فهرس الكتاب

باب الأذان

باب الأذان

283 حديث أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلاتين وأسقط الأذان من الثانية هذا مستفاد من حديث جابر الطويل عند مسلم في صفة الحج ففيه أنه خطب بغرفة ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما وروى أبو داود من حديث ابن عمر جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين المغرب والعشاء بجمع بإقامة واحدة لكل صلاة ولم يناد في الأولى وفي رواية أنه لم يناد بينهما ولا على أثر واحدة منهما إلا بالإقامة وأصله في الصحيحين وفي رواية للشافعي لم يناد في واحدة منهما إلا بإقامة وفي البخاري جمع بجمع كل واحدة منهما بإقامة ولم يذكر الأذان وفي رواية مسلم أنه بإقامة واحدة أخرجه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عمر لكن بين أبو داود في روايته أن قوله بإقامة واحدة أي لكل صلاة ورواه أبو الشيخ الأصبهاني من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس والمحفوظ عن ابن عمر وذكر الطبري في تهذيب الآثار أنه صلاهما بإقامة واحدة من حديث ابن مسعود وأبي بن كعب وخزيمة بن ثابت وأسامة بن زيد وابن عمر أيضا قلت وهو مما اختلف فيه عن ابن عمر وأسامة وابن مسعود فإن حديث أسامة متفق عليه بلفظ فصلى المغرب ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ثم أقيمت العشاء فصلاها ولم يصل بينهما وحديث ابن مسعود في البخاري أنه صلاهما بأذانين وإقامتين

284 حديث صلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم متفق عليه من حديث مالك بن الحويرث بألفاظ مختلفة واللفظ المذكور هنا للبخاري في كتاب الأذان وزاد في أوله قصة وفي آخره ثم ليؤمكم أكبركم

285 حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال لأبي سعيد الخدري إنك رجل تحب الغنم والبادية فإذا دخل وقت الصلاة فأذن وارفع صوتك فإنه لا يسمع صوتك حجر ولا شجر ولا مدر إلا شهد لك يوم القيامة هذا السياق تبع فيه الغزالي والإمام والقاضي الحسين والماوردي وابن داود شارح المختصر وهو مغاير لما في صحيح البخاري والموطأ وغيرهما من كتب الحديث ففيها عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنه قال له إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك وباديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس إلا شهد له يوم القيامة قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا رواه الشافعي عن مالك وتعقبه الشيخ محيي الدين وبالغ كعادته وأجاب ابن الرفعة عن هؤلاء الأئمة الذين أوردوه مغيرا بأنهم لعلهم فهموا أن قول أبي سعيد هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عائد إلى كل ما ذكره يكون تقديره سمعت كل ما ذكرت لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فحينئذ يصح ما أوردوه باعتبار المعنى لا بصورة اللفظ ولا يخفى ما في هذا الجواب من الكلفة والرافعي أورده دالا على استحباب أذان المنفرد وهو خلاف ما فهمه النسائي والبيهقي فإنهما ترجما عليه الثواب على رفع الصوت كذا قيل وفيه نظر لأنه لا يلزم من الترجمة على بعض مدلولات الحديث أن لا يكون فيه شيء آخر وقد روى النسائي من حديث عقبة بن عامر مرفوعا يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية يؤذن بالصلاة ويصلي فيقول الله انظروا إلى عبدي الحديث

286 حديث إذا كان أحدكم بأرض فلاة فدخل عليه وقت صلاة فإن صلى بغير أذان ولا إقامة صلى وحده وإن صلى بإقامة صلى بإقامته وصلاته ملكاه وإن صلى بأذان وإقامة صلى خلفه صف من الملائكة أولهم بالمشرق وآخرهم بالمغرب هذا الحديث بهذا اللفظ لم أره وروى النسائي في المواعظ من سننه عن سويد بن نصر أنا عبد الله بن المبارك عن سليمان التيمي عن عبد الرحمن بن مل عن سلمان رفعه إذا كان الرجل في أرض قيء أي قفر فتوضأ فإن لم يجد الماء تيمم ثم ينادي # بالصلاة ثم يقيمها ويصليها إلا أم من جنود الله صفا قال عبد الله وزادني سفيان عن داود عن أبي عثمان عن سلمان يركعون بركوعه ويسجدون بسجوده ورواه عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي شيبة كلاهما عن معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه بلفظ فحانت الصلاة فليتوضأ فان لم يجد ماء فليتيمم فإن أقام صلى معه ملكاه فإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يرى طرفاه ورواه البيهقي من حديث عبد الوهاب بن عطاء عن التيمي نحوه ومن حديث يزيد بن هارون عن التيمي موقوفا ورجحه على المرفوع ومن رواية داود بن أبي هند نحو ما رواه النسائي قال سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا داود به وروى أبو نعيم في الحلية من حديث كعب الأحبار موقوفا نحوه ومالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول من صلى بأرض فلاة صلى عن يمينه ملك وعن شماله ملك وإن أذن وأقام الصلاة صلى وراءه من الملائكة أمثال الجبال وفي رواية معن والقعنبي عنه أذن وأقام قال الدارقطني في العلل ورواه الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن معاذ بن جبل وهو أصح ورواه الطبراني في الكبير من حديث المسيب بن رافع لا أعلمه إلا عن فذكر نحو حديث عبد الرزاق الماضي

287 حديث أبي سعيد الخدري حبسنا عن الصلاة يوم الخندق حتى كان بعد المغرب هويا من الليل فدعى النبي صلى الله عليه وسلم بلالا فأقام الظهر فصلاها ثم أقام العصر فصلاها ثم أقام المغرب فصلاها ثم أقام العشاء فصلاها ولم يؤذن لها مع الإقامة الشافعي عن ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه بهذا وأتم منه وليس في آخره ذكر العشاء ولا قوله ولم يؤذن لها مع الإقامة وزاد وذلك قبل أن ينزل في صلاة الخوف { فرجالا أو ركبانا } وقد رواه النسائي من هذا الوجه وفيه فأذن للظهر فصلاها في وقتها ثم أذن للعصر فصلاها في وقتها ثم أذن للمغرب فصلاها في وقتها ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما من حديث يحيى بن سعيد القطان عن ابن أبي ذئب به وفي آخره ثم أقام المغرب فصلى كما كان يصليها في وقتها وصححه ابن السكن ولذكر الأذان فيه شاهد من حديث ابن مسعود رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي ليس بإسناده بأس إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه وفي رواية النسائي فذكر الإقامة لكل صلاة لم يذكر أذانا قال النسائي غريب من حديث سعيد عن هشام ما رواه غير زائدة وله شاهد آخر من حديث جابر رواه البزار وفي سنده عبد الكريم بن أبي المخارق وهو متروك ( تنبيه ) روى الطحاوي أن الله حبس الشمس للنبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق حين شغلوا عن صلاة العصر حتى غربت الشمس فردها الله عليه حتى صلى العصر وحكى النووي عنه في شرح مسلم أن رواته ثقات ذكره في تحليل الغنائم

288 حديث أنه صلى الله عليه وسلم كان في سفر فقال احفظوا علينا صلاتنا يعني ركعتي الفجر فضرب على آذانهم فما أيقظهم إلا حر الشمس فقاموا فساروا هنيئة ثم نزلوا فتوضؤوا وأذن بلال فصلوا ركعتي الفجر وركبوا متفق عليه من حديث أبي قتادة مطولا وله ألفاظ ومن طريق عمران بن حصين مختصرا وفيه قصة وليس فيه ذكر الأذان ولا الإقامة ورواه أبو داود وابن حبان من طريق الحسن عن عمران وفيه ثم أمر مؤذنا فأذن فصلى ركعتين ثم أقام ثم صلى الفجر وصححه الحاكم ورواه مسلم من حديث أبي هريرة وفيه فأذن وأقام وزاد فيه أبو العباس السراج أنه صلى ركعتين في مكانه ثم قال اقتادوا بنا من هذا المكان وصلوا الصبح في مكان آخر ورواه الطبراني والبزار من حديث سعيد بن المسيب عن بلال وفيه انقطاع والنسائي وأحمد والطبراني من حديث جبير بن مطعم وأحمد وابن حبان من حديث ابن مسعود وأبو داود من حديث عمرو بن أمية الضمري وذي مخبر والنسائي من حديث أبي مريم السلولي وفي حديثهم ذكر الأذان والإقامة ورواه البزار والطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس وفيه فأمر مؤذنا فأذن كما كان يؤذن

289 ( فائدة ) أخرج مسلم من حديث أبي هريرة ما يدل على أن القصة كانت بخيبر وبذلك صرح ابن إسحاق وغيره من أهل المغازي فقالوا إن ذلك كان حين قفوله من خيبر وقال ابن عبد البر هو الصحيح وقيل مرجعه من حنين وفي حديث ابن مسعود أن ذلك كان عام الحديبية وفي حديث عطاء بن يسار مرسلا أن ذلك كان في غزوة تبوك قال ابن عبد البر أحسبه وهما وقال الأصيلي لم يعرض ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم إلا مرة وقال ابن الحصار هي ثلاث نوازل مختلفة قوله لحديث أبي سعيد فإنه لم يأمر للعشاء بالأذان تقدم حديث أبي سعيد قريبا حديث أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر بعرفة في وقت الظهر بأذان وإقامتين هو في حديث جابر الطويل عند مسلم تقدم حديث أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة في وقت العشاء بإقامتين من غير أذان تقدم بيانه في أول الباب

290 حديث ابن عمر كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى والإقامة فرادى إلا أن المؤذن كان يقول قد قامت الصلاة مرتين أحمد والشافعي وأبو داود والنسائي وأبو عوانة والدارقطني وابن خزيمة وابن حبان والحاكم من حديث شعبة عن أبي جعفر المؤذن عن مسلم أبي المثنى عنه قال شعبة لا يحفظ لأبي جعفر غير هذا الحديث فقال ابن حبان اسمه محمد بن مسلم بن مهران وقال الحاكم اسمه عمير بن يزيد بن حبيب الخطمي ووهم الحاكم في ذلك ورواه أبو عوانة والدارقطني من طريق سعيد بن المغيرة الصياد عن عيسى بن يونس عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر وأظن سعيدا وهم فيه وإنما رواه عيسى عن شعبة كما تقدم لكن سعيد وثقه أبو حاتم وروى ابن ماجه من حديث سعد القرظ مرفوعا كان أذان بلال مثنى مَثنى وإقامته مفردة وعن أبي رافع نحوه وهما ضعيفان قوله أن أبا محذورة # لما حكى الأذان عن تلقين رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر التكبير في أوله أربعا هو كما قال فقد ساقه من حديث أبي محذورة بتربيع التكبير في أوله الشافعي وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان ورواه مسلم من حديث أبي محذورة فذكر التكبير في أوله مرتين فقط وقال ابن القطان الصحيح في هذا تربيع التكبير وبه يصح كون الأذان تسع عشرة كلمة وقد قيد بذلك في نفس الحديث يعني الآتي بعد قليل قال وقد يقع في بعض روايات مسلم بتربيع التكبير وهي التي ينبغي أن تعد في الصحيح انتهى وقد رواه أبو نعيم في المستخرج والبيهقي من طريق إسحاق بن إبراهيم عن معاذ بن هشام بسنده وفيه تربيع التكبير وقال بعده أخرجه مسلم عن إسحاق وكذلك أخرجه أبو عوانة في مستخرجه من طريق علي بن المديني عن معاذ

291 حديث عبد الله بن زيد في الأذان وفيه تربيع التكبير في أوله وهي قصة مشهورة أبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والبيهقي من حديث يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه حدثني أبي قال لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمل الناقوس ليضرب به للناس لجمع الصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا فذكر الحديث وفيه تربيع التكبير وإفراد الإقامة وفيه فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتا منك وفيه أن عمر جاء فقال قد رأيت مثل ما رأى ورواه أحمد عن يعقوب به ورواه الترمذي وابن ماجه أيضا من حديث ابن إسحاق ورواه أحمد والحاكم من وجه آخر عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن زيد وقال هذا أمثل الروايات في قصة عبد الله بن زيد لأن سعيد بن المسيب قد سمع من عبد الله بن زيد ورواه يونس ومعمر وشعيب وابن إسحاق عن الزهري قال وأما أخبار الكوفيين في هذه القصة فمدارها على حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عليه فمنهم من قال عن معاذ بن جبل ومنهم من قال عن عبد الله بن زيد ومنهم من قال غير ذلك وأما طريق ولد عبد الله بن زيد فغير مستقيمة الإسناد كذا قال الحاكم وقد صحح الطريق الأولى من رواية محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه البخاري فيما حكاه الترمذي في العلل عنه وقال محمد بن يحيى الذهلي ليس في أخبار عبد الله بن زيد أصح من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي يعني هذا لأن محمدا قد سمع من أبيه عبد الله بن زيد وابن أبي ليلى لم يسمع من عبد الله وقال ابن خزيمة في صحيحه هذا حديث صحيح ثابت من جهة النقل لأن محمدا سمع من أبيه وابن إسحاق سمع من التيمي وليس هذا مما دلسه # وسيأتي الإشارة إلى طريق أخرى لحديث عبد الله بن زيد إن شاء الله من عند أبي داود ( تنبيه ) قال الترمذي لا نعرف لعبد الله بن زيد شيئا يصح إلا حديث الأذان وكذا قال البخاري وفيه نظر فإن له عند النسائي وغيره حديثا غير هذا في الصدقة وعند أحمد آخر في قسمة النبي صلى الله عليه وسلم شعره وأظفاره وإعطائه لمن لم تحصل له أضحية

292 حديث بلال أنه أمر أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة متفق عليه من حديث أنس قال أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة إلا الإقامة ورواه النسائي وابن حبان والحاكم ولفظهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا واستدل ابن حبان على صحة ذلك بما رواه أيضا فيه من القصة في أوله أنهم التمسوا شيئا يؤذنون به علما للصلاة فأمر بلال قال فدل ذلك على أن الآمر له بذلك النبي صلى الله عليه وسلم لا غير وفي الباب عن أبي محذورة رواه البخاري في تاريخه والدارقطني وابن خزيمة بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة ( فائدة ) ورد في تثنية الإقامة أحاديث منها ما روى الترمذي من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد قال كان أذان رسول الله صلى الله عليه وسلم شفعا في الأذان والإقامة وقال منقطع وقال الحاكم والبيهقي الروايات عن عبد الله بن زيد في هذا الباب كلها منقطعة لأن عبد الله بن زيد استشهد يوم أحد ثم أسند عن الدراوردي عن عبيد الله بن عمر قال دخلت ابنة عبد الله بن زيد على عمر بن عبد العزيز فقالت يا أمير المؤمنين أنا ابنة عبد الله بن زيد شهد أبي بدرا وقتل يوم أحد وفي صحة هذا نظر فإن عبيد الله بن عمر لم يدرك هذه القصة وقد روى أبو داود وغيره من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله بن زيد قال حدثني أبي ونقل الترمذي أن البخاري صححه وروى الواقدي عن محمد بن عبد الله بن زيد قال توفي أبي بالمدينة سنة اثنين وثلاثين وقال ابن سعد شهد أحدا والخندق والمشاهد كلها ولو صح ما تقدم للزم أن تكون بنت عبد الله بن زيد صحابية وروى عبد الرزاق والدارقطني والطحاوي من حديث الأسود بن يزيد أن بلالا كان يثني الأذان ويثني الإقامة وكان يبدأ بالتكبير ويختم بالتكبير وروى الحاكم والبيهقي في الخلافيات والطحاوي من رواية سويد بن غفلة أن بلالا كان يثني الأذان والإقامة وادعى الحاكم فيه الانقطاع ولكن في رواية الطحاوي سمعت بلالا ويؤيد ذلك ما رواه ابن أبي شيبة عن جبر بن علي عن شيخ يقال له الحفص عن أبيه عن جده وهو سعد القرظ قال أذن بلال حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أذن لأبي بكر في حياته ولم يؤذن في زمان عمر انتهى وسويد بن غفلة هاجر في زمن أبي بكر وأما ما رواه أبو داود من طريق سعيد بن المسيب أن بلالا أراد أن يخرج إلى الشام فقال له أبو بكر بل تكون عندي فقال إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني وإن كنت أعتقتني لله فذرني أذهب إلى الله فقال اذهب فذهب فكان بها حتى مات فإنه مرسل وفي إسناده عطاء الخراساني وهو مدلس ويمكن التوفيق بينه وبين الأول وروى الطبراني في مسند الشاميين من طريق جنادة بن أبي أمية عن بلال أنه كان يجعل الأذان والإقامة مثنى مَثنى وكان يجعل إصبعيه في أذنيه إسناده ضعيف وحديث أبي محذورة في تثنية الإقامة مشهور عند النسائي وغيره ( فائدة ) أورد الرافعي حديث بلال المتقدم محتجا للقديم في إفراد كلمة الإقامة لكن في صحيح البخاري في هذا الحديث أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة إلا الإقامة وفيه بحث ذكرته في المدرج وفي رواية عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال كان بلال يثني الأذان ويوتر الإقامة إلا قوله قد قامت الصلاة وأخرجه أبو عوانة والسراج كذلك

293 حديث أبي محذورة أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة هكذا رواه الدارمي والترمذي والنسائي وروياه أيضا مطولا وتكلم البيهقي عليه بأوجه من التضعيف ردها ابن دقيق العيد في الإمام وصحح الحديث

294 حديث جابر إذا أذنت فترسل فإذا أقمت فاحدر الترمذي والحاكم والبيهقي وابن عدي وضعفوه إلا الحاكم فقال ليس في إسناده مطعون غير عمرو بن فائد قلت لم يقع إلا في روايته هو ولم يقع في رواية الباقين لكن عندهم فيه عبد المنعم صاحب السقاء وهو كاف في تضعيف الحديث وروى الدارقطني من حديث سويد بن غفلة عن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نرتل الأذان ونحدر الإقامة وفيه عمرو بن شمر وهو متروك وقال البيهقي روى بإسناد آخر عن الحسن وعطاء عن أبي هريرة ثم ساقه وقال الإسناد الأول أشهر يعني طريق جابر وروى الدارقطني من حديث عمر موقوفا نحوه وليس في إسناده إلا أبو الزبير مؤذن بيت المقدس وهو تابعي قديم مشهور ( تنبيه ) الترسل التأني والحدر بالحاء والدال المهملتين الإسراع ويجوز في قوله فاحدر ضم الدال وكسرها وروي فاحدم بالميم وهي الإسراع أيضا والأول أشهر

295 حديث أبي محذورة ألقى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين بنفسه فقال قل الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحديث وفيه الترجيع رواه أبو داود وغيره وقد تقدم قوله ورد الخبر بالتثويب في أذان الصبح هو كما قال فقد روى ابن خزيمة والدارقطني والبيهقي من حديث أنس قال من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر حي على الفلاح قال الصلاة خير من النوم وصححه ابن السكن ولفظه كان التثويب في صلاة الغداة إذا قال المؤذن حي على الفلاح وروى ابن ماجه من حديث ابن المسيب عن بلال أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه لصلاة الفجر فقيل هو نائم فقال الصلاة خير من النوم مرتين فأقرت في تأذين الفجر فثبت الأمر على ذلك وفيه انقطاع مع ثقة رجاله وذكره ابن السكن من طريق أخرى عن بلال وهو في الطبراني من طريق الزهري عن حفص بن عمر عن بلال وهو منقطع أيضا ورواه البيهقي في المعرفة من هذا الوجه فقال عن الزهري عن حفص بن عمر بن سعد المؤذن أن سعدا كان يؤذن قال حفص فحدثني أهلي أن بلالا فذكره وروى ابن ماجه من حديث عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سالم عن أبيه فذكره قصة اهتمامهم بما يجمعون به الناس قبل أن يشرع الأذان وفي آخره وزاد بلال في نداء صلاة الغداة الصلاة خير من النوم فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسناده ضعيف جدا ولكن للتثويب طريق أخرى عن ابن عمر رواها السراج والطبراني والبيهقي من حديث ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر قال كان الأذان الأول بعد حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة خير من النوم مرتين وسنده حسن وسيأتي بقية الأحاديث في ذلك

296 حديث بلال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تثوبن في شيء من الصلاة إلا صلاة الفجر الترمذي وابن ماجه وأحمد من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بلال وفيه أبو إسماعيل الملائي وهو ضعيف مع انقطاعه بين عبد الرحمن وبلال وقال ابن السكن لا يصح إسناده ثم إن الدارقطني رواه من طريق أخرى عن عبد الرحمن وفيه أبو سعد البقال وهو نحو أبي إسماعيل في الضعف

297 حديث أبي محذورة علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان وقال إذا كنت في الصبح فقلت حي على الفلاح فقل الصلاة خير من النوم مرتين قال الرافعي ثبت انتهى رواه أبو داود وابن حبان مطولا من حديثه وفيه هذه الزيادة وفيه محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة وهو غير معروف الحال والحارث بن عبيد وفيه مقال وذكره أبو داود من طرق أخرى عن أبي محذورة منها ما هو مختصر وصححه ابن خزيمة من طريق ابن جريج قال أخبرني عثمان بن السائب أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة وقال بقي بن مخلد ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا أبو بكر بن عياش حدثني عبد العزيز بن رفيع سمعت أبا محذورة قال كنت غلاما صبيا فأذنت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر يوم حنين فلما انتهيت إلى حي على الفلاح قال الحق فيها الصلاة خير من النوم ورواه النسائي من وجه آخر عن أبي جعفر عن أبي سلمان عن أبي محذورة وصححه ابن حزم

298 حديث أن الملك الذي رآه عبد الله بن زيد في المنام كان قائما أبو داود من حديث شعبة عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى قال أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال حدثنا أصحابنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد أعجبني أن تكون صلاة المسلمين واحدة فذكر الحديث فجاء رجل من الأنصار فقال يا رسول الله إني رجعت لما رأيت من اهتمامك فرأيت رجلا عليه ثوبان أخضران فقام على المسجد فأذن ثم قعد ثم قام فقال مثلها إلا أنه يقول قد قامت الصلاة الحديث ورواه الدارقطني من حديث الأعمش عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل به ورواه أبو الشيخ في كتاب الأذان من طريق يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن عن عبد الله بن زيد قال لما كان الليل قبل الفجر عشيني النعاس فرأيت رجلا عليه ثوبان أخضران وأنا بين النائم واليقظان فقام على سطح المسجد فجعل إصبعيه في أذنيه ونادى فذكر الحديث بطوله وهذا حديث ظاهره الانقطاع قال المنذري إلا أن قوله في رواية أبي داود حدثنا أصحابنا إن أراد به الصحابة فيكون مسندا وإلا فهو مرسل قلت في رواية أبي بكر بن أبي شيبة وابن خزيمة والطحاوي والبيهقي ثنا أصحاب محمد فتعين الاحتمال الأول ولهذا صححها ابن حزم وابن دقيق العيد ( فائدة ) ذكر الفوراني والغزالي أن عبد الله بن زيد سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن له في الأذان مرة واحدة فأذن الظهر قال النووي هذا باطل وهو كما قال وعند عبد الرزاق من حديث سعيد بن المسيب عن عبد الله بن زيد في قصة الرؤيا فبلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بالتأذين لكن يحمل ذلك على أن المأمور بلال فلا ينتهض لما ذكراه وأيضا ففي إسناده أبو جابر البياضي وهو كذاب قوله كان بلال وغيره من مؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذنون قياما أما قيام بلال فثابت في الصحيحين من حديث ابن عمر ففيه قم يا بلال فناد بالصلاة وفي الاستدلال به نظر لأن معناه اذهب إلى موضع بارز فناد فيه قال النووي وعند النسائي من حديث أبي محذورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما علمه الأذان قال له قم فأذن بالصلاة والاستدلال به كالذي قبله وعند أبي داود من طريق عروة عن امرأة من بني النجار قالت كان بيتي أطول بيت حول المسجد فكان بلال يؤذن عليه الفجر فيأتي بسحر فيجلس على البيت ينتظر الفجر فإذا رآه تمطأ وقال ابن المنذر أجمع كل من يحفظ عنه العلم أن السنة أن يؤذن المؤذن قائما قال وروينا عن أبي زيد الأنصاري الصحابي أنه أذن وهو قاعد قال وثبت أن ابن عمر كان يؤذن على البعير وينزل فيقيم وسيأتي حديث وائل بن حجر قريبا إن شاء الله قوله وينبغي أن يستقبل القبلة لما قدمناه قال إسحاق في مسنده ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال جاء عبد الله بن زيد فقال يا رسول الله إني رأيت رجلا نزل من السماء فقام على جذم حائط فاستقبل القبلة فذكر الحديث وفي الكامل لابن عدي من طريق عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ حدثني أبي عن آبائه أن بلالا كان إذا كبر بالأذان استقبل القبلة ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عبد الله بن عمار بن سعد القرظ عن أبيه عن جده نحوه

299 حديث أبي جحيفة رأيت بلالا خرج إلى الأبطح فلما بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح لوى عنقه يمينا وشمالا ولم يستدبر متفق عليه من حديثه بدون قوله ولم يستدبر ورواه أبو داود وعنده ولم يستدر بدل ولم يستدبر ورواه النسائي بلفظ فجعل يقول في أذانه هكذا ينحرف يمينا وشمالا ورواه ابن ماجه وعنده فرأيته يدور في أذانه لكن في إسناده حجاج بن أرطأة # ورواه الحاكم من حديث أبي جحيفة بألفاظ زائدة وقال قد أخرجاه إلا أنهما لم يذكرا فيه إدخال الإصبعين في الأذنين والاستدارة وهو صحيح على شرطهما ورواه ابن خزيمة بلفظ رأيت بلالا يؤذن يتبع بفيه يميل رأسه يمينا وشمالا ورواه من طريق أخرى وفيه وضع الإصبعين في الأذنين وكذا رواه أبو عوانة في صحيحه ورواه أبو نعيم في مستخرجه وعنده رأى بلالا يؤذن ويدور وإصبعاه في أذنيه وكذا رواه البزار وقال البيهقي الاستدارة لم ترد من طريق صحيحة لأن مدارها على سفيان الثوري وهو لم يسمعه من عون إنما رواه عن رجل عنه والرجل يتوهم أنه الحجاج والحجاج غير محتج به قال ووهم عبد الرزاق في إدراجه ثم بين ذلك بما أوضحته في المدرج وتعقبه ابن دقيق العيد في الإمام بما يراجع منه وقد وردت الاستدارة من وجه آخر أخرجه أبو الشيخ في كتاب الأذان من طريق حماد وهشيم جميعا عن عون والطبراني من طريق إدريس الأودي عنه وفي الأفراد للدارقطني عن بلال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذنا أو أقمنا أن لا نزيل أقدامنا عن مواضعها إسناده ضعيف

300 حديث يغفر للمؤذن مدى صوته أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان من حديث أبي هريرة بهذا وزيادة ويشهد له كل رطب ويابس وأبو يحيى الراوي له عن أبي هريرة قال ابن القطان لا يعرف وادعى ابن حبان في الصحيح أن اسمه سمعان ورواه البيهقي من وجهين آخرين عن الأعمش فقال تارة عن أبي صالح وتارة عن مجاهد عن أبي هريرة ومن طريق أخرى عن مجاهد عن ابن عمر قال الدارقطني الأشبه أنه عن مجاهد مرسل وفي العلل لابن أبي حاتم سئل أبو زرعة عن حديث منصور عن يحيى بن عباد عن عطاء عن أبي هريرة بهذا ورواه جرير عن منصور فقال فيه عن عطاء رجل من أهل المدينة ووقفه ورواه أبو أسامة عن الحارث بن الحكم عن أبي هبيرة يحيى بن عباد عن شيخ من الأنصار فقال الصحيح حديث منصور قيل لأبي زرعة رواه معمر عن منصور عن عباد بن أنيس عن أبي هريرة فقال هذا وهم ثم ساق بإسناده عن وهيب قال قلت لمنصور عطاء هذا هو ابن أبي رباح ؟ قال لا ورواه أحمد والنسائي من حديث البراء بن عازب بلفظ المؤذن يغفر له مدى صوته ويصدقه من يسمعه من رطب ويابس وله مثل أجر من صلى معه وصححه ابن السكن ورواه أحمد والبيهقي من حديث مجاهد عن ابن عمر كما تقدم وفي الباب عن أنس عند ابن عدي وأبي سعيد الخدري في علل الدارقطني وجابر في الموضح للخطيب وغيره ذلك وقد تقدم من حديث ابن عمر عند البيهقي ورواه أحمد من حديثه بلفظ يغفر للمؤذن مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس سمع صوته قوله أن النبي صلى الله عليه وسلم علم الأذان مرتبا هو كما قال وهو ظاهر رواية أبي محذورة وعبد الله بن زيد كما تقدم

301 حديث روي أنه صلى الله عليه وسلم قال حق وسنة أن لا يؤذن الرجل إلا وهو طاهر البيهقي والدارقطني في الأفراد وأبو الشيخ في الأذان من حديث عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال حق وسنة أن لا يؤذن الرجل إلا وهو طاهر ولا يؤذن إلا وهو قائم وإسناده حسن إلا أن فيه انقطاعا لأن عبد الجبار ثبت عنه في صحيح مسلم أنه قال كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي ونقل النووي اتفاق أئمة الحديث على أنه لم يسمع من أبيه ونقل عن بعضهم أنه ولد بعد وفاة أبيه ولا يصح ذلك لما يعطيه ظاهر سياق مسلم ( تنبيه ) لم يقع في شيء من كتب الحديث التصريح بذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه وقال النووي في الخلاصة لا أصل له والرافعي تبع في إيراده ابن الصباغ وصاحب المهذب وشيخهما في التعليقة ويحتمل أن يكون ذكره بالمعنى لأنه في حكم المرفوع إذ قول الصحابي الشيء الفلاني سنة يقتضي نسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوقع التحريف الناقل الأخير وفي معناه الحديث الذي بعده

302 حديث روي أنه صلى الله عليه وسلم قال لا يؤذن إلا متوضئ الترمذي من حديث الزهري عن أبي هريرة وهو منقطع والراوي له عن الزهري ضعيف ورواه أيضا من رواية يونس عن الزهري عنه موقوفا وهو أصح ورواه أبو الشيخ في كتاب الأذان له من حديث ابن عباس بلفظ إن الأذان متصل بالصلاة فلا يؤذن أحدكم إلا وهو طاهر وعموم حديث المهاجر بن قنفذ عند أبي داود حيث جاء فيه إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر وصححه ابن خزيمة وابن حبان وفي إسناده عبد الله بن هارون الفروي وهو ضعيف

303 حديث أنه صلى الله عليه وسلم قال في قصة عبد الله بن زيد ألقه على بلال فإنه أندى صوتا منك تقدم في حديث عبد الله بن زيد وهو عند أصحاب السنن سوى النسائي قوله ولهذا يستحب أن يضع إصبعيه في صماخي أذنيه تقدم من طرق وليس فيه ذكر الصماخين قوله وأن يؤذن على موضع عال تقدم في قوله ينبغي أن يؤذن قائما وروى أبو الشيخ في كتاب الأذان من حديث أبي برزة الأسلمي قال من السنة الأذان في المنارة والإقامة في المسجد وهو في سنن سعيد بن منصور مثله وفي كتاب أبي الشيخ أيضا عن ابن عمر كان ابن أم مكتوم يؤذن فوق البيت قوله أنه صلى الله عليه وسلم اختار أبا محذورة لحسن صوته ابن خزيمة والدارمي وأبو الشيخ وغير واحد من حديث أبي محذورة في قصته وفيه فأعجبه صوت أبي محذورة ولابن خزيمة أنه صلى الله عليه وسلم قال لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت وصححه ابن السكن

304 حديث روي أنه صلى الله عليه وسلم قال الأئمة ضمناء والمؤذنون أمناء فأرشد الله الأئمة واغفر للمؤذنين الشافعي عن إبراهيم بن أبي يحيى عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة بهذا ورواه ابن حبان من حديث الدراوردي عن سهيل به وعن سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة يبلغ به بلفظ الإمام ضامن الحديث ورواه ابن خزيمة من طريق عبد الرحمن بن إسحاق ومحمد بن عمارة عن سهيل به وقال أحمد في مسنده حدثنا قتيبة ثنا عبد العزيز عن سهيل مثله قال ابن عبد الهادي أخرج مسلم بهذا الإسناد نحوا من أربعة عشر حديثا ورواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن الحديث وفي رواية لأبي داود عن الأعمش نبئت عن أبي صالح ولا أراني إلا قد سمعته منه وعلق الترمذي مثلها دون قوله ولا أراني إلا آخره قال ورواه نافع بن سليمان عن محمد بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة قال سمعت أبا زرعة يقول حديث أبي صالح عن أبي هريرة أصح من حديث أبي صالح عن عائشة وقال محمد عكسه وذكر عن علي بن المديني أنه لم يثبت واحدا منهما وقال أحمد ليس لحديث الأعمش أصل وقال ابن المديني لم يسمع سهيل هذا الحديث من أبيه إنما سمعه من الأعمش ولم يسمعه الأعمش من أبي صالح بيقين لأنه يقول فيه نبئت عن أبي صالح وكذا قال البيهقي في المعرفة وقال الدارقطني في العلل رواه سليمان بن بلال وروح بن القاسم ومحمد بن جعفر وغيرهم عن سهيل عن الأعمش قال وقال أبو بدر عن الأعمش حدثت عن أبي صالح وقال ابن فضيل عنه عن رجل عن أبي صالح وقال عباس عن ابن معين قال الثوري لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح ورجح العقيلي والدارقطني طريق أبي صالح عن أبي هريرة على طريق أبي صالح عن عائشة كما نقل الترمذي عن أبي زرعة وصححهما ابن حبان جميعا ثم قال قد سمع أبو صالح هذين الخبرين من عائشة وأبي هريرة جميعا ومن الاختلاف على الأعمش فيه ما رواه إبراهيم بن طهمان عنه عن مجاهد عن ابن عمر أخرجه أبو العباس السراج من طريقه وصححه الضياء في المختارة وفي الباب عن أبي أمامة عند أحمد وعن جابر في العلل لابن الجوزي ( تنبيه ) روى البزار هذا الحديث من رواية أبي حمزة السكري عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة فزاد فيه قالوا يا رسول الله لقد تركتنا نتنافس في الأذان بعدك فقال إنه يكون بعدكم قوم سفلتهم مؤذنوهم قال الدارقطني هذه الزيادة ليست بمحفوظة فأشار ابن القطان إلى أن البزار هو المنفرد بها وليس كذلك فقد جزم ابن عدي بأنها من أفراد أبي حمزة وكذا قال الخليلي وابن عبد البر وأخرجه البيهقي من غير طريق البزار فبرئ من عهدتها وأخرجها ابن عدي في ترجمة عيسى بن عبد الله عن يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش واتهم بها عيسى وقال إنما تعرف هذه الزيادة بأبي حمزة قال ابن القطان أبو حمزة ثقة ولا عيب للإسناد إلا ما ذكر من الانقطاع ( فائدة ) هذا الحديث ذكره الرافعي مستدلا به على أفضلية الأذان وفي الباب عن معاوية عند مسلم المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة وفيه عن ابن الزبير وأبي هريرة بألفاظ مختلفة وقال ابن أبي داود سمعت أبي يقول معناه أن الناس يعطشون يوم القيامة فإذا عطش الإنسان انطوت عنقه والمؤذنون لا يعطشون فأعناقهم قائمة وفي صحيح ابن حبان من حديث أبي هريرة يعرفون بطول أعناقهم يوم القيامة زاد السراج لقولهم لا إله إلا الله وفيه عن ابن أبي أوفى إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأهلة لذكر الله صححه الحاكم وحديث أبي سعيد لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس إلا شهد له يوم القيامة رواه البخاري وفي حديث أنس إذا أذن في قرية آمنها الله من عذابه ذلك اليوم رواه الطبراني

305 حديث روي أنه صلى الله عليه وسلم قال من أذن سبع سنين محتسبا كتبت له براءة من النار الترمذي وابن ماجه من حديث ابن عباس وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف جدا ورواه ابن ماجه والحاكم من حديث ابن عمر بلفظ من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة الحديث وفيه عبد الله بن صالح عن يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن نافع عنه وهذا الحديث أحد ما أنكر عليه ورواه البخاري في التاريخ من حديث يحيى بن المتوكل عن ابن جريج عن صدقة عن نافع وقال هذا أشبه لكن رواه الحاكم من طريق ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن نافع به ورواه ابن الجوزي في العلل نحو الأول من حديث مكحول عن نافع عن ابن عمر وفيه محمد بن الفضل بن عطية وهو ضعيف

306 حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له مؤذنان بلال وابن أم مكتوم متفق عليه من حديث القاسم عن عائشة وروى ابن السكن والبيهقي من حديث عائشة كان له ثلاثة مؤذنين فذكرهما بزيادة أبي محذورة وجمع بينهما البيهقي بأن الأول المراد به بالمدينة والثاني المراد به بانضمام مكة قلت وعلى هذا كان ينبغي أن يصيروا أربعة لأن سعد القرظ كان بقباء وروى الدارمي وغيره في حديث أبي محذورة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر نحوا من عشرين رجلا فأذنوا قوله ولا يستحب أن يتراسلوا الأذان إذ لم يفعله مؤذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مستفاد من حديث ابن عمر في الصحيح كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان بلال وابن أم مكتوم لم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا

307 حديث لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه متفق عليه من حديث أبي هريرة أتم منه ولابن عبد البر في الاستذكار كلام حسن على هذا الحديث

308 حديث زياد بن الحارث الصدائي أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أؤذن في صلاة الفجر فأذنت فأراد بلال أن يقيم فقال إن أخا صداء قد أذن ومن أذن فهو يقيم أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي عن زياد بن نعيم الحضرمي عن زياد بن الحارث الصدائي واللفظ للترمذي وساقه أبو داود مطولا قال الترمذي إنما يعرف من حديث الإفريقي وقد ضعفه القطان وغيره قال ورأيت محمد بن إسماعيل يقوي أمره ويقول هو مقارب الحديث قال والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم قوله وفي القصة المروية كان بلال غائبا وزياد أذن بإذن النبي صلى الله عليه وسلم الطبراني والعقيلي في الضعفاء وأبو الشيخ في الأذان من حديث سعيد بن راشد عن عطاء عن ابن عمر كان النبي صلى الله عليه وسلم في سير له فحضرت الصلاة فنزل القوم فطلبوا بلالا فلم يجدوه فقام رجل فأذن ثم جاء بلال فقال القوم إن رجلا قد أذن فسكت القوم هويا ثم إن بلالا أراد أن يقيم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مهلا يا بلال فإنما يقيم من أذن والظاهر أن هذا المبهم هو الصدائي وسعيد بن راشد هذا ضعيف وضعف حديثه هذا أبو حاتم الرازي وابن حبان في الضعفاء

309 حديث أن عبد الله بن زيد ألقى الأذان على بلال قال عبد الله أنا رأيته وأنا كنت أريده يا رسول الله قال فأقم أنت أحمد وأبو داود من حديث محمد بن عمرو عن محمد بن عبد الله عن عمه عبد الله بن زيد قال أراد النبي صلى الله عليه وسلم أشياء لم يصنع منها شيئا فأرى عبد الله بن زيد الأذان فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره قال ألقه على بلال فأذن بلال فقال عبد الله أنا رأيته وأنا كنت أريده قال فأقم أنت ومحمد بن عمرو هو الواقفي بينه أبو داود الطيالسي في روايته وهو ضعيف واختلف عليه فيه فقيل عن محمد بن عبد الله وقيل عن عبد الله بن محمد قال ابن عبد البر إسناده حسن أحسن من حديث الإفريقي وقال البيهقي إن صحا لم يتخالفا لأن قصة الصدائي بعد وذكره ابن شاهين في الناسخ وقال البخاري عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه عن جده لم يذكر سماع بعضهم من بعض كأنه يشير إلى ما رواه البيهقي من طريق أبي العميس عن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه عن جده أنه رأى الأذان والإقامة مثنى مَثنى فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال علمهن بلالا قال فتقدمت فأمرني أن أقيم فأقمت قال الحاكم رواه الحفاظ من أصحاب أبي العميس عن زيد بن محمد بن عبد الله بن زيد وعند ابن شاهين أن عمر جاء فقال أنا رأيت الرؤيا ويؤذن بلال قال فأقم أنت وقال غريب لا أعلم أحدا قال فيه إن الذي أقام عمر إلا في هذا والمعروف أنه عبد الله بن زيد وله طريق أخرى أخرجها أبو الشيخ في كتاب الأذان من حديث الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال كان أول من أذن في الإسلام بلال وأول من أقام عبد الله بن زيد وإسناده منقطع بين الحكم ومقسم لأن هذا من الأحاديث التي لم يسمعها منه قوله من المحبوبات أن يصلي المؤذن وسامعه على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان ويقول اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته أخرجه مسلم وغيره من حديث عبد الله بن عمرو أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي الحديث وأخرج البخاري وأصحاب السنن من حديث جابر مرفوعا من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة الحديث لكن ليس فيه والدرجة الرفيعة وقال مقاما محمودا وعند النسائي وابن خزيمة بالتعريف فيهما وليس في شيء من طرقه ذكر الدرجة الرفيعة وزاد الرافعي في المحرر في آخره يا أرحم الراحمين وليست أيضا في شيء من طرقه وروى البزار من حديث أبي هريرة أن المقام المحمود الشفاعة قوله ويستحب لمن سمع أذان المغرب أن يقول اللهم هذا إقبال ليلك الحديث رواه أبو داود والترمذي من حديث أم سلمة وصححه الحاكم

310 قوله وأن يجيب المؤذن فيقول مثل ما يقول إلا في الحيعلتين فإنه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله وإلا في كلمتي الإقامة فإنه يقول أقامها الله وأدامها وجعلني من صالحي أهلها وإلا في التثويب فيقول صدقت وبررت عن أبي سعيد الخدري مرفوعا إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول أخرجه الستة ورواه الترمذي وابن حبان والحاكم من حديث أبي هريرة وروى أبو داود والنسائي عن عبد الله بن عمرو أن رجلا قال يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا فقال قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه وعن أم حبيبة مرفوعا من فعله رواه ابن خزيمة والحاكم وروى البخاري والنسائي من حديث معاوية مرفوعا القول كما يقول المؤذن إلا الحيعلتين وأخرجه مسلم من حديث عمر والبزار من حديث أبي رافع وأما كلمتي الإقامة فأخرجه أبو داود من حديث أبي أمامة أن بلالا أخذ في الإقامة فلما بلغ قد قامت الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم أقامها الله وأدامها وهو ضعيف والزيادة فيه لا أصل لها وكذا لا أصل لما ذكره في الصلاة خير من النوم

311 حديث روي أنه صلى الله عليه وسلم قال المؤذن أملك بالأذان والإمام أملك بالإقامة ابن عدي في ترجمة شريك القاضي من روايته عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة تفرد به شريك وقال البيهقي ليس بمحفوظ ورواه أبو الشيخ من طريق أبي الجوزاء عن ابن عمر وفيه معارك بن عباد وهو ضعيف ورواه البيهقي عن علي موقوفا وقد أخرج مسلم من حديث جابر بن سمرة كان بلال يؤذن إذا دحضت الشمس ولا يقيم حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم

312 حديث ابن عمر ليس على النساء أذان رواه البيهقي من حديثه موقوفا بسند صحيح وزاد ولا إقامة وقال ابن الجوزي لا يعرف مرفوعا انتهى ورواه ابن عدي والبيهقي من حديث أسماء مرفوعا وفي إسناده الحكم بن عبد الله الأيلي وهو ضعيف جدا حديث عائشة أنها كانت تؤذن وتقيم الحاكم والبيهقي وزاد وتؤم النساء وسطهن وروى البيهقي من طريق مكحول عن الزهري عن عروة عن عائشة كنا نصلي بغير إقامة

313 حديث عمر لولا الخليفا لأذنت أبو الشيخ في كتاب الأذان والبيهقي من حديثه وفيه قصة والخليفا بتشديد اللام مع كسر الخاء المعجمة وقال سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال : قال عمر لو أطيق مع الخليفا لأذنت

314 حديث أن عثمان اتخذ أربعة من المؤذنين ولم تزد الخلفاء الراشدون على هذا العدد هذا الأثر ذكره جماعة من فقهاء أصحابنا منهم صاحب المهذب وبيض له المنذري والنووي ولا يعرف له أصل وقد ذكر البيهقي في المعرفة أن الشافعي احتج في الإملاء بقصة عثمان في جواز أكثر من مؤذنين اثنين قوله وأما الجمع بين الأذان والإمامة فلا يستحب لأنه لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أمر به ولا السلف الصالح بعده كذا قال وقد روى الترمذي وأحمد والدارقطني من حديث يعلى بن مرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن وهو على راحلته وأقام وهو على راحلته ولفظ الترمذي أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير فانتهوا إلى مضيق وحضرت الصلاة فمطروا فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام فتقدم على راحلته فصلى بهم يومئ إيماء وقال تفرد به عمر بن الرماح وقال عبد الحق إسناده صحيح والنووي إسناده حسن وضعفه البيهقي وابن العربي وابن القطان لحال عمرو بن عثمان وقد رواه الدارقطني من هذا الوجه بلفظ فأمر المؤذن فأذن وأقام أو أقام بغير أذان ثم تقدم فصلى بنا على راحلته ورجح السهيلي هذه الرواية لأنها بينت ما أجمل في رواية الترمذي وان كان الراوي له عن عمر بن الرماح عنده شديد الضعف وقد روى ابن عدي عن أنس مرفوعا يكره للإمام أن يكون مؤذنا قال ابن عدي منكر والبلاء فيه من سلام الطويل أو زيد العمى وروى ابن حبان في ترجمة المعلى بن هلال عن جابر مثله والمعلى متهم بالكذب وروى أصحاب السنن الأربعة حديث عثمان بن أبي العاص قال قلت يا رسول الله اجعلني إمام قومي قال أنت إمامهم واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا وصححه الحاكم قوله المنقول أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في تشهده أشهد أني رسول الله كذا قال ولا أصل لذلك بل ألفاظ التشهد متواترة عنه أنه كان يقول أشهد أن محمدا رسول الله أو عبده ورسوله وسيأتي في التشهد وللأربعة من حديث ابن مسعود في خطبة الحاجة وأشهد أن محمدا رسول الله نعم في البخاري عن سلمة بن الأكوع لما خفت أزواد القوم فذكر الحديث في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وله شاهد عند مسلم عن أبي هريرة قوله الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان من حديث يزيد بن أبي مريم عن أنس وأخرجه هو وأبو داود والترمذي من طريق معاوية بن قرة عن أنس وروى أبو داود وابن خزيمة وابن حبان والحاكم من حديث سهل بن سعد قل ما ترد على داع دعوته عند حضور النداء الحديث