بَابٌ فِي الْعَطْفِ عَلَى الْبَنِينَ وَالْمَحَّبَةِ لَهُمْ
142 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : مَا مِنْ أَهْلٍ وَلَا مَالٍ وَلَا وَلَدٍ إِلَّا وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقُولَ عَلَيْهِ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَبْقَى فِي النَّاسِ بَعْدِي |
143 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا لَقِيَ ابْنَهُ سَالِمًا قَبَّلَهُ وَيَقُولُ : شَيْخٌ يُقَبِّلُ شَيْخًا |
144 حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : كَانَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَحَبِّ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَيْهِ فَعُوتِبَ فِيهِ فَقَالَ : يَلُومُنَنِي فِي سَالِمٍ وَأَلَومُهُمْ وَجِلْدَةٌ بَيْنَ الْعَيْنِ وَالْأَنْفِ سَالِمُ |
145 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَنَفِيِّ ، قَالَ : بِرَّ وَلَدَكَ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يَبَرَّكَ , وَإِنَّهُ مَنْ شَاءَ عَقَّ وَلَدَهُ |
146 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَحِمَ اللَّهُ وَالِدًا أَعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ |
147 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ سَلَامِ بْنِ مِسْكِينٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَبَرُّ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بِرَّ وَالِدَيْكَ قَالَ : لَيْسَ لِي وَالِدَانِ قَالَ : بِرَّ وَلَدَكَ |
148 حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ، حَدَّثَنِي صَاحِبٌ لَنَا يُكَنَّى أَبَا وَاثِلَةَ , أَنَّ مُعَاوِيَةَ دَخَلَتْهُ مَوْجِدَةٌ عَلَى ابْنِهِ يَزِيدَ فَأَرِقَ لِذَلِكَ لَيْلَتَهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ بَعَثَ إِلَى الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ فَأَتَاهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ : يَا أَبَا بَحْرٍ ، كَيْفَ رِضَاكَ عَلَى وَلَدِكَ ؟ وَمَا تَقُولُ فِي الْوَلَدِ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : مَا سَأَلَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ هَذِهِ إِلَّا لِمَوْجِدَةٍ دَخَلَتْهُ عَلَى يَزِيدَ فَحَضَرَنِي كَلَامٌ لَوْ كُنْتُ زَوَّقْتُ فِيهِ سَنَةً لَكُنْتُ قَدْ أَجَدْتُ فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هُمْ ثِمَارُ قُلُوبِنَا وَعِمَادُ ظُهُورِنَا وَنَحْنُ لَهُمْ أَرْضٌ ذَلِيلَةٌ وَسَمَاءٌ ظَلِيلَةٌ وَبِهِمْ نَصُولُ إِلَى كُلِّ جَلِيلَةٍ فَإِنْ غَضِبُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَرْضِهِمْ وَإِنْ طَلَبُوكَ فَأَعْطِهِمْ يُمْحِضُوكَ وُدَّهُمْ وَيَلْطُفُونَ جُهْدَهُمْ وَلَا تَكُنْ عَلَيْهِمْ ثَقِلًا لَا تُعْطِيهِمْ إِلَّا نَزْرًا فَيَمَلُّوا حَيَاتَكَ وَيَكْرَهُوا قُرْبَكَ قَالَ : لِلَّهِ دَرِّكُ ، يَا أَحْنَفُ وَاللَّهِ لَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ مَوْجِدَةً عَلَى يَزِيدَ فَلَقَدْ سَلَلْتَ سَخِيمَةَ قَلْبِي ، يَا غُلَامُ اذْهَبْ إِلَى يَزِيدَ فَقُلْ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَقَدْ أَمَرَ لَكَ بِمِائَتَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ ثَوْبٍ فَابْعَثْ مَنْ يَقْبِضُ ذَلِكَ فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ : مَنْ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : الْأَحْنَفُ فَبَعَثَ رَسُولًا يَأْتِيهِ بِالْمَالِ وَرَسُولًا يَأْتِيهِ بِالْأَحْنَفِ إِذَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَأَتَاهُ الْأَحْنَفُ وَأَتَاهُ الْمَالُ فَقَالَ : يَا أَبَا بَحْرٍ ، كَيْفَ كَانَ رِضَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ : لَا جَرَمَ لَأُقَاسِمَنَّكَ الْجَائِزَةَ فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ وَمِائَةِ ثَوْبٍ |
149 حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِيُّ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : قَالَ مُعَاوِيَةُ : لَوْلَا هَوَايَ فِي يَزِيدَ لَانْصَرَفَ أَمْرِي |
150 حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ ، حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ رُكَانَةَ ، وَكَانَ آيَةَ أَهْلِ زَمَانِهِ ، قَالَ : أَرَادَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَلْقَانِيَ فِي الشِّدَّةِ وَالصِّرَاعِ ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِمُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : مَا أَجِدُنِي أَعْرِفُ وَجْهًا وَسَأَنْظُرُ فَرَأَى أَنْ يُوفِدَ لِيَزِيدَ وَفْدًا فَأَنْشَأَهُ وَجَعَلَ فِيهِ يَزِيدَ بْنَ رُكَانَةَ قَالَ : فَلَمَّا قَدِمْتُ مَعَ النَّاسِ طُرِحَ لِي ذَلِكَ وَأُمِرْتُ بِالتَّخَلُّفِ مَعَ خَاصَّتِهِ ثُمَّ أَجْرَى مُعَاوِيَةُ الْمَسْأَلَةَ وَالْكَلَامَ وَالْمُسَاءَلَةَ عَنْ أَهْلِنَا ثُمَّ ذَكَرَ الشِّدَّةَ فَذَكَرْتُ مِنْهَا فَأَكْرَمَنِي وَكُنْتُ أَدْخُلُ خَالِيًا حَتَّى نُكَلِّمَ يَزِيدَ فَقَالَ : إِنِّي لَا أُعِيدُ فِي ذَلِكَ حَظًّا ثُمَّ جَرَى الْكَلَامُ بِمَا لَا يُسْتَنْكَرُ فِيهِ الصِّرَاعُ فَدَعَانِي إِلَى ذَلِكَ فَأَبَيْتُ إِجْلَالًا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ : لَا عَلَيْكَ وَاعْتَصَبْتُ بِإِزَارِي وَأَتَى يَزِيدُ بِمِلْحَفَةٍ لَيِّنَةٍ مُعَصْفَرَةٍ فَشَدَّهَا فِي حَقْوِهِ حَتَّى مَا يُقْدَرُ يُفَرَّقُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ بَطْنِهِ ثُمَّ لَاقَتَنِي شَيْئًا ثُمَّ احْتَمَلْتُهُ فَذَهَبْتُ أَضَعُهُ فِي الْأَرْضِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : فِي حِجْرِي , فِي حِجْرِي , فَوَضَعْتُهُ فِي حِجْرِهِ ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ وَوَصَلَنِي سِرًّا وَأَجَازَنِي مَعَ أَصْحَابِهِ |