فهرس الكتاب

شرح السيوطى - بَابُ الدُّعَاءِ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ وَقِيَامِهِ

رقم الحديث 763 [763] شناقها بِكَسْر الشين الْخَيط الَّذِي يرْبط بِهِ فِي الْوتر وَقيل الوكاء كنت أنتبه لَهُ كَذَا فِي الْأُصُول وَفِي البُخَارِيّ فتح أبقيه بموحدة ثمَّ قَاف وَمَعْنَاهُ أرقبه اللَّهُمَّ اجْعَل فِي قلبِي نورا إِلَى آخِره قَالَ الْعلمَاء سَأَلَ النُّور فِي أَعْضَائِهِ وجهاته وَالْمرَاد بِهِ بَيَان الْحق ورضاؤه وَالْهِدَايَة إِلَيْهِ فَسَأَلَ النُّور فِي أَعْضَائِهِ وجسمه وتصرفاته وتقلباته وحالاته وحمايته من جهاته السِّت لَا يزِيغ شَيْء مِنْهَا عَنهُ وَسبعا فِي تَابُوت مَعْنَاهُ وَذكر فِي الدُّعَاء سبع كَلِمَات نسيتهَا وَالْمرَاد بالتابوت شَيْء كالصندوق يحرز فِيهِ الْمَتَاع أَي وَسبعا فِي قلبِي وَلَكِن نسيتهَا فَلَقِيت بعض ولد الْعَبَّاس الْقَائِل لقِيت هُوَ سَلمَة بن كهيل فِي عرض الوسادة رَوَاهُ الْأَكْثَرُونَ بِفَتْح الْعين وَهُوَ الصَّحِيح وَرَوَاهُ الداوددي بضَمهَا وَهُوَ الْجَانِب وَالْمرَاد بالوسادة الْمَعْرُوفَة الَّتِي تكون تَحت الرُّءُوس وَقيل الوسادة هُنَا الْفراش قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا ضَعِيف أَو بَاطِل شن هِيَ الْقرْبَة الْخلق معلقَة أنث على إِرَادَة الْقرْبَة وَذكر فِي الرِّوَايَة بعده على إِرَادَة السقاء والوعاء شجب بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَإِسْكَان الْجِيم السقاء الْخلق لأسْمع نَفسه بِفَتْح الْفَاء فأخلفني أَي أدارني من خَلفه فَبَقيت كَيفَ يُصَلِّي بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَالْقَاف أَي رقبت وَنظرت وضُوءًا حسنا بَين الوضوءين أَي لم يسرف وَلم يقتر عَن بن رشدين بِكَسْر الرَّاء هُوَ كريب الحجري بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ جِيم سَاكِنة

رقم الحديث 766 [766] مشرعة بِفَتْح الرَّاء الطَّرِيق إِلَى عبور المَاء من حافة بَحر أَو نهر أَو غَيره أَلا تشرع بِضَم التَّاء وَرُوِيَ بِفَتْحِهَا يُقَال شرعت فِي النَّهر وأشرعت نَاقَتي فِيهِ

رقم الحديث 767 [767] أَبُو حرَّة بِضَم الْحَاء

رقم الحديث 769 [769] أَنْت نور السَّمَاوَات وَالْأَرْض مَعْنَاهُ منورهما أَي خَالق نورهما قَالَ الْخطابِيّ فِي تَفْسِير اسْمه سُبْحَانَهُ النُّور مَعْنَاهُ الَّذِي بنوره يبصر ذُو العماية وبهدايته يرشد ذُو الغواية قَالَ وَمِنْه الله نور السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَي مِنْهُ نورهما قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ ذُو النُّور وَلَا يَصح أَن يكون النُّور صفة ذَات لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَإِنَّمَا هُوَ صفة فعل أَي هُوَ خالقه.

     وَقَالَ  غَيره معنى نور السَّمَاوَات وَالْأَرْض مُدبر شمسها وقمرها وَنَحْوهمَا أَنْت قيام السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَفِي الرِّوَايَة بعده قيم قَالَ الْعلمَاء من صِفَاته تَعَالَى الْقيام والقيم والقيوم والقائم والقوام قَالَ بن عَبَّاس القيوم الَّذِي لَا يَزُول.

     وَقَالَ  غَيره هُوَ الْقَائِم على كل شَيْء وَمَعْنَاهُ مُدبر أَمر خلقه أَنْت رب السَّمَاوَات وَالْأَرْض قَالَ الْعلمَاء ل الرب ثَلَاثَة معَان فِي اللُّغَة السَّيِّد المطاع والمصلح وَالْمَالِك وَلَكِن قَالَ بَعضهم إِذا كَانَ بِمَعْنى السَّيِّد المطاع فَشرط المربوب أَن يكون مِمَّن يعقل وَإِلَيْهِ أَشَارَ الْخطابِيّ بقوله لَا يَصح أَن يُقَال سيد الْجبَال وَالشَّجر قَالَ عِيَاض هَذَا الشَّرْط فَاسد بل الْجَمِيع مُطِيع لَهُ سُبْحَانَهُ أَنْت الْحق مَعْنَاهُ المتحقق وجوده وَقيل الْإِلَه الْحق دون مَا يَقُوله الْمُلْحِدُونَ وَوَعدك الْحق إِلَى آخِره أَي كُله مُتَحَقق لَا شكّ فِيهِ وَقيل معنى وَعدك الْحق أَي صدق وَمعنى ولقاؤك حق أَي الْبَعْث لَك أسلمت أَي استسلمت وانقدت لأمرك ونهيك وَبِك آمَنت أَي صدقت بك وَبِكُل مَا أخْبرت وَأمرت ونهيت وَإِلَيْك أنبت أَي أَطَعْت وَرجعت إِلَى عبادتك أَي أَقبلت عَلَيْهَا وَقيل مَعْنَاهُ رجعت إِلَيْك فِي تدبيري أَي فوضت إِلَيْك وَبِك خَاصَمت أَي بِمَا أَعْطَيْتنِي من الْبَرَاهِين وَالْقُوَّة خَاصَمت من عاند فِيك وَكفر بك وقمعته بِالْحجَّةِ وَالسيف وَإِلَيْك حاكمت أَي كل من جحد الْحق حاكمته إِلَيْك وجعلتك الْحَاكِم بيني وَبَينه لَا غَيْرك فَاغْفِر لي إِلَى آخِره معنى سُؤَاله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَغْفِرَة مَعَ أَنه مغْفُور لَهُ أَنه يسْأَل ذَلِك تواضعا وخضوعا وإشفاقا وإجلالا وليقتدي بِهِ فِي أصل الدُّعَاء والخضوع وَحسن التضرع

رقم الحديث 770 [77] اللَّهُمَّ رب جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وإسرافيل خصهم بِالذكر لأَنهم أَشْرَاف الْمَلَائِكَة ورءوسهم مَعَ ملك الْمَوْت ورد فِي ذَلِك أثران تَفْسِير جِبْرِيل عبد الله وإسرافيل عبد الرَّحْمَن وَذكر الْجُزُولِيّ من الْمَالِكِيَّة فِي شرح الرسَالَة أَنه سمي إسْرَافيل لِكَثْرَة أجنحته وَمِيكَائِيل لكَونه وكل بالمطر والنبات يكيله ويزنه أهدني أَي ثبتني على الْهِدَايَة

رقم الحديث 771 [771] الْمَاجشون بِكَسْر الْجِيم وَضم الشين الْمُعْجَمَة لفظ أعجمي مَعْنَاهُ أَبيض الْوَجْه مورد وجهت وَجْهي أَي قصدت بعبادتي للَّذي فطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَي ابْتَدَأَ خلقهما حَنِيفا قَالَ الْأَكْثَرُونَ مَعْنَاهُ مائلا إِلَى الدّين الْحق وَهُوَ الْإِسْلَام وأصل الحنف الْميل وَيكون فِي الْخَيْر وَالشَّر وينصرف إِلَى مَا تَقْتَضِيه الْقَرِينَة وَقيل المُرَاد بالحنيف هُنَا الْمُسْتَقيم قَالَ أَبُو عبيد الحنيف عِنْد الْعَرَب من كَانَ على دين إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وانتصب حَنِيفا على الْحَال وَمَا أَنا من الْمُشْركين بَيَان للحنيف وإيضاح لمعناه ونسكي أَي عبادتي ومحياي ومماتي أَي حَياتِي وموتي أَنْت الْملك أَي الْقَادِر على كل شَيْء الْمَالِك الْحَقِيقِيّ لجَمِيع الْمَخْلُوقَات وَأَنا عَبدك أَي معترف بأنك مالكي ومدبري وحكمك نَافِذ فِي واهدني لأحسن الْأَخْلَاق أَي أَرْشدنِي لصوابها ووفقني للتخلق بهَا لبيْك مَعْنَاهُ أَنا مُقيم على طَاعَتك إِقَامَة بعد إِقَامَة وَسَعْديك مساعدة لأمرك بعد مساعدة ومتابعة لدينك بعد مُتَابعَة وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك هَذَا مِمَّا يجب تَأْوِيله لِأَن مَذْهَب أهل الْحق أَن كل المحدثات بِفعل الله تَعَالَى وخلقه سَوَاء خَيرهَا وشرها فَقيل مَعْنَاهُ لَا يتَقرَّب بِهِ إِلَيْك وَقيل لَا يُضَاف إِلَيْك بِانْفِرَادِهِ لَا يُقَال يَا خَالق القردة والخنازير وَيَا رب الشَّرّ وَنَحْوه وَإِن كَانَ خَالق كل شَيْء وَرب كل شَيْء وَقيل مَعْنَاهُ الشَّرّ لَا يصعد إِلَيْك وَإِنَّمَا يصعد إِلَيْك الْكَلم الطّيب وَالْعَمَل الصَّالح وَقيل مَعْنَاهُ الشَّرّ لَيْسَ شرا بِالنِّسْبَةِ إِلَيْك فَإنَّك خلقته لحكمة بَالِغَة وَإِنَّمَا هُوَ شَرّ بِالنِّسْبَةِ للمخلوقين أَنا بك وَإِلَيْك أَي التجائي وانتهائي وتوفيقي بك تَبَارَكت أَي استحققت الثَّنَاء وَقيل ثَبت الْخَيْر عنْدك.

     وَقَالَ  بن الْأَنْبَارِي تبَارك الْعباد بتوحيدك ملْء السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِكَسْر الْمِيم وَنصب الْهمزَة بعد اللَّام ورفعها وَمَعْنَاهُ حمدا لَو كَانَ جسما لملأ السَّمَاوَات وَالْأَرْض لعظمه أحسن الْخَالِقِينَ أَي المقدرين والمصورين أَنْت الْمُقدم وَأَنت الْمُؤخر مَعْنَاهُ تقدم من شِئْت بطاعتك وَغَيرهَا وتؤخر من شِئْت عَن ذَلِك كَمَا تَقْتَضِيه حكمتك وتعز من تشَاء وتذل من تشَاء وَأَنا أول الْمُسلمين أَي من هَذِه الْأمة