:
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، أَبُو عَقِيلٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الإِرَاشِيُّ الأُنَيْفِيُّ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ بَيْحَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ أُنَيْفِ بْنِ جُشَمَ بْنِ عَائِذِ اللهِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ عَوْذَ مَنَاةَ بْنِ نَاجِ بْنِ تَيْمِ بْنِ يَرَاشَ ، وَهُوَ إِرَاشَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبِيلَةَ بْنِ قِسْمِيلَ بْنِ فِرَانِ بْنِ بَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ ، وَكَانَ اسْمُ أَبِي عَقِيلٍ عَبْدُ الْعُزَّى فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَدُوَّ الأَوْثَانِ ، هَكَذَا نَسَبُهُ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ يَنْسِبَانِهِ إِلَى جُشَمَ مِثْلَ هَذِهِ النِّسْبَةِ ثُمَّ يَخْتَلِفَانِ فِي سَائِرِ آبَائِهِ إِلَى بَلِيٍّ ، وَشَهِدَ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَلَهُ عَقِبٌ.
4467 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَسْلَمَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ وَاصْطَفَّ النَّاسُ لِلْقِتَالِ ، كَانَ أَوَّلَ النَّاسِ جُرِحَ أَبُو عَقِيلٍ الأُنَيْفِيُّ ، رُمِيَ بِسَهْمٍ فَوَقَعَ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ وَفُؤَادِهِ فَشَطَبَ فِي غَيْرِ مَقْتَلٍ ، فَأُخْرِجَ السَّهْمُ وَوَهَنَ لَهُ شِقُّهُ الأَيْسَرِ لِمَا كَانَ فِيهِ ، وَهَذَا أَوَّلُ النَّهَارِ ، وَجُرَّ إِلَى الرَّحْلِ ، فَلَمَّا حَمِيَ الْقِتَالُ وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ وَجَازُوا رِحَالَهُمْ وَأَبُو عَقِيلٍ وَاهِنٌ مِنْ جُرْحِهِ ، سَمِعَ مَعْنَ بْنَ عَدِيٍّ يَصِيحُ بِالأَنْصَارِ : اللَّهَ اللَّهَ ، وَالْكَرَّةَ عَلَى عَدُوِّكُمْ ، وَأَعْنَقَ مَعْنٌ يَقْدُمُ الْقَوْمَ ، وَذَلِكَ حِينَ صَاحَتِ الأَنْصَارُ : أَخْلِصُونَا أَخْلِصُونَا ، فَأَخْلَصُوا رَجُلاَّ رَجُلاَّ يُمَيَّزُونَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ : فَنَهَضَ أَبُو عَقِيلٍ يُرِيدُ قَوْمَهُ فَقُلْتُ : مَا تُرِيدُ يَا أَبَا عَقِيلٍ ؟ مَا فِيكَ قِتَالٌ ، قَالَ : قَدْ نَوَّهَ الْمُنَادِي بِاسْمِي ،قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَقُلْتُ : إِنَّمَا يَقُولُ : يَا لِلأَنْصَارِ ، لاَ يَعْنِي الْجَرْحَى ، قَالَ أَبُو عَقِيلٍ : أَنَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، وَأَنَا أُجِيبُهُ وَلَوْ حَبْوًا ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَتَحَزَّمَ أَبُو عَقِيلٍ وَأَخَذَ السَّيْفَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى مُجَرَّدًا ثُمَّ جَعَلَ يُنَادِي : يَا لِلأَنْصَارِ ، كَرَّةً كَيَوْمِ حُنَيْنٍ ، فَاجْتَمَعُوا رَحِمَهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا يَقْدُمُونَ الْمُسْلِمِينَ دُرْبَةً دُونَ عَدُوِّهِمْ حَتَّى أَقْحَمُوا عَدُّوَهُمُ الْحَدِيقَةَ فَاخْتَلَطُوا وَاخْتَلَفَتِ السُّيُوفُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَنَظَرْتُ إِلَى أَبِي عَقِيلٍ وَقَدْ قُطِعَتْ يَدُهُ الْمَجْرُوحَةُ مِنَ الْمَنْكِبِ فَوَقَعَتِ عَلَى الأَرْضَ وَبِهِ مِنَ الْجَرَّاحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جُرْحًا ، كُلُّهَا قَدْ خَلَصَتْ إِلَى مَقْتَلٍ ، وَقُتِلَ عَدُوُّ اللهِ مُسَيْلِمَةُ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَوَقَعْتُ عَلَى أَبِي عَقِيلٍ ، وَهُوَ صَرِيعٌ بِآخِرِ رَمَقٍ ، فَقُلْتُ : أَبَا عَقِيلٍ فَقَالَ : لَبَّيْكَ ، بِلِسَانٍ مُلْتَاثٍ ، لِمَنِ الدَّبْرَةُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَبْشِرْ ، وَرَفَعْتُ صَوْتِي ، قَدْ قُتِلَ عَدُوُّ اللهِ ، فَرَفَعَ إِصْبَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَحْمَدُ اللَّهَ ، وَمَاتَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ بَعْدَ أَنْ قَدِمْتَ خَبَرَهُ كُلَّهُ ، فَقَالَ : رَحِمَهُ اللَّهُ ، مَا زَالَ يَسْأَلُ الشَّهَادَةَ وَيَطْلُبُهَا ، وَإِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ نَبِيِّنَا صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَقَدِيمِ إِسْلاَمٍ اثْنَانِ.
:
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، أبو عقيل واسمه عبد الرحمن الإراشي الأنيفي ابن عبد الله بن ثعلبة بن بيحان بن عامر بن الحارث بن مالك بن عامر بن أنيف بن جشم بن عائذ الله بن تميم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن يراش ، وهو إراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، وكان اسم أبي عقيل عبد العزى فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن عدو الأوثان ، هكذا نسبه هشام بن محمد بن السائب الكلبي ومحمد بن عمر ، وكان محمد بن إسحاق وأبو معشر ينسبانه إلى جشم مثل هذه النسبة ثم يختلفان في سائر آبائه إلى بلي ، وشهد بدرا ، وأحدا ، والخندق ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقتل يوم اليمامة شهيدا في خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة وله عقب.
4467 أخبرنا محمد بن عمر ، قال : أخبرنا جعفر بن عبد الله بن أسلم الهمداني قال : لما كان يوم اليمامة واصطف الناس للقتال ، كان أول الناس جرح أبو عقيل الأنيفي ، رمي بسهم فوقع بين منكبيه وفؤاده فشطب في غير مقتل ، فأخرج السهم ووهن له شقه الأيسر لما كان فيه ، وهذا أول النهار ، وجر إلى الرحل ، فلما حمي القتال وانهزم المسلمون وجازوا رحالهم وأبو عقيل واهن من جرحه ، سمع معن بن عدي يصيح بالأنصار : الله الله ، والكرة على عدوكم ، وأعنق معن يقدم القوم ، وذلك حين صاحت الأنصار : أخلصونا أخلصونا ، فأخلصوا رجلا رجلا يميزون. قال عبد الله بن عمر : فنهض أبو عقيل يريد قومه فقلت : ما تريد يا أبا عقيل ؟ ما فيك قتال ، قال : قد نوه المنادي باسمي ،قال ابن عمر : فقلت : إنما يقول : يا للأنصار ، لا يعني الجرحى ، قال أبو عقيل : أنا رجل من الأنصار ، وأنا أجيبه ولو حبوا ، قال ابن عمر : فتحزم أبو عقيل وأخذ السيف بيده اليمنى مجردا ثم جعل ينادي : يا للأنصار ، كرة كيوم حنين ، فاجتمعوا رحمهم الله جميعا يقدمون المسلمين دربة دون عدوهم حتى أقحموا عدوهم الحديقة فاختلطوا واختلفت السيوف بيننا وبينهم. قال ابن عمر : فنظرت إلى أبي عقيل وقد قطعت يده المجروحة من المنكب فوقعت على الأرض وبه من الجراح أربعة عشر جرحا ، كلها قد خلصت إلى مقتل ، وقتل عدو الله مسيلمة ، قال ابن عمر : فوقعت على أبي عقيل ، وهو صريع بآخر رمق ، فقلت : أبا عقيل فقال : لبيك ، بلسان ملتاث ، لمن الدبرة ؟ قال : قلت : أبشر ، ورفعت صوتي ، قد قتل عدو الله ، فرفع إصبعه إلى السماء يحمد الله ، ومات يرحمه الله ، قال ابن عمر فأخبرت عمر بعد أن قدمت خبره كله ، فقال : رحمه الله ، ما زال يسأل الشهادة ويطلبها ، وإن كان ما علمت من خيار أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم وقديم إسلام اثنان.
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،