إِبْرَاهِيمُ الْخَوَّاصُ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

إِبْرَاهِيمُ الْخَوَّاصُ وَمِنْهُمُ الْمُتَبَتِّلُ الْمُتَوَكِّلُ تَبْتَلَّ عَنِ الْخَلْقِ وَتَوَكَّلَ عَلَى الْحَقِّ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَوَّاصُ ، لَهُ فِي التَّوَكُّلِ الْحَالُ الْمَشْهُورُ وَالذِّكْرُ الْمَنْشُورِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15684 سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ بَكْرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْمُفِيدِ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ الْخَوَّاصَ يَقُولُ : مَنْ لَمْ يَصْبِرْ لَمْ يَظْفَرْ وَإِنَّ لِإِبْلِيسَ وَثَاقَيْنِ مَا أُوثِقَ بَنُو آدَمَ بِأَوْثَقَ مِنْهُمَا : خَوْفُ الْفَقْرِ وَالطَّمَعُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15685 وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدًا ، يَقُولُ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ ، يَقُولُ : مِنْ صِفَةِ الْفَقِيرِ أَنْ تَكُونَ أَوْقَاتُهُ مُسْتَوِيَةً فِي الِانْبِسَاطِ لِفَقْرِهِ صَائِنًا لَهُ مُحْتَاطًا لَا تَظْهَرُ عَلَيْهِ فَاقَةٌ وَلَا تَبْدُو مِنْهُ حَاجَةٌ ، أَقَلُّ أَخْلَاقِهِ الصَّبْرُ وَالْقَنَاعَةُ رَاحَتُهُ فِي الْقِلَّةِ ، وَتَعْذِيبُهُ فِي الْكَثْرَةِ ، مَسْتَوْحِشٌ مِنَ الرَّفَاهَاتِ مُتَنَعِّمٌ بِالْخُشُونَاتِ ، فَهُوَ بِضِدِّ مَا فِيهِ الْخَلِيقَةُ يَرَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مُعْتَمَدَهُ ، وَإِلَيْهِ مُسْتَرَاحُهُ لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَعْلُومٌ ، وَلَا سَبَبٌ مَعْرُوفٌ فَلَا تَرَاهُ إِلَّا مَسْرُورًا بِفَقْرِهِ فَرِحًا بِضُرِّهِ مُؤْنَتُهُ عَلَى نَفْسِهِ ثَقِيلَةٌ وَعَلَى غَيْرِهِ خَفِيفَةٌ ، يُعِزُّ الْفَقْرَ وَيُعَظِّمُهُ وَيُخْفِيهِ بِجَهْدِهِ وَيَكْتُمُهُ حَتَّى عَنْ أَشْكَالِهِ يَسْتُرُهُ ، قَدْ عَظُمَتْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ فِيهِ الْمِنَّةُ وَجَلَّ قَدْرُهَا فِي قَلْبِهِ مِنْ نِعْمَةٍ فَلَيْسَ يُرِيدُ بِمَا اخْتَارَ اللَّهُ لَهُ بَدَلًا وَلَا يَبْغِي عَنْهُ حِوَلًا فَمِنْ نُعُوتِهِمِ اثْنَتَا عَشْرَةَ خَصْلَةً : أَوَّلُهَا أَنَّهُمْ كَانُوا بُوعْدِ اللَّهِ مُطْمَئِنَّيْنَ ، وَالثَّانِيَةُ مِنَ الْخَلْقِ آيِسِينَ ، وَالثَّالِثَةُ عَدَاوَتُهُمْ لِلشَّيَاطِينِ ، وَالرَّابِعَةُ كَانُوا مِنْ حَيْثُ الْحَقُّ فِي الْأَشْيَاءِ خَارِجَيْنِ ، وَالْخَامِسَةُ كَانُوا عَلَى الْخَلْقِ مُشْفِقِينَ ، وَالسَّادِسَةُ كَانُوا لِأَذْى النَّاسِ مُحْتَمِلِينَ ، وَالسَّابِعَةُ كَانُوا لِمَوَاضِعِ الْعَدَاوَةِ لَا يَدْعُونَ النَّصِيحَةَ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ ، وَالثَّامِنَةُ كَانُوا فِي مَوَاطِنِ الْحَقِّ مُتَوَاضِعِينَ ، وَالتَّاسِعَةُ كَانُوا بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ مُشْتَغِلِينَ ، وَالْعَاشِرَةُ كَانُوا الدَّهْرَ عَلَى طَهَارَةٍ ، وَالْحَادِيَةَ عَشْرَةَ كَانَ الْفَقْرُ رَأْسَ مَالِهِمْ ، وَالثَّانِيَةَ عَشْرَةَ كَانُوا فِي الرِّضَا فِيمَا قَلَّ أَوْ كَثُرَ وَأَحَبُّوا أَوْ كَرِهُوا عَنِ اللَّهِ وَاحِدًا ، فَهَذِهِ جُمْلَةٌ مِنْ صِفَاتِهِمْ يَقْصُرُ وَصْفُ الْوَاصِفِينَ عَنْ أَسْبَابِهِمْ ، وَكَانَ يَقُولُ : أَرْبَعُ خِصَالٍ عَزِيزَةٌ : عَالِمٌ مُسْتَعْمِلٌ لَعِلْمِهِ ، وَعَارِفٌ يَنْطِقُ عَنْ حَقِيقَةِ فَعْلِهِ ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ لِلَّهِ بِلَا سَبَبٍ وَمُرِيدٌ ذَاهِبٌ عَنِ الطَّمَعِ ، وَقَالَ : الْحِكْمَةُ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ فَلَا تَسْكُنُ قَلْبًا فِيهِ أَرْبَعَةٌ : الرُّكُونُ إِلَى الدُّنْيَا وَهَمُّ غَدٍ ، وَحُبُّ الْفُضُولِ وَحَسَدُ أَخٍ ، قَالَ : وَلَا يَصِحُّ الْفَقْرُ لِلْفَقِيرِ حَتَّى تَكُونُ فِيهِ خَصْلَتَانِ : إِحْدَاهُمَا الثِّقَةُ بِاللَّهِ وَالْأُخْرَى الشُّكْرُ لِلَّهِ فِيمَا زَوَى عَنْهُ مِمَّا ابْتَلَى بِهِ غَيْرَهُ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلَا يَكْمُلُ الْفَقِيرُ حَتَّى يَكُونَ نَظَرُ اللَّهِ لَهُ فِي الْمَنْعِ أَفْضَلَ مِنْ نَظَرِهِ لَهُ فِي الْعَطَاءِ ، وَعَلَامَةُ صِدْقِهِ فِي ذَلِكَ أَنْ يَجِدَ لِلْمَنْعِ مِنَ الْحَلَاوَةِ مَا لَا يَجِدُ لِلْعَطَاءِ ، لَا يَعْرِفُهُ غَيْرُ بَارِئِهِ الَّذِي خَصَّهُ بِمَعْرِفَتِهِ وَأَيَادِيهِ فَهُوَ لَا يَرَى سِوَى مَلِيكِهِ وَلَا يَمْلِكُ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ تَمْلِيكِهِ فَكُلُّ شَيْءٍ لَهُ تَابِعٌ وَكُلُّ شَيْءٍ لَهُ خَاضِعٌ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15686 قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ : مَنْ أَرَادَ اللَّهَ لِلَّهِ بَذَلَ لَهُ نَفْسَهُ وَأَدْنَاهُ مِنْ قُرْبِهِ وَمَنْ أَرَادَهُ لِنَفْسِهِ أَشْبَعَهُ مِنْ جِنَانِهِ وَأَرْوَاهُ مِنْ رِضْوَانَهِ ، وَقَالَ :
عَلِيلٌ لَيْسَ يُبْرِئُهُ الدَّوَاءُ
طَوِيلُ الضُّرِّ يُفْنِيهِ الشِّفَاءُ

سَرَائِرُهُ بَوَادٍ لَيْسَ تَبْدُو
خَفِيَّاتٌ إِذَا بَرِحَ الْخَفَاءُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15687 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ ، فِي كِتَابِهِ ، وَأَخْبَرَنِي عَنْهُ أَبُو الْفَضْلِ الطُّوسِيُّ قَالَ : بِتُّ لَيْلَةً مَعَ إِبْرَاهِيمَ فَانْتَبَهْتُ فَإِذَا هُوَ يُنَاجِي إِلَى الصَّبَاحِ وَهُوَ يَقُولُ :
بَرِحَ الْخَفَاءُ وَفِي التَّلَاقِي رَاحَةٌ
هَلْ يِشْتَقِي خِلٌّ بِغَيْرِ خَلِيلِهِ ؟

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15688 قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ ، يَقُولُ : مَنْ لَمْ تَبْكِ الدُّنْيَا عَلَيْهِ لَمْ تَضْحَكِ الْآخِرَةُ لَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15689 سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْأَنْصَارِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ ، يَقُولُ : عِلْمُ الْعَبْدِ بِقُرْبِ قِيَامِ اللَّهِ عَلَى الْعَبْدِ يُوحِشُهُ مِنَ الْخَلْقِ وَيقِيمُ لَهُ شَاهِدَ الْأُنْسِ بِاللَّهِ ، وَعِلْمُ الْعَبْدِ بِأَنَّ الْخَلْقَ مُسَلَّطُونَ مَأْمُورُونَ يُزِيلُ عَنْهُ خَوْفَهُمْ وَيقِيمُ فِي قَلْبِهِ خَوْفَ الْمُسَلِّطِ لَهُمْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15690 سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْأَزْدِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصَ ، يَقُولُ : دَوَاءُ الْقَلْبِ خَمْسَةُ أَشْيَاءَ : قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالتَّدَبُّرِ ، وَخَلَاءُ الْبَطْنِ ، وَقِيَامُ اللَّيْلِ ، وَالتَّضَرُّعُ عِنْدَ السَّحَرِ ، وَمُجَالَسَةُ الصَّالِحِينَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15691 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ : عَلَى قَدْرِ إِعْزَازِ الْمُؤْمِنِ لِأَمْرِ اللَّهِ يُلْبِسُهُ اللَّهُ مِنْ عِزِّهِ وَيقِيمُ لَهُ الْعِزَّ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ }

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

15692 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ : عُقُوبَةُ الْقَلْبِ أَشَدُّ الْعُقُوبَاتِ وَمَقَامُهَا أَعْلَى الْمَقَامَاتِ وَكَرَامَتُهَا أَفْضَلُ الْكَرَامَاتِ ، وَذِكْرُهَا أَشْرَفُ الْأَذْكَارِ ، بِذِكْرِهَا تُسْتَجْلَبُ الْأَنْوَارُ عَلَيْهَا وَقَعَ الْخِطَابُ وَهِيَ الْمَخْصُوصَةُ بِالتَّنْبِيهِ وَالْعِتَابِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،