فهرس الكتاب

شرح السيوطى - بَابُ الْأَمْرِ بِتَعَهُّدِ الْقُرْآنِ ، وَكَرَاهَةِ قَوْلِ نَسِيتُ آيَةَ كَذَا ،

رقم الحديث 789 [789] صَاحب الْقُرْآن أَي الَّذِي أَلفه

رقم الحديث 790 [79] بئْسَمَا لأَحَدهم يَقُول نسيت آيَة كَيْت وَكَيْت بِفَتْح التَّاء أشهر من كسرهَا أَي كَذَا وَكَذَا قَالَ النَّوَوِيّ إِنَّمَا كره ذَلِك لِأَنَّهُ يتَضَمَّن نِسْبَة التساهل والتغافل عَنْهَا إِلَى نَفسه.

     وَقَالَ  عِيَاض أولى مَا يتَأَوَّل عَلَيْهِ الحَدِيث أَن مَعْنَاهُ ذمّ الْحَال لَازم القَوْل أَي بئست الْحَالة حَالَة من حفظ الْقُرْآن فَغَفَلَ عَنهُ حَتَّى نَسيَه قلت يُنَافِي هَذَا التَّأْوِيل قَول عقبَة بل هُوَ نسي وَعِنْدِي تَأْوِيل آخر وَهُوَ أَن الحَدِيث ورد فِيمَا كَانَ ينسيه الله لحافظيه من الْآيَات والسور الَّتِي يُرِيد نسخ تلاوتها ومحوها من الْقُلُوب وَهُوَ الْمشَار إِلَيْهِ بقوله تَعَالَى مَا ننسخ من آيَة أَو ننسها فِيمَن قَرَأَ بِضَم النُّون وَقد وَردت أَحَادِيث كَثِيرَة بِأَن الصَّحَابَة كَانُوا يحفظون آيَات وسورا فيصبحون وَقد محيت من قُلُوبهم فَيَأْتُونَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيخبرونه فَيَقُول إِنَّهَا مِمَّا نسخ فالهوا عَنْهَا وَقد أَشرت إِلَى ذَلِك فِي كتاب الإتقان وَفِي التَّفْسِير الْمَأْثُور فعندي أَن هَذَا الحَدِيث فِي هَذَا النَّوْع نهوا أَن ينسبوا نِسْيَان ذَلِك إِلَيْهِم وَإِنَّمَا الله أنساهم إِيَّاه وَرَفعه لإرادته نسخه ثمَّ بعد أَن قررت ذَلِك بِمدَّة وجدت الْبَاجِيّ سبقني إِلَيْهِ فَقَالَ فِي شرح الْمُوَطَّأ وَقد أورد هَذَا الحَدِيث وَحَدِيث بن مَسْعُود إِنَّمَا أَنا بشر أنسي كَمَا تنسون فَإِذا نسيت فذكروني يحْتَمل أَن يكون معنى الحَدِيث الأول مِمَّا كَانَ ينْسَخ من الْقُرْآن بِالنِّسْيَانِ ينساه جَمِيع النَّاس فَلَا يبْقى فِي حفظ أحد فَيكون ذَلِك نسخه وَيكون معنى الحَدِيث الآخر النسْيَان الْمُعْتَاد من السَّهْو فِي الصَّلَاة وَمَا جرى مجر انْتهى بل هُوَ نسي قَالَ النَّوَوِيّ ضبطناه بِالتَّشْدِيدِ.

     وَقَالَ  عِيَاض وبالتخفيف أَيْضا تفصيا بِالْفَاءِ أَي تفلتا من النعم المُرَاد هُنَا الْإِبِل خَاصَّة لِأَنَّهَا الَّتِي تعقل بعقلها بِضَم الْعين وَالْقَاف وَيجوز إسكان الْقَاف جمع عقال وَالْبَاء بِمَعْنى من من عقله ذكر الضَّمِير هُنَا وأنثه أَولا لِأَن النعم تذكر وتؤنث