هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4023 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي جَدِّي ، أَنَّ أَبَانَ بْنَ سَعِيدٍ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ ، وَقَالَ أَبَانُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ : وَاعَجَبًا لَكَ ، وَبْرٌ تَدَأْدَأَ مِنْ قَدُومِ ضَأْنٍ يَنْعَى عَلَيَّ امْرَأً أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِيَدِي ، وَمَنَعَهُ أَنْ يُهِينَنِي بِيَدِهِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4023 حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد ، قال : أخبرني جدي ، أن أبان بن سعيد أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه ، فقال أبو هريرة : يا رسول الله ، هذا قاتل ابن قوقل ، وقال أبان لأبي هريرة : واعجبا لك ، وبر تدأدأ من قدوم ضأن ينعى علي امرأ أكرمه الله بيدي ، ومنعه أن يهينني بيده
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Sa`id:

Aban bin Sa`id came to the Prophet (ﷺ) and greeted him. Abu Huraira said, O Allah's Messenger (ﷺ)! This (Aban) is the murderer of the Ibn Qauqal. (On hearing that), Aban said to Abu Huraira, How strange your saying is! You, a guinea pig, descending from Qadum Dan, blaming me for (killing) a person whom Allah favored (with martyrdom) with my hand, and whom He forbade to degrade me with his hand.'

شرح الحديث من إرشاد الساري

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   
[ قــ :4023 ... غــ : 4239 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَخْبَرَنِي جَدِّي أَنَّ أَبَانَ بْنَ سَعِيدٍ أَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ.

     وَقَالَ  أَبَانُ لأَبِي هُرَيْرَةَ: وَاعَجَبًا لَكَ.
وَبْرٌ تَدَأْدَأَ مِنْ قَدُومِ ضَأْنٍ يَنْعَى عَلَيَّ امْرَأً أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِيَدِي وَمَنَعَهُ أَنْ يُهِينَنِي بِيَدِهِ.

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي قال: ( حدّثنا عمرو بن يحيى بن سعيد) بفتح العين الأموي وسقط لأبي ذر ابن سعيد قال: ( أخبرني) بالإفراد ( جدي) سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ( أن أبان بن سعيد أقبل إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بخيبر بعدما افتتحها ( فسلم عليه فقال أبو هريرة: يا رسول الله هذا) أبان بن سعيد ( قاتل ابن قوقل) يوم أحد وكان كافرًا ثم أسلم وقيل إن
الذي قتل ابن قوقل في أحد إنما هو صفوان بن أمية الجمحي ( وقال) ولأبي ذر فقال: ( أبان لأبي هريرة: واعجبًا لك وبر تدأدأ) بمهملتين بينهما همزة ساكنة وآخره أخرى مفتوحة هجم ولأبي ذر عن المستملي تدارأ براء بدل الدال الثانية بغير همز ( من قدوم ضأن) بفتح القاف كما مر ( ينعي) بفتح الياء وسكون النون وفتح العين المهملة أي يعيب ( عليّ) بتشديد الياء ( امرًأ) بفتح الراء تبعًا للهمزة يعني ابن قوقل ( أكرمه الله) بأن صيره شهيدًا ( بيدي) بالإفراد ( ومنعه) أي ابن قوقل ( أن يهينني) يقتلني ( بيده) لأن أبان كان حينئذٍ كافرًا فلو قتله ابن قوقل قبل أن يسلم كان ذلك إهانة له وخزيًا ففاز ذاك بالشهادة وذا بالإسلام وفي رواية بالفرع وأصله يهني بنون مشدّدة بإدغام الأولى في الأخرى.

4240 و 4241 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ - عَلَيْهَا السَّلاَمُ - بِنْتَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكَ وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «لاَ نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ»، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي هَذَا الْمَالِ وَإِنِّي وَاللَّهِ لاَ أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيٌّ لَيْلاً وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ وَصَلَّى عَلَيْهَا، وَكَانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النَّاسِ وَجْهٌ حَيَاةَ فَاطِمَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتِ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ وُجُوهَ النَّاسِ فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أَبِي بَكْرٍ وَمُبَايَعَتَهُ، وَلَمْ يَكُنْ يُبَايِعُ تِلْكَ الأَشْهُرَ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنِ ائْتِنَا وَلاَ يَأْتِنَا أَحَدٌ مَعَكَ كَرَاهِيَةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ: لاَ وَاللَّهِ لاَ تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَحْدَكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا عَسَيْتَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا بِي وَاللَّهِ لآتِيَنَّهُمْ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ فَقَالَ: إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا فَضْلَكَ وَمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ وَلَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ خَيْرًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عَلَيْنَا بِالأَمْرِ وَكُنَّا نَرَى لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَصِيبًا، حَتَّى فَاضَتْ عَيْنَا أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَبُّ إِلَىَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي.
وَأَمَّا الَّذِي شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنْ هَذِهِ الأَمْوَالِ فَلَمْ آلُ فِيهَا عَنِ الْخَيْرِ وَلَمْ أَتْرُكْ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَصْنَعُهُ فِيهَا إِلاَّ صَنَعْتُهُ فَقَالَ عَلِيٌّ لأَبِي بَكْرٍ: مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةُ لِلْبَيْعَةِ فَلَمَّا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَقِيَ الْمِنْبَرِ فَتَشَهَّدَ وَذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ وَتَخَلُّفَهُ عَنِ الْبَيْعَةِ وَعُذْرَهُ بِالَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ فَعَظَّمَ حَقَّ أَبِي بَكْرٍ وَحَدَّثَ أَنَّهُ لَمْ يَحْمِلْهُ عَلَى الَّذِي صَنَعَ نَفَاسَةً عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلاَ إِنْكَارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهِ وَلَكِنَّا كُنَّا نَرَى لَنَا فِي هَذَا الأَمْرِ نَصِيبًا فَاسْتَبَدَّ عَلَيْنَا فَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا فَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ وَقَالُوا: أَصَبْتَ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَلِيٍّ قَرِيبًا حِينَ رَاجَعَ الأَمْرَ الْمَعْرُوفَ.

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير) هو يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي الحافظ المصري قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد الإمام ( عن عقيل) هو ابن خالد الأيلي ( عن ابن شهاب) محمد بن مسلم الزهري ( عن عروة) بن الزبير ( عن عائشة) أم المؤمنين -رضي الله عنها- ( أن فاطمة) الزهراء ( عليها السلام بنت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أرسلت إلى أبي بكر) الصديق -رضي الله عنه- ( تسأله ميراثها من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مما أفاء الله عليه) أي مما أعطاه الله من مال الكفار من غير حرب ولا جهاد ( بالمدينة) نحو أرض بني النضير حين أجلاهم ( وفدك) مما صالح أهلها على نصف أرضها ( وما بقي من خُمس خيبر فقال أبو بكر) -رضي الله عنه-: ( إن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) :
إنا معاشر الأنبياء ( لا نورث ما تركنا صدقة) بالرفع خبر سابقه ( إنما يأكل آل محمد) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( في هذا المال) ما يكفيهم ( وإني والله لا أغير شيئًا من صدقة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن حالها التي كان) ولأبي ذر عن الكشميهني: كانت ( عليها في عهد رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) سقط لفظ وسلم من اليونينية ( ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأبى) أي امتنع ( أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئًا فوجدت) بالجيم أي غضبت ( فاطمة على أبي بكر في ذلك) لما فيها من مقتضى البشرية ثم سكن بعد ( فهجرته) هجران انقباض عن لقائه لا الهجران المحرّم ولعلها تمادت في اشتغالها بشؤونها ثم بمرضها ( فلم تكلمه حتى توفيت.
وعاشت بعد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ستة أشهر)
على الصحيح المشهور.
( فلما توفيت دفنها زوجها علي) -رضي الله عنه- ( ليلاً) بوصية منها كما عند ابن سعد إرادة لزيادة التستر ( ولم يؤذن) بغير همزة في اليونينية وبه في الناصرية ولم يعلم ( بها أبا بكر) لأنه ظن أن ذلك لا يخفى عنه وليس فيه ما يدل على أنه لم يعلم بموتها ولا صلّى عليها ( وصلّي عليها) أي علي، وعند ابن سعد أن العباس صلّى عليها ( وكان لعلي من الناس وجه) أي يحترمونه ( حياة فاطمة) إكرامًا لها ( فلما توفيت استنكر عليّ وجوه الناس) لأنهم قصروا عن ذلك الاحترام لاستمراره على عدم مبايعته أبي بكر وكانوا يعذرونه أيام حياتها عن تأخره عن ذلك باشتغاله بها وتسلية خاطرها ( فالتمس) علي ( مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع) أبا بكر ( تلك الأشهر) الستة إما لاشتغاله بفاطمة كما مرّ أو اكتفاء بمن بايعه إذ لا يشترط استيعاب كل أحد بل يكفي الطاعة والانقياد ( فأرسل) علي ( إلى أبي بكر) الصديق -رضي الله عنه- ( أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية) منه ( لمحضر عمر) مصدر ميمي بمعنى الحضور، ولأبي ذر ليحضر عمر وذلك لما عرفوه من قوة عمر وصلابته في القول والفعل فربما تصدر منه معاتبة تفضي إلى خلاف ما قصدوه من المصافاة ( فقال عمر) : لما بلغه ذلك لأبي بكر ( لا والله لا تدخل عليهم وحدك) فربما تركوا من تعظيمك ما يجب لك ( فقال أبو بكر) -رضي الله عنه-: ( وما عسيتهم) بكسر السين وفتحها ( أن يفعلوا) ولأبي ذر: أن يفعلوه ( بي) أي علي ومن معه.

قال ابن مالك: فيه شاهد على صحة تضمين بعض الأفعال معنى فعل آخر وإجرائه مجراه في التعدية فإن عسى في هذا الكلام قد تضمنت معنى حسب وأجريت مجراها فنصبت ضمير
الغائبين على أنه مفعول أول ونصبت أن يفعلوا تقديرًا على أنه مفعول ثان وكان حقه أن يكون عاريًا من أن كما لو كان بعد حسب، ولكن جيء بأن لئلا تخرج عسى بالكلية عن مقتضاها، ولأن أن قد تسد بصلتها مسد مفعولي حسب فلا يستبعد مجيئها بعد المفعول الأول بدلاً منه وسادة مسد ثاني مفعوليها.
قال: ويجوز جعل تاء عسيتم حرف خطاب، والهاء والميم اسم عسى والتقدير ما عساهم أن يفعلوا بي وهو وجه حسن.

( والله لآتينهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد عليّ فقال: إنّا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرًا ساقه الله إليك) بفتح فاء ننفس أي لم نحسدك على الخلافة ( ولكنك استبددت) بدالين إحداهما مفتوحة والأخرى ساكنة ( علينا بالأمر) أي لم تشاورنا في أمر الخلافة ( وكنا نرى) بفتح النون في الفرع كأصله وبالضم ( لقرابتنا من رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نصيبًا) من المشاورة ولم يزل علي -رضي الله عنه- يذكر له ذلك ( حتى فاضت عينا أبي بكر) من الرقة ( فلما تكلم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحبّ إليّ أن أصل من قرابتي، وأما الذي شجر بيني وبينكم) أي وقع فيه التنازع والاختلاف ( من هذه الأموال) التي تركها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، من فدك وغيرها ( فلم) ولأبوي ذر والوقت فإني لم ( آل) بمد الهمزة وضم اللام لم أقصر ( فيها) في الأموال ( عن الخير ولم أترك أمرًا رأيت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصنعه فيها إلا صنعته.
فقال عليّ لأبي بكر: موعدك العشية)
بالفتح على الظرفية أو الرفع خبر المبتدأ أي بعد الزوال ( للبيعة، فلما صلّى أبو بكر الظهر رقي) بكسر القاف أي علا ( المنبر فتشهد وذكر شأن عليّ وتخلفه عن البيعة وعذره) بفتحات بصيغة الماضي بوزن نهره أي قبل عذره ولغير أبي ذر عذره بضم العين وسكون المعجمة ( بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد عليّ) -رضي الله عنه- ( فعظم) ولأبي ذر عن الكشميهني وعظم ( حق أبي بكر) زاد مسلم وذكر فضله وسابقته في الإسلام ثم مضى إلى أبي بكر فبايعه ( وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع) من التأخر ( نفاسة على أبي بكر) أي حسدًا ( ولا إنكارًا للذي فضله الله به ولكنا كنا نرى) بفتح النون فقط في اليونينية وفي غيرها بضمها ( لنا في هذا الأمر) أي أمر الخلافة ( نصيبًا فاستبد) ولأبي ذر واستبد ( علينا فوجدنا في أنفسنا فسرّ بذلك المسلمون وقالوا: أصبت.
وكان المسلمون إلى عليّ قريبًا)
أي كان ودهم له قريبًا ( حين راجع الأمر بالمعروف) وهو الدخول فيما دخل الناس فيه من المبايعة.

وقد صحح ابن حبان وغيره من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن عليًّا بايع أبا بكر في أول الأمر، وأما ما في مسلم عن الزهري أن رجلاً قال له: لم يبايع عليّ أبا بكر حتى ماتت فاطمة -رضي الله عنها-.
قال: ولا أحد من بني هاشم فقد ضعفه البيهقي بأن الزهري لم يسنده، وأن الرواية الموصولة عن أبي سعيد أصح وجمع غيره بأنه مبايعة بيعة ثانية مؤكدة للأولى لإزالة ما كان وقع بسبب الميراث، وحينئذ فيحمل قول الزهري لم يبايعه في في تلك الأيام على إرادة الملازمة له والحضور عنده، فإن ذلك يوهم من لا يعرف باطن الأمر أنه بسبب عدم الرضا بخلافته فأطلق من أطلق ذلك وبسبب ذلك يظهر عليّ المبايعة بعد موت فاطمة لإزالة هذه الشبهة قاله في الفتح.