سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
15251 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ النَّيْسَابُورِيَّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ لِآدَمَ : يَا آدَمُ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَمَنْ رَجَا غَيْرَ فَضْلِي وَخَافَ غَيْرَ عَدْلِي لَمْ يَعْرِفْنِي ، يَا آدَمُ إِنَّ لِي صَفْوَةً وَضَنَائِنَ وَخِيرَةً مِنْ عِبَادِي أَسْكَنْتُهُمْ صُلْبَكَ بِعَيْنِي مِنْ بَيْنِ خَلْقِي أُعِزُّهُمْ بِعِزِّي وَأُقَرِّبُهُمْ مِنْ وَصْلِي وَأَمْنَحُهُمْ كَرَامَتِي وَأُبِيحُ لَهُمْ فَضْلِي وَأَجْعَلُ قُلُوبَهُمْ خَزَائِنَ كُتُبِي وَأَسْتُرُهُمْ بِرَحْمَتِي وَأَجْعَلُهُمْ أَمَانًا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ عِبَادِي فَبِهِمْ أُمْطِرُ السَّمَاءَ وَبِهِمْ أُنْبِتُ الْأَرْضَ وَبِهِمْ أَصْرِفُ الْبَلَاءَ ، هُمْ أَوْلِيَائِي وَأَحِبَّائِي دَرَجَاتُهُمْ عَالِيَةٌ وَمَقَامَاتُهُمْ رَفِيعَةٌ وَهِمَمُهُمْ بِي مُتَعَلِّقَةٌ صَحَّتْ عَزَائِمُهُمْ وَدَامَتْ فِي مَلَكُوتِ غَيْبِي فِكْرَتُهُمْ فَارْتَهَنَتْ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِي فَسَقَيْتُهُمْ بِكَأْسِ الْأُنْسِ صَرْفَ مَحَبَّتِي ، فَطَالَ شَوْقُهُمْ إِلَى لِقَائِي وَإِنِّي إِلَيْهِمْ لَأَشُدُّ شَوْقًا ، يَا آدَمُ مَنْ طَلَبَنِي مِنْ خَلْقِي وَجَدَنِي وَمَنْ طَلَبَ غَيْرِي لَمْ يَجِدْنِي فَطُوبَى يَا آدَمُ لَهُمْ ، ثُمَّ طُوبَى ، ثُمَّ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ، يَا آدَمُ ، هُمُ الَّذِينَ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِمْ هَانَ عَلَيَّ غُفْرَانُ ذُنُوبِ الْمُذْنِبِينَ لِكَرَامَتِهِمْ عَلَيَّ ، قُلْتُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، زِدْنَا مِنْ هَذَا الضَّرْبُ رَحِمَكَ اللَّهُ فَإِنَّهَا تَرْتَاحُ الْقُلُوبُ وَتَتَحَرَّكُ ، فَقَالَ : نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى دَاودَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا دَاودُ ، إِذَا رَأَيْتَ لِيَ طَالِبًا فَكُنْ لَهُ خَادِمًا ، فَكَانَ دَاودُ يَقُولُ فِي مَزَامِيرِهِ : وَاهًا لَهُمْ يَا لَيْتَنِي عَايَنْتُهُمْ يَا لَيْتَ خَدِّي نَعْلُ مَوْطِئهِمْ ، ثُمَّ احْمَرَّتْ بَعْدُ أُدْمَتُهُ أَوِ اصْفَرَّ لَوْنُهُ وَجَعَلَ يَقُولُ : جَعَلَ اللَّهُ نَبِيَّهُ وُخُلِيفَتَهُ خَادِمًا لِمَنْ طَلَبَهُ لَوْ عَقَلْتَ وَمَا أَظُنُّكَ تَعْقِلُ قَدْرَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَطُلَّابِهِ وَلَوْ عَرَفْتَ قَدْرَهُمْ لَاسْتَغْنَمْتَ قُرْبَهُمْ وَمُجَالَسَتَهُمْ وَبِرَّهُمْ وَخِدْمَتَهُمْ وَتَعَاهَدْتُهُمْ |
15252 قَالَ : وَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : إِذَا خَلَا الْعَبْدُ مِنَ الدُّنْيَا وَهَرَبَ مِنْ نَفْسِهِ إِلَى اللَّهِ وَسَقَطَ مِنْ قَلْبِهِ أَثَرُ الْخَلَائِقِ لَمْ يُعْجِبْهُ شَيْءٌ وَلَمْ يَسْكُنْ إِلَى شَيْءٍ غَيْرِ اللَّهِ قَطُّ ، فَاللَّهُ مُؤْنِسُهُ وَمُؤَدِّبُهُ وَكَالِئُهُ وَحَافِظُهُ وَجَلِيسُهُ وَأَنِيسُهُ : إِيَّاهُ يُنَاجِي وَلَهُ يُنَادِي وَبِهِ يَسْتَأْنِسُ وَإِلَيْهِ يَرْغَبُ وَإِلَيْهِ يَسْتَرِيحُ ، قَالَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : طُوبَى لِمَنْ خَلَقْتُهُ فَعَرَفَنِي وَدَعَوْتُهُ فَأَجَابَنِي وَأَمَرْتُهُ فَأَطَاعَنِي وَرَزَقْتُهُ فَحَمِدَنِي وَأَعْطَيْتُهُ فَشَكَرَنِي وَابْتَلَيْتُهُ فَصَبَرَ لِي ، وَعَافَيْتُهُ فَذَكَرَنِي وَمَدَحَنِي |
15253 سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ صُهَيْبٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : الدُّنْيَا كُلُّهَا جَهْلٌ إِلَّا الْعِلْمَ فِيهَا ، وَالْعِلْمُ كُلُّهُ وَبَالٌ إِلَّا الْعَمَلَ بِهِ ، وَالْعَمَلُ كُلُّهُ هَبَاءٌ مَنْثُورٌ إِلَّا الْإِخْلَاصَ فِيهِ وَالْإِخْلَاصُ فِيهِ أَنْتَ مِنْهُ عَلَى وَجَلٍ حَتَّى تَعْلَمَ هَلْ قُبِلَ أَمْ لَا ؟ |
15255 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ صُهَيْبٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : مَا مِنْ قَلْبٍ وَلَا نَفْسٍ إِلَّا وَاللَّهُ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ فِي سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، فَأَيُّمَا قَلْبٍ أَوْ نَفْسٍ رَأَى فِيهِ حَاجَةً إِلَى سِوَاهُ سَلَّطَ عَلَيْهِ إِبْلِيسَ |
15257 سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَمٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ الْمُنْذِرِ الْهُجَيْمِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : مَنْ ظَنِّ أَنَّهُ يَشْبَعُ مِنَ الْخُبْزِ جَاعَ |
15259 قَالَ : وَسَمِعْتُ سَهْلًا ، يَقُولُ : لَا يَكُونُ الْعَبْدُ مُقِيمًا عَلَى مَعْصِيَةٍ إِلَّا وَجَمِيعُ حَسَنَاتِهِ مَمْزُوجَةٌ بِالْهَوَى لَا تَخْلُصُ لَهُ حَسَنَاتُهُ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى سَيِّئَةٍ وَاحِدَةٍ وَلَا يَتَخَلَّصُ مِنْ هَوَاهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ جَمِيعِ مَا يَعْرِفُ مِنْ نَفْسِهِ مِمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ |