3879 حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ القَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ } ، قَالَتْ لِعُرْوَةَ : يَا ابْنَ أُخْتِي ، كَانَ أَبَوَاكَ مِنْهُمْ : الزُّبَيْرُ ، وَأَبُو بَكْرٍ ، لَمَّا أَصَابَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصَابَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَانْصَرَفَ عَنْهُ المُشْرِكُونَ ، خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا ، قَالَ : مَنْ يَذْهَبُ فِي إِثْرِهِمْ فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا ، قَالَ : كَانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ ، وَالزُّبَيْرُ |
3879 حدثنا محمد ، حدثنا أبو معاوية ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها ، { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم } ، قالت لعروة : يا ابن أختي ، كان أبواك منهم : الزبير ، وأبو بكر ، لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب يوم أحد ، وانصرف عنه المشركون ، خاف أن يرجعوا ، قال : من يذهب في إثرهم فانتدب منهم سبعون رجلا ، قال : كان فيهم أبو بكر ، والزبير |
Narrated `Aisha:
Regarding the Holy Verse: Those who responded (To the call) of Allah And the Apostle (Muhammad), After being wounded, For those of them Who did good deeds And refrained from wrong, there is a great reward. (3.172) She said to `Urwa, O my nephew! Your father, Az-Zubair and Abu Bakr were amongst them (i.e. those who responded to the call of Allah and the Apostle on the day (of the battle of Uhud). When Allah's Messenger (ﷺ), suffered what he suffered on the day of Uhud and the pagans left, the Prophet (ﷺ) was afraid that they might return. So he said, 'Who will go on their (i.e. pagans') track?' He then selected seventy men from amongst them (for this purpose). (The sub-narrator added, Abu Bakr and Az- Zubair were amongst them.)
شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث
[4077] .
قَوْلُهُ حَدثنِي مُحَمَّد هُوَ بن سَلَّامٍ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مُسْتَخْرَجِهِ أُرَاهُ بن سَلَّامٍ .
قَوْلُهُ عَنْ عَائِشَةَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَرَأَتْ هَذِه الْآيَة الَّذين اسْتَجَابُوا أَوْ أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ .
قَوْلُهُ كَانَ أَبُوكَ مِنْهُمِ الزُّبَيْرُ أَيِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ .
قَوْلُهُ فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ أَيْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ .
قَوْلُهُ سَبْعُونَ رَجُلًا وَقَعَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيِّ كَانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ اه وَقَدْ سُمِّيَ مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَطَلْحَةُ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْف وَأَبُو عُبَيْدَة وَحُذَيْفَة وبن مَسْعُود أخرجه الطَّبَرِيّ من حَدِيث بن عَبَّاس وَعند بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ مُرْسَلِ الْحَسَنِ ذَكَرَ الْخَمْسَةَ الْأَوَّلِينَ وَعِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ مِنْ مُرْسَلِ عُرْوَةَ ذكر بن مَسْعُودٍ وَقَدْ ذَكَرَتْ عَائِشَةُ فِي حَدِيثِ الْبَابِ أَبَا بكر وَالزُّبَيْر( قَولُهُ بَابُ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ)
مِنْهُمْ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَالْيَمَانُ وَالنَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَمَّا حَمْزَةُ فَتَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي بَابٍ مُفْرَدٍ.
.
وَأَمَّا الْيَمَانُ وَهُوَ وَالِدُ حُذَيْفَةَ فَتَقَدَّمَ فِي آخِرِ بَاب إِذْ هَمت طَائِفَتَانِ.
.
وَأَمَّا النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ فَكَذَا وَقَعَ لِأَبِي ذَرٍّ عَنْ شُيُوخِهِ وَكَذَا وَقَعَ عِنْدَ النَّسَفِيِّ وَهُوَ خَطَأٌ وَالصَّوَابُ مَا وَقَعَ عِنْدَ الْبَاقِينَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِي أَوَائِلِ الْغَزْوَةِ عَلَى الصَّوَابِ فَأَمَّا النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ فَهُوَ وَلَدُهُ وَكَانَ إِذْ ذَاكَ صَغِيرًا وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ زَمَانًا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي هَذِهِ الْأَبْوَابِ مِمَّنِ اسْتُشْهِدَ بِهَا عَبْدُ اللَّهِ بن عمر وَالِدُ جَابِرٍ وَمِنَ الْمَشْهُورِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَير أَمِير الرُّمَاة وَسعد بن الرّبيع وَمَالِكُ بْنُ سِنَانٍ وَالِدُ أَبِي سَعِيدٍ وَأَوْسُ بْنُ ثَابِتٍ أَخُو حَسَّانَ وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْمَعْرُوفُ بِغَسِيلِ الْمَلَائِكَةِ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ صِهْرُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ وَلِكُلٍّ مِنْ هَؤُلَاءِ قِصَّةٌ مَشْهُورَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْمَغَازِي ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ فِي الْبَابِ خَمْسَةَ أَحَادِيثَ الْأَوَّلُ حَدِيثُ أَنَسٍ
( قَولُهُ بَابُ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ)
أَيْ سَبَب نُزُولهَا وَأَنَّهَا تتَعَلَّق بِأحد قَالَ بن إِسْحَاقَ كَانَ أُحُدٌ يَوْمَ السَّبْتِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ يَوْمَ الْأَحَدِ سَادِسَ عَشَرَ شَوَّالٍ أَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ بِطَلَبِ الْعَدُوِّ وَأَنْ لَا يَخْرُجَ مَعَنَا إِلَّا مَنْ حَضَرَ بِالْأَمْسِ فَاسْتَأْذَنَهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْخُرُوجِ مَعَهُ فَأَذِنَ لَهُ وَإِنَّمَا
خَرَجَ مُرْهِبًا لِلْعَدُوِّ وَلِيَظُنُّوا أَنَّ الَّذِي أَصَابَهُمْ لَمْ يُوهِنْهُمْ عَنْ طَلَبِ عَدُوِّهِمْ فَلَمَّا بَلَغَ حَمْرَاءَ الْأَسَدِ لَقِيَهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَعْبَدِ الْخُزَاعِيُّ فِيمَا حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَعَزَّاهُ بِمُصَابِ أَصْحَابِهِ فَأَعْلَمَهُ أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ وَهُمْ بِالرَّوْحَاءِ وَقَدْ تلوموا فِي أنفسهم وَقَالُوا أَصَبْنَا جُلَّ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ وَأَشْرَافَهُمْ وَانْصَرَفْنَا قَبْلَ أَنْ نَسْتَأْصِلَهُمْ وَهَمُّوا بِالْعَوْدِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَخْبَرَهُمْ مَعْبَدٌ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ خَرَجَ فِي طَلَبِكُمْ فِي جَمْعٍ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ مِمَّنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ بِالْمَدِينَةِ قَالَ فَثَنَاهُمْ ذَلِكَ عَنْ رَأْيِهِمْ فَرَجَعُوا إِلَى مَكَّةَ وَعِنْدَ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ مِنْ مُرْسَلِ عِكْرِمَةَ نَحْوُ هَذَا
[ قــ
:3879 ... غــ
:4077] .
قَوْلُهُ حَدثنِي مُحَمَّد هُوَ بن سَلَّامٍ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مُسْتَخْرَجِهِ أُرَاهُ بن سَلَّامٍ .
قَوْلُهُ عَنْ عَائِشَةَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَرَأَتْ هَذِه الْآيَة الَّذين اسْتَجَابُوا أَوْ أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ .
قَوْلُهُ كَانَ أَبُوكَ مِنْهُمِ الزُّبَيْرُ أَيِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ .
قَوْلُهُ فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ أَيْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ .
قَوْلُهُ سَبْعُونَ رَجُلًا وَقَعَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيِّ كَانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ اه وَقَدْ سُمِّيَ مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَطَلْحَةُ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْف وَأَبُو عُبَيْدَة وَحُذَيْفَة وبن مَسْعُود أخرجه الطَّبَرِيّ من حَدِيث بن عَبَّاس وَعند بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ مُرْسَلِ الْحَسَنِ ذَكَرَ الْخَمْسَةَ الْأَوَّلِينَ وَعِنْدَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ مِنْ مُرْسَلِ عُرْوَةَ ذكر بن مَسْعُودٍ وَقَدْ ذَكَرَتْ عَائِشَةُ فِي حَدِيثِ الْبَابِ أَبَا بكر وَالزُّبَيْر
{ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}
هذا ( باب) بالتنوين في قوله تعالى: ( { الذين استجابوا لله والرسول} ) [آل عمران: 172] .
[ قــ
:3879 ... غــ
: 4077 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها--: { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172] قَالَتْ لِعُرْوَةَ: يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ أَبُوكَ مِنْهُمُ الزُّبَيْرُ وَأَبُو بَكْرٍ لَمَّا أَصَابَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا أَصَابَ يَوْمَ أُحُدٍ وَانْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا.
قَالَ: «مَنْ يَذْهَبُ فِي أثْرِهِمْ» فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلاً قَالَ: كَانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ.
وبه قال: ( حدّثنا) بالجمع ولأبي ذر حدثني ( محمد) هو ابن سلام قال: ( حدّثنا أبو معاوية) محمد بن خازم السعدي ( عن هشام عن أبيه) عروة بن الزبير بن العوّام ( عن عائشة -رضي الله عنها-) في سبب قوله تعالى: ( { الذين استجابوا لله والرسول} ) مبتدأ خبره للذين أحسنوا أو صفة للمؤمنين أو نصب على المدح ( { من بعد ما أصابهم القرح} ) الجرح ( { للذين أحسنوا منهم واتقوا} ) من للتبيين كهي في قوله تعالى: { وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة} [الفتح: 172] لأن الذين استجابوا لله والرسول قد أحسنوا كلهم واتقوا بعضهم ( { أجر عظيم} ) [آل عمران: 172] في الآخرة.
( وقالت) أي عائشة -رضي الله عنها- ( لعروة: يا ابن أختي) هي أسماء بنت أبي بكر ( كان أبوك منهم الزبير و) أبي ( أبو بكر) الصديق -رضي الله عنه- ولابن عساكر أبواك بالتثنية وعلى هذا ففيه إطلاق الأب على الجد ( لما أصاب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) نصب على المفعولية ولأبي ذر نبي الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ما أصاب يوم أُحد
وانصرف) بالواو ولأبي ذر فانصرف ( المشركون) ولأبي ذر عن الكشميهني: عنه المشركون ( خاف أن يرجعوا) إليهم لما بلغه أن أبا سفيان وأصحابه لما انصرفوا من أحد فبلغوا الروحاء ندموا وهموا بالرجوع ( قال) : ولأبوي ذر والوقت فقال: ( من يذهب في أثرهم) ؟ بكسر الهمزة وسكون المثلثة، وعند ابن إسحاق أنه إنما خرج مرهبًا للعدو وليظنوا أن الذي أصابهم لم يوهنهم عن طلب عدوهم ( فانتدب) فأجاب ( منهم سبعون رجلاً) ممن حضر وقعة أُحُد ( قال: كان فيهم أبو بكر والزبير) وسمى منهم ابن عباس عند الطبراني: أبا بكر، وعمر وعثمان، وعليًا، وعمار بن ياسر، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وأبا حذيفة، وابن مسعود -رضي الله عنهم-، وعند ابن إسحاق وغيره أنهم لما بلغوا حمراء الأسد وهي من المدينة على ثلاثة أميال فألقى الله الرعب في قلوب المشركين فذهبوا فنزلت هذه الآية.
{ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لله والرَّسُولِ} (آل عمرَان: 173) .
)
أَي: هَذَا بابُُ فِي ذكر قَوْله تَعَالَى: { الَّذين اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُول} (آل عمرَان: 173) .
وَفِي بَيَان سَبَب نُزُولهَا لِأَنَّهَا تتَعَلَّق بغزوة أحد.
[ قــ
:3879 ... غــ
:4077 ]
- حدَّثنا مُحَمَّدٌ حدَّثنا أبُو مُعاوِيَةَ عنْ هِشَامٍ عنْ أبِيهِ عنْ عائِشَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لله والرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أصَابَهُمُ القَرْحُ لِلَّذِينَ أحْسَنُوا مِنْهُمْ واتَّقُوا أجْرٌ عَظِيمٌ} (آل عمرَان: 173) .
قالَتْ لِعُرْوَةَ يَا ابْنَ أُخْتِي كانَ أبُوكَ مِنْهُمْ الزُّبَيْرُ وأبُو بَكْرٍ لَمَّا أصَابَ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أصَابَ يَوْمَ أُحُدٍ وانْصَرَفَ عَنْهُ المُشْرِكُونَ خافَ أنْ يَرْجِعُوا قَالَ مَنْ يَذْهَبُ فِي إثْرِهِمْ فانْتَدَبَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلاً قَالَ كانَ فِيهِمْ أبُو بَكْرٍ والزُّبَيْرُ.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَمُحَمّد هُوَ ابْن سَلام، قَالَ أَبُو نعيم فِي (مستخرجه) : أرَاهُ ابْن سَلام، وَأَبُو مُعَاوِيَة مُحَمَّد بن حَازِم التَّمِيمِي السَّعْدِيّ الضَّرِير، وَهِشَام هُوَ ابْن عُرْوَة بن الزبير بن الْعَوام يروي عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ.
والْحَدِيث من أَفْرَاده.
قَوْله: (الَّذين) مُبْتَدأ وَخَبره.
قَوْله: (للَّذين أَحْسنُوا) وَيجوز أَن يكون صفة للْمُؤْمِنين الَّذين قبله { وَأَن الله لَا يضيع أجر الْمُؤمنِينَ} (آل عمرَان: 171) .
وَيجوز أَن يكون نصبا على الْمَدْح، والاستجابة الْإِجَابَة وَالطَّاعَة، والقرح الْجرْح.
قَوْله: (يَا ابْن أُخْتِي) وَذَلِكَ لِأَن عُرْوَة بن أَسمَاء
أُخْت عَائِشَة، وَالزُّبَيْر أَبوهُ، وَأَبُو بكر عطف على أَبوك، ويروى: أَبَوَاك، فَأَبُو بكر عطف على الزبير، وَأطلق الْأَب على أبي بكر وَهُوَ جده مجَازًا.
قَوْله: (انتدب) يُقَال: نَدبه لأمر فَانْتدبَ أَي: دَعَاهُ لَهُ فَأجَاب.
قَوْله: (سَبْعُونَ رجلا) مِنْهُم أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وعمار بن يَاسر وَطَلْحَة وَسعد بن أبي وَقاص وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَذكر عبد الرَّزَّاق من مُرْسل عُرْوَة عبد الله بن مَسْعُود، وَفِي حَدِيث الْبابُُ: الزبير، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم،.
وَقَالَ ابْن جرير: حَدثنِي مُحَمَّد بن سعد حَدثنِي أبي حَدثنِي عمي حَدثنِي أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: إِن الله قذف فِي قلب أبي سُفْيَان الرعب يَوْم أحد بعد الَّذِي كَانَ مِنْهُ، مَا كَانَ فَرجع إِلَى مَكَّة، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (إِن أَبَا سُفْيَان قد أصَاب مِنْكُم طرفا وَقد رَجَعَ وَقذف الله فِي قلبه الرعب، وَكَانَت وقْعَة أحد فِي شَوَّال وَكَانَ التُّجَّار يقدمُونَ الْمَدِينَة فِي ذِي الْقعدَة فينزلون ببدر الصُّغْرَى فِي كل سنة مرّة وَأَنَّهُمْ قدمُوا بعد وقْعَة أحد وَكَانَ أصَاب الْمُؤمنِينَ الْقرح واشتكوا ذَلِك إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِم الَّذِي أَصَابَهُم، وَأَن رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ندب النَّاس لِيَنْطَلِقُوا مَعَه ويتبعوا مَا كَانُوا متبعين،.
وَقَالَ : إِنَّمَا يرتحلون الْآن فَيَأْتُونَ الْحَج وَلَا يقدرُونَ على مثلهَا حَتَّى عَام مقبل، فجَاء الشَّيْطَان فخوف أولياءه فَقَالَ: { إِن النَّاس قد جمعُوا لكم} (آل عمرَان: 173) .
فَأبى عَلَيْهِ النَّاس أَن يتبعوه فَقَالَ: إِنِّي ذَاهِب، وَإِن لم يَتبعني أحد لأحضض، فَانْتدبَ مَعَه أَبُو بكر فذُكر من ذَكَرْنَاهُمْ الْآن وَفِيهِمْ زِيَادَة: حُذَيْفَة بن الْيَمَان وَأَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح فِي سبعين رجلا، فَسَارُوا فِي طلب أبي سُفْيَان فطلبوه حَتَّى بلغُوا الصَّفْرَاء فَأنْزل الله { الَّذين اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُول} (آل عمرَان: 173) .
الْآيَة.