سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ
4937 قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، قَالَ : عَادَ الأَمِيرُ سَلْمَانَ فِي مَرَضِهِ ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الأَمِيرُ فَاذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ ، وَعِنْدَ لِسَانِكَ إِذَا حَكَمْتَ ، وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ ، قُمْ عَنِّي وَالأَمِيرُ يَوْمَئِذٍ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ.
4923 قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سِمَاكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ حُمَيْدٍ ، يَقُولُ : دَخَلْتُ مَعَ خَالِي عَلَى سَلْمَانَ بِالْمَدَائِنِ ، وَهُوَ يَعْمَلُ الْخُوصَ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَشْتَرِي خُوصًا بِدِرْهَمٍ ، فَأَعْمَلُهُ ، فَأَبِيعُهُ بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ ، فَأُعِيدُ دِرْهَمًا فِيهِ ، وَأَنْفِقُ دِرْهَمًا عَلَى عِيَالِي ، وَأَتَصَدَّقُ بِدِرْهَمٍ ، وَلَوْ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَهَانِي عَنْهُ مَا انْتَهَيْتُ.
4943 قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ، أَنَّ سَلْمَانَ مَاتَ قَبْلَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ ، فَرَآهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ فِي الْمَنَامِ ، فَقَالَ لَهُ : كَيْفَ أَنْتَ أَبَا عَبْدِ اللهِ ؟ قَالَ : بِخَيْرٍ ، قَالَ : أَيُّ الأَعْمَالِ وَجَدْتَهَا أَفْضَلَ ؟ قَالَ : وَجَدْتُ التَّوَكُّلَ شَيْئًا عَجِيبًا.
{ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} ، { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهُ عَلَيْهِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
4895 قَالَ : عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ : فَدَخَلْتُ أَنَا ، وَسَلْمَانُ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ ، وَنُعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ ، وَسِتَّةٌ مِنَ الأَنْصَارِ تَحْتَ أَصْلِ ذُبَابٍ ، فَضَرَبْنَا حَتَّى بَلَغَنَا النَّدَى ، فَأَخْرَجَ اللَّهُ صَخْرَةً بَيْضَاءَ مُرْوَةً مِنْ بَطْنِ الْخَنْدَقِ ، فَكَسَرَتْ حَدِيدَنَا ، وَشَقَّتْ عَلَيْنَا ، فَقُلْتُ لِسَلْمَانَ : ارْقَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَهُوَ ضَارِبٌ عَلَيْهِ قُبَّةً تُرْكِيَّةً ، فَرَقَى إِلَيْهِ سَلْمَانُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ صَخْرَةٌ بَيْضَاءُ خَرَجَتْ مِنْ بَطْنِ الْخَنْدَقِ ، فَكَسَرَتْ حَدِيدَنَا ، وَشَقَّتْ عَلَيْنَا ، فَإِمَّا أَنْ نَعْدِلَ عَنْهَا وَالْمَعْدِلُ قَرِيبٌ ، أَوْ تَأْمُرَنَا فِيْهَا بِأَمْرِكَ ، فَإِنَّا لاَ نُحِبُّ أَنْ نُجَاوِزَ خَطَّكَ ، فَقَالَ : أَرِنِي مِعْوَلَكَ يَا سَلْمَانُ فَقَبَضَ مُعْوَلَهُ ، ثُمَّ هَبَطَ عَلَيْنَا ، فَكُنَّا عَلَى شُقَّةِ الْخَنْدَقِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَتَنَحَّى فَضَرَبَ ضَرْبَةً صَدَعَهَا وَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَكْبِيرَ فَتْحٍ ، فَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ ، فَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا حَتَّى كَأَنَّ مِصْبَاحًا فِي جَوْفِ بَيْتٍ مُظْلِمٍ ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم تَكْبِيرَ فَتْحٍ ، فَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ ، فَكَسَرَهَا ، وَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا ، فَكَبَّرَ تَكْبِيرَ فَتْحٍ فَكَبَّرْنَا.ثُمَّ رَقِيَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي مَقْعَدِ سَلْمَانَ قَالَ سَلْمَانُ : يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ شَيْئًا مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ ، فَالْتَفَتَ إِلَى الْقَوْمِ ، فَقَالَ : هَلْ رَأَيْتُمْ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، بِأَبِينَا أَنْتَ وَأَمِّنَّا يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْنَاكَ تَضْرِبُ ، فَخَرَجَ بَرَقٌ كَالْمَوْجِ ، فَتُكَبِّرُ ، فَنُكَبِّرُ لاَ نَرَى ضِيَاءً غَيْرَ ذَلِكَ ، قَالَ : صَدَقْتُمْ ، ضَرَبْتُ ضَرْبَتِي الأُولَى ، فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ ، فَأَضَاءَ لِي مِنْهَا قُصُورُ الْحِيرَةِ وَمَدَائِنُ كِسْرَى ، كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلاَبِ. وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا ، ثُمَّ ضَرَبْتُ ضَرْبَتِي الثَّانِيَةَ ، فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ أَضَاءَ لِي مَعَهَا قُصُورُ الْحُمُرِ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ ، كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلاَبِ ، وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا ، ثُمَّ ضَرَبْتُ الثَّالِثَةَ ، فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ أَضَاءَ لِي مَعَهَا قُصُورُ صَنْعَاءَ كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلاَبِ. وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا يَبْلُغُهُمُ النَّصْرُ فَأَبْشِرُوا يُرَدِّدُهَا ثَلاَثًا ، فَاسْتَبْشَرَ الْمُسْلِمُونَ ، وَقَالُوا : مَوْعُودٌ صَادِقٌ بَارٌّ ، وَعَدَنَا النَّصْرَ بَعْدَ الْحَصْرِ وَالْفُتُوحَ ، فَتَرَاءَوُا الأَحْزَابَ ، فَقَالَ اللَّهُ :