هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3530 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأَيَّامٍ بِالْمَدِينَةِ ، وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ ، وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ ، قَالَ : كَيْفَ فَعَلْتُمَا ، أَتَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا قَدْ حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لاَ تُطِيقُ ؟ قَالاَ : حَمَّلْنَاهَا أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ ، مَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ ، قَالَ : انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لاَ تُطِيقُ ، قَالَ : قَالاَ : لاَ ، فَقَالَ عُمَرُ : لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ ، لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ العِرَاقِ لاَ يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَدًا ، قَالَ : فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ ، قَالَ : إِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ، قَالَ : اسْتَوُوا ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَرَ فِيهِنَّ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ ، وَرُبَّمَا قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ ، أَوِ النَّحْلَ ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ , فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : قَتَلَنِي - أَوْ أَكَلَنِي - الكَلْبُ ، حِينَ طَعَنَهُ ، فَطَارَ العِلْجُ بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ ، لاَ يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وَلاَ شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ ، حَتَّى طَعَنَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلًا ، مَاتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا ، فَلَمَّا ظَنَّ العِلْجُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ ، وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ ، فَمَنْ يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي أَرَى ، وَأَمَّا نَوَاحِي المَسْجِدِ فَإِنَّهُمْ لاَ يَدْرُونَ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ ، وَهُمْ يَقُولُونَ : سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ ، فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَلاَةً خَفِيفَةً ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، انْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي ، فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ : غُلاَمُ المُغِيرَةِ ، قَالَ : الصَّنَعُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : قَاتَلَهُ اللَّهُ ، لَقَدْ أَمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفًا ، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلاَمَ ، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ العُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ ، - وَكَانَ العَبَّاسُ أَكْثَرَهُمْ رَقِيقًا - فَقَالَ : إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ ، أَيْ : إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَا ؟ قَالَ : كَذَبْتَ بَعْدَ مَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِكُمْ ، وَصَلَّوْا قِبْلَتَكُمْ ، وَحَجُّوا حَجَّكُمْ . فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ ، وَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ ، فَقَائِلٌ يَقُولُ : لاَ بَأْسَ ، وَقَائِلٌ يَقُولُ : أَخَافُ عَلَيْهِ ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ ، فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ ، ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ مَيِّتٌ ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ ، وَجَاءَ النَّاسُ ، فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَيْهِ ، وَجَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ ، فَقَالَ : أَبْشِرْ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللَّهِ لَكَ ، مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدَمٍ فِي الإِسْلاَمِ مَا قَدْ عَلِمْتَ ، ثُمَّ وَلِيتَ فَعَدَلْتَ ، ثُمَّ شَهَادَةٌ ، قَالَ : وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَفَافٌ لاَ عَلَيَّ وَلاَ لِي ، فَلَمَّا أَدْبَرَ إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأَرْضَ ، قَالَ : رُدُّوا عَلَيَّ الغُلاَمَ ، قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ارْفَعْ ثَوْبَكَ ، فَإِنَّهُ أَبْقَى لِثَوْبِكَ ، وَأَتْقَى لِرَبِّكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ ، فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا أَوْ نَحْوَهُ ، قَالَ : إِنْ وَفَى لَهُ ، مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ، فَإِنْ لَمْ تَفِ أَمْوَالُهُمْ فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ ، وَلاَ تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ ، فَأَدِّ عَنِّي هَذَا المَالَ انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ ، فَقُلْ : يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلاَمَ ، وَلاَ تَقُلْ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ ، فَإِنِّي لَسْتُ اليَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا ، وَقُلْ : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ ، فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا ، فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي ، فَقَالَ : يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ السَّلاَمَ ، وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ ، فَقَالَتْ : كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي ، وَلَأُوثِرَنَّ بِهِ اليَوْمَ عَلَى نَفْسِي ، فَلَمَّا أَقْبَلَ ، قِيلَ : هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، قَدْ جَاءَ ، قَالَ : ارْفَعُونِي ، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا لَدَيْكَ ؟ قَالَ : الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَذِنَتْ ، قَالَ : الحَمْدُ لِلَّهِ ، مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ ، فَإِذَا أَنَا قَضَيْتُ فَاحْمِلُونِي ، ثُمَّ سَلِّمْ ، فَقُلْ : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلُونِي ، وَإِنْ رَدَّتْنِي رُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ المُسْلِمِينَ ، وَجَاءَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ وَالنِّسَاءُ تَسِيرُ مَعَهَا ، فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا قُمْنَا ، فَوَلَجَتْ عَلَيْهِ ، فَبَكَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ، وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ ، فَوَلَجَتْ دَاخِلًا لَهُمْ ، فَسَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنَ الدَّاخِلِ ، فَقَالُوا : أَوْصِ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ ، قَالَ : مَا أَجِدُ أَحَدًا أَحَقَّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ هَؤُلاَءِ النَّفَرِ ، أَوِ الرَّهْطِ ، الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ، فَسَمَّى عَلِيًّا ، وَعُثْمَانَ ، وَالزُّبَيْرَ ، وَطَلْحَةَ ، وَسَعْدًا ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ ، وَقَالَ : يَشْهَدُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ - كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ - فَإِنْ أَصَابَتِ الإِمْرَةُ سَعْدًا فَهُوَ ذَاكَ ، وَإِلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أَيُّكُمْ مَا أُمِّرَ ، فَإِنِّي لَمْ أَعْزِلْهُ عَنْ عَجْزٍ ، وَلاَ خِيَانَةٍ ، وَقَالَ : أُوصِي الخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي ، بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ ، أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ ، وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ ، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيْرًا ، { الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ } ، أَنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ ، وَأَنْ يُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأَمْصَارِ خَيْرًا ، فَإِنَّهُمْ رِدْءُ الإِسْلاَمِ ، وَجُبَاةُ المَالِ ، وَغَيْظُ العَدُوِّ ، وَأَنْ لاَ يُؤْخَذَ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضَاهُمْ . وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيْرًا ، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ العَرَبِ ، وَمَادَّةُ الإِسْلاَمِ ، أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ ، وَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ ، وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ ، وَلاَ يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ ، فَلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا بِهِ ، فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي ، فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ ، قَالَتْ : أَدْخِلُوهُ ، فَأُدْخِلَ ، فَوُضِعَ هُنَالِكَ مَعَ صَاحِبَيْهِ ، فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلاَءِ الرَّهْطُ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلاَثَةٍ مِنْكُمْ ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ : قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَلِيٍّ ، فَقَالَ طَلْحَةُ : قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ ، وَقَالَ سَعْدٌ : قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَيُّكُمَا تَبَرَّأَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ ، فَنَجْعَلُهُ إِلَيْهِ وَاللَّهُ عَلَيْهِ وَالإِسْلاَمُ ، لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ ؟ فَأُسْكِتَ الشَّيْخَانِ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ وَاللَّهُ عَلَيَّ أَنْ لاَ آلُ عَنْ أَفْضَلِكُمْ قَالاَ : نَعَمْ ، فَأَخَذَ بِيَدِ أَحَدِهِمَا فَقَالَ : لَكَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالقَدَمُ فِي الإِسْلاَمِ مَا قَدْ عَلِمْتَ ، فَاللَّهُ عَلَيْكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ ، وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمَعَنَّ ، وَلَتُطِيعَنَّ ، ثُمَّ خَلاَ بِالْآخَرِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَلَمَّا أَخَذَ المِيثَاقَ قَالَ : ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ فَبَايَعَهُ ، فَبَايَعَ لَهُ عَلِيٌّ ، وَوَلَجَ أَهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوهُ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  أو أكلني الكلب ، حين طعنه ، فطار العلج بسكين ذات طرفين ، لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه ، حتى طعن ثلاثة عشر رجلا ، مات منهم سبعة ، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا ، فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه ، وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه ، فمن يلي عمر فقد رأى الذي أرى ، وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون ، غير أنهم قد فقدوا صوت عمر ، وهم يقولون : سبحان الله سبحان الله ، فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة ، فلما انصرفوا قال : يا ابن عباس ، انظر من قتلني ، فجال ساعة ثم جاء فقال : غلام المغيرة ، قال : الصنع ؟ قال : نعم ، قال : قاتله الله ، لقد أمرت به معروفا ، الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام ، قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة ، وكان العباس أكثرهم رقيقا فقال : إن شئت فعلت ، أي : إن شئت قتلنا ؟ قال : كذبت بعد ما تكلموا بلسانكم ، وصلوا قبلتكم ، وحجوا حجكم . فاحتمل إلى بيته فانطلقنا معه ، وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ ، فقائل يقول : لا بأس ، وقائل يقول : أخاف عليه ، فأتي بنبيذ فشربه ، فخرج من جوفه ، ثم أتي بلبن فشربه فخرج من جرحه ، فعلموا أنه ميت ، فدخلنا عليه ، وجاء الناس ، فجعلوا يثنون عليه ، وجاء رجل شاب ، فقال : أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك ، من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقدم في الإسلام ما قد علمت ، ثم وليت فعدلت ، ثم شهادة ، قال : وددت أن ذلك كفاف لا علي ولا لي ، فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض ، قال : ردوا علي الغلام ، قال : يا ابن أخي ارفع ثوبك ، فإنه أبقى لثوبك ، وأتقى لربك يا عبد الله بن عمر ، انظر ما علي من الدين ، فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه ، قال : إن وفى له ، مال آل عمر فأده من أموالهم ، وإلا فسل في بني عدي بن كعب ، فإن لم تف أموالهم فسل في قريش ، ولا تعدهم إلى غيرهم ، فأد عني هذا المال انطلق إلى عائشة أم المؤمنين ، فقل : يقرأ عليك عمر السلام ، ولا تقل أمير المؤمنين ، فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا ، وقل : يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه ، فسلم واستأذن ، ثم دخل عليها ، فوجدها قاعدة تبكي ، فقال : يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه ، فقالت : كنت أريده لنفسي ، ولأوثرن به اليوم على نفسي ، فلما أقبل ، قيل : هذا عبد الله بن عمر ، قد جاء ، قال : ارفعوني ، فأسنده رجل إليه ، فقال : ما لديك ؟ قال : الذي تحب يا أمير المؤمنين أذنت ، قال : الحمد لله ، ما كان من شيء أهم إلي من ذلك ، فإذا أنا قضيت فاحملوني ، ثم سلم ، فقل : يستأذن عمر بن الخطاب ، فإن أذنت لي فأدخلوني ، وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين ، وجاءت أم المؤمنين حفصة والنساء تسير معها ، فلما رأيناها قمنا ، فولجت عليه ، فبكت عنده ساعة ، واستأذن الرجال ، فولجت داخلا لهم ، فسمعنا بكاءها من الداخل ، فقالوا : أوص يا أمير المؤمنين استخلف ، قال : ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر ، أو الرهط ، الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ، فسمى عليا ، وعثمان ، والزبير ، وطلحة ، وسعدا ، وعبد الرحمن ، وقال : يشهدكم عبد الله بن عمر ، وليس له من الأمر شيء كهيئة التعزية له فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك ، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر ، فإني لم أعزله عن عجز ، ولا خيانة ، وقال : أوصي الخليفة من بعدي ، بالمهاجرين الأولين ، أن يعرف لهم حقهم ، ويحفظ لهم حرمتهم ، وأوصيه بالأنصار خيرا ، { الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم } ، أن يقبل من محسنهم ، وأن يعفى عن مسيئهم ، وأوصيه بأهل الأمصار خيرا ، فإنهم ردء الإسلام ، وجباة المال ، وغيظ العدو ، وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم . وأوصيه بالأعراب خيرا ، فإنهم أصل العرب ، ومادة الإسلام ، أن يؤخذ من حواشي أموالهم ، ويرد على فقرائهم ، وأوصيه بذمة الله ، وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم ، وأن يقاتل من ورائهم ، ولا يكلفوا إلا طاقتهم ، فلما قبض خرجنا به ، فانطلقنا نمشي ، فسلم عبد الله بن عمر ، قال : يستأذن عمر بن الخطاب ، قالت : أدخلوه ، فأدخل ، فوضع هنالك مع صاحبيه ، فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط ، فقال عبد الرحمن : اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم ، فقال الزبير : قد جعلت أمري إلى علي ، فقال طلحة : قد جعلت أمري إلى عثمان ، وقال سعد : قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف ، فقال عبد الرحمن : أيكما تبرأ من هذا الأمر ، فنجعله إليه والله عليه والإسلام ، لينظرن أفضلهم في نفسه ؟ فأسكت الشيخان ، فقال عبد الرحمن : أفتجعلونه إلي والله علي أن لا آل عن أفضلكم قالا : نعم ، فأخذ بيد أحدهما فقال : لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت ، فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن ، ولئن أمرت عثمان لتسمعن ، ولتطيعن ، ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك ، فلما أخذ الميثاق قال : ارفع يدك يا عثمان فبايعه ، فبايع له علي ، وولج أهل الدار فبايعوه
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated `Amr bin Maimun:

I saw `Umar bin Al-Khattab a few days before he was stabbed in Medina. He was standing with Hudhaifa bin Al-Yaman and `Uthman bin Hunaif to whom he said, What have you done? Do you think that you have imposed more taxation on the land (of As-Swad i.e. 'Iraq) than it can bear? They replied, We have imposed on it what it can bear because of its great yield. `Umar again said, Check whether you have imposed on the land what it can not bear. They said, No, (we haven't). `Umar added, If Allah should keep me alive I will let the widows of Iraq need no men to support them after me. But only four days had elapsed when he was stabbed (to death ). The day he was stabbed, I was standing and there was nobody between me and him (i.e. `Umar) except `Abdullah bin `Abbas. Whenever `Umar passed between the two rows, he would say, Stand in straight lines. When he saw no defect (in the rows), he would go forward and start the prayer with Takbir. He would recite Surat Yusuf or An-Nahl or the like in the first rak`a so that the people may have the time to Join the prayer. As soon as he said Takbir, I heard him saying, The dog has killed or eaten me, at the time he (i.e. the murderer) stabbed him. A non-Arab infidel proceeded on carrying a double-edged knife and stabbing all the persons he passed by on the right and left (till) he stabbed thirteen persons out of whom seven died. When one of the Muslims saw that, he threw a cloak on him. Realizing that he had been captured, the non-Arab infidel killed himself, `Umar held the hand of `Abdur-Rahman bin `Auf and let him lead the prayer. Those who were standing by the side of `Umar saw what I saw, but the people who were in the other parts of the Mosque did not see anything, but they lost the voice of `Umar and they were saying, Subhan Allah! Subhan Allah! (i.e. Glorified be Allah). `Abdur-Rahman bin `Auf led the people a short prayer. When they finished the prayer, `Umar said, O Ibn `Abbas! Find out who attacked me. Ibn `Abbas kept on looking here and there for a short time and came to say. The slave of Al Mughira. On that `Umar said, The craftsman? Ibn `Abbas said, Yes. `Umar said, May Allah curse him. I did not treat him unjustly. All the Praises are for Allah Who has not caused me to die at the hand of a man who claims himself to be a Muslim. No doubt, you and your father (Abbas) used to love to have more non-Arab infidels in Medina. Al-Abbas had the greatest number of slaves. Ibn `Abbas said to `Umar. If you wish, we will do. He meant, If you wish we will kill them. `Umar said, You are mistaken (for you can't kill them) after they have spoken your language, prayed towards your Qibla, and performed Hajj like yours. Then `Umar was carried to his house, and we went along with him, and the people were as if they had never suffered a calamity before. Some said, Do not worry (he will be Alright soon). Some said, We are afraid (that he will die). Then an infusion of dates was brought to him and he drank it but it came out (of the wound) of his belly. Then milk was brought to him and he drank it, and it also came out of his belly. The people realized that he would die. We went to him, and the people came, praising him. A young man came saying, O chief of the believers! Receive the glad tidings from Allah to you due to your company with Allah's Messenger (ﷺ) and your superiority in Islam which you know. Then you became the ruler (i.e. Caliph) and you ruled with justice and finally you have been martyred. `Umar said, I wish that all these privileges will counterbalance (my shortcomings) so that I will neither lose nor gain anything. When the young man turned back to leave, his clothes seemed to be touching the ground. `Umar said, Call the young man back to me. (When he came back) `Umar said, O son of my brother! Lift your clothes, for this will keep your clothes clean and save you from the Punishment of your Lord. `Umar further said, O `Abdullah bin `Umar! See how much I am in debt to others. When the debt was checked, it amounted to approximately eighty-six thousand. `Umar said, If the property of `Umar's family covers the debt, then pay the debt thereof; otherwise request it from Bani `Adi bin Ka`b, and if that too is not sufficient, ask for it from Quraish tribe, and do not ask for it from any one else, and pay this debt on my behalf. `Umar then said (to `Abdullah), Go to `Aisha (the mother of the believers) and say: `Umar is paying his salutation to you. But don't say: 'The chief of the believers,' because today I am not the chief of the believers. And say: `Umar bin Al-Khattab asks the permission to be buried with his two companions (i.e. the Prophet, and Abu Bakr). `Abdullah greeted `Aisha and asked for the permission for entering, and then entered to her and found her sitting and weeping. He said to her, `Umar bin Al-Khattab is paying his salutations to you, and asks the permission to be buried with his two companions. She said, I had the idea of having this place for myself, but today I prefer `Umar to myself. When he returned it was said (to `Umar), `Abdullah bin `Umar has come. `Umar said, Make me sit up. Somebody supported him against his body and `Umar asked (`Abdullah), What news do you have? He said, O chief of the believers! It is as you wish. She has given the permission. `Umar said, Praise be to Allah, there was nothing more important to me than this. So when I die, take me, and greet `Aisha and say: `Umar bin Al-Khattab asks the permission (to be buried with the Prophet (ﷺ) ), and if she gives the permission, bury me there, and if she refuses, then take me to the grave-yard of the Muslims. Then Hafsa (the mother of the believers) came with many other women walking with her. When we saw her, we went away. She went in (to `Umar) and wept there for sometime. When the men asked for permission to enter, she went into another place, and we heard her weeping inside. The people said (to `Umar), O chief of the believers! Appoint a successor. `Umar said, I do not find anyone more suitable for the job than the following persons or group whom Allah's Messenger (ﷺ) had been pleased with before he died. Then `Umar mentioned `Ali, `Uthman, AzZubair, Talha, Sa`d and `Abdur-Rahman (bin `Auf) and said, Abdullah bin `Umar will be a witness to you, but he will have no share in the rule. His being a witness will compensate him for not sharing the right of ruling. If Sa`d becomes the ruler, it will be alright: otherwise, whoever becomes the ruler should seek his help, as I have not dismissed him because of disability or dishonesty. `Umar added, I recommend that my successor takes care of the early emigrants; to know their rights and protect their honor and sacred things. I also recommend that he be kind to the Ansar who had lived in Medina before the emigrants and Belief had entered their hearts before them. I recommend that the (ruler) should accept the good of the righteous among them and excuse their wrong-doers, and I recommend that he should do good to all the people of the towns (Al-Ansar), as they are the protectors of Islam and the source of wealth and the source of annoyance to the enemy. I also recommend that nothing be taken from them except from their surplus with their consent. I also recommend that he do good to the 'Arab bedouin, as they are the origin of the 'Arabs and the material of Islam. He should take from what is inferior, amongst their properties and distribute that to the poor amongst them. I also recommend him concerning Allah's and His Apostle's protectees (i.e. Dhimmis) to fulfill their contracts and to fight for them and not to overburden them with what is beyond their ability. So when `Umar expired, we carried him out and set out walking. `Abdullah bin `Umar greeted (`Aisha) and said, `Umar bin Al-Khattab asks for the permission. `Aisha said, Bring him in. He was brought in and buried beside his two companions. When he was buried, the group (recommended by `Umar) held a meeting. Then `Abdur-Rahman said, Reduce the candidates for rulership to three of you. Az-Zubair said, I give up my right to `Ali. Talha said, I give up my right to `Uthman, Sa`d, 'I give up my right to `Abdur-Rahman bin `Auf. `Abdur-Rahman then said (to `Uthman and `Ali), Now which of you is willing to give up his right of candidacy to that he may choose the better of the (remaining) two, bearing in mind that Allah and Islam will be his witnesses. So both the sheiks (i.e. `Uthman and `Ali) kept silent. `Abdur-Rahman said, Will you both leave this matter to me, and I take Allah as my Witness that I will not choose but the better of you? They said, Yes. So `Abdur-Rahman took the hand of one of them (i.e. `Ali) and said, You are related to Allah's Messenger (ﷺ) and one of the earliest Muslims as you know well. So I ask you by Allah to promise that if I select you as a ruler you will do justice, and if I select `Uthman as a ruler you will listen to him and obey him. Then he took the other (i.e. `Uthman) aside and said the same to him. When `Abdur-Rahman secured (their agreement to) this covenant, he said, O `Uthman! Raise your hand. So he (i.e. `Abdur-Rahman) gave him (i.e. `Uthman) the solemn pledge, and then `Ali gave him the pledge of allegiance and then all the (Medina) people gave him the pledge of allegiance.

D'après Hussayn, 'Amru ibn Maymûn dit: (d'ai vu Omar ibn al Khattâb avant son assassinat de quelques jours à Médine. Il s'adressa à Hudhayfa ibn al Yamân et Othman ibn alHunayf en leur disant: Comment vous avez fait...? Craignezvous d'infliger [aux habitants du] pays [où vous êtes désignés] ce qu'il[s] ne peuvent supporter. Mais nous venons de [leur] imposer des choses qui sont dans [leur] pouvoir; [d'ailleurs], ce sont des choses qui ne rapportent pas beaucoup. Faites attention d'imposer à ce pays des choses qu'il ne peut supporter! Nous n'avons rien fait de tel. Si Allah me fait vivre, je ferai de sorte que les veuves de l'Irak n'auront jamais besoin, après ma disparition, de quiconque que ce soit.

":"ہم سے موسیٰ بن اسماعیل نے بیان کیا ، کہا ہم سے ابوعوانہ نے بیان کیا ، ان سے حصین نے ، ان سے عمرو بن میمون نے بیان کیا کہمیں نے حضرت عمر بن خطاب رضی اللہ عنہ کو زخمی ہونے سے چند دن پہلے مدینہ میں دیکھا کہ وہ حذیفہ بن یمان اور عثمان بن حنیف رضی اللہ عنہما کے ساتھ کھڑے تھے اور ان سے یہ فرما رہے تھے کہ ( عراق کی اراضی کے لیے ، جس کا انتظام خلافت کی جانب سے ان کے سپرد کیا گیا تھا ) تم لوگوں نے کیا کیا ہے ؟ کیا تم لوگوں کو یہ اندیشہ تو نہیں ہے کہ تم نے زمین کا اتنا محصول لگا دیا ہے جس کی گنجائش نہ ہو ۔ ان لوگوں نے جواب دیا کہ ہم نے ان پر خراج کا اتنا ہی بار ڈالا ہے جسے ادا کرنے کی زمین میں طاقت ہے ، اس میں کوئی زیادتی نہیں کی گئی ہے ۔ عمر رضی اللہ عنہ نے فرمایا کہ دیکھو پھر سمجھ لو کہ تم نے ایسی جمع تو نہیں لگائی ہے جو زمین کی طاقت سے باہر ہو ۔ راوی نے بیان کیا کہ ان دونوں نے کہا کہ ایسا نہیں ہونے پائے گا ، اس کے بعد عمر رضی اللہ عنہ نے فرمایا کہ اگر اللہ تعالیٰ نے مجھے زندہ رکھا تو میں عراق کی بیوہ عورتوں کے لیے اتنا کر دوں گا کہ پھر میرے بعد کسی کی محتاج نہیں رہیں گی ۔ راوی عمرو بن میمون نے بیان کیا کہ ابھی اس گفتگو پر چوتھا دن ہی آیا تھا کہ عمر رضی اللہ عنہ زخمی کر دیئے گئے ۔ عمرو بن میمون نے بیان کیا کہ جس صبح کو آپ زخمی کئے گئے ، میں ( فجر کی نماز کے انتظار میں ) صف کے اندر کھڑا تھا اور میرے اور ان کے درمیان عبداللہ بن عباس رضی اللہ عنہما کے سوا اور کوئی نہیں تھا حضرت عمر کی عادت تھی کہ جب صف سے گزرتے تو فرماتے جاتے کہ صفیں سیدھی کر لو اور جب دیکھتے کہ صفوں میں کوئی خلل نہیں رہ گیا ہے تب آگے ( مصلی پر ) بڑھتے اور تکبیر کہتے ۔ آپ ( فجر کی نماز کی ) پہلی رکعت میں عموماً سورۃ یوسف یا سورۃ النحل یا اتنی ہی طویل کوئی سورت پڑھتے یہاں تک کہ لوگ جمع ہو جاتے ۔ اس دن ابھی آپ نے تکبیر ہی کہی تھی کہ میں نے سنا ، آپ فرما رہے ہیں کہ مجھے قتل کر دیا یا کتے نے کاٹ لیا ۔ ابولولو نے آپ کو زخمی کر دیا تھا ۔ اس کے بعد وہ بدبخت اپنا دو دھاری خنجر لیے دوڑنے لگا اور دائیں اور بائیں جدھر بھی پھرتا تو لوگوں کو زخمی کرتا جاتا ۔ اس طرح اس نے تیرہ آدمیوں کو زخمی کر دیا جن میں سات حضرات نے شہادت پائی ۔ مسلمانوں میں سے ایک صاحب ( حطان نامی ) نے یہ صورت حال دیکھی تو انہوں نے اس پر اپنی چادر ڈال دی ۔ اس بدبخت کو جب یقین ہو گیا کہ اب پکڑ لیا جائے گا تو اس نے خود اپنا بھی گلا کاٹ لیا ، پھرعمر رضی اللہ عنہ نے عبدالرحمٰن بن عوف رضی اللہ عنہ کا ہا تھ پکڑ کر انہیں آگے بڑھا دیا ( عمرو بن میمون نے بیان کیا کہ ) جو لوگ عمر رضی اللہ عنہ کے قریب تھے انہوں نے بھی وہ صورت حال دیکھی جو میں دیکھ رہا تھا لیکن جو لوگ مسجد کے کنارے پر تھے ( پیچھے کی صفوں میں ) تو انہیں کچھ معلوم نہیں ہو سکا ، البتہ چونکہ عمر رضی اللہ عنہ کی قرآت ( نماز میں ) انہوں نے نہیں سنی تو سبحان اللہ ! سبحان اللہ ! کہتے رہے ۔ آخر حضرت عبدالرحمٰن بن عوف رضی اللہ عنہ نے لوگوں کو بہت ہلکی نماز پڑھائی ۔ پھر جب لوگ نماز سے پلٹے تو عمر رضی اللہ عنہ نے فرمایا : ابن عباس ! دیکھو مجھے کس نے زخمی کیا ہے ؟ ابن عباس رضی اللہ عنہما نے تھوڑی دیر گھوم پھر کر دیکھا اور آ کر فرمایا کہ مغیرہ رضی اللہ عنہ کے غلام ( ابولولو ) نے آپ کو زخمی کیا ہے ، عمر رضی اللہ عنہ نے دریافت فرمایا ، وہی جو کاریگر ہے ؟ جواب دیا کہ جی ہاں ، اس پر عمر رضی اللہ عنہ نے فرمایا خدا اسے برباد کرے میں نے تو اسے اچھی بات کہی تھی ( جس کا اس نے یہ بدلا دیا ) اللہ تعالیٰ کا شکر ہے کہ اس نے میری موت کسی ایسے شخص کے ہاتھوں نہیں مقدر کی جو اسلام کا مدعی ہو ۔ تم اور تمہارے والد ( عباس رضی اللہ عنہ ) اس کے بہت ہی خواہشمند تھے کہ عجمی غلام مدینہ میں زیادہ سے زیادہ لائے جائیں ۔ یوں بھی ان کے پاس غلام بہت تھے ، اس پر ابن عباس رضی اللہ عنہما نے عرض کیا ، اگر آپ فرمائیں تو ہم بھی کرگزریں ، مقصد یہ تھا کہ اگر آپ چاہیں تو ہم ( مدینہ میں مقیم عجمی غلاموں کو ) قتل کر ڈالیں ۔ عمر رضی اللہ عنہ نے فرمایا : یہ انتہائی غلط فکر ہے ، خصوصاً جب کہ تمہاری زبان میں وہ گفتگو کرتے ہیں ، تمہارے قبلہ کی طرف رخ کر کے نماز ادا کرتے ہیں اور تمہاری طرح حج کرتے ہیں ۔ پھر حضرت عمر رضی اللہ عنہ کو ان کے گھر اٹھا کر لایا گیا اور ہم آپ کے ساتھ ساتھ آئے ۔ ایسا معلوم ہوتا تھا جیسے لوگوں پر کبھی اس سے پہلے اتنی بڑی مصیبت آئی ہی نہیں تھی ، بعض تو یہ کہتے تھے کہ کچھ نہیں ہو گا ۔ ( اچھے ہو جائیں گے ) اور بعض کہتے تھے کہ آپ کی زندگی خطرہ میں ہے ۔ اس کے بعد کھجور کا پانی لایا گیا ۔ اسے آپ نے پیا تو وہ آپ کے پیٹ سے باہر نکل آیا ۔ پھر دودھ لایا گیا اسے بھی جوں ہی آپ نے پیا زخم کے راستے وہ بھی باہر نکل آیا ۔ اب لوگوں کو یقین ہو گیا کہ آپ کی شہادت یقینی ہے ۔ پھر ہم اندر آ گئے اور لوگ آپ کی تعریف بیان کرنے لگے ، اتنے میں ایک نوجوان اندر آیا اور کہنے لگا یا امیرالمؤمنین ! آپ کو خوشخبری ہو اللہ تعالیٰ کی طرف سے آپ نے رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کی صحبت اٹھائی ۔ ابتداء میں اسلام لانے کا شرف حاصل کیا جو آپ کو معلوم ہے ۔ پھر آپ خلیفہ بنائے گئے اور آپ نے پورے انصاف سے حکومت کی ، پھر شہادت پائی ، عمر رضی اللہ عنہ نے فرمایا میں تو اس پر بھی خوش تھا کہ ان باتوں کی وجہ سے برابر پر میرا معاملہ ختم ہو جاتا ، نہ ثواب ہوتا اور نہ عذاب ، جب وہ نوجوان جانے لگا تو اس کا تہبند ( ازار ) لٹک رہا تھا ، عمر رضی اللہ عنہ نے فرمایا اس لڑکے کو میرے پاس واپس بلا لاؤ ( جب وہ آئے تو ) آپ نے فرمایا : میرے بھتیجے ! یہ اپنا کپڑا اوپر اٹھائے رکھو کہ اس سے تمہارا کپڑا بھی زیادہ دنوں چلے گا اور تمہارے رب سے تقویٰ کا بھی باعث ہے ۔ اے عبداللہ بن عمر ! دیکھو مجھ پر کتنا قرض ہے ؟ جب لوگوں نے آپ پر قرض کا شمار کیا تو تقریباً چھیاسی ( 86 ) ہزار نکلا ۔ عمر رضی اللہ عنہ نے اس پر فرمایا کہ اگر یہ قرض آل عمر کے مال سے ادا ہو سکے تو انہی کے مال سے اس کو ادا کرنا ورنہ پھر بنی عدی بن کعب سے کہنا ، اگر ان کے مال کے بعد بھی ادائیگی نہ ہو سکے تو قریش سے کہنا ، ان کے سوا کسی سے امداد نہ طلب کرنا اور میری طرف سے اس قرض کو ادا کر دینا ۔ اچھا اب ام المؤمنین عائشہ رضی اللہ عنہا کے یہاں جاؤ اور ان سے عرض کرو کہ عمر رضی اللہ عنہ نے آپ کی خدمت میں سلام عرض کیا ہے ۔ امیرالمؤمنین ( میرے نام کے ساتھ ) نہ کہنا ، کیونکہ اب میں مسلمانوں کا امیر نہیں رہا ہوں ، تو ان سے عرض کرنا کہ عمر بن خطاب نے آپ سے اپنے دونوں ساتھیوں کے ساتھ دفن ہونے کی اجازت چاہی ہے ۔ عبداللہ بن عمر رضی اللہ عنہما نے ( عائشہ رضی اللہ عنہا کی خدمت میں حاضر ہو کر ) سلام کیا اور اجازت لے کر اندر داخل ہوئے ۔ دیکھا کہ آپ بیٹھی رو رہی ہیں ۔ پھر کہا کہ عمر بن خطاب رضی اللہ عنہ نے آپ کو سلام کہا ہے اور اپنے دونوں ساتھیوں کے ساتھ دفن ہونے کی اجازت چاہی ہے ، عائشہ رضی اللہ عنہا نے کہا : میں نے اس جگہ کو اپنے لیے منتخب کر رکھا تھا لیکن آج میں انہیں اپنے پر ترجیح دوں گی ، پھر جب ابن عمر رضی اللہ عنہما واپس آئے تو لوگوں نے بتایا کہ عبداللہ آ گئے تو عمر رضی اللہ عنہ نے فرمایا کہ مجھے اٹھاؤ ۔ ایک صاحب نے سہارادے کر آپ کو اٹھایا ۔ آپ نے دریافت کیاکیا خبر لائے ؟ کہا کہ جو آپ کی تمنا تھی اے امیرالمؤمنین ! حضرت عمر رضی اللہ عنہ نے فرمایا الحمدللہ ۔ اس سے اہم چیز اب میرے لیے کوئی نہیں رہ گئی تھی ۔ لیکن جب میری وفات ہو چکے اور مجھے اٹھا کر ( دفن کے لیے ) لے چلو تو پھر میرا سلام ان سے کہنا اور عرض کرنا کہ عمر بن خطاب ( رضی اللہ عنہ ) نے آپ سے اجازت چاہی ہے ۔ اگر وہ میرے لیے اجازت دے دیں تب تو وہاں دفن کرنا اور اگر اجازت نہ دیں تو مسلمانوں کے قبرستان میں دفن کرنا ۔ اس کے بعد ام المؤمنین حفصہ رضی اللہ عنہا آئیں ۔ ان کے ساتھ کچھ دوسری خواتین بھی تھیں ، جب ہم نے انہیں دیکھا تو ہم اٹھ گئے ۔ آپ عمر رضی اللہ عنہ کے قریب آئیں اور وہاں تھوڑی دیر تک آنسو بہاتی رہیں ۔ پھر جب مردوں نے اندر آنے کی اجازت چاہی تو وہ مکان کے اندرونی حصہ میں چلی گئیں اور ہم نے ان کے رونے کی آواز سنی پھر لوگوں نے عرض کیا امیرالمؤمنین ! خلافت کے لیے کوئی وصیت کر دیجئیے ، فرمایا کہ خلافت کا میں ان حضرات سے زیادہ اور کسی کو مستحق نہیں پاتاکہ رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم اپنی وفات تک جن سے راضی اور خوش تھے پھر آپ نے علی ، عثمان ، زبیر ، طلحہ ، سعد اور عبدالرحمٰن بن عوف کانام لیا اور یہ بھی فرمایا کہ عبداللہ بن عمر کو بھی صرف مشورہ کی حد تک شریک رکھنا لیکن خلافت سے انہیں کوئی سروکار نہیں رہے گا ۔ جیسے آپ نے ابن عمر رضی اللہ عنہما کی تسکین کے لیے یہ فرمایا ہو ۔ پھر اگر خلافت سعد کو مل جائے تو وہ اس کے اہل ہیں اور اگر وہ نہ ہو سکیں تو جو شخص بھی خلیفہ ہو وہ اپنے زمانہ خلافت میں ان کا تعاون حاصل کرتا رہے ۔ کیونکہ میں نے ان کو ( کوفہ کی گورنری سے ) نااہلی یا کسی خیانت کی وجہ سے معزول نہیں کیا ہے اور عمر نے فرمایا : میں اپنے بعد ہونے والے خلیفہ کو مہاجرین اولین کے بارے میں وصیت کرتا ہوں کہ وہ ان کے حقوق پہچانے اور ان کے احترام کو ملحوظ رکھے اور میں اپنے بعد ہونے والے خلیفہ کو وصیت کرتا ہوں کہ وہ انصار کے ساتھ بہتر معاملہ کرے جو دارالہجرت اور دارالایمان ( مدینہ منورہ ) میں ( رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم کی تشریف آوری سے پہلے سے ) مقیم ہیں ۔ ( خلیفہ کو چاہیے ) کہ وہ ان کے نیکوں کو نوازے اور ان کے بروں کو معاف کر دیا کرے اور میں ہونے والے خلیفہ کو وصیت کرتا ہوں کہ شہری آبادی کے ساتھ بھی اچھا معاملہ رکھے کہ یہ لوگ اسلام کی مدد ، مال جمع کرنے کا ذریعہ اور ( اسلام کے ) دشمنوں کے لیے ایک مصیبت ہیں اور یہ کہ ان سے وہی وصول کیا جائے جو ان کے پاس فاضل ہو اور ان کی خوشی سے لیا جائے اور میں ہونے والے خلیفہ کو بدویوں کے ساتھ بھی اچھا معاملہ کرنے کی وصیت کرتا ہوں کہ وہ اصل عرب ہیں اور اسلام کی جڑ ہیں اور یہ کہ ان سے ان کا بچا کھچا مال وصول کیا جائے اور انہیں کے محتاجوں میں تقسیم کر دیا جائے اور میں ہونے والے خلیفہ کو اللہ اور اس کے رسول کے عہد کی نگہداشت کی ( جو اسلامی حکومت کے تحت غیر مسلموں سے کیا ہے ) وصیت کرتا ہوں کہ ان سے کئے گئے عہد کو پورا کیا جائے ، ان کی حفاظت کے لیے جنگ کی جائے اور ان کی حیثیت سے زیادہ ان پر بوجھ نہ ڈالا جائے ، جب عمر رضی اللہ عنہ کی وفات ہو گئی تو ہم وہاں سے ان کو لے کر ( عائشہ رضی اللہ عنہا ) کے حجرہ کی طرف آئے ۔ عبداللہ بن عمر رضی اللہ عنہما نے سلام کیا اور عرض کیا کہ عمربن خطاب رضی اللہ عنہ نے اجازت چاہی ہے ۔ ام المؤمنین نے کہا انہیں یہیں دفن کیا جائے ۔ چنانچہ وہ وہیں دفن ہوئے ، پھر جب لوگ دفن سے فارغ ہو چکے تو وہ جماعت ( جن کے نام عمر رضی اللہ عنہ نے وفات سے پہلے بتائے تھے ) جمع ہوئی عبدالرحمٰن بن عوف نے کہا : تمہیں اپنا معاملہ اپنے ہی میں سے تین آدمیوں کے سپرد کر دینا چاہیے اس پر زبیر رضی اللہ عنہ نے کہا کہ میں نے اپنا معاملہ علی رضی اللہ عنہ کے سپر دکیا ۔ طلحہ رضی اللہ عنہ نے کہا کہ میں اپنا معاملہ عثمان رضی اللہ عنہ کے سپرد کرتا ہوں اور سعد بن ابی وقاص رضی اللہ عنہ نے کہا کہ میں نے اپنا معاملہ عبدالرحمٰن بن عوف کے سپرد کیا ، اس کے بعد عبدالرحمٰن بن عوف رضی اللہ عنہ نے ( عثمان اور علی رضی اللہ عنہما کو مخاطب کر کے ) کہا کہ آپ دونوں حضرات میں سے جو بھی خلافت سے اپنی برات ظاہر کرے ہم اسی کو خلافت دیں گے اور اللہ اس کا نگراں و نگہبان ہو گا اور اسلام کے حقوق کی ذمہ داری اس پر لازم ہو گی ۔ ہر شخص کو غور کرنا چاہیے کہ اس کے خیال میں کون افضل ہے ، اس پر یہ دونوں حضرات خاموش ہو گئے تو عبدالرحمٰن بن عوف رضی اللہ عنہ نے کہا : کیا آپ حضرات اس انتخاب کی ذمہ داری مجھ پر ڈالتے ہیں ، خدا کی قسم کہ میں آپ حضرات میں سے اسی کو منتخب کروں گا جو سب میں افضل ہو گا ۔ ان دونوں حضرات نے کہا کہ جی ہاں ، پھر آپ نے ان دونوں میں سے ایک کا ہاتھ پکڑا اور فرمایا کہ آپ کی قرابت رسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم سے ہے اور ابتداء میں اسلام لانے کا شرف بھی ۔ جیسا کہ آپ کو خود ہی معلوم ہے ، پس اللہ آپ کا نگران ہے کہ اگر میں آپ کو خلیفہ بنا دوں تو کیا آپ عدل وانصاف سے کام لیں گے اور اگر عثمان رضی اللہ عنہ کو خلیفہ بنا دوں تو کیا آپ ان کے احکام سنیں گے اور ان کی اطاعت کریں گے ؟ اس کے بعد دوسرے صاحب کو تنہائی میں لے گئے اور ان سے بھی یہی کہا اور جب ان سے وعدہ لے لیا تو فرمایا : اے عثمان ! اپنا ہاتھ بڑھایئے ۔ چنانچہ انہوں نے ان سے بیعت کی اور علی رضی اللہ عنہ نے بھی ان سے بیعت کی ، پھر اہل مدینہ آئے اور سب نے بیعت کی ۔

D'après Hussayn, 'Amru ibn Maymûn dit: (d'ai vu Omar ibn al Khattâb avant son assassinat de quelques jours à Médine. Il s'adressa à Hudhayfa ibn al Yamân et Othman ibn alHunayf en leur disant: Comment vous avez fait...? Craignezvous d'infliger [aux habitants du] pays [où vous êtes désignés] ce qu'il[s] ne peuvent supporter. Mais nous venons de [leur] imposer des choses qui sont dans [leur] pouvoir; [d'ailleurs], ce sont des choses qui ne rapportent pas beaucoup. Faites attention d'imposer à ce pays des choses qu'il ne peut supporter! Nous n'avons rien fait de tel. Si Allah me fait vivre, je ferai de sorte que les veuves de l'Irak n'auront jamais besoin, après ma disparition, de quiconque que ce soit.

شرح الحديث من عمدة القاري

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    ( بابُُ قِصَّةِ البَيْعَةِ والإتِّفاقِ علَى عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ وفيهِ مَقْتَلُ عُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان قصَّة الْبيعَة بعد عمر بن الْخطاب، واتفاق الصَّحَابَة على تَقْدِيم عُثْمَان بن عَفَّان فِي الْخلَافَة.
قَوْله: ( وَفِيه مقتل عمر بن الْخطاب) ، لم يُوجد إلاَّ فِي رِوَايَة السَّرخسِيّ، والبيعة، بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة عبارَة عَن المعاقدة عَلَيْهِ والمعاهدة، فَإِن كل وَاحِد مِنْهُمَا بَاعَ مَا عِنْده من صَاحبه وَأَعْطَاهُ خَالِصَة نَفسه وطاعته ودخيلة أمره.

[ قــ :3530 ... غــ :3700 ]
- حدَّثنا مُوساى بنُ إسْمَاعِيلَ حدَّثنا أبُو عَوَانَةَ عنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُونٍ قَالَ رأيْتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ قَبْلَ أنْ يُصَابَ بِأيَّامٍ بالمَدِينَةِ وَقَفَ علَى حُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ وعُثْمَانَ بنِ حُنَيْفٍ قَالَ كَيْفَ فعَلْتُمَا أتَخَافَانِ أنْ تَكُونَا قَدْ حَمَّلْتُمَا الأرْضَ مالاَ تُطِيقُ قَالَا حَمَّلْنَاهَا أمْرَاً هِيَ لَهُ مُطيقَةٌ مَا فِيهَا كَبيرُ فَضْلٍ قَالَ انْظُرَا أنْ تَكُونَا حَمَّلْتُما الأرْضَ مالاَ تُطِيقُ قَالَ قالاَ لَا فقالَ عُمَرُ لَئِنْ سلَّمَنِي الله لأدَعَنَّ أرَامِلَ أهْلِ العِرَاقِ لاَ يَحْتَجْنَ إلَى رَجُلٍ بَعْدِي أبَدَاً قَالَ فَما أتَتْ عَلَيْهِ إلاَّ رَابِعَةٌ حَتَّى أصِيبَ قَالَ إنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْنِي وبَيْنَهُ إلاَّ عَبْدُ الله بنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ وكانَ إذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَالَ اسْتَوُوا حتَّى إذَا لمْ يَرَ فِيهِنَّ خَللاً تقَدَّمَ فكَبَّرَ ورُبَّمَا قرَأ سُورَةَ يُوسُفَ أوِ النَّحْلِ أوْ نَحْوَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الأولَى حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ فَمَا هُوَ إلاَّ أنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ قتَلَنِي أوْ أكَلَنِي الكَلْبُ حِينَ طَعَنَه فَطارَ الْعِلْجِ بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ لاَ يَمُرّ علَى أحَدٍ يَمِينا وَلَا شِمالاً إلاَّ طَعنَهُ حَتَّى طَعَنَ ثلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً ماتَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ فلَمَّا رَأى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ طرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُساً فلَمَّا ظَنَّ العِلْجُ أنَّهُ مأخُوذٌ نَحَرَ نفْسَهُ وتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ فقَدَّمَهُ فَمَنْ يَلِي عُمَرَ فَقدْ رَأى الَّذِي أراى وأمَّا نَواحِي الْمَسْجِدِ فإنَّهُمْ لاَ يَدْرُونَ غَيْرَ أنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ وهُمْ يَقُولُونَ سُبْحَانَ الله سُبْحَانَ الله فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمانِ صَلاةً خَفِيفَةً فلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ يَا ابنَ عَبَّاسٍ انْظُرْ مَنْ قَتَلَني فَجالَ ساعَةً ثُمَّ جاءَ فَقَالَ غُلامُ الْمُغِيرَةِ قَالَ الصَّنَعُ قَالَ نعَمْ قَالَ قاتَلَهُ الله لَقَدْ أمَرْتُ بِهِ مَعْرُوفَاً الحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإسْلاَمَ قَدْ كُنْتَ أنْتَ وأبُوكَ تُحِبَّانِ أنْ تَكْثُرَ الْعُلُوجِ بالمَدِينَةِ وكانَ العَبَّاسُ أكْثَرَهُمْ رَقِيقَاً فقالَ إنْ شِئْتَ فَعَلْتُ أَي إنْ شِئّتَ قَتَلْنا قَالَ كَذَبْتَ بَعْدَما تَكَلَّمُوا بلِسَانِكُمْ وصَلَّوْا قِبْلَتَكُمْ وحَجُّوا حَجَّكُمْ فاحْتُمِلَ إلَى بَيْتِهِ فانْطَلَقْنَا مَعَهُ وكأنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ فَقائِلٌ يقُولُ لَا بأسَ وقائِلٌ يقُولُ أخَافُ عَلَيْهِ فأُتِيَ بِنَبِيذٍ فشَرِبَهُ فخَرَجَ مِنْ جَوْفهِ ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ فعَلِمُوا أنَّهُ مَيِّتٌ فدَخَلْنَا عَلَيْهُ وجاءَ النَّاسُ يُثْنُونَ علَيْهِ وجاءَ رَجُلٌ شَابٌّ فَقَالَ أبْشِرْ يَا أمِيرَ المُؤْمِنينَ بِبُشْرَى الله لكَ مِنْ صُحْبَةِ رسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقَدَمٍ فِي الإسْلاَمِ مَا قَدْ عَلِمْتَ ثُمَّ وَلِيْتَ فعَدَلْتَ ثُمَّ شَهادَةٌ قَالَ ودِدْتُ أنَّ ذَلِكَ كَفافٌ لاَ عَليَّ ولاَ لِيَ فلَمَّا أدْبرَ إذَا إزَارَهُ يَمسُّ الأرْضَ قَالَ رُدُّوا علَيَّ الغُلاَمُ قَالَ ابنَ أخِي ارْفَعْ ثَوْبَكَ فإنَّهُ أبْقَى لِثَوْبِكَ وأتْقَى لِرَبِّكَ يَا عَبْدَ الله بنَ عُمَرَ انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ فَحَسَبُوهُ فوَجَدُوهُ سِتَّةً وثَمَانِينَ ألْفاً أوْ نَحْوَهُ قَالَ إنْ وَفى لَهُ مالُ آلِ عُمَرَ فأدِّهِ مِنْ أمْوَالِهِمْ وإلاَّ فسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ فإنْ لَمْ تَفِ أمْوَالَهُمْ فسَلْ فِي قُرَيْشٍ ولاَ تَعْدُهُمْ إلَى غَيْرِهِمْ فأدِّ عَنِّي هَذَاالمالُ انْطَلِقْ إلَى عائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ فَقُلْ يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلاَمَ ولاَ تَقُلْ أمِيرُ المُؤْمِنينِ فإنِّي لَسْتُ اليَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أمِيراً وقُلْ يَسْتَأذِنُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ أنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ فسَلَّمَّ واسْتَأذَنَ ثُمَّ دَخَلَ علَيْهَا فوَجَدَها قاعِدَةً تَبْكِي فَقَالَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمرُ بنُ الخَطَّابِ السَّلاَمَ ويَسْتأذِنُ أنْ يُدْفَنَ مَعَ صاحِبَيْهِ فقالَتْ كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسي ولَأُوثِرَنَّهُ بِهِ اليَوْمَ علَى نَفْسِي فلَمَّا أقْبلَ قِيلَ هاذا عَبْدُ الله ابنُ عُمَرَ قدْ جاءَ قالَ ارْفَعُونِي فأسْنَدَهُ رَجُلٌ إلَيْهِ فَقَالَ مَا لَدَيْكَ قَالَ الَّذِي تُحِبُّ يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أذِنَتْ قَالَ الحَمْدُ لله مَا كانَ مِنْ شَيْء أهَمُّ إلَيَّ مِنْ ذَلِكَ فإذَا أنَا قَضَيْتُ فاحْمِلُونِي ثُمَّ سَلِّمْ فَقُلْ يَسْتأذِنُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فإنْ أذِنَتْ لِي فأدْخِلُونِي وإنْ رَدَّتْنِي رُدُّونِي إلَى مَقَابِرِ المُسْلِمِينَ وجاءَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ والنِّسَاءُ تَسِيرُ مَعَهَا فلَمَّا رأيْنَاهَا قُمْنَا فَوَلَجَتْ عَلَيْهِ فبَكَتْ عِنْدَهُ ساعَةً واسْتَأذَنَ الرِّجَالُ فوَلَجَتْ دَاخِلاً لَهُمْ فسَمِعْنَا بُكاءَهَا مِنَ الدَّاخِلِ فقَالُوا أوْصِ يَا أمِيرَ المُؤْمِنينَ اسْتَخْلفْ قَالَ مَا أجِدُ أحَقَّ بِهَذَا الأمْرَ مِنْ هَؤلاَءِ النَّفَرِ أوِ الرَّهْطِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهْوَ عَنْهُمْ رَاضٍ فسَمَّى علِيَّاً وعُثْمَانَ والزُّبَيْرَ وطَلْحَةَ وسَعْدَاً وعَبْدَ الرَّحْمانِ.

     وَقَالَ  يَشْهَدُكُم عبْدُ الله بنُ عُمَرَ ولَيْسَ لَهُ مِنَ الأمْرِ شَيْءٌ كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ فإنْ أصَابَتِ الإمْرَةُ سَعْدَاً فَهْوَ ذَاكَ وإلاَّ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أيُّكُمْ مَا أُمِّرَ فإنِّي لَمْ أعْزِلْهُ عنْ عَجْزِهٍ ولاَ خِيانَةٍ.

     وَقَالَ  أُوصِي الخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بالمُهَاجِرِينَ الأوَّلِينَ أنْ يَعْرِفَ لَهُمْ حَقَّهُمْ ويَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ وأُوصِيهِ بالأنْصَارِ خَيْرَاً الَّذِينَ تبَوَّؤُا الدَّارَ والإيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ أنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وأنْ يُعْفَى عنْ مُسِيئِهِمْ وأُوصِيهِ بأهْلِ الأمْصَارِ خَيْرَاً فإنَّهُمْ رِدْءُ الإسْلاَمِ وجُبَاةُ المَالِ وغَيْظُ العَدُوِّ وأنْ لاَ يؤْخَذَ مِنْهُمْ إلاَّ فَضْلُهُمْ عنْ رِضَاهُمْ وأُوصِيهِ بالأعْرَابِ خَيْرَاً فإنَّهُمْ أصْلُ العَرَبِ ومادَّةُ الأسْلاَمِ أنْ يُؤْخذَ مِنْ حَوَاشِي أمْوَالِهِمْ وتُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ وأُوصِيهِ بِذِمَّةِ الله وذِمَّةِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنْ يُوفى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ وأنْ يُقاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ ولاَ يُكَلَّفُوا إلاَّ طاقَتَهُمْ فلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا بِهِ فانْطَلَقْنا نَمْشِي فسَلَّمَ عَبْدُ الله ابنُ عُمَرَ قَالَ يَسْتأذِنُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ قالَتْ أدْخِلُوهُ فأُدْخِلَ فَوُضِعَ هُنَالِكَ مَعَ صاحِبَيْهِ فلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمعَ هاؤُلاءِ الرَّهْطُ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمانِ اجْعَلُوا أمْرَكُمْ إِلَى ثَلاثَةٍ مِنْكُمْ فَقَالَ الزُّبَيْرُ قَدْ جَعَلْتُ أمْرِي إلَى عَلِيٍّ فَقَالَ طَلْحَةُ قَدْ جَعَلْتُ أمْرِي إِلَى عُثْمَانَ.

     وَقَالَ  سَعْدٌ قَدْ جعَلْتُ إمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمانِ بنِ عَوْفٍ فَقَالَ عَبْدُ الرحْمانِ أيُّكُمَا تَبَرَّأ مِنْ هَذَا الأمْرِ فنَجْعَلُهُ إلَيْهِ وَالله عَلَيْهِ والإسْلاَمُ لَيَنْظُرَنَّ أفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ فأُسْكِتَ الشَّيْخَانِ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمانِ أفَتَجْعَلُونَهُ إلَيَّ وَالله علَيَّ أنْ لَا آلُوَ عنْ أفْضَلِكُمْ قالاَ نَعَمْ فأخَذَ بِيَدِ أحَدِهِمَا فَقَالَ لَكَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والقِدَمُ فِي الإسْلاَمِ مَا قَدْ عَلِمْتَ فَالله عَلَيْكَ لَئِنْ أمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ ولَئِنْ أمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمَعَنَّ ولَتُطِيعَنَّ ثُمَّ خَلاَ بالآخَرِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فلَمَّا أخَذَ المِيثاقَ قَالَ ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ فَبايَعَهُ فَبايَعَ لَهُ عَلِيٌّ ووَلَجَ أهْلُ الدَّارِ فبَايَعُوهُ.
.
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، لِأَن الحَدِيث يشْتَمل على جَمِيع مَا فِي التَّرْجَمَة، ومُوسَى بن إِسْمَاعِيل أَبُو سَلمَة الْمنْقري الْبَصْرِيّ الَّذِي يُقَال لَهُ: التَّبُوذَكِي، وَأَبُو عوَانَة الوضاح بن عبد الله الْيَشْكُرِي، وحصين، بِضَم الْحَاء وَفتح الصَّاد بالمهملتين وبالنون: ابْن عبد الرَّحْمَن الْكُوفِي، وَعَمْرو بن مَيْمُون الأودي أَبُو عبد الله الْكُوفِي أدْرك الْجَاهِلِيَّة وروى عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة وَكَانَ بِالشَّام ثمَّ سكن الْكُوفَة.

وَقد مضى قِطْعَة من هَذَا الحَدِيث فِي كتاب الْجَنَائِز فِي: بابُُ مَا جَاءَ فِي قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

ذكر مَعْنَاهُ: قَوْله: ( قبل أَن يصاب) ، أَي: قبل أَن يقتل بأيام أَي: أَرْبَعَة لما سَيَأْتِي.
قَوْله: ( حُذَيْفَة بن الْيَمَان) وَهُوَ حُذَيْفَة بن حسيل، وَيُقَال: أحسل بن جَابر أَبُو عبد الله الْعَبْسِي حَلِيف بني الْأَشْهَل صَاحب سر رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، واليمان: لقب حسيل، وَإِنَّمَا لقب بِهِ لِأَنَّهُ حَالف اليمانية.
قَوْله: ( وَعُثْمَان بن حنيف) ، بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح النُّون وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفِي آخِره فَاء: ابْن واهب الْأنْصَارِيّ الأوسي الصَّحَابِيّ، وَهُوَ أحد من تولى مساحة سَواد الْعرَاق بِأَمْر عمر بن الْخطاب، وولاه أَيْضا السوَاد مَعَ حُذَيْفَة بن الْيَمَان.
قَوْله: ( قَالَ: كَيفَ فعلتما) ، أَي: قَالَ عمر لِحُذَيْفَة وَعُثْمَان: كَيفَ فعلتما فِي أَرض سَواد الْعرَاق توليتما مسحها؟ قَوْله: ( أتخافان أَن تَكُونَا حملتما الأَرْض؟) أَي: هَل تخافان بِأَن تَكُونَا أَي: من كونكما، قد حمَّلتما الأَرْض أَي أَرض الْعرَاق مَا لَا تطِيق حمله، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ بعثهما يضربان الْخراج عَلَيْهَا والجزية على أَهلهَا، فَسَأَلَهُمَا: هَل فعلا ذَلِك أم لَا؟ فأجابا وَقَالا: حملناها أمرا هِيَ: أَي الأَرْض الْمَذْكُورَة و: هُوَ، فِي مَحل الرّفْع على الِابْتِدَاء.
قَوْله: ( لَهُ) أَي: لما حملناها مطيقة، خبر الْمُبْتَدَأ يَعْنِي: مَا حملناها شَيْئا فَوق طاقتها.
وروى ابْن أبي شيبَة عَن مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن حُصَيْن بِهَذَا الْإِسْنَاد، فَقَالَ حُذَيْفَة: لَو شِئْت لأضعفت، أَي: جعلت خراجها ضعفين، وروى من طَرِيق الحكم عَن عَمْرو بن مَيْمُون: أَن عمر، أَي: رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، قَالَ لعُثْمَان بن حنيف: لَئِن زِدْت على كل رَأس دِرْهَمَيْنِ، وعَلى كل جريب درهما وقفيزاً من طَعَام لأطاقوا ذَلِك، قَالَ: نعم،.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: ويروى: أتخافا؟ بِحَذْف النُّون تَخْفِيفًا، وَذَلِكَ جَائِز بِلَا ناصب وَلَا جازم.
قَوْله: ( قَالَ: انْظُر) ، أَي: قَالَ عمر: انظرا فِي التحميل، وَيجوز أَن يكون هَذَا كِنَايَة عَن الحذر لِأَنَّهُ مُسْتَلْزم للنَّظَر.
قَوْله: ( قَالَ: قَالَا: لَا) أَي: قَالَ عَمْرو بن مَيْمُون، قَالَ: حُذَيْفَة وَعُثْمَان: مَا حملنَا الأَرْض فَوق طاقتها.
قَوْله: ( فَمَا أَتَت عَلَيْهِ) ، أَي: على عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: ( إلاَّ رَابِعَة) أَي: صَبِيحَة رَابِعَة، ويروى إلاَّ أَرْبَعَة: أَي: أَرْبَعَة أَيَّام ( حَتَّى أُصِيب) أَي: حَتَّى طعن بالسكين، قَوْله: ( قَالَ: إِنِّي لقائم) ، أَي: قَالَ عَمْرو بن مَيْمُون: إِنِّي لقائم فِي الصَّفّ نَنْتَظِر صَلَاة الصُّبْح.
قَوْله: ( مَا بيني وَبَينه) أَي: لَيْسَ بيني وَبَين عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، إلاَّ عبد الله بن عَبَّاس، وَفِي رِوَايَة أبي إِسْحَاق إلاَّ رجلَانِ.
قَوْله: ( غَدَاة) نصب على الظّرْف مُضَاف إِلَى الْجُمْلَة أَي: صَبِيحَة الطعْن.
عبيد الله قَوْله: فِيهِنَّ أَي فِي الصُّفُوف وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: فيهم، أَي: فِي هَل الصُّفُوف.
قَوْله: أَو النَّحْل، شكّ من الرَّاوِي أَي: أَو سُورَة النَّحْل.
قَوْله: ( أَو أكلني الْكَلْب؟) شكّ من الرَّاوِي وَأَرَادَ بالكلب العلج الَّذِي طعنه وَهُوَ غُلَام الْمُغيرَة بن شُعْبَة.
ويكنى: أَبُو لؤلؤة، واسْمه: فَيْرُوز.
قَوْله: ( حَتَّى طعنه) يَعْنِي: طعنه ثَلَاث مَرَّات.
وَفِي رِوَايَة أبي إِسْحَاق: فَعرض لَهُ أَبُو لؤلؤة غُلَام الْمُغيرَة بن شُعْبَة ثمَّ طعنه ثَلَاث طعنات، فَرَأَيْت عمر يَقُول: دونكم الْكَلْب فقد قتلني، وروى ابْن سعد بِإِسْنَاد صَحِيح إِلَى الزُّهْرِيّ، قَالَ: كَانَ عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، لَا يَأْذَن لسبي قد احْتَلَمَ من دُخُول الْمَدِينَة حَتَّى كتب الْمُغيرَة بن شُعْبَة، وَهُوَ على الْكُوفَة يذكر لَهُ غُلَاما عِنْده صنعا ويستأذنه أَن يدْخلهُ الْمَدِينَة، وَيَقُول: إِن عِنْده أعمالاً ينْتَفع بِهِ النَّاس، إِنَّه حداد نقاش نجار، فَأذن لَهُ فَضرب عَلَيْهِ الْمُغيرَة كل شهر مائَة، فَشكى إِلَى عمر شدَّة الْخراج، فَقَالَ لَهُ: مَا خراجك بِكَثِير من جنب مَا تعْمل؟ فَانْصَرف ساخطاً، فَلبث عمر ليَالِي فَمر بِهِ العَبْد، فَقَالَ: ألم أحدث أَنَّك تَقول: لَو أَشَاء لصنعت رَحَى تطحن بِالرِّيحِ؟ فَالْتَفت إِلَيْهِ عَابِسا، فَقَالَ: لأصنعن لَك رحى يتحدث النَّاس بهَا، فَأقبل عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، على من مَعَه فَقَالَ: توعدني العَبْد، فَلبث ليَالِي ثمَّ اشْتَمَل على خنجر ذِي رَأْسَيْنِ نصابه وَسطه، فكمن فِي زَاوِيَة من زَوَايَا الْمَسْجِد فِي الْغَلَس حَتَّى خرج عمر يوقظ النَّاس: الصَّلَاة الصَّلَاة، فَلَمَّا دنا عمر مِنْهُ وثب عَلَيْهِ وطعنه ثَلَاث طعنات إِحْدَاهُنَّ تَحت السُّرَّة، قد خرقت الصفاق، وَهِي الَّتِي قتلته، وروى مُسلم من طَرِيق مهْرَان بن أبي طَلْحَة: أَن عمر خطب فَقَالَ: رَأَيْت كَأَن ديكاً نقرني ثَلَاث نقرات وَلَا أرَاهُ إلاَّ حُضُور أَجلي.
قَوْله: ( فطار العلج) بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام وَفِي آخِره جِيم، وَهُوَ الرجل من كفار الْعَجم، وَهَذِه الْقِصَّة كَانَت فِي أَربع بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين.
قَوْله: ( حَتَّى طعن ثَلَاث عشر رجلا) وَفِي رِوَايَة أبي إِسْحَاق: أثني عشر رجلا مَعَه وَهُوَ ثَالِث عشر، وَمِنْهُم: كُلَيْب بن البكير اللَّيْثِيّ وَله ولأخوته عَاقل وعامر وَإيَاس صُحْبَة.
قَوْله: ( مَاتَ مِنْهُم سَبْعَة) أَي: سَبْعَة أنفس، وعاش الْبَاقُونَ.
قَوْله: ( فَلَمَّا رأى ذَلِك رجل) قيل: هُوَ من الْمُهَاجِرين يُقَال لَهُ: حطَّان التَّيْمِيّ الْيَرْبُوعي.
قَوْله: ( برنساً) بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الرَّاء وَضم النُّون: وَهِي قلنسوة طَوِيلَة، وَقيل: كسَاء يَجعله الرجل فِي رَأسه، وَفِي رِوَايَة ابْن سعد بِإِسْنَاد ضَعِيف مُنْقَطع، قَالَ: فطعن أَبُو لؤلؤة نَفرا، فَأخذ أَبَا لؤلؤة رَهْط من قُرَيْش مِنْهُم عبد الله بن عَوْف وهَاشِم ابْن عتبَة الزهريان وَرجل من بني سهم وَطرح عَلَيْهِ عبد الله بن عَوْف خميصة كَانَت عَلَيْهِ، فَإِن ثَبت هَذَا يحمل على أَن الْكل اشْتَركُوا فِي ذَلِك، وروى ابْن سعد عَن الْوَاقِدِيّ بِإِسْنَاد آخر: أَن عبد الله بن عَوْف الْمَذْكُور احتز رَأس أبي لؤلؤة.
قَوْله: ( فَلَمَّا ظن العلج أَنه مَأْخُوذ نحر نَفسه) .

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: رمى رجل من أهل الْعرَاق برنسه عَلَيْهِ وبرك على رَأسه، فَلَمَّا علم أَنه لَا يَسْتَطِيع أَن يَتَحَرَّك قتل نَفسه.
قَوْله: ( فقدمه) أَي: فَقدم عمر عبد الرَّحْمَن بن عَوْف للصَّلَاة بِالنَّاسِ، وَقد كَانَ ذَلِك بعد أَن كبر عمر.

     وَقَالَ  مَالك: قبل أَن يدْخل فِي الصَّلَاة.
قَوْله: ( صَلَاة خَفِيفَة) فِي رِوَايَة إِبْنِ إِسْحَاق: بأقصر سورتين من الْقُرْآن: إِنَّا أعطيناك، وَإِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح.
قَوْله: ( قَالَ: يَا ابْن عَبَّاس أنظر من قتلني) وَفِي رِوَايَة ابْن إِسْحَاق: فَقَالَ عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: يَا عبد الله ابْن عَبَّاس أخرج فنادِ فِي النَّاس { أعن ملاءٍ مِنْكُم كَانَ هَذَا؟ فَقَالُوا: معَاذ الله مَا علمنَا وَلَا اطَّلَعْنَا.
قَوْله: ( قَالَ: الصنع} )
أَي: قَالَ عمر: أهوَ الصنع؟ بِفَتْح الصَّاد الْمُهْملَة وَفتح النُّون أَي: الصَّانِع، وَفِي رِوَايَة ابْن أبي شيبَة وَابْن سعد: الصناع، بتَخْفِيف النُّون،.

     وَقَالَ  فِي ( الفصيح) : رجل صنع الْيَد وَاللِّسَان، وَامْرَأَة صناع الْيَد، وَفِي ( نَوَادِر أبي زيد) : الصناع يَقع على الرجل وَالْمَرْأَة، وَكَذَلِكَ الصنع، وَكَانَ هَذَا الْغُلَام نجاراً، وَقيل: نحاتاً للأحجار، وَكَانَ مجوسياً، وَقيل: كَانَ نَصْرَانِيّا.
قَوْله: ( منيتي) ، بِفَتْح الْمِيم وَكسر النُّون وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف: أَي موتى، هَذِه رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: ميتتي، بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف بعْدهَا تَاء مثناة فَوق أَي: قتلتي على هَذَا النَّوْع، فَإِن الْميتَة على وزن: الفعلة، بِكَسْر الْفَاء، وَقد علم أَن الفعلة بِالْكَسْرِ للنوع وبالفتح للمرة.
قَوْله: ( رجل يَدعِي الْإِسْلَام) وَفِي رِوَايَة ابْن شهَاب: فَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي لم يَجْعَل قاتلي يحاجني عِنْد الله بِسَجْدَة سجدها لَهُ قطّ، وَيُسْتَفَاد من هَذَا: أَن الْمُسلم إِذا قتل مُتَعَمدا يُرْجَى لَهُ الْمَغْفِرَة، خلافًا لمن قَالَ من الْمُعْتَزلَة وَغَيرهم: إِنَّه لَا يغْفر لَهُ أبدا.
قَوْله: ( قد كنت أَنْت وَأَبُوك) خطاب لِابْنِ عَبَّاس، وَفِي رِوَايَة ابْن سعد من طَرِيق مُحَمَّد بن سِيرِين عَن ابْن عَبَّاس، فَقَالَ عمر: هَذَا من عمل أَصْحَابك، كنت أُرِيد أَن لَا يدخلهَا علج من السَّبي، فغلبتموني.
قَوْله: ( فَقَالَ: إِن شِئْت فعلت) أَي: فَقَالَ ابْن عَبَّاس: إِن شئتَ! يُخَاطب بِهِ عمر، و: فعلتُ، بِضَم التَّاء، وَقد فسره بقوله: أَي: إِن شِئْت قتلنَا.
.

     وَقَالَ  ابْن التِّين: إِنَّمَا قَالَ لَهُ ذَلِك لعلمه بِأَن عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، لَا يَأْمُرهُ بِقَتْلِهِم.
قَوْله: ( كذبت) ، هُوَ خطاب من عمر لِابْنِ عَبَّاس، وَهَذَا على مَا ألفوا من شدَّة عمر فِي الدّين، وَكَانَ لَا يُبَالِي من مثل هَذَا الْخطاب، وَأهل الْحجاز يَقُولُونَ: كذبت فِي مَوضِع أَخْطَأت.
قلت: هُنَا قرينَة فِي اسْتِعْمَال كذبت مَوضِع أَخْطَأت غير موجه.
قَوْله: ( فَاحْتمل إِلَى بَيته) قَالَ عَمْرو بن مَيْمُون: فَبعد ذَلِك احْتمل عمر إِلَى بَيته.
قَوْله: ( فَأتى بنبيذ فَشرب) المُرَاد بالنبيذ هُنَا: تمرات كَانُوا ينبذونها فِي ماءٍ أَي: ينقعونها لاستعذاب المَاء من غير اشتداد وَلَا إسكار.
قَوْله: ( فَخرج من جَوْفه) أَي: من جرحه، وَهَكَذَا رِوَايَة الْكشميهني، وَهِي الصَّوَاب وَفِي رِوَايَة ابْن شهَاب: فَأَخْبرنِي سَالم، قَالَ: سَمِعت عبد الله بن عمر يَقُول: قَالَ عمر: أرْسلُوا إِلَى طَبِيب ينظر إِلَى جرحي، قَالَ: فأرسلوا إِلَى طَبِيب من الْعَرَب فَسَقَاهُ نبيذاً فشيب النَّبِيذ بِالدَّمِ حِين خرج من الطعنة الَّتِي تَحت السُّرَّة، قَالَ: فدعوت طَبِيبا آخر من الْأَنْصَار، فَسَقَاهُ لَبَنًا فَخرج اللَّبن من الطعْن أَبيض، فَقَالَ: إعهد يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، فَقَالَ عمر: صدقني، وَلَو قَالَ غير ذَلِك لكذبته.
قَوْله: ( وَجَاء النَّاس يثنون عَلَيْهِ) وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: فَجعلُوا يثنون عَلَيْهِ، وَفِي رِوَايَة ابْن سعد من طَرِيق جوَيْرِية بن قدامَة: فَدخل عَلَيْهِ الصَّحَابَة ثمَّ أهل الْمَدِينَة ثمَّ أهل الشَّام ثمَّ أهل الْعرَاق، فَكلما دخل عَلَيْهِ قوم بكوا وأثنوا عَلَيْهِ، وَأَتَاهُ كَعْب أَي: كَعْب الْأَحْبَار، فَقَالَ: ألم أقل لَك إِنَّك لَا تَمُوت إلاَّ شَهِيدا وَأَنت تَقول: من أَيْن وأنَّى فِي جَزِيرَة الْعَرَب؟ قَوْله: ( وَجَاء رجل شَاب) وَفِي رِوَايَة كتاب الْجَنَائِز الَّتِي تقدّمت: وولج عَلَيْهِ شَاب من الْأَنْصَار.
قَوْله: ( وَقدم) بِفَتْح الْقَاف أَي: فضل، وَجَاء بِكَسْر الْقَاف أَيْضا بِمَعْنى: سبق فِي الْإِسْلَام، وَيُقَال: مَعْنَاهُ بِالْفَتْح سَابِقَة، وَيُقَال لفُلَان قدم صدق أَي: إثرة حَسَنَة.
.

     وَقَالَ  الْجَوْهَرِي: الْقدَم السَّابِقَة فِي الْأَمر.
قَوْله: ( قد علمت) فِي مَحل الرّفْع على الِابْتِدَاء وَخَبره مقدما هُوَ قَوْله: ( لَك) .
قَوْله: ( ثمَّ شَهَادَة) بِالرَّفْع عطفا على مَا قد علمت، وَيجوز بِالْجَرِّ أَيْضا عطفا على قَوْله: ( من صُحْبَة) قَالَ الْكرْمَانِي: وَيجوز بِالنّصب على أَنه مفعول مُطلق لفعل مَحْذُوف.
قلت: تَقْدِيره: ثمَّ استشهدت شَهَادَة، وَيجوز أَن يكون مَنْصُوبًا على أَنه مفعول بِهِ تَقْدِيره: ثمَّ رزقت شَهَادَة.
قَوْله: ( وددت) أَي: أَحْبَبْت أَو تمنيت.
قَوْله: ( أَن ذَلِك كفاف) ، أَي: أَن الَّذِي جرى كفاف، بِفَتْح الْكَاف: وَهُوَ الَّذِي لَا يفضل عَن الشَّيْء وَيكون بِقدر الْحَاجة إِلَيْهِ، وَيُقَال: مَعْنَاهُ أَن ذَلِك مكفوف عني شَرها، وَقيل: مَعْنَاهُ لَا ينَال مني وَلَا أنال مِنْهُ.
وَقَوله: ( لَا عَليّ وَلَا لي) أَي: رضيت سَوَاء بِسَوَاء بِحَيْثُ يكف الشَّرّ عني لَا عِقَابه عَليّ وَلَا ثَوَابه لي.
قَوْله: ( إِذا إزَاره) ، كلمة: إِذا، للمفاجأة.
قَوْله: ( أبقى لثوبك) بِالْبَاء الْمُوَحدَة من الْبَقَاء، هَذِه رِوَايَة الْكشميهني وَفِي رِوَايَة غَيره: أنقى، بالنُّون بدل الْبَاء.
قَوْله: ( ابْن أخي) أَي: يَا ابْن أخي فِي الْإِسْلَام.
قَوْله: ( مَال آل عمر) ، لَفْظَة: آل، مقحمة أَي: مَال عمر، وَيحْتَمل أَن يُرِيد رهطه، قَوْله: ( فِي بني عدي) ، بِفَتْح الْعين وَكسر الدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ، وَهُوَ الْجد الْأَعْلَى لعمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، أَبُو قبيلته وهم العدويون.
قَوْله: ( وَلَا تعدهم) بِسُكُون الْعين أَي: لَا تتجاوزهم.
فَإِن قلت: روى عَمْرو بن شبة فِي ( كتاب الْمَدِينَة) بِإِسْنَاد صَحِيح: أَن نَافِعًا مولى ابْن عمر قَالَ: من أَيْن يكون على عمر دين وَقد بَاعَ رجل من ورثته مِيرَاثه بِمِائَة ألف؟ قلت: قيل: هَذَا لَا يَنْفِي أَن يكون عِنْد مَوته عَلَيْهِ دين، فقد يكون الشَّخْص كثير المَال وَلَا يسْتَلْزم نفي الدّين عَنهُ.
قَوْله: ( وَلَا تقل أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِنِّي لست الْيَوْم أَمِير الْمُؤمنِينَ) قَالَ ابْن التِّين: إِنَّمَا قَالَ ذَلِك عِنْدَمَا أَيقَن بِالْمَوْتِ، إِشَارَة بذلك إِلَى عَائِشَة حَتَّى لَا تحابيه لكَونه أَمِير الْمُؤمنِينَ.
قَوْله: ( ولأوثرن بِهِ على نَفسِي) أَي: أخصه بِمَا سَأَلَهُ من الدّفن عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وأترك نَفسِي، قيل: فِيهِ دَلِيل على أَنَّهَا كَانَت تملك الْبَيْت، ورد بِأَنَّهَا كَانَت تملك السكن إِلَى أَن توفيت، وَلَا يلْزم مِنْهُ التَّمَلُّك بطرِيق الْإِرْث، لِأَن أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ محبوسات بعد وَفَاته، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لَا يتزوجن إِلَى أَن يمتن، فهم كالمعتدات فِي ذَلِك، وَكَانَ النَّاس يصلونَ الْجُمُعَة فِي حجر أَزوَاجه وروى عَن عَائِشَة فِي حَدِيث لَا يثبت: أَنَّهَا اسْتَأْذَنت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن عاشت بعده أَن تدفن إِلَى جَانِبه، فَقَالَ لَهَا: وأنَّى لَك بذلك، وَلَيْسَ فِي ذَلِك الْموضع إلاَّ قَبْرِي وقبر أبي بكر وَعمر وَعِيسَى بن مَرْيَم؟ قَوْله: ( إرفعوني) أَي: من الأَرْض كَأَنَّهُ كَانَ مُضْطَجعا فَأَمرهمْ أَن يقعدوه.
قَوْله: ( فأسنده رجل إِلَيْهِ) أَي: أسْند عمر رجل إِلَيْهِ، قيل: يحْتَمل أَن يكون هَذَا ابْن عَبَّاس.
قلت: إِن كَانَ مُسْتَند هَذَا الْقَائِل فِي الِاحْتِمَال الْمَذْكُور كَون ابْن عَبَّاس فِي الْقَضِيَّة، فلغيره أَن يَقُول: يحْتَمل أَن يكون عَمْرو بن مَيْمُون، لقَوْله فِيمَا مضى: فَانْطَلَقْنَا مَعَه، قَوْله: ( أَذِنت) أَي: عَائِشَة.
قَوْله: ( فَقل: يسْتَأْذن) هَذَا الإستئذان بعد الْإِذْن فِي الاسْتِئْذَان الأول لاحْتِمَال أَن يكون الْإِذْن فِي الاسْتِئْذَان الأول فِي حَيَاته حَيَاء مِنْهُ، وَأَن ترجع عَن ذَلِك بعد مَوته، فَأَرَادَ عمر أَن لَا يكرهها فِي ذَلِك.
قَوْله: ( حَفْصَة) هِيَ بنت عمر بن الْخطاب.
قَوْله: ( فولجت عَلَيْهِ) أَي: دخلت على عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، ( فَبَكَتْ) من الْبكاء، هَذِه رِوَايَة الْكشميهني، وَرِوَايَة غَيره: فَلَبثت، أَي: فَمَكثت.
قَوْله: ( فولجت دَاخِلا لَهُم) أَي: فَدخلت حَفْصَة دَاخِلا لَهُم على وزن: فَاعل، أَي: مدخلًا كَانَ لأَهْلهَا.
قَوْله: ( من الدَّاخِل) أَي: من الشَّخْص الدَّاخِل.
قَوْله: ( وسعداً) هُوَ سعد بن أبي وَقاص، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.
فَإِن قلت: سعيد وَأَبُو عُبَيْدَة أَيْضا من الْعشْرَة المبشرة، وَتُوفِّي رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ عَنْهُمَا رَاض؟ قلت: أما سعيد فَهُوَ ابْن عَم عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فَلَعَلَّهُ لم يذكرهُ لذَلِك، أَو لِأَنَّهُ لم يره أَهلا لَهَا بِسَبَب من الْأَسْبابُُ، وَأما عُبَيْدَة فَمَاتَ قبل ذَلِك.
قَوْله: ( يشهدكم عبد الله بن عمر) ، أَي: يحضركم.
( وَلَكِن لَيْسَ لَهُ من الْأَمر شَيْء) وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا مَعَ أَهْلِيَّته لِأَنَّهُ رأى غَيره أولى مِنْهُ.
قَوْله: ( كَهَيئَةِ التَّعْزِيَة) قَالَ الْكرْمَانِي: هَذَا من كَلَام الرَّاوِي لَا من كَلَام عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ،.

     وَقَالَ  بَعضهم: فَلم أعرف من أَيْن تهَيَّأ لَهُ الْجَزْم بذلك مَعَ الِاحْتِمَال؟ قلت: لم يبين وَجه الِاحْتِمَال مَا هُوَ، وَلَا ثمَّة فِي كَلَامه مَا يدل على الْجَزْم.
قَوْله: ( فَإِن أَصَابَت الإمرة) ، بِكَسْر الْهمزَة، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: الْإِمَارَة.
قَوْله: ( سَعْدا) هُوَ سعد بن أبي وَقاص، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.
قَوْله: ( فَهُوَ ذَاك) يَعْنِي: هُوَ مَحَله وَأهل لَهُ.
قَوْله: ( وإلاَّ) ، أَي: وَإِن لم تصب الإمرة سَعْدا.
قَوْله: ( فليستعن بِهِ) أَي: بِسَعْد.
قَوْله: ( أَيّكُم فَاعل فليستعن!) قَوْله: ( مَا أمِّر) أَي: مَا دَامَ أَمِيرا، وَأمر على صِيغَة الْمَجْهُول من التأمير.
قَوْله: ( فَإِنِّي لم أعزله) أَي: لم أعزل سَعْدا، يَعْنِي عَن الْكُوفَة عَن عجز، أَي: عَن التَّصَرُّف وَلَا عَن خِيَانَة فِي المَال.
قَوْله: (.

     وَقَالَ )
أَي: عمر ( أوصِي الْخَلِيفَة من بعدِي بالمهاجرين الْأَوَّلين) قَالَ الشّعبِيّ: هم من أدْرك بيعَة الرضْوَان،.

     وَقَالَ  سعيد بن الْمسيب: من صلى الْقبْلَتَيْنِ.
قَوْله: ( أَن يعرف) بِفَتْح الْهمزَة أَي: بِأَن يعرف.
قَوْله: ( ويحفظ) بِالنّصب عطفا على: أَن يعرف.
قَوْله: ( الَّذين تبوأوا الدَّار) أَي: سكنوا الْمَدِينَة قبل الْهِجْرَة،.

     وَقَالَ  الْمُفَسِّرُونَ: المُرَاد بِالدَّار دَار الْهِجْرَة، نزلها الْأَنْصَار قبل الْمُهَاجِرين وابتنوا الْمَسَاجِد قبل قدوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بِسنتَيْنِ.
قَوْله: ( وَالْإِيمَان) فِيهِ إِضْمَار، أَي: وآثروا الْإِيمَان من بابُُ: علفتها تبناً وَمَاء بَارِدًا.
لِأَن الْإِيمَان لَيْسَ بمَكَان فيتبوأ فِيهِ.
والتبوء التَّمَكُّن والاستقرار وَلَيْسَ المُرَاد: أَن الْأَنْصَار آمنُوا قبل الْمُهَاجِرين، بل قبل مَجِيء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِلَيْهِم.
قَوْله: ( ردء الْإِسْلَام) بِكَسْر الرَّاء، أَي: عون الْإِسْلَام الَّذِي يدْفع عَنهُ.
قَوْله: ( وجباة الْأَمْوَال) بِضَم الْجِيم وَتَخْفِيف الْبَاء جمع جابي، كالقضاة جمع قَاضِي، وهم الَّذين كَانُوا يجبونَ الْأَمْوَال أَي: يجمعونها.
قَوْله: ( وغيظ الْعَدو) أَي: يغيظون الْعَدو بكثرتهم وقوتهم.
قَوْله: ( إلاَّ فَضلهمْ) أَي: إلاَّ مَا فضل عَنْهُم، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: وَيُؤْخَذ مِنْهُم، وَالْأول هُوَ الصَّوَاب.
قَوْله: ( من حَوَاشِي أَمْوَالهم) أَي: الَّتِي لَيست بِخِيَار وَلَا كرام.
قَوْله: ( بِذِمَّة الله) المُرَاد بِهِ: أهل الذِّمَّة.
قَوْله: ( وَأَن يُقَاتل من ورائهم) ، يَعْنِي: إِذا قصدهم عَدو لَهُم يُقَاتلُون لدفعهم عَنْهُم، وَقد استوفى عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فِي وَصيته جَمِيع الطوائف، لِأَن النَّاس إِمَّا مُسلم وَإِمَّا كَافِر، فالكافر إِمَّا حَرْبِيّ وَلَا يوصى بِهِ، وَإِمَّا ذمِّي وَقد ذكره، وَالْمُسلم إِمَّا مُهَاجِرِي أَو أَنْصَارِي أَو غَيرهمَا، وَكلهمْ إِمَّا بدوي وَإِمَّا حضري، وَقد بَين الْجَمِيع.
قَوْله: ( وَلَا يكلفوهم إلاَّ طاقتهم) أَي: من الْجِزْيَة.
قَوْله: ( فَانْطَلَقْنَا) ، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: فانقلبنا، أَي: رَجعْنَا.
قَوْله: ( فَسلم عبد الله بن عمر) أَي: على عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا.
قَوْله: ( فَقَالَت) أَي: عَائِشَة.
قَوْله: ( أدخلوه) ، بِفَتْح الْهمزَة من الإدخال.
قَوْله: ( فَأدْخل) ، على صِيغَة الْمَجْهُول، وَكَذَلِكَ: ( فَوضع) .
قَوْله: ( هُنَاكَ) ، أَي: فِي بَيت عَائِشَة عِنْد قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وقبر أبي بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَهُوَ معنى قَوْله: ( مَعَ صَاحِبيهِ) وَاخْتلف فِي صفة الْقُبُور الثَّلَاثَة المكرمة، فالأكثرون على أَن قبر أبي بكر وَرَاء قبر رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وقبر عمر وَرَاء قبر أبي بكر.
وَقيل: إِن قَبره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مقدم إِلَى الْقبْلَة، وقبر أبي بكر حذاء مَنْكِبه، وقبر عمر حذاء مَنْكِبي أبي بكر.
وَقيل: قبر أبي بكر عِنْد رَأس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وقبر عمر عِنْد رجلَيْهِ.
وَقيل: قبر أبي بكر عِنْد رجل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وقبر عمر عِنْد رجل أبي بكر، وَقيل غير ذَلِك.
قَوْله: ( إِلَى ثَلَاثَة مِنْكُم) ، أَي: فِي الِاخْتِيَار، ليقل الِاخْتِلَاف.
قَوْله: ( قَالَ طَلْحَة: قد جعلت أَمْرِي إِلَى عُثْمَان) ، هَذَا يُصَرح بِأَن طَلْحَة قد كَانَ حَاضرا.
فَإِن قلت: قد تقدم أَنه كَانَ غَائِبا عِنْد وَصِيَّة عمر.
قلت: لَعَلَّه حضر بعد أَن مَاتَ، وَقبل أَن يسْتَمر أَمر الشورى، وَهَذَا أصح مِمَّا رَوَاهُ المدايني: أَنه لم يحضر إلاَّ بعد أَن بُويِعَ عُثْمَان.
قَوْله: ( وَالله عَلَيْهِ وَالْإِسْلَام) بِالرَّفْع فيهمَا، لِأَن لَفْظَة: الله، مُبْتَدأ وَقَوله: عَلَيْهِ، خَبره ومتعلقه مَحْذُوف أَي: وَالله رَقِيب عَلَيْهِ، وَالْإِسْلَام عطف عَلَيْهِ، وَالْمعْنَى: وَالْإِسْلَام كَذَلِك.
قَوْله: ( لينظرن) بِلَفْظ الْأَمر للْغَائِب.
قَوْله: ( أفضلهم فِي نَفسه) بِلَفْظ اللَّام أَي: ليتفكر كل وَاحِد مِنْهُمَا فِي نَفسه أَيهمَا أفضل؟ ويروى بِفَتْح اللَّام جَوَابا للقسم الْمُقدر.
قَوْله: ( فأسكت الشَّيْخَانِ) بِفَتْح الْهمزَة بِمَعْنى: سكت، ويروى بِضَم الْهمزَة على صِيغَة الْمَجْهُول، وَالْمرَاد بالشيخين: عَليّ وَعُثْمَان.
قَوْله: ( أفتجعلونه؟) أَي: أَمر الْولَايَة.
قَوْله: ( وَالله) بِالرَّفْع على أَنه مُبْتَدأ وَخَبره هُوَ قَوْله: ( عَليَّ) الله رَقِيب، أَي: شَاهد عَليّ.
قَوْله: ( أَن لَا آلو) أَي: بِأَن لَا ألو، بِأَن لَا أقصر عَن أفضلكم.
قَوْله: ( فَأخذ بيد أَحدهمَا) هُوَ عَليّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، يدل عَلَيْهِ بَقِيَّة الْكَلَام.
قَوْله: ( والقدم) بِكَسْر الْقَاف وَفتحهَا، قَوْله: ( مَا قد علمت) صفة أَو بدل عَن الْقدَم.
قَوْله: ( فَالله عَلَيْك) أَي: فَالله رَقِيب عَلَيْك.
قَوْله: ( لَئِن أَمرتك) بتَشْديد الْمِيم.
قَوْله: ( وَإِن أمرت) بتَشْديد الْمِيم.
قَوْله: ( ثمَّ خلا بِالْآخرِ) وَهُوَ الزبير، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، أَيْضا.
قَوْله: ( وولج أهل الدَّار) أَي: وَدخل أهل الْمَدِينَة.

وَفِي هَذَا الحَدِيث فَوَائِد فِيهِ: شَفَقَة عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، على الْمُسلمين وعَلى أهل الذِّمَّة أَيْضا.
وَفِيه: اهتمامه بِأُمُور الدّين بِأَكْثَرَ من اهتمامه بِأَمْر نَفسه.
وَفِيه: الْوَصِيَّة بأَدَاء الدّين.
وَفِيه: الاعتناء بالدفن عِنْد أهل الْخَيْر.
وَفِيه: المشورة فِي نصب الإِمَام، وَأَن الْإِمَامَة تَنْعَقِد بالبيعة.
وَفِيه: جَوَاز تَوْلِيَة الْمَفْضُول مَعَ وجود الْأَفْضَل مِنْهُ، قَالَه ابْن بطال، ثمَّ علله بقوله: لِأَنَّهُ لَو لم يجز لَهُم لم يَجْعَل عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، الْأَمر شُورَى بَين سِتَّة أنفس، مَعَ علمه بِأَن بَعضهم أفضل من بعض.
وَفِيه: الْمُلَازمَة بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ على كل حَال.
وَفِيه: إِقَامَة السّنة فِي تَسْوِيَة الصُّفُوف.
وَفِيه: الِاحْتِرَاز من تثقيل الْخراج والجزية وَترك مَا لَا يُطَاق.
<