خَبَرُ أَصْحَابِ الْإِفْكِ
641 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ فَقَالَ : كَيْفَ تَرَوْنَ فِي رَجُلٍ يُخَاذِلُ بَيْنَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيُسِيءُ الْقَوْلَ لِأَهْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ بَرَّأَهُمُ اللَّهُ ؟ ، ثُمَّ قَرَأَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي بَرَاءَةِ عَائِشَةَ . قَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ : إِنْ كَانَ مِنَّا قَتَلْنَاهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ غَيْرِنَا جَاهَدْنَاهُ قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : أَمَا وَاللَّهِ مَا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ وَلَا تَسْتَطِيعُهُ ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : أَتَتَكَلَّمُ دُونَ مُنَافِقٍ عَدُوٍّ لِلَّهِ ؟ فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ : فِيمَ تُكَثِّرُونَ ؟ دَعَوْنَا مِنْ هَذَا ، بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ أَنْ يَأْمُرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ لِنَنْظُرَ هَلْ يَمْنَعُهُ . فَلَمْ تَبْرَحِ الْقَالَةُ حَتَّى تَدَاعَوْا بِالْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ ، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ فِي ذَلِكَ : { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ } ، فَلَمْ يَكُنْ بَعْدَ الْآيَةِ تَبْصِرَةٌ ، وَلَا يَتَكَلَّمُ فِيهِ أَحَدٌ . لَقَدْ كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ يَأْتِيهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ فَيَأْخُذُ بِلِحْيَتِهِ فَيَقُولُ : اخْرُجْ مِنَّا فَقَدْ أَخَتَيْتَنَا ، فَيَقُولُ : مَا أَحَدٌ يَنْصُرُنِي مِنْ أَسْوَدِ بَنِي ثَعْلَبَةَ هَذَا ؟ فَمَا يَتَكَلَّمُ فِيهِ أَحَدٌ |
642 حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنِ ابْنِ سَعْدِ يَرْفَعُهُ : وَأَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ } قَالَ : خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ فَقَالَ : مَنْ لِي مِمَّنْ يُؤْذِينِي وَيَجْمَعُ فِي بَيْتِهِ مَنْ يُؤْذِينِي ؟ فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ : إِنْ كَانَ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَتَلْتُهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَأَطَعْنَاكَ ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ : فَمَا بِكَ طَاعَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا ابْنَ مُعَاذٍ ، وَلَقَدْ عَرَفْتُ مَا هُوَ مِنْكَ فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ : إِنَّكَ يَا ابْنَ عُبَادَةَ مُنَافِقٌ تُحِبُّ الْمُنَافِقِينَ ، فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ : اسْكُتُوا أَيُّهَا النَّاسُ ، فَإِنَّ فِينَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يَأْمُرُنَا فَيَعْقِدُ أَمْرَهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ } |
643 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : ثُمَّ إِنَّ صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ اعْتَرَضَ حَسَّانَ بِالسَّيْفِ حِينَ بَلَغَهُ مَا كَانَ يَقُولُ فِيهِ ، وَقَدْ كَانَ حَسَّانُ قَالَ شِعْرًا فِي ذَلِكَ يُعَرِّضُ بِابْنِ الْمُعَطَّلِ فِيهِ وَبِمَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ مُضَرَ فَقَالَ : أَمْسَى الْجَلَابِيبُ قَدْ عَزُّوا وَقَدْ كَثُرُوا وَابْنُ الْفُرَيْعَةِ أَمْسَى بَيْضَةَ الْبَلَدِ مَا الْبَحْرُ حِينَ تَهُبُّ الرِّيحُ شَامِيَّةً فَيَغْطَئِلُّ وَيَرْمِي الْعُبْرُ بِالزَّبَدِ يَوْمًا بِأَغْلَبَ مِنِّي حِينَ تُبْصِرُنِي أَفْرِي مِنَ الْغَيْظِ فَرْيَ الْعَارِضِ الْبَرَدِ أَمَّا قُرَيْشٌ فَإِنِّي لَنْ أُسَالِمَهُمْ حَتَّى يُنِيبُوا مِنَ الْغَيَّاتِ لِلرَّشَدِ وَيَتْرُكُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى بِمَعْزِلَةٍ وَيَسْجُدُوا كُلُّهُمْ لِلْوَاحِدِ الصَّمَدِ وَيَشْهَدُوا أَنَّ مَا قَالَ الرَّسُولُ لَهُمْ حَقٌّ وَيُوفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ وَالْوُكُدِ أَبْلِغْ عُبَيْدًا بِأَنِّي قَدْ تَرَكْتُ لَهُ مِنْ خَيْرِ مَا يَتْرُكُ الْآبَاءُ لِلْوَلَدِ الدَّارُ وَاسِطَةٌ وَالنَّخْلُ شَارِعَةٌ وَالْبِيضُ تَرْفُلُ فِي الثَّنِيِّ كَالْبَرَدِ قَالَ : فَاعْتَرَضَهُ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ ثُمَّ قَالَ ، كَمَا حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ : تَلَقَّ ذُبَابَ السَّيْفِ عَنِّي فَإِنَّنِي غُلَامٌ إِذَا هُوجِيتُ لَسْتُ بِشَاعِرِ قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ : وَفِيهَا مِمَّا لَيْسَ فِي رِوَايَةِ إِسْمَاعِيلَ : جَاءَتْ مُزَيْنَةُ مِنْ عَمْقٍ لِتُخْرِجَنِي أَخْسَا مُزَيْنُ فَفِي أَعْنَاقِكُمْ قَدَدِي مَا لِلْقَتِيلِ الَّذِي أَعْدُوا فَآخُذُهُ مِنْ دِيَةٍ فِيهِ يُعْطَاهَا وَلَا قَوَدِ وَقَالَ : جَاءَتْ مُزَيْنَةُ مِنْ عَمْقٍ لِتَنْصُرَهُمْ أَخْسَا مُزَيْنُ وَفِي أَسْتَاهِكَ الْفَتَلُ فَكُلُّ شَيْءٍ سِوَى أَنْ يُدْرِكُوا أَمْرًا أَوْ تُدْرِكُوا شَرَفًا مِنْ شَأْنِكُمْ جَلَلُ قَوْمٌ مَدَانِيسُ لَا يَمْشِي بِعَقْوَتِهِمْ جَارٌ وَلَيْسَ لَهُمْ فِي مَوْطِنٍ بَطَلُ |
644 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ ضَرَبَ حَسَّانَ بْنَ الْفُرَيْعَةِ بِالسَّيْفِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هِجَاءٍ هَجَاهُ حَسَّانُ ، فَلَمْ يَقْطَعِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ قَالَ حَسَّانُ حِينَ بَرِئَ : الْقَوَدُ فَأَبَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقِيدَهُ وَقَالَ : إِنَّكَ قُلْتَ قَوْلًا شَيْنًا ، وَعَقَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُرْحَهُ ذَلِكَ |
645 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ أَخَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَثَبَ عَلَى صَفْوَانَ حِينَ ضَرَبَ حَسَّانَ ، فَجَمَعَ يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ بِحَبْلٍ ، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى دَارِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالَ : مَا أَعْجَبَكَ ضَرْبُ حَسَّانَ بِالسَّيْفِ ، فَوَاللَّهِ مَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ قَتَلَهُ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ : هَلْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مِمَّا صَنَعْتَ ؟ قَالَ : لَا قَالَ : وَاللَّهِ لَقَدِ اجْتَرَأْتَ ، ثُمَّ قَالَ : أَطْلِقِ الرَّجُلَ ، فَأَطْلَقَهُ ، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَدَعَا حَسَّانَ وَابْنَ الْمُعَطَّلِ فَقَالَ ابْنُ الْمُعَطَّلِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، آذَانِي وَهَجَانِي ، فَاحْتَمَلَنِي الْغَضَبُ فَضَرَبْتُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانَ : يَا حَسَّانُ ، أَتَشَوَّهْتَ عَلَى قَوْمِي أَنْ هَدَاهُمُ اللَّهُ لِلْإِسْلَامِ ؟ ثُمَّ قَالَ : أَحْسِنْ يَا حَسَّانُ فِي الَّذِي أَصَابَكَ قَالَ : هِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِوَضًا مِنْهَا بَيْرَحَاءَ ، وَهِيَ قَصْرُ بَنِي حُدَيْلَةَ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ ، وَكَانَتْ مَالًا لِأَبِي طَلْحَةَ بْنِ سَهْلٍ تَصَدَّقَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهَا حَسَّانَ فِي ضَرْبَتِهِ وَأَعْطَاهُ سِيرِينَ أَمَةٌ قُبْطِيَّةٌ ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَسَّانَ . وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ : لَقَدْ سُئِلَ عَنِ ابْنِ الْمُعَطَّلِ فَوَجَدُوهُ رَجُلًا حَصُورًا مَا يَأْتِي النِّسَاءَ ، ثُمَّ قُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهِيدًا وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَعْتَذِرُ مِنَ الَّذِي كَانَ قَالَ فِي شَأْنِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ فَإِنْ كُنْتُ قَدْ قُلْتُ الَّذِي قَدْ زَعَمْتُمْ فَلَا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ أَنَامِلِي فَكَيْفَ وَوُدِّي مَا حَيِيتُ وَنُصْرَتِي لِآلِ رَسُولِ اللَّهِ زَيْنِ الْمَحَافِلِ فَإِنَّ الَّذِي قَدْ قِيلَ لَيْسَ بِلَائِطٍ وَلَكِنَّهُ قَوْلُ امْرِئٍ بِي مَاحِلِ قَالَ : وَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي ضَرْبِ حَسَّانَ وَأَصْحَابِهِ مِنْ فِرْيَتِهِمْ عَلَيْهَا : لَقَدْ ذَاقَ حَسَّانُ الَّذِي كَانَ أَهْلَهُ وَحَمْنَةُ إِذْ قَالُوا هَجِيرًا وَمِسْطَحُ تَعَاطَوْا بِرَجْمِ الْغَيْبِ زَوْجَ نَبِيِّهِمْ وَسَخْطَةَ ذِي الْعَرْشِ الْكَرِيمِ فَأَتْرَحُوا وَآذَوْا رَسُولَ اللَّهِ فِيهَا فَجُلِّلُوا مَخَازِيَ تَبْقَى عُمِّمُوهَا وَفُضِّحُوا وَصُبَّتْ عَلَيْهِمْ مُحْصَدَاتٌ كَأَنَّهَا شَآبِيبُ قَطْرٍ مِنْ ذُرَا الْمُزْنِ تُسْفَحُ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لمِسْطَحٍ ، وَكَانَ اسْمُهُ عَوْفٌ ، وَمِسْطَحٌ لَقَبٌ : يَا عَوْفُ وَيْحَكَ هَلَّا قُلْتَ عَارِفَةً مِنَ الْكَلَامِ وَلَمْ تَتْبَعْ بِهَا طَمَعَا وَأَدْرَكَتْكَ حُمَيَّا مَعْشَرٍ أُنُفٍ وَلَمْ يَكُنْ قَاطِعًا يَا عَوْفُ مَنْ قَطَعَا أَمَّا حَدِيثٌ مِنَ الْأَقْوَامِ إِذْ حَشَدُوا فَلَا تَقُولُ وَلَوْ عَايَنْتَهُ قَذَعَا لِمَا رَأَيْتَ حَصَانًا غَيْرَ مُقْرِفَةٍ أَمِينَةَ الْجَيْبِ لَمْ يُعْلَمْ لَهَا خَمَعَا فِي مَنْ رَمَاهَا وَكُنْتُمْ مَعْشَرًا أَفَكًا فِي سَيِّئِ الْقَوْلِ مِنْ لَفْظِ الْخَنَا شَرَعَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرًا فِي بَرَاءَتِهَا وَبَيْنَ عَوْفٍ وَبَيْنَ اللَّهِ مَا صَنَعَا فَإِنْ أَعِشْ أَجْزِ عَوْفًا عَنْ مَقَالَتِهِ شَرَّ الْجَزَاءِ بِمَا أَلْفَيْتُهُ صَنَعَا |
646 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، وَعَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ عِقْدِي مَا كَانَ وَقَالَ أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا ، وَخَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ أُخْرَى سَقَطَ أَيْضًا عَنِّي عِقْدِي ، فَحُبِسَ عَلَيَّ الْتِمَاسُهُ وَطَلَعَ الْفَجْرُ فَلَقِيتُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَقَالَ : فِي كُلِّ سَفْرَةٍ تَكُونِينَ بَلَاءً وَعَنَاءً ، وَلَيْسَ مَعَ النَّاسِ مَاءٌ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الرُّخْصَةَ بِالتَّيَمُّمِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَمَا وَاللَّهِ يَا بُنَيَّةِ إِنَّكِ لَمَا عَلِمْتُ لَمُبَارَكَةٌ |
647 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ الرُّخْصَةَ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِي الصَّعِيدِ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِي لَيْلَةٍ حَبَسَتْ عَائِشَةُ النَّاسَ ، هِيَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ الرَّحِيلِ مِنْ أَجْلِ عِقْدٍ لَهَا مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ حَبَسَتْهُ فِي ابْتِغَائِهِ حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَلَيْسَ مَعَ النَّاسِ مَا يَتَوَضَّأُونَ بِهِ لِلصَّلَاةِ ، فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهَا وَقَالَ : حَبَسْتِ النَّاسَ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَا يَتَوَضَّأُونَ لِلصَّلَاةِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الرُّخْصَةَ فِي التَّيَمُّمِ بِالْمَسْحِ بِالصَّعِيدِ الطَّيِّبِ فَقَالَ حِينَ أُنْزِلَتْ : يَا بُنَيَّةِ ، إِنَّكِ مَا عَلِمْتُ لَمُبَارَكَةٌ |
648 حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الدَّارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : ذُكِرَ حَسَّانُ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَتَنَاوَلُوهُ فَقَالَتْ : لَا تَسُبُّوا حَسَّانًا ، فَقَالُوا : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوَلَيْسَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ؟ قَالَتْ : أَوَلَيْسَ مِنَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ ذَهَابُ بَصَرِهِ ؟ |