ذِكْرُ بَعْضِ مَا حَضَرَنَا ذِكْرُهُ مِمَّنْ رَوَى ، أَوْ قَالَ الشِّعْرَ
589 حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ الزُّبَيْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَهْزِيُّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ ، قَالَ : أَقْحَمَتِ السَّنَةُ نَابِغَةَ بَنِي جَعْدَةَ ، فَجَاءَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، فَأَنْشَدَهُ : حَكَيْتَ لَنَا الصِّدِّيقَ لَمَّا وَلِيتَنَا وَعُثْمَانَ وَالْفَارُوقَ ، فَارْتَاحَ مُعْدِمُ وَسَوَّيْتَ بَيْنَ النَّاسِ فِي الْحَقِّ وَاسْتَوَوْا فَعَادَ صَبَاحًا حَالِكُ اللَّوْنِ مُظْلِمُ أَتَاكَ أَبُو لَيْلَى يَجُوبُ بِهِ الدُّجَى دُجَى اللَّيْلِ جَوَّابُ الْفَلَاةِ عَثَمْثَمُ لِتَجْبُرَ مِنْهُ جَانِبًا ذَعْذَعَتْ بِهِ صُرُوفُ اللَّيَالِي وَالزَّمَانُ الْمُصَمِّمُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ : أَمْسِكْ عَلَيْكَ أَبَا لَيْلَى ، فَإِنَّ الشِّعْرَ أَهْوَنُ وَسَائِلِكَ عِنْدَنَا ، أَمَّا عِفْوَةُ أَمْوَالِنَا فَإِنَّ بَنِي أَسَدٍ تَشْغَلُهَا عَنْكَ وَتَيْمًا ، وَأَمَّا صِفْوَتُهُ فَلِآلِ الزُّبَيْرِ ، وَلَكِنَّ لَكَ فِي مَالِ اللَّهِ حَقَّانِ : حَقٌّ بِرُؤْيَتِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَحَقٌّ لِشِرْكَتِكَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ فِي فَيْئِهِمْ . ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ بِهِ دَارَ النَّعَمِ ، فَأَعْطَاهُ قَلَائِصَ سَبْعًا وَجَمَلًا رَحِيلًا ، وَأَوْقَرَ لَهُ الرِّكَابَ بُرًّا وَتَمْرًا ، فَجَعَلَ النَّابِغَةُ يَسْتَعْجِلُ فَيَأْكُلُ الْحَبَّ صِرْفًا ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : وَيْحَ أَبِي لَيْلَى ، قَدْ بَلَغَ بِهِ الْجَهْدُ |
590 حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : اجْتَمَعَ مَرْوَانُ وَابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمًا عِنْدَ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَا فِي حُجْرَتِهَا ، وَعَائِشَةُ فِي بَيْتِهَا ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَهُمُ الْحِجَابُ ، فَسَاءَلَا عَائِشَةَ وَحَدَّثَتْهُمْ ، ثُمَّ قَالَ مَرْوَانُ : مَنْ يَشَإِ الرَّحْمَنُ يَحْفَظْ بِقُدْرَةٍ وَلَيْسَ لِمَنْ لَمْ يَرْفَعِ اللَّهُ رَافِعُ فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : فَوِّضْ إِلَى اللَّهِ الْأُمُورَ إِذَا اعْتَرَتْ وَبِاللَّهِ لَا بِالْأَقْرَبِينَ نُدَافِعُ فَقَالَ مَرْوَانُ : دَاوِ ضَمِيرَ الْقَلْبِ بِالْبِرِّ وَالتُّقَى لَا يَسْتَوِي قَلْبَانِ قَاسٍ وَخَاشِعُ فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : لَا يَسْتَوِي عَبْدَانِ عَبْدٌ مُكَلَّمٌ وَعَبْدٌ لِأَرْحَامِ الْأَقَارِبِ قَاطِعُ فَقَالَ مَرْوَانُ : وَعَبْدٌ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ يَبِيتُ يُنَاجِي رَبَّهُ وَهُوَ رَاكِعُ فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : فَلِلْخَيْرِ أَهْلٌ يُعْرَفُونَ بِهَدْيِهِمْ إِذَا اجْتَمَعَتْ عِنْدَ الْخُطُوبِ الْمَجَامِعُ فَقَالَ مَرْوَانُ : وَلِلشَّرِ أَهْلٌ يُعْرَفُونَ بِشَكْلِهِمْ تُشِيرُ إِلَيْهِمْ بِالْفُجُورِ الْأَصَابِعُ قَالَ : فَسَكَتَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَلَمْ يُجِبْ مَرْوَانَ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، مَا لَكَ لَمْ تُجِبْ صَاحِبَكَ ؟ ، فَوَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ تَحَاوُرَ رَجُلَيْنِ تَحَاوَرَا فِي نَحْوِ مَا تَحَاوَرْتُمَا فِيهِ أَعْجَبَ إِلَيَّ مُحَاوَرَةً مِنْكُمَا . فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : إِنِّي خِفْتُ عَوَارَ الْقَوْلِ فَكَفَفْتُ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : إِنَّ لِمَرْوَانَ فِي الشِّعْرِ إِرْثًا لَيْسَ لَكَ |
591 حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبِّرِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي الْمُحَبِّرُ بْنُ قَحْذَمٍ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَثَاهُ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ ، فَقَالَ : عَجِبْتُ لِقَوْمٍ أَسْلَمُوا بَعْدَ عِزِّهِمْ إِمَامَهُمُ لِلْمُنْكَرَاتِ وَلِلْغَدْرِ وَلَوْ أَنَّهُمْ سِيمُوا مِنَ الضَّيْمِ خُطَّةً لَجَادَ لَهُمْ عُثْمَانُ بِالْيَدِ وَالنَّصْرِ فَمَا كَانَ فِي دِينِ الْإِلَهِ بِخَائِنٍ وَلَا كَانَ فِي الْأَقْسَامِ بِالضَّيِّقِ الصَّدْرِ وَلَا كَانَ نَكَّاثًا لَعَهْدِ مُحَمَّدٍ وَلَا تَارِكًا لِلْحَقِّ فِي النَّهْيِ وَالْأَمْرِ فَإِنْ أَبْكِهِ أُعْذَرْ لِفَقْدِيَ عِدْلَهُ وَمَا بِيَ عَنْهُ مِنْ عَزَاءٍ وَلَا صَبْرِ وَهَلْ لِامْرِئٍ يَبْكِي لِعُظْمِ مُصِيبَةٍ أُصِيبَ بِهَا بَعْدَ ابْنِ عَفَّانَ مِنْ عُذْرِ فَلَمْ أَرَ يَوْمًا كَانَ أَعْظَمَ فِتْنَةً وَأَهْتَكَ مِنْهُ لِلْمَحَارِمِ وَالسِّتْرِ غَدَاةَ أُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ بِخَيْرِهِمْ وَمَوْلَاهِمُ فِي الْبِرِّ وَالْعُسْرِ وَالْيُسْرِ |
592 حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْغَمْرِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : لَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةَ نَعْيُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَجِمَ ، ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، مَاتَ مَنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنِّي ، وَمَاتَ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي ، وَمَاتَ مَنْ هُوَ مِثْلِي : إِذَا سَارَ مَنْ خَلْفَ امْرِئٍ وَأَمَامَهُ وَأَوْحَشَ مِنْ جِيرَانِهِ فَهُوَ سَائِرُ |
593 حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُرْيَانِ ، قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ وَغُلَامُهُ يَقُولُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَيَقُولُ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى الشِّعْرِ |
594 حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَتَكِيُّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ كَانَ يَرْوِي الشِّعْرَ ، وَيَسْتَخْرِجُ الْآيَاتِ مِنَ الْقُرْآنِ ، وَكَانَ يَرْوِي شِعْرًا حَسَنًا فِيهِ هِجَاءٌ |
595 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ شُعْبَةَ ، قُلْتُ : مَا تَرَى فِي الشِّعْرِ الرَّقِيقِ ؟ قَالَ : أَنْشَدَنِي ابْنُ عَوْنٍ شِعْرًا رَقِيقًا |
596 قَالَ : وَأَخْبَرَنِي قَتَادَةُ : أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ وَهُوَ فِي السِّجْنِ ، فَإِذَا هُوَ يُكْتِبُ رَجُلًا شِعْرًا رَقِيقًا ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا هَذَا ؟ تُكْتِبُ شِعْرًا رَقِيقًا ؟ فَقَالَ : لَا أُكْتِبُ أَحَدًا بَعْدَهَا شِعْرًا رَقِيقًا ، لَكِنَّ هَذَا أَخْبَرَنِي أَنَّهُ أَحَبَّ امْرَأَةً فَتَزَوَّجَهَا وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهَا |
597 حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ فَزَارَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى : أَنَّهُ كَانَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ وَالْمُؤَذِّنُ يُقِيمُ |
598 حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : كُنْتُ أَرَى عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ وَمَعْبَدَ بْنَ خَالِدٍ يُنْشِدَانِ الشِّعْرَ عِنْدَ الْإِقَامَةِ ، وَهُمَا قَاعِدَانِ فِي الْمَسْجِدِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ |