3097 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : - وَأَهْوَى النُّعْمَانُ بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ - إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ ، وَعِرْضِهِ ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى ، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ، إِذَا صَلَحَتْ ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ . وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، قَالَا : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ ، وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، وَأَبِي فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيِّ ، ح وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيَّ ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ ، كُلُّهُمْ عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، غَيْرَ أَنَّ حَدِيثَ زَكَرِيَّاءَ أَتَمُّ مِنْ حَدِيثِهِمْ وَأَكْثَرُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ نُعْمَانَ بْنَ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ ، صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِحِمْصَ ، وَهُوَ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْحَلَالُ بَيِّنٌ ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، فَذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ زَكَرِيَّاءَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، إِلَى قَوْلِهِ : يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ |
Nu'man b. Bashir (Allah be pleased with him) reported:
I heard Allah's Messenger (may peace be upon himn) as having said this (and Nu'man) pointed towards his ears with his fingers): What is lawful is evident and what is unlawful is evident, and in between them are the things doubtful which many people do not know. So he who guards against doubtful things keeps his religion and honour blameless, and he who indulges in doubtful things indulges in fact in unlawful things, just as a shepherd who pastures his animals round a preserve will soon pasture them in it. Beware, every king has a preserve, and the things God his declaced unlawful are His preserves. Beware, in the body there is a piece of flesh; if it is sound, the whole body is sound and if it is corrupt the whole body is corrupt, and hearken it is the heart.
شرح الحديث من شرح السيوطى
[1599] إِن الْحَلَال بَين وَإِن الْحَرَام بَين قَالَ النَّوَوِيّ أجمع الْعلمَاء على عظم موقع هَذَا الحَدِيث وَكَثْرَة فَوَائده وَأَنه أحد الْأَحَادِيث الَّتِي عَلَيْهَا مدَار الْإِسْلَام وَمَعْنَاهُ أَن الْأَشْيَاء ثَلَاثَة أَقسَام 1 حَلَال وَاضح لَا يخفى حكمه كالخبز والفواكه وَالزَّيْت وَالْعَسَل وَنَحْوهَا 2 وَحرَام كَذَلِك كَالْخمرِ وَالْخِنْزِير وَالْميتَة وَالْكذب والغيبة وَنَحْوهَا 3 وَبَينهمَا مُشْتَبهَات أَي لَيست بواضحة الْحل وَالْحُرْمَة لَا يعلمهُنَّ كثير من النَّاس وَإِنَّمَا يعلمهَا الْعلمَاء بِنَصّ أَو قِيَاس أَو اسْتِصْحَاب أَو غير ذَلِك فَمن اتَّقى الشُّبُهَات اسْتَبْرَأَ لدينِهِ وَعرضه أَي حصل لَهُ الْبَرَاءَة لدينِهِ من الذَّم الشَّرْعِيّ وصان عرضه عَن كَلَام النَّاس فِيهِ وَمن وَقع فِي الشُّبُهَات وَقع فِي الْحَرَام يحْتَمل وَجْهَيْن أَحدهمَا انه من كَثْرَة تعاطيه الشُّبُهَات يُصَادف الْحَرَام وَإِن لم يتعمده وَالثَّانِي أَن يعْتَاد التساهل ويتمرن عَلَيْهِ ويجسر على شُبْهَة ثمَّ أُخْرَى أغْلظ مِنْهَا وَهَكَذَا حَتَّى يَقع فِي الْحَرَام عمدا يُوشك بِضَم الْيَاء وَكسر الشين أَي يُسَارع وَيُقَارب أَلا وَإِن لكل ملك حمى أَلا وَإِن حمى الله مَحَارمه مَعْنَاهُ أَن الْمُلُوك من الْعَرَب وَغَيرهم يكون لكل ملك مِنْهُم حمى يحميه عَن النَّاس ويمنعهم من دُخُوله فَمن دخله أوقع بِهِ الْعقُوبَة وَمن احتاط لنَفسِهِ لَا يُقَارب ذَلِك الْحمى خوفًا من الْوُقُوع فِيهِ وَللَّه تَعَالَى أَيْضا حمى وَهِي مَحَارمه أَي الْمعاصِي الَّتِي حرمهَا كَالْقَتْلِ وَالزِّنَا وَالسَّرِقَة وأشباهها فَكل هَذَا حمى الله من دخله بارتكابه شَيْئا من الْمعاصِي اسْتحق الْعقُوبَة وَمن قاربه يُوشك أَن يَقع فِيهِ فَمن احتاط لنَفسِهِ وَلم يُقَارِبه فَلَا يتَعَلَّق بِشَيْء يقربهُ من الْمعْصِيَة وَلَا يدْخل فِي شَيْء من الشُّبُهَات أَلا وَإِن فِي الْجَسَد مُضْغَة هِيَ الْقطعَة من اللَّحْم سميت بذلك لِأَنَّهَا تمضغ فِي الْفَم لصغرها قَالُوا وَالْمرَاد تَصْغِير الْقلب بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَاقِي الْجَسَد إِذا صلحت صلح الْجَسَد كُله وَإِذا فَسدتْ فسد الْجَسَد كُله قَالَ أهل اللُّغَة يُقَال صلح وَفَسَد بِفَتْح اللَّام وَالسِّين وضمهما وَالْفَتْح أفْصح وَأشهر أَلا وَهِي الْقلب اسْتدلَّ بِهَذَا على أَن الْعقل فِي الْقلب لَا فِي الرَّأْس أتم من حَدِيثهمْ وَأكْثر ضبط بِالْمُثَلثَةِ وبالموحدة