ذِكْرُ نُوحٍ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    ذِكْرُ نُوحٍ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم

72 أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ لِلَمْكٍ يَوْمَ وَلَدَ نُوحًا اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سَنَةً ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ ، فَبَعَثَ اللَّهُ نُوحًا إِلَيْهِمْ ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِمِئَة وَثَمَانِينَ سَنَةً ، ثُمَّ دَعَاهُمْ فِي نُبُوَّتِهِ مِئَة وَعِشْرِينَ سَنَةً ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِصُنْعَةِ السَّفِينَةِ ، فَصَنَعَهَا وَرَكَبَهَا وَهُوَ ابْنُ سِتِّمِئَة سَنَةٍ ، وَغَرِقَ مَنْ غَرِقَ ،ثُمَّ مَكَثَ بَعْدَ السَّفِينَةِ ثَلاَثَمائَةِ وَخَمْسِينَ سَنَةً ، فَوَلَدَ نُوحٌ سَامَ ، وَفِي وَلَدِهِ بَيَاضٌ وَأُدْمَةٌ ، وَحَامَ ، وَفِي وَلَدِهِ سَوَّادٌ وَبَيَاضٌ قَلِيلٌ ، وَيَافِثَ ، وَفِيهِمُ الشُّقْرَةُ وَالْحُمْرَةُ ، وَكَنْعَانَ ، وَهُوَ الَّذِي غَرِقَ ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّيهِ يَامَ ، وَذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَبِ : إِنَّمَا هَامَ عَمُّنَا يَامُ ، فَأُمُّ هَؤُلاَءِ وَاحِدَةٌ . وَبِجَبَلِ نَوْذَ نَجَّرَ نُوحٌ السَّفِينَةَ ، وَمِنْ ثَمَّ تَبَدَّأَ الطُّوفَانُ ، فَرَكِبَ نُوحٌ السَّفِينَةَ وَمَعَهُ بَنُوهُ هَؤُلاَءِ ، وَكَنَائِنُهُ نِسَاءُ بَنِيهِ هَؤُلاَءِ ، وَثَلاَثَةٌ وَسَبْعُونَ مِنْ بَنِي شِيثٍ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ ، فَكَانُوا ثَمَانِينَ فِي السَّفِينَةِ ، وَحَمَلَ مَعَهُ مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ، وَكَانَ طُولُ السَّفِينَةِ ثَلاَثُمِئَة ذِرَاعٍ ، بِذِرَاعِ جَدِّ أَبِي نُوحٍ ، وَعَرْضُهَا خَمْسِينَ ذِرَاعًا ، وَطُولُهَا فِي السَّمَاءِ ثَلاَثِينَ ذِرَاعًا ، وَخَرَجَ مِنْهَا مِنَ الْمَاءِ سِتَّةُ أَذْرُعٍ ، وَكَانَتْ مُطْبَقَةً ، وَجَعَلَ لَهَا ثَلاَثَةَ أَبْوَابٍ بَعْضَهَا أَسْفَلَ مِنْ بَعْضٍ ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ الْمَطَرَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا ، فَأَقْبَلَتِ الْوَحْشُ حِينَ أَصَابَهَا الْمَطَرُ وَالدَّوَابُّ وَالطَّيْرُ كُلُّهَا إِلَى نُوحٍ ، وَسُخِّرَتْ لَهُ . فَحَمَلَ فِيهَا كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ، وَحَمَلَ مَعَهُ جَسَدَ آدَمَ ، فَجَعَلَهُ حَاجِزًا بَيْنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ ، فَرَكِبُوا فِيهَا لِعَشْرِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ رَجَبٍ ، وَخَرَجُوا مِنْهَا يَوْمَ عَاشُورَاءَ مِنَ الْمُحَرَّمِ ، فَلِذَلِكَ صَامَ مَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَخَرَجَ الْمَاءُ مِثْلَ ذَلِكَ نِصْفَيْنِ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ : { فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ} يَقُولُ : مُنْصَبٌّ ، { وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا} يَقُولُ : شَقَقْنَا الأَرْضَ ؛ { فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} ، فَصَارَ الْمَاءُ نِصْفَيْنِ ، نِصْفٌ مِنَ السَّمَاءِ وَنِصْفٌ مِنَ الأَرْضِ . وَارْتَفَعَ الْمَاءُ عَلَى أَطْوَلِ جَبَلٍ فِي الأَرْضِ خَمْسَةَ عَشْرَ ذِرَاعًا ، فَسَارَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ ، فَطَافَتْ بِهِمُ الأَرْضُ كُلَّهَا فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ ، لاَ تَسْتَقِرُّ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى أَتَتِ الْحَرَمَ فَلَمْ تَدْخُلْهُ ، وَدَارَتْ بِالْحَرَمِ أُسْبُوعًا . وَرُفِعَ الْبَيْتُ الَّذِي بَنَاهُ آدَمُ رُفِعَ مِنَ الْغَرَقِ ، وَهُوَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ وَالْحَجَرُ الأَسْوَدُ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ ،فَلَمَّا دَارَتْ بِالْحَرَمِ ذَهَبَتْ فِي الأَرْضِ تَسِيرُ بِهِمْ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى الْجُودِيِّ ، وَهُوَ جَبَلٌ بِالْحِصْنَيْنِ مِنْ أَرْضِ الْمَوْصِلِ ، فَاسْتَقَرَّتْ عَلَى الْجُودِيِّ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ لِتَمَامِ السَّنَةِ ، فَقِيلَ بَعْدَ السِّتَّةِ الأَشْهُرِ : { بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ قِيلَ : { وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} يَقُولُ : احْبِسِي مَاءَكِ ؛ { وَغِيضَ الْمَاءُ} نَشَّفَتْهُ الأَرْضُ ، فَصَارَ مَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ هَذِهِ الْبُحُورَ الَّتِي تَرَوْنَ فِي الأَرْضِ . قَالَ : فَآخِرُ مَا بَقِيَ فِي الأَرْضِ مِنَ الطُّوفَانِ مَاءٌ بِحِسْمَى ، بَقِيَ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً بَعْدَ الطُّوفَانِ ، ثُمَّ ذَهَبَ فَهَبَطَ نُوحٌ إِلَى قَرْيَةٍ ، فَبَنَى كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بَيْتًا ، فَسُمِّيَتْ سُوقُ الثَّمَانِينَ ، فَغَرِقَ بَنُو قَابِيلَ كُلُّهُمْ ، وَمَا بَيْنَ نُوحٍ إِلَى آدَمَ مِنَ الآبَاءِ كَانُوا عَلَى الإِسْلاَمِ ، قَالَ : وَدَعَا نُوحٌ عَلَى الأَسَدِ أَنْ تُلْقَى عَلَيْهِ الْحُمَّى ، وَلِلْحَمَامَةِ بِالأُنْسِ ، وَلِلْغُرَابِ بِشَقَاءِ الْمَعِيشَةِ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    73 أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ السُّوَائِيُّ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : كَانَ بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى الإِسْلاَمِ . قَالَ : ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : وَتَزَوَّجَ نُوحٌ امْرَأَةً مِنْ بَنِي قَابِيلَ فَوَلَدَتْ لَهُ غُلاَمًا ، فَسَمَّاهُ يُونَاطِنَ ، فَوُلِدَ بِمَدِينَةٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا : معلنور شَمْسًا ، فَلَمَّا ضَاقَتْ بِهِمْ سُوقُ الثَّمَانِينَ تَحَوَّلُوا إِلَى بَابِلَ ، فَبَنَوْهَا ، وَهِيَ بَيْنَ الْفُرَاتِ وَالصُّرَاةِ ، وَكَانَتِ اثْنَيْ عَشَرَ فَرْسَخًا فِي اثْنَيْ عَشَرَ فَرْسَخًا ، وَكَانَ بَابُهَا مَوْضِعَ دُورَانَ الْيَوْمَ فَوْقَ جِسْرِ الْكُوفَةِ يَسْرَةً إِذَا عَبَرْتَ ، فَكَثُرُوا بِهَا حَتَّى بَلَغُوا مِئَة أَلْفٍ وَهُمْ عَلَى الإِسْلاَمِ ، وَلَمَّا خَرَجَ نُوحٌ مِنَ السَّفِينَةِ دَفَنَ آدَمَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَمَاتَ نُوحٌ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    77 قَالَ : وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : الْهِنْدُ ، وَالسِّنْدُ ، وَالْبَنْدُ بَنُو يُوفِيرَ بْنِ يَقْطُنَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ، قَالَ : وَمُكْرَانُ بْنُ الْبَنْدِ ، وَجُرْهُمُ اسْمُهُ هُذْرُمُ بْنُ عَامِرِ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَقْطُنَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ، وَحَضْرَمُوتُ بْنُ يَقْطُنَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخٍ ، وَيَقْطَنُ هُوَ قَحْطَانُ بْنُ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ، فِي قَوْلِ مَنْ نَسَبَهُ إِلَى غَيْرِ إِسْمَاعِيلَ . وَالْفُرْسُ بَنُو فَارِسَ بْنِ بَبْرَسَ بْنِ يَاسُورَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ، وَالنَّبَطُ بَنُو نُبَيْطِ بْنِ مَاشِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ، وَأَهْلُ الْجَزِيرَةِ وَالْعَالُ مِنْ وَلَدِ مَاشِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ، وَعِمْلِيقُ ، وَهُوَ عَرِيبُ وَطِسْمُ وَأَمِيمُ ، بَنُو لَوْذِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ، وَعِمْلِيقُ هُوَ أَبُو الْعَمَالِقَةِ وَمِنْهُمُ الْبَرْبَرُ ، وَهُمْ بَنُو ثَميلاَ بْنِ مَازِرِبِ بْنِ فَارَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عِمْلِيقِ بْنِ لَوْذِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ، مَا خَلاَ صِنْهَاجَةَ وَكَتَّامَةَ فَإِنَّهُمَا بَنُو فريقيس بْنِ قَيْسِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ سَبَأٍ .وَيُقَالُ : إِنَّ عِمْلِيقَ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ حِينَ ظَعَنُوا مِنْ بَابِلَ ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُمْ وَلِجُرْهُمَ : الْعَرَبُ الْعَارِبَةُ ، وَثَمُودُ وَجُدَيْسُ ابْنَا جَاثِرِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ، وَعَادٌ وَعُبَيْلُ ابْنَا عَوْصِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ، وَالرُّومُ بَنُو لَنْطِيِّ بْنِ لونَانَ بْنِ يَافِثَ بْنِ نُوحٍ ، وَنَمْرُوذُ بْنُ كُوشَ بْنِ كَنْعَانَ بْنِ حَامِ بْنِ نُوحٍ ، وَهُوَ صَاحِبُ بَابِلَ ، وَهُوَ صَاحِبُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم . قَالَ : وَكَانَ يُقَالُ لِعَادٍ فِي دَهْرِهِمْ : عَادُ إِرَمَ ، فَلَمَّا هَلَكَتْ عَادٌ قِيلَ لِثَمُودَ : ثَمُودُ إِرَمَ ، فَلَمَّا هَلَكَتْ ثَمُودُ قِيلَ لِسَائِرِ بَنِي إِرَمَ : إِرْمَانُ ، فَهُمُ النَّبَطُ ، فَكُلُّ هَؤُلاَءِ كَانَ عَلَى الإِسْلاَمِ ، وَهُمْ بِبَابِلَ حَتَّى مَلَكُهُمْ نَمْرُوذُ بْنُ كُوشَ بْنِ كَنْعَانَ بْنِ حَامِ بْنِ نُوحٍ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ الأَوْثَانِ فَفَعَلُوا ، فَأَمْسَوْا وَكَلاَمُهُمُ السُّرْيَانِيَّةُ ، ثُمَّ أَصْبَحُوا وَقَدْ بَلْبَلَ اللَّهُ أَلْسِنَتَهُمْ ، فَجُعِلَ لاَ يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ كَلاَمَ بَعْضٍ ، فَصَارَ لِبَنِي سَامٍ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ لِسَانًا ، وَلِبَنِي حَامٍ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ لِسَانًا ، وَلِبَنِي يَافِثَ سِتَّةٌ وَثَلاَثُونَ لِسَانًا ، فَفَهَّمَ اللَّهُ الْعَرَبِيَّةَ عَادًا وَعُبَيْلَ وَثَمُودَ وَجُدَيْسَ وَعِمْلِيقَ وَطِسْمَ وَأُمِيمَ وَبَنِي يَقْطَنَ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ . وَكَانَ الَّذِي عَقَدَ لَهُمُ الأَلْوِيَةَ بِبَابِلَ يُونَاطِنُ بْنُ نُوحٍ ، فَنَزَلَ بَنُو سَامٍ الْمِجْدَلَ سُرَّةَ الأَرْضِ ، وَهُوَ فِيمَا بَيْنَ سَاتِيدَمَا إِلَى الْبَحْرِ ، وَمَا بَيْنَ الْيَمَنِ إِلَى الشَّامِ ، وجَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَالْجَمَالَ وَالأُدْمَةَ وَالْبَيَاضَ فِيهِمْ ، وَنَزَلَ بَنُو حَامٍ مَجْرَى الْجَنُوبِ وَالدَّبُورِ ، وَيُقَالُ لِتِلْكَ النَّاحِيَةِ : الدَّارُومُ ، وَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِمْ أَدْمَةً وَبَيَاضًا قَلِيلاَّ ، وَأَعْمَرَ بِلاَدَهُمْ وَسَمَاءَهُمْ ، وَرَفَعَ عَنْهُمُ الطَّاعُونَ ، وَجَعَلَ فِي أَرْضِهِمُ الأَثْلَ وَالأَرَاكَ وَالْعُشَرَ وَالْغَافَ وَالنَّخْلَ.وَجَرَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ فِي سَمَائِهِمْ ، وَنَزَلَ بَنُو يَافِثَ الصُّفُونَ مَجْرَى الشِّمَالِ وَالصِّبَا ، وَفِيهِمُ الْحُمْرَةُ وَالشُّقْرَةُ ، وَأَخْلَى اللَّهُ أَرْضَهُمْ ، فَاشْتَدَّ بَرْدُهَا ، وَأَخْلَى سَمَاءَهَا ، فَلَيْسَ يَجْرِي فَوْقَهُمْ شَيْءٌ مِنَ النُّجُومِ السَّبْعَةِ الْجَارِيَةِ ، لأَنَّهُمْ صَارُوا تَحْتَ بَنَاتِ نَعْشٍ وَالْجَدْيِ وَالْفَرْقَدَيْنِ ، وَابْتُلُوا بِالطَّاعُونِ . ثُمَّ لَحِقَتْ عَادٌ بِالشَّحْرِ ، فَعَلَيْهِ هَلَكُوا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ : مُغِيثٌ ، فَخُلِفَتْ بَعْدَهُمْ مَهْرَةُ بِالشَّحْرِ ، وَلَحِقْتُ عَبْيلُ بِمَوْضِعِ يَثْرِبَ ، وَلَحِقْتُ الْعَمَالِيقُ بِصَنْعَاءَ قَبْلَ أَنْ تُسَمَّى صَنْعَاءُ ، ثُمَّ انْحَدَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى يَثْرِبَ ، فَأَخْرَجُوا مِنْهَا عَبِيلاَّ ، فَنَزَلُوا مَوْضِعَ الْجُحْفَةِ ، فَأَقْبَلَ سَيْلٌ فَاجْتَحَفَهُمْ ، فَذَهَبَ بِهِمْ فَسُمِّيَتِ الْجُحْفَةُ . وَلَحِقَتْ ثَمُودُ بِالْحِجْرِ وَمَا يَلِيهِ ، فَهَلَكُوا ثَمَّ ، وَلَحِقَتْ طَسْمُ وَجُدَيْسُ بِالْيَمَامَةِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الْيَمَامَةُ بِامْرَأَةٍ مِنْهُمْ فَهَلَكُوا ، وَلَحِقَتْ أَمِيمُ بِأَرْضِ أُبَارٍ فَهَلَكُوا بِهَا ، وَهِيَ بَيْنَ الْيَمَامَةِ وَالشِّحْرِ ، وَلاَ يَصِلُ إِلَيْهَا الْيَوْمَ أَحَدٌ ، غَلَبَتْ عَلَيْهَا الْجِنُّ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ أُبَار بِأَبَارِ بْنِ أَمِيمَ . وَلَحِقَتْ بَنُو يَقْطَنَ بْنِ عَابِرِ بِالْيَمَنِ ، فَسُمِّيَتْ الْيَمَنُ حَيْثُ تَيَامَنُوا إِلَيْهَا ، وَلَحِقَ قَوْمٌ مِنْ بَنِي كَنْعَانَ بْنِ حَامٍ بِالشَّأْمِ ، فَسُمِّيَتِ الشَّأْمَ حَيْثُ تَشَاءَمُوا إِلَيْهَا ، وَكَانَتِ الشَّأْمُ يُقَالُ لَهَا : أَرْضُ بَنِي كَنْعَانَ ، ثُمَّ جَاءَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فَقَتَلُوهُمْ بِهَا وَنَفَوْهُمْ عَنْهَا ، فَكَانَتِ الشَّأْمُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ . وَوَثَبَتِ الرُّومُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَتَلُوهُمْ وَأَجْلَوْهُمْ إِلَى الْعِرَاقِ إِلاَّ قَلِيلاَّ مِنْهُمْ ، ثُمَّ جَاءَتِ الْعَرَبُ فَغُلِبُوا عَلَى الشَّأْمِ ، فَكَانَ فَالِغٌ ، وَهُوُ فَالِخُ بْنُ عَابِرِ بْنِ شَالِخِ بْنِ أَرْفَخَشْدِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ ، وَهُوَ الَّذِي قَسَّمَ الأَرْضَ بَيْنَ بَنِي نُوحٍ كَمَا سَمَّيْنَا فِي الْكِتَابِ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    76 قَالَ : وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى : إِنَّكَ يَا مُوسَى وَقَوْمُكَ ، وَأَهْلُ الْجَزِيرَةِ ، وَأَهْلُ الْعَالِ مِنْ وَلَدِ سَامِ بْنِ نُوحٍ . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَالْعَرَبُ وَالْفُرْسُ وَالنَّبْطُ وَالْهِنْدُ وَالسِّنْدُ وَالْبَنْدُ مِنْ وَلَدِ سَامِ بْنِ نُوحٍ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    74 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ الْعِجْلِيُّ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : سَامٌ أَبُو الْعَرَبِ ، وَحَامٌ أَبُو الْحَبَشِ ، وَيَافِثُ أَبُو الرُّومِ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    75 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلاَنَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : وَلَدُ نُوحٍ ثَلاَثَةٌ : سَامٌ ، وَحَامٌ ، وَيَافِثُ ، فَوَلَدُ سَامٍ الْعَرَبُ وَفَارِسُ وَالرُّومُ ، وَفِي كُلِّ هَؤُلاَءِ خَيْرٌ ، وَوَلَدُ حَامٍ السُّودَانُ وَالْبَرْبَرُ وَالْقِبْطُ ، وَوَلَدُ يَافِثَ التُّرْكُ وَالصَّقَالِبَةُ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    78 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ النَّخَعِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَبْرَةَ النَّخَعِيُّ ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْغُطَيْفِيِّ ثُمَّ الْمُرَادِيِّ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلاَ أُقَاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ مِنْ قَوْمِي بِمَنْ أَقْبَلَ مِنْهُمْ ؟ فَقَالَ : بَلَى . ثُمَّ بَدَا لِي فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لاَ ، بَلْ أَهْلُ سَبَإٍ هُمْ أَعَزُّ وَأَشَدُّ قُوَّةً ، فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ ، وَأَذِنَ لِي فِي قِتَالِ سَبَإٍ ، فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدَهُ أَنْزَلَ اللَّهُ فِي سَبَإٍ مَا أَنْزَلَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا فَعَلَ الْغُطَيْفِيُّ ؟ فَأَرْسَلَ إِلَى مَنْزِلِي ، فَوَجَدَنِي قَدْ سِرْتُ ، فَرَدَّنِي ، فَلَمَّا أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَجَدْتُهُ قَاعِدًا وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ ، فَقَالَ : ادْعُ الْقَوْمَ ، فَمَنْ أَجَابَكَ مِنْهُمْ فَاقْبَلْ ، وَمَنْ أَبَى فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِ حَتَّى تُحَدَّثَ إِلَيَّ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا سَبَأ ؟ أَرْضٌ هِيَ ، أَوِ امْرَأَةٌ ؟ قَالَ : لَيْسَتْ بِأَرْضٍ وَلاَ بِامْرَأَةٍ ، وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ وَلَدَ عَشَرَة مِنَ الْعَرَبِ ، فَأَمَّا سِتَّةٌ فَتَيَامَنُوا ، وَأَمَّا أَرْبَعَةٌ فَتَشَاءَمُوا ، فَأَمَّا الَّذِينَ تَشَاءَمُوا فَلَخْمٌ وَجُذَامٌ وَغَسَّانُ وَعَامِلَةُ ، وَأَمَّا الَّذِينَ تَيَامَنُوا فَالأُزْدُ وَكِنْدَةُ وَحِمْيَرُ وَالأَشْعَرُونَ وَأَنْمَارُ وَمَذْحِجُ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا أَنْمَارُ ؟ قَالَ : هُمُ الَّذِينَ مِنْهُمْ خَثْعَمُ وَبَجِيلَةُ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،