترمذي الحكيم وهذا أي التعوذ بكلمات الله التامات مقام من بقي له التفات لغير الله أما من توغل في بحر التوحيد بحيث لا يرى في الوجود إلا الله لم يستعذ إلا بالله ولم يلتجئ إلا إليه والنبي صلى الله عليه وسلم لما ترقي عن هذا المقام قال أعوذ بك منك والرجل المخاطب لم يبلغ ذلك وهذا الحديث رواه مسلم من وجه آخر عن أبي صالح عن أبي هريرة ( مالك عن سمي) بضم السين وفتح الميم وشد الياء ( مولى أبي بكر) بن عبد الرحمن ( عن القعقاع) بقافين وعينين مهملتين ( ابن حكيم) بفتح فكسر ( أن كعب الأحبار قال لولا كلمات أقولهن لجعلتني يهود) بمنع الصرف للعلمية ووزن الفعل ( حمارًا) من سحرهم ( فقيل له وما هن فقال أعوذ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه) بل تخضع كل العظماء لعظمته ( وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر) أي لا يتعداهن من كان ذا بر وذا فجور من إنس وغيرهم ( وبأسماء الله الحسنى كلها) مؤنث الأحسن ( ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وبر أو ذرأ) قيل هما بمعنى خلق قال الله تعالى { { خلق لكم ما في الأرض جميعا } } وقال { { وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون } } وقال { { فتوبوا إلى بارئكم } } أي خالقكم فذكرها لإفادة اتحاد معناها وقيل البرء والذرء يكون طبقة بعد طبقة وجيلاً بعد جيل والخلق لا يلزم فيه ذلك.



رقم الحديث 1736 وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ: أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ يَطْلُبُهُ بِشُعْلَةٍ مِنْ نَارٍ، كُلَّمَا الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَآهُ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ، إِذَا قُلْتَهُنَّ طَفِئَتْ شُعْلَتُهُ، وَخَرَّ لِفِيهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلَى، فَقَالَ جِبْرِيلُ فَقُلْ: أَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ الْكَرِيمِ، وَبِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ اللَّاتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَشَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَشَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ، وَشَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ.


( ما يؤمر به من التعوذ)

( مالك عن يحيى بن سعيد قال بلغني) أخرجه ابن عبد البر من طريق ابن عيينة عن أيوب بن موسى عن محمد بن يحيى بن حبان ( أن خالد بن الوليد) وهو مرسل وأخرجه أيضًا من طريق ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مسندًا لكن قال الوليد بن الوليد وهو أخو خالد ( قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني أروع) أي يحصل لي روع أي فزع ( في منامي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قل أعوذ بكلمات الله التامة) أي الفاضلة التي لا يدخلها نقص ( من غضبه وعقابه وشر عباده) مخلوقاته إنسًا وجنًا وغيرهما ( ومن همزات الشياطين) نزغاتهم بما يوسوسون به أن يصيبني ( وأن يحضرون) أي أن يصيبوني بسوء ويكونوا معي في مكان لأنهم إنما يحضرون بالسوء ( مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال) مرسلاً ووصله النسائي من طريق محمد بن جعفر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن ابن عباس السلمي عن ابن مسعود قال حمزة الكناني بالفوقية الحافظ هذا ليس بمحفوظ والصواب مرسل قال السيوطي وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات من طريق داود بن عبد الرحمن العطار عن يحيى بن سعيد قال سمعت رجلاً من أهل الشام يحدث عن ابن مسعود قال لما كان ليلة الجن أقبل عفريت في يده شعلة فذكره انتهى وفيه نظر لأن ليلة الجن هي ليلة استماعهم القرآن وهي غير ليلة الإسراء فهما حديثان وإن اتحد لفظ الاستعاذة فيهما ( أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى عفريتًا) هو القوي الشديد ( من الجن يطلبه بشعلة) بضم الشين المعجمة ( من نار) وهي شبه الجذوة بتثليث الجيم الجمرة ( كلما التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه) يطلبه لقصد إيذائه لا لغير ذلك إذ لا سبيل له إليه ( فقال جبريل أفلا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شعلته وخر) بالمعجمة وشد الراء سقط ( لفيه) أي عليه ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى) علمني ( فقال جبريل فقل أعوذ بوجه الله الكريم) قال الباجي قال القاضي أبو بكر هو صفة من صفات الباري أمر صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بها وقال أبو الحسن المحاربي معناه أعوذ بالله ( وبكلمات الله) صفاته القائمة بذاته وقيل العلم لأنه أعم الصفات وقيل القرآن وقيل جميع ما أنزله على أنبيائه لأن الجمع المضاف إلى المعارف يعم ( التامات) أي الكاملة فلا يدخلها نقص ولا عيب وقيل النافعة وقيل الشافية ( اللاتي لا يجاوزهن) لا يتعداهن ( بر) بفتح الباء تقي ( ولا فاجر) مائل عن الحق أي لا ينتهي علم أحد إلى ما يزيد عليها ( من شر ما ينزل من السماء) من العقوبات كالصواعق ( وشر ما يعرج فيها) مما يوجب العقوبة وهو الأعمال السيئة ( وشر ما ذرأ) خلق ( في الأرض) على ظهرها ( وشر ما يخرج منها) مما خلقه في بطنها ( ومن فتن الليل والنهار) الواقعة فيهما وهو من الإضافة إلى الظرف ( ومن طوارق الليل) حوادثه التي تأتي ليلاً وإطلاقه على الآتي نهارًا على سبيل الاتباع ( إلا طارقًا يطرق) بضم الراء ( بخير يا رحمن) زاد في رواية النسائي فخر لفيه وطفئت شعلته ( مالك عن سهيل بن أبي صالح) ذكوان ( عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلاً من أسلم) بفتح فسكون قبيلة من خزاعة قال فيها صلى الله عليه وسلم أسلم سالمها الله ( قال ما نمت هذه الليلة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم من أي شيء) لم تنم ( فقال لدغتني) بدال مهملة فغين معجمة ( عقرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما) بالفتح وخفة الميم ( إنك) بكسر الهمزة إن جعلت إما بمعنى ألا الاستفتاحية وبفتحها إن جعلت بمعنى حقًا قاله ابن مالك في شرح الكافية ( لو قلت حين أمسيت) أي دخلت في المساء ( أعوذ بكلمات الله التامات) وفي رواية التامة بالإفراد قال الحكيم الترمذي وهما بمعنى فالمراد بالجمع الجملة وبالواحدة ما تفرق في الأمور في الأوقات ووصفها بالتمام إشارة إلى أنها خالصة من الريب والشبه { { وتمت كلمة ربك صدقًا وعدلا } } ( من شر ما خلق) أي من شر خلقه وهو ما يفعله المكلفون من إثم ومضارة بعض لبعض من نحو ظلم وبغى وقتل وضرب وشتم وغيرهم من نحو لدغ ونهش وعض ( لم يضرك) بأن يحال بينك وبين كمال تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه لأن الأدوية الإلهية تمنع من الداء بعد حصوله وتمنع من وقوعه وإن وقع لم يضر قال القرطبي جربت ذلك فوجدته صدقًا تركته ليلة فلدغتني عقرب فتفكرت فإذا أنا نسيت هذا التعوذ قال الترمذي الحكيم وهذا أي التعوذ بكلمات الله التامات مقام من بقي له التفات لغير الله أما من توغل في بحر التوحيد بحيث لا يرى في الوجود إلا الله لم يستعذ إلا بالله ولم يلتجئ إلا إليه والنبي صلى الله عليه وسلم لما ترقي عن هذا المقام قال أعوذ بك منك والرجل المخاطب لم يبلغ ذلك وهذا الحديث رواه مسلم من وجه آخر عن أبي صالح عن أبي هريرة ( مالك عن سمي) بضم السين وفتح الميم وشد الياء ( مولى أبي بكر) بن عبد الرحمن ( عن القعقاع) بقافين وعينين مهملتين ( ابن حكيم) بفتح فكسر ( أن كعب الأحبار قال لولا كلمات أقولهن لجعلتني يهود) بمنع الصرف للعلمية ووزن الفعل ( حمارًا) من سحرهم ( فقيل له وما هن فقال أعوذ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه) بل تخضع كل العظماء لعظمته ( وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر) أي لا يتعداهن من كان ذا بر وذا فجور من إنس وغيرهم ( وبأسماء الله الحسنى كلها) مؤنث الأحسن ( ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وبر أو ذرأ) قيل هما بمعنى خلق قال الله تعالى { { خلق لكم ما في الأرض جميعا } } وقال { { وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون } } وقال { { فتوبوا إلى بارئكم } } أي خالقكم فذكرها لإفادة اتحاد معناها وقيل البرء والذرء يكون طبقة بعد طبقة وجيلاً بعد جيل والخلق لا يلزم فيه ذلك.



رقم الحديث 1737 وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ قَالَ: مَا نِمْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ.


( ما يؤمر به من التعوذ)

( مالك عن يحيى بن سعيد قال بلغني) أخرجه ابن عبد البر من طريق ابن عيينة عن أيوب بن موسى عن محمد بن يحيى بن حبان ( أن خالد بن الوليد) وهو مرسل وأخرجه أيضًا من طريق ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مسندًا لكن قال الوليد بن الوليد وهو أخو خالد ( قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني أروع) أي يحصل لي روع أي فزع ( في منامي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قل أعوذ بكلمات الله التامة) أي الفاضلة التي لا يدخلها نقص ( من غضبه وعقابه وشر عباده) مخلوقاته إنسًا وجنًا وغيرهما ( ومن همزات الشياطين) نزغاتهم بما يوسوسون به أن يصيبني ( وأن يحضرون) أي أن يصيبوني بسوء ويكونوا معي في مكان لأنهم إنما يحضرون بالسوء ( مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال) مرسلاً ووصله النسائي من طريق محمد بن جعفر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن ابن عباس السلمي عن ابن مسعود قال حمزة الكناني بالفوقية الحافظ هذا ليس بمحفوظ والصواب مرسل قال السيوطي وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات من طريق داود بن عبد الرحمن العطار عن يحيى بن سعيد قال سمعت رجلاً من أهل الشام يحدث عن ابن مسعود قال لما كان ليلة الجن أقبل عفريت في يده شعلة فذكره انتهى وفيه نظر لأن ليلة الجن هي ليلة استماعهم القرآن وهي غير ليلة الإسراء فهما حديثان وإن اتحد لفظ الاستعاذة فيهما ( أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى عفريتًا) هو القوي الشديد ( من الجن يطلبه بشعلة) بضم الشين المعجمة ( من نار) وهي شبه الجذوة بتثليث الجيم الجمرة ( كلما التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه) يطلبه لقصد إيذائه لا لغير ذلك إذ لا سبيل له إليه ( فقال جبريل أفلا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شعلته وخر) بالمعجمة وشد الراء سقط ( لفيه) أي عليه ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى) علمني ( فقال جبريل فقل أعوذ بوجه الله الكريم) قال الباجي قال القاضي أبو بكر هو صفة من صفات الباري أمر صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بها وقال أبو الحسن المحاربي معناه أعوذ بالله ( وبكلمات الله) صفاته القائمة بذاته وقيل العلم لأنه أعم الصفات وقيل القرآن وقيل جميع ما أنزله على أنبيائه لأن الجمع المضاف إلى المعارف يعم ( التامات) أي الكاملة فلا يدخلها نقص ولا عيب وقيل النافعة وقيل الشافية ( اللاتي لا يجاوزهن) لا يتعداهن ( بر) بفتح الباء تقي ( ولا فاجر) مائل عن الحق أي لا ينتهي علم أحد إلى ما يزيد عليها ( من شر ما ينزل من السماء) من العقوبات كالصواعق ( وشر ما يعرج فيها) مما يوجب العقوبة وهو الأعمال السيئة ( وشر ما ذرأ) خلق ( في الأرض) على ظهرها ( وشر ما يخرج منها) مما خلقه في بطنها ( ومن فتن الليل والنهار) الواقعة فيهما وهو من الإضافة إلى الظرف ( ومن طوارق الليل) حوادثه التي تأتي ليلاً وإطلاقه على الآتي نهارًا على سبيل الاتباع ( إلا طارقًا يطرق) بضم الراء ( بخير يا رحمن) زاد في رواية النسائي فخر لفيه وطفئت شعلته ( مالك عن سهيل بن أبي صالح) ذكوان ( عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلاً من أسلم) بفتح فسكون قبيلة من خزاعة قال فيها صلى الله عليه وسلم أسلم سالمها الله ( قال ما نمت هذه الليلة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم من أي شيء) لم تنم ( فقال لدغتني) بدال مهملة فغين معجمة ( عقرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما) بالفتح وخفة الميم ( إنك) بكسر الهمزة إن جعلت إما بمعنى ألا الاستفتاحية وبفتحها إن جعلت بمعنى حقًا قاله ابن مالك في شرح الكافية ( لو قلت حين أمسيت) أي دخلت في المساء ( أعوذ بكلمات الله التامات) وفي رواية التامة بالإفراد قال الحكيم الترمذي وهما بمعنى فالمراد بالجمع الجملة وبالواحدة ما تفرق في الأمور في الأوقات ووصفها بالتمام إشارة إلى أنها خالصة من الريب والشبه { { وتمت كلمة ربك صدقًا وعدلا } } ( من شر ما خلق) أي من شر خلقه وهو ما يفعله المكلفون من إثم ومضارة بعض لبعض من نحو ظلم وبغى وقتل وضرب وشتم وغيرهم من نحو لدغ ونهش وعض ( لم يضرك) بأن يحال بينك وبين كمال تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه لأن الأدوية الإلهية تمنع من الداء بعد حصوله وتمنع من وقوعه وإن وقع لم يضر قال القرطبي جربت ذلك فوجدته صدقًا تركته ليلة فلدغتني عقرب فتفكرت فإذا أنا نسيت هذا التعوذ قال الترمذي الحكيم وهذا أي التعوذ بكلمات الله التامات مقام من بقي له التفات لغير الله أما من توغل في بحر التوحيد بحيث لا يرى في الوجود إلا الله لم يستعذ إلا بالله ولم يلتجئ إلا إليه والنبي صلى الله عليه وسلم لما ترقي عن هذا المقام قال أعوذ بك منك والرجل المخاطب لم يبلغ ذلك وهذا الحديث رواه مسلم من وجه آخر عن أبي صالح عن أبي هريرة ( مالك عن سمي) بضم السين وفتح الميم وشد الياء ( مولى أبي بكر) بن عبد الرحمن ( عن القعقاع) بقافين وعينين مهملتين ( ابن حكيم) بفتح فكسر ( أن كعب الأحبار قال لولا كلمات أقولهن لجعلتني يهود) بمنع الصرف للعلمية ووزن الفعل ( حمارًا) من سحرهم ( فقيل له وما هن فقال أعوذ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه) بل تخضع كل العظماء لعظمته ( وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر) أي لا يتعداهن من كان ذا بر وذا فجور من إنس وغيرهم ( وبأسماء الله الحسنى كلها) مؤنث الأحسن ( ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وبر أو ذرأ) قيل هما بمعنى خلق قال الله تعالى { { خلق لكم ما في الأرض جميعا } } وقال { { وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون } } وقال { { فتوبوا إلى بارئكم } } أي خالقكم فذكرها لإفادة اتحاد معناها وقيل البرء والذرء يكون طبقة بعد طبقة وجيلاً بعد جيل والخلق لا يلزم فيه ذلك.



رقم الحديث 1738 وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ قَالَ: لَوْلَا كَلِمَاتٌ أَقُولُهُنَّ لَجَعَلَتْنِي يَهُودُ حِمَارًا، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا هُنَّ؟ فَقَالَ: أَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ الْعَظِيمِ، الَّذِي لَيْسَ شَيْءٌ أَعْظَمَ مِنْهُ، وَبِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، وَبِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى كُلِّهَا مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَبَرَأَ وَذَرَأَ.


( ما يؤمر به من التعوذ)

( مالك عن يحيى بن سعيد قال بلغني) أخرجه ابن عبد البر من طريق ابن عيينة عن أيوب بن موسى عن محمد بن يحيى بن حبان ( أن خالد بن الوليد) وهو مرسل وأخرجه أيضًا من طريق ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مسندًا لكن قال الوليد بن الوليد وهو أخو خالد ( قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني أروع) أي يحصل لي روع أي فزع ( في منامي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قل أعوذ بكلمات الله التامة) أي الفاضلة التي لا يدخلها نقص ( من غضبه وعقابه وشر عباده) مخلوقاته إنسًا وجنًا وغيرهما ( ومن همزات الشياطين) نزغاتهم بما يوسوسون به أن يصيبني ( وأن يحضرون) أي أن يصيبوني بسوء ويكونوا معي في مكان لأنهم إنما يحضرون بالسوء ( مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال) مرسلاً ووصله النسائي من طريق محمد بن جعفر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن ابن عباس السلمي عن ابن مسعود قال حمزة الكناني بالفوقية الحافظ هذا ليس بمحفوظ والصواب مرسل قال السيوطي وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات من طريق داود بن عبد الرحمن العطار عن يحيى بن سعيد قال سمعت رجلاً من أهل الشام يحدث عن ابن مسعود قال لما كان ليلة الجن أقبل عفريت في يده شعلة فذكره انتهى وفيه نظر لأن ليلة الجن هي ليلة استماعهم القرآن وهي غير ليلة الإسراء فهما حديثان وإن اتحد لفظ الاستعاذة فيهما ( أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى عفريتًا) هو القوي الشديد ( من الجن يطلبه بشعلة) بضم الشين المعجمة ( من نار) وهي شبه الجذوة بتثليث الجيم الجمرة ( كلما التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه) يطلبه لقصد إيذائه لا لغير ذلك إذ لا سبيل له إليه ( فقال جبريل أفلا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شعلته وخر) بالمعجمة وشد الراء سقط ( لفيه) أي عليه ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى) علمني ( فقال جبريل فقل أعوذ بوجه الله الكريم) قال الباجي قال القاضي أبو بكر هو صفة من صفات الباري أمر صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ بها وقال أبو الحسن المحاربي معناه أعوذ بالله ( وبكلمات الله) صفاته القائمة بذاته وقيل العلم لأنه أعم الصفات وقيل القرآن وقيل جميع ما أنزله على أنبيائه لأن الجمع المضاف إلى المعارف يعم ( التامات) أي الكاملة فلا يدخلها نقص ولا عيب وقيل النافعة وقيل الشافية ( اللاتي لا يجاوزهن) لا يتعداهن ( بر) بفتح الباء تقي ( ولا فاجر) مائل عن الحق أي لا ينتهي علم أحد إلى ما يزيد عليها ( من شر ما ينزل من السماء) من العقوبات كالصواعق ( وشر ما يعرج فيها) مما يوجب العقوبة وهو الأعمال السيئة ( وشر ما ذرأ) خلق ( في الأرض) على ظهرها ( وشر ما يخرج منها) مما خلقه في بطنها ( ومن فتن الليل والنهار) الواقعة فيهما وهو من الإضافة إلى الظرف ( ومن طوارق الليل) حوادثه التي تأتي ليلاً وإطلاقه على الآتي نهارًا على سبيل الاتباع ( إلا طارقًا يطرق) بضم الراء ( بخير يا رحمن) زاد في رواية النسائي فخر لفيه وطفئت شعلته ( مالك عن سهيل بن أبي صالح) ذكوان ( عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلاً من أسلم) بفتح فسكون قبيلة من خزاعة قال فيها صلى الله عليه وسلم أسلم سالمها الله ( قال ما نمت هذه الليلة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم من أي شيء) لم تنم ( فقال لدغتني) بدال مهملة فغين معجمة ( عقرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما) بالفتح وخفة الميم ( إنك) بكسر الهمزة إن جعلت إما بمعنى ألا الاستفتاحية وبفتحها إن جعلت بمعنى حقًا قاله ابن مالك في شرح الكافية ( لو قلت حين أمسيت) أي دخلت في المساء ( أعوذ بكلمات الله التامات) وفي رواية التامة بالإفراد قال الحكيم الترمذي وهما بمعنى فالمراد بالجمع الجملة وبالواحدة ما تفرق في الأمور في الأوقات ووصفها بالتمام إشارة إلى أنها خالصة من الريب والشبه { { وتمت كلمة ربك صدقًا وعدلا } } ( من شر ما خلق) أي من شر خلقه وهو ما يفعله المكلفون من إثم ومضارة بعض لبعض من نحو ظلم وبغى وقتل وضرب وشتم وغيرهم من نحو لدغ ونهش وعض ( لم يضرك) بأن يحال بينك وبين كمال تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه لأن الأدوية الإلهية تمنع من الداء بعد حصوله وتمنع من وقوعه وإن وقع لم يضر قال القرطبي جربت ذلك فوجدته صدقًا تركته ليلة فلدغتني عقرب فتفكرت فإذا أنا نسيت هذا التعوذ قال الترمذي الحكيم وهذا أي التعوذ بكلمات الله التامات مقام من بقي له التفات لغير الله أما من توغل في بحر التوحيد بحيث لا يرى في الوجود إلا الله لم يستعذ إلا بالله ولم يلتجئ إلا إليه والنبي صلى الله عليه وسلم لما ترقي عن هذا المقام قال أعوذ بك منك والرجل المخاطب لم يبلغ ذلك وهذا الحديث رواه مسلم من وجه آخر عن أبي صالح عن أبي هريرة ( مالك عن سمي) بضم السين وفتح الميم وشد الياء ( مولى أبي بكر) بن عبد الرحمن ( عن القعقاع) بقافين وعينين مهملتين ( ابن حكيم) بفتح فكسر ( أن كعب الأحبار قال لولا كلمات أقولهن لجعلتني يهود) بمنع الصرف للعلمية ووزن الفعل ( حمارًا) من سحرهم ( فقيل له وما هن فقال أعوذ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه) بل تخضع كل العظماء لعظمته ( وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر) أي لا يتعداهن من كان ذا بر وذا فجور من إنس وغيرهم ( وبأسماء الله الحسنى كلها) مؤنث الأحسن ( ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وبر أو ذرأ) قيل هما بمعنى خلق قال الله تعالى { { خلق لكم ما في الأرض جميعا } } وقال { { وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون } } وقال { { فتوبوا إلى بارئكم } } أي خالقكم فذكرها لإفادة اتحاد معناها وقيل البرء والذرء يكون طبقة بعد طبقة وجيلاً بعد جيل والخلق لا يلزم فيه ذلك.