بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْءِ مِنَ اسْتِعْمَالِ الْحَزْمِ وَالْأَخْذِ بِالثِّقَةِ وَالنَّظَرِ فِي
879 حَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ وَدِيعَةَ الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ : لَا تَتَكَلَّمْ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ ، وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ إِلَّا الْأَمِينَ ، وَالْأَمِينُ مَنْ يَخَافُ اللَّهَ أَنْشَدَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا : احْذَرْ صَدِيقَكَ لَا عَدُوَّكَ إِنَّمَا جُمْهُورُ سِرِّكَ عِنْدَ كُلِّ صِدِّيقِ |
880 سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ يُنْشِدُ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكَاتِبِ : لَوْ قِيلَ لِي خُذْ أَمَانًا مِنْ أَعْظَمِ الْحَدَثَانِ لَمَا أَخَذْتُ أَمَانًا إِلَّا مِنَ الْإِخْوَانِ |
881 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ الطَّبَّاعِ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ ؟ قَالَ : الْحَمْوُ الْمَوْتُ |
882 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ : لَوْلَا آخِرُ النَّاسِ مَا افْتَتَحْتُ قَرْيَةً إِلَّا قَسَمْتُهَا |
883 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ : أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يَوْمَ افْتَتَحَ الْعِرَاقَ : أَمَّا بَعْدُ : فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ أَنَّ النَّاسَ قَدْ سَأَلُوا أَنْ تُقْسَمَ بَيْنَهُمْ غَنَائِمُهُمْ ، وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، فَانْظُرْ مَا أَجْلَبُوا بِهِ عَلَيْكَ فِي الْعَسْكَرِ مِنْ كُرَاهٍ أَوْ مَالٍ ، فَاقْسِمْهُ بَيْنَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَاتْرُكِ الْأَرْضَ وَالْأَنْهَارَ بِعُمَّالِهَا ؛ لِيَكُونَ ذَلِكَ فِي أُعْطِيَاتِ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّا إِنْ قَسَمْنَاهَا بَيْنَ مَنْ حَضَرَ لَمْ يَكُ لِمَنْ بَعْدَهُمْ شَيْءٌ |
884 حَدَّثَنَا نَضَّرُ بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ ، عَنْ عُمَرَ ، أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَقْسِمَ السَّوَادَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَأَمَرَ أَنْ يُحْصَوْا ، فَوُجِدَ الرَّجُلُ يُصِيبُهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْفَلَّاحِينَ ، فَشَاوَرَ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : دَعْهُمْ ؛ يَكُونُوا مَادَّةً لِلْمُسْلِمِينَ فَتَرَكَهُمْ ، وَبَعَثَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ ، فَوَضَعَ عَلَيْهِمْ ثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ ، وَأَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ ، وَاثْنَا عَشَرَ |
885 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، حَدَّثَنِي تَمِيمُ بْنُ عَطِيَّةَ الْعَنْسِيُّ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَيْسٍ ، أَوِ ابْنُ قَيْسٍ ، شَكَّ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : قَدِمَ عُمَرُ الْجَابِيَةَ ، فَأَرَادَ قَسْمَ الْأَرْضِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ : وَاللَّهِ إِذًا لَيَكُونَنَّ مَا تَكْرَهُ ، إِنَّكَ إِنْ قَسَمْتَهَا الْيَوْمَ كَانَ الرُّبُعُ الْعَظِيمُ فِي أَيْدِي الْقَوْمِ ، ثُمَّ يَبِيدُونَ ، فَيَصِيرُ ذَلِكَ إِلَى الرَّجُلِ الْوَاحِدِ ، أَوِ الْمَرْأَةِ ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ يَسُدُّونَ مِنَ الْإِسْلَامِ مَسَدًّا ، وَهُمْ مَا يَجِدُونَ شَيْئًا ، فَانْظُرْ أَمْرًا يَسَعُ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : لِبَعْضِهِمْ بَصِيرٌ بِأَعْقَابِ الْأُمُورِ بِرَأْيِهِ كَأَنَّ لَهُ فِي الْيَوْمِ عَيْنًا عَلَى غَدِ وَأَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّازِيُّ : يَرَى عَزَمَاتِ الرَّأْيِ حَتَّى كَأَنَّهَا تُخَاطِبُهُ فِي كُلِّ أَمْرٍ عَوَاقِبُهُ |
886 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ ، قَالَ : كَتَبَ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَخْلُوعُ ، وَطَاهِرٌ يُحَارِبُهُ : حَفِظَكَ اللَّهُ وَعَافَاكَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّهُ كَانَ عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَكْتُبَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْخِلَافَةِ بِغَيْرِ التَّأْمِيرِ ، إِلَّا أَنِّي حُدِّثْتُ عَنْكَ ، وَتَوَهَّمْتُ عَلَيْكَ أَنَّكَ مَائِلٌ بِالرَّأْيِ وَالْهَوَى إِلَى النَّاكِثِ الْمَخْلُوعِ ، فَإِنْ كَانَ مَا بَلَغَنِي حَقًّا ، فَقَلِيلُ مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ كَثِيرٌ ، وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا ، فَالسَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَكَتَبَ فِي آخِرِ الْكِتَابِ : رُكُوبُكَ الْهَوْلَ مَا لَمْ تَلْقَ فُرْصَتَهُ جَهْلٌ وَرَأْيُكَ بِالْإِقْحَامِ تَغْرِيرُ أَعْظِمْ بِدُنْيَا يَنَالُ الْمُخْطِئُونَ بِهَا حَظَّ الْمُصِيبِينَ وَالْمَعْزُورُ مَعْزُورُ ازْرَعْ صَوَابًا وَحَبْلُ الْحَزْمِ مُوتَرَةٌ فَلَنْ يُذَمَّ لِأَهْلِ الْحَزْمِ تَدْبِيرُ فَإِنْ ظَفِرْتَ مُصِيبًا أَوْ هَلَكَتْ بِهِ فَأَنْتَ عِنْدَ ذَوِي الْأَلْبَابِ مَعْذُورُ وَإِنْ ظَفِرْتَ عَلَى جَهْلٍ وَفُزْتَ بِهِ قَالُوا جَهُولٌ أَعَانَتْهُ الْمَقَادِيرُ أَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ أَوْ غَيْرُهُ : تَزِيدُهُ الْأَيَّامُ إِنْ سَاعَفَتْ شِدَّةَ حَزْمٍ بِتَصَارِيفِهَا كَأَنَّهَا فِي حَالِ إِسْعَافِهَا تُسْمِعُهُ ضَجَّةَ تَخْوِيفِهَا |
887 حَدَّثَنِي حُبَيْشُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ : مَا أَحْمَدْتُ نَفْسِي عَلَى ظَفَرٍ ابْتَدَأْتُهُ بِعَجْزٍ ، وَلَا لُمْتُهَا عَلَى مَكْرُوهٍ ابْتَدَأْتُهُ بِحَزْمٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَدَعَ الْحَزْمَ لِظَفَرٍ نَالَهُ عَاجِزٌ ، وَلَا يَرْغَبُ فِي التَّضْيِيعِ لِنَكْبَةٍ حَلَّتْ عَلَى حَازِمٍ |
888 وَسَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ : قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ : قَالَ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ : كَانَ عُظَمَاءُ التُّرْكِ يَقُولُونَ : يَنْبَغِي لِلْقَائِدِ الْعَظِيمِ الْقِيَادَةِ أَنْ تَكُونَ فِيهِ أَخْلَاقٌ مِنْ أَخْلَاقِ الْبَهَائِمِ : سَخَاءُ الدِّيكِ ، وَتَحَنُّنُ الدَّجَاجَةِ ، وَقَلْبُ الْأَسَدِ ، وَحِمْلَةُ الْخِنْزِيرِ ، وَرَوَغَانُ الثَّعْلَبِ ، وَصَبْرُ الْكَلْبِ عَلَى الْجِرَاحِ ، وَحِرَاسَةُ الْكُرْكِيِّ ، وَحَذَرُ الْغُرَابِ ، وَخَتْلُ الذِّئْبِ ، وَهِدَايَةُ الْحَمَامِ |