ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

14591 سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ - الْمَذْكُورَ بِنَيْسَابُورَ - يَقُولُ : سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ ، يَقُولُ : تُنَالُ الْمَعْرِفَةُ بِثَلَاثٍ : بِالنَّظَرِ فِي الْأُمُورِ كَيْفَ دَبَّرَهَا ، وَفِي الْمَقَادِيرِ كَيْفَ قَدَّرَهَا وَفِي الْخَلَائِقِ كَيْفَ خَلَقَهَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

20045 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قال حدثنا عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَّامٍ الصَّدَفِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ : قَرَأْتُ فِي بَابِ مِصْرَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ فَتَدَبَّرْتُهُ فَإِذَا فِيهِ يُقَدِّرُ الْمُقَدِّرُونَ ، وَالْقَضَاءُ يَضْحَكُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

20046 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ مِنْ أَصْلِهِ ، قال حدثنا أَبُو بَكْرٍ الدَّيْنَوَرِيُّ الْمُفَسِّرُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيَنْ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّمْشَاطِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ : إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا مَلَأَ قُلُوبَهُمْ مِنْ صَفَاءِ مَحْضِ مَحَبَّتِهِ وَهَيَّجَ أَرْوَاحَهُمْ بِالشَّوْقِ إِلَى رُؤْيَتِهِ فَسُبْحَانَ مَنْ شَوَّقَ إِلَيْهِ أَنْفُسَهُمْ ، وَأَدْنَى مِنْهُ هِمَمَهُمْ وَصَفَتْ لَهُ صُدُورَهُمْ ، سُبْحَانَ مُوَفِّقِهِمْ وَمُؤْنِسِ وَحْشَتِهِمْ وَطَبِيبِ أَسْقَامِهِمْ ، إِلَهِي لَكَ تَوَاضَعَتْ أَبْدَانُهُمْ مِنْكَ إِلَى الزِّيَادَةِ ، انْبَسَطَتْ أَيْدِيهِمْ مَا طَيَّبْتَ بِهِ عَيْشَهُمْ ، وَأَدَمْتَ بِهِ نَعِيمَهُمْ ، فَأَذَقْتَهُمْ مِنْ حَلَاوَةِ الْفَهْمِ عَنْكَ ، فَفَتَحْتَ لَهُمْ أَبْوَابَ سَمَوَاتِكَ ، وَأَنْحَنْتَ لَهُمُ الْجَوَازَ فِي مَلَكُوتِكَ ، بِكَ أَنِسَتْ مَحَبَّةُ الْمُحِبِّينَ ، وَعَلَيْكَ مُعَوَّلُ وَشَوْقُ الْمُشْتَاقِينَ وَإِلَيْكَ حَنَّتْ قُلُوبُ الْعَارِفِينَ ، وَبِكَ آسَتْ قُلُوبُ الصَّادِقِينَ ، وَعَلَيْكَ عَكَفَتْ رَهْبَةُ الْخَائِفِينَ ، وَبِكَ اسْتَجَارَتْ أَفْئِدَةُ الْمُقَصِّرِينَ ، قَدْ بُسِطَتِ الرَّاحَةُ مِنْ فُتُورِهِمْ ، وَقَلَّ طَمَعُ الْغَفَلَةِ فِيهِمْ لَا يَسْكُنُونَ إِلَى مُحَادَثَةِ الْفِكْرَةِ فِيمَا لَا يُعْنِيهِمْ وَلَا يَفْتُرُونَ عَنِ التَّعَبِ وَالسَّهَرِ يُنَاجُونَهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَيَتَضَرَّعُونَ إِلَيْهِ بِمَسْكَنَتِهِمْ يَسْأَلُونَهُ الْعَفْوَ عَنْ زَلَّاتِهِمْ وَالصَّفْحَ عَمَّا وَقَعَ الْخَطَأُ بِهِ فِي أَعْمَالِهِمْ فَهُمُ الَّذِينَ ذَابَتْ قُلُوبُهُمْ بِفِكْرِ الْأَحْزَانِ وَخَدَمُوهُ خِدْمَةَ الْأَبْرَارِ الَّذِيِنَ تَدَفَّقَتْ قُلُوبُهُمْ بِبِرِّهِ وَعَامَلُوهُ بِخَالِصٍ مِنْ سِرِّهِ حَتَّى خَفِيَتْ أَعْمَالُهُمْ عَنِ الْحَفَظَةِ فَوَقَعَ بِهِمْ مَا أَمَّلُوا مِنْ عَفْوِهِ وَوَصَلُوا بِهَا إِلَى مَا أَرَادُوا مِنْ مَحَبَّتِهِ فَهُمْ وَاللَّهِ الزُّهَّادُ وَالسَّادَةُ مِنَ الْعُبَّادِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَثْقَالَ الزَّمَانِ فَلَمْ يَأْلَمُوا بِحَمْلِهَا ، وَقَفُوا فِي مَوَاطِنِ الِامْتِحَانِ فَلَمْ تَزُلْ أَقْدَامُهُمْ عَنْ مَوَاضِعِهَا حَتَّى مَالَ بِهِمُ الدَّهْرُ وَهَانَتْ عَلَيْهِمُ الْمَصَائِبُ وَذَهَبُوا بِالصِّدْقِ وَالْإِخْلَاصِ عَنِ الدُّنْيَاَ ، إِلَهِي فِيكَ نَالُوا مَا أَمَّلُوا كُنْتَ لَهُمْ سَيِّدِي مُؤَيِّدًا وَلِعُقُولِهِمْ مُؤَدِّيَا حَتَّى أَوْصَلْتَهُمْ أَنْتَ إِلَى مَقَامِ الصَّادِقِينَ فِي عَمَلِكَ وَإِلَى مَنَازِلِ الْمُخْلِصِينَ فِي مَعْرِفَتِكَ فَهُمْ إِلَى مَا عِنْدَ سَيِّدِهِمْ مُتَطَلِّعُونَ وَإِلَى مَا عِنْدَهُ مِنْ وَعِيدِهِ نَاظِرُونَ ذَهَبَتِ الْأَلَامُ عَنْ أَبْدَانِهِمْ لَمَّا أَذَاقَهُمْ مِنْ حَلَاوَةِ مُنَاجَاتِهِ وَلَمَّا أَفَادَهُمْ مِنْ ظَرَائِفِ الْفَوَائِدِ مْنِ عِنْدِهِ فَيَا حُسْنَهُمْ وَاللَّيْلُ قَدْ أَقْبَلَ بَحَنَادِسِ ظُلْمَتِهِ وَهَدَأَتْ عَنْهُمْ أَصْوَاتُ خَلِيقَتِهِ وَقَدِمُوا إِلَى سَيِّدِهِمُ الَّذِي لَهُ يَأْمَلُونَ فَلَوْ رَأَيْتَ أَيُّهَا الْبَطَّالُ أَحَدَهُمْ وَقَدْ قَامَ إِلَى صَلَاتِهِ وَقِرَاءَتِهِ فَلَمَّا وَقَفَ فِي مِحْرَابِهِ وَاسْتَفْتَحَ كَلَامَ سَيِّدِهِ خَطَرَ عَلَى قَلْبِهِ أَنَّ ذَلِكَ الْمَقَامَ هُوَ الْمَقَامُ الَّذِي يَقُومُ فِيهِ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ فَانْخَلَعَ قَلْبُهُ وَذَهَلَ عَقْلُهُ فَقُلُوبُهُمْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ مُعَلَّقَةٌ وَأَبْدَانُهُمْ بَيْنِ أَيْدِي الْخَلَائِقِِ عَارِيَةٌ وَهُمُومُهُمْ بِالْفِكْرِ دَائِمَةٌ ، فَمَا ظَنُّكَ بِأَقْوَامٍ أَخْيَارٍ أَبْرَارٍ وَقَدْ خَرَجُوا مِنْ رِقِّ الْغَفْلَةِ وَاسْتَرَاحُوا مِنْ وَثَائِقِ الْفَتْرَةِ وَأَنِسُوا بِيَقِينِ الْمَعْرِفَةِ وَسَكَنُوا إِلَى رَوْحِ الْجِهَادِ وَالْمُرَاقَبَةِ ، بَلَّغَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ هَذِهِ الدَّرَجَةَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

20047 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قال حدثنا أَبُو بَكْرٍ الدِّينَوَرِيُّ ح ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الشِّمْشَاطِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ : بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي جِبَالِ أَنْطَاكِيَّةَ وَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ كَأَنَّهَا مَجْنُونُةٌ وَعَلَيْهَا جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ فَسَلَمَّتْ عَلَيْهَا فَرَدَّتِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَتْ : أَلَسْتَ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ ، قُلْتُ : عَافَاكِ اللَّهُ كَيْفَ عَرَفْتِينِي ؟ قَالَتْ : فَتَقَ الْحَبِيبُ بَيْنِي وَبَيْنَ قَلْبِكَ فَعَرَفْتُكَ بِاتِّصَالِ مَعْرِفَةِ حُبِّ الْحَبِيبِ ، ثُمَّ قَالَتْ : أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةً ؟ قُلْتُ : سَلِينِي قَالَتْ أَيُّ شَيْءٍ السَّخَاءُ ؟ قُلْتُ : الْبَذْلُ وَالْعَطَاءُ قَالَتْ : هَذَا السَّخَاءُ فِي الدُّنْيَا فَمَا السَّخَاءُ فِي الدِّينِ ؟ قُلْتُ : الْمُسَارَعَةُ إِلَى طَاعَةِ الْمَوْلَى قَالَتْ : فَإِذَا سَارَعْتَ إِلَى طَاعَةِ الْمَوْلَى تُحِبُّ مِنْهُ خَيْرًا ؟ قُلْتُ : نَعَمْ لِلْوَاحِدِ عَشْرَةٌ ، قَالَتْ : مُرَّ يَا بَطَّالُ ، هَذَا فِي الدِّينِ قَبِيحٌ وَلَكِنِ الْمُسَارَعَةُ إِلَى طَاعَةِ الْمَوْلَى أَنْ يَطَّلِعَ إِلَى قَلْبِكَ وَأَنْتَ لَا تُرِيدُ مِنْهُ شَيْئًا بِشَيْءٍ وَيْحَكَ يَا ذَا النُّونِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُقْسِمَ عَلَيْهِ فِي طَلَبِ شَهْوَةٍ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً فَأَسْتَحِي مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ أَكُونَ كَأَجِيرِ السُّوءِ إِذَا عَمِلَ طَلَبَ الْأَجْرَ وَلَكِنْ أَعْمَلُ تَعْظِيمًا لِهَيْبَتِهِ وَعِزِّ جَلَالِهِ ، قَالَ : ثُمَّ مَرَرْتُ وَتَرَكَتْنِي

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

20048 حَدَّثَنَا أَبِي ، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَصْقَلَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ قَالَا : حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ ، حَدَّثَنِي ذُو النُّونِ قَالَ : بَيْنَا أَنَا فِي بَعْضِ مَسِيرِي إِذْ لَقِيَتْنِي امْرَأَةٌ فَقَالَتْ لِي : مِنْ أَيْنَ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : رَجُلٌ غَرِيبٌ ، فَقَالَتْ لِي : وَيْحَكَ وَهَلْ يُوجَدُ مَعَ اللَّهِ أَحْزَانُ الْغُرْبَةِ ؟ وَهُوَ مُؤْنِسُ الْغُرَبَاءِ ، وَمُعِينُ الضُّعَفَاءِ ؟ قَالَ : فَبَكَيْتُ فَقَالَتْ لِي مَا يُبْكِيكَ ؟ قُلْتُ : وَقَعَ الدَّوَاءُ عَلَى دَاءٍ قَدْ قَرِحَ فَأَسْرَعَ لِي نَجَاحُهُ ، قَالَتْ : فَإِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَلِمَ بَكَيْتَ ؟ قُلْتُ : وَالصَّادِقُ لَا يَبْكِي ؟ قَالَتْ : لَا قُلْتُ : وَلِمَ ؟ قَالَتْ : لِأَنَّ الْبُكَاءَ رَاحَةٌ لِلْقَلْبِ ، وَمَلْجَأٌ يُلْجَأُ إِلَيْهِ ، وَمَا كَتَمَ الْقَلْبُ شَيْئًا أَحَقَّ مِنَ الشَّهِيقِ وَالزَّفِيرِ ، فَإِذَا أَسْبَلْتَ الدَّمْعَةَ اسْتَرَاحَ الْقَلْبُ ، وَهَذَا ضَعْفُ الْأَطِبَّاءِ بِإِبْطَالِ الدَّاءِ قَالَ : فَبَقِيتُ مُتَعَجِّبًا مِنْ كَلَامِهَا ، فَقَالَتْ لِي : مَا لَكَ ؟ قُلْتُ : تَعَجَّبْتُ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ ، قَالَتْ : وَقَدْ نَسِيتَ الْقَرْحَةَ التَّيِ سَأَلْتَ عَنْهَا ؟ قُلْتُ : لَا مَا أَنَا بِالْمُسْتَغْنِي عَنْ طَلَبِ الزَّوَائِدِ قَالَتْ : صَدَقْتَ حُبَّ رَبِّكَ سُبْحَانَهُ ، وَاشْتَقْ إِلَيْهِ فَإِنَّ لَهُ يَوْمًا يَتَجَلَّى فِيهِ عَلَى كُرْسِيِّ كَرَامَتِهِ لِأَوْلِيَائِهِ وَأَحِبَّائِهِ فَيُذِيقُهُمْ مِنْ مَحَبَّتِهِ كَأْسًا لَا يَظْمَئُونَ بَعْدَهُ أَبَدًا قَالَ : ثُمَّ أَخَذَتْ فِي الْبُكَاءِ وَالزَّفِيرِ وَالشَّهِيقِ وَهِيَ تَقُولُ : سَيِّدِي إِلَى كَمْ تَخْلُفُنِي فِي دَارٍ لَا أَجِدُ فِيهَا أَحَدًا يُسْعِفُنِي عَلَى الْبُكَاءِ أَيَّامَ حَيَاتِي - ثُمَّ تَرَكَتْنِي وَمَضَتْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

20049 حَدَّثَنَا أَبِي ، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَصْقَلَةَ ، قال حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ : سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ : كَمْ مِنْ مُطِيعٍ مُسْتَأْنِسٍ ، وَكَمْ عَاصٍ مُسْتَوْحِشٍ ، وَكَمْ مُحَبٍّ ذَلِيلٍ ، وَكُلٌّ رَاجٍ طَالِبٌ قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : اعْلَمُوا أَنَّ الْعَاقِلَ يَعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ ، وَيُحِسُّ بِذَنْبِ غَيْرِهِ ، وَيَجُودُ بِمَا لَدَيْهِ وَيَزْهَدُ فِيمَا عِنْدَ غَيْرِهِ وَيَكُفُّ عَنْ أَذَاهُ وَيَحْتَمِلُ الْأَذَى عَنْ غَيْرِهِ وَالْكَرِيمُ يُعْطِي قَبْلَ السُّؤَالِ ، فَكَيْفَ يَبْخَلُ بَعْدَ السُّؤَالِ ؟ وَيَعْذُرُ قَبْلَ الِاعْتِذَارِ ، فَكَيْفَ يَحْقِدُ بَعْدَ الِاعْتِذَارِ ؟ وَيَعَفُّ قَبْلَ الِامْتِنَاعِ فَكَيْفَ يَطْمَعُ فِي الِازْدِيَادِ ، قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : ثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْمَحَبَّةِ : الرِّضَا فِي الْمَكْرُوهِ ، وَحُسْنُ الظَّنِّ فِي الْمَجْهُولِ ، وَالتَّحْسِينُ فِي الِاخْتِيَارِ فِي الْمَحْذُورِ ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الصَّوَابِ : الْأُنْسُ بِهِ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ ، وَالسَّكُونُ إِلَيْهِ فِي جَمِيعِ الْأَعْمَالِ ، وَحُبُّ الْمَوْتِ بِغَلَبَةِ الشَّوْقِ فِي جَمِيعِ الْأَشْغَالِ ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الْيَقِينِ : النَّظَرُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي كُلِّ شَيْءٍ ، وَالرُّجُوعُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ أَمْرٍ ، وَالِاسْتِعَانَةُ بِهِ فِي كُلِّ حَالٍ ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الثِّقَةِ بِاللَّهِ : السَّخَاءُ بِالْمَوْجُودِ ، وَتَرْكُ الطَّلَبِ لِلْمَفْقُودِ ، وَالِاسْتِنَابَةُ إِلَى فَضْلِ الْمَوْجُودِ ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الشُّكْرِ : الْمُقَارَبَةُ مِنَ الْإِخْوَانِ فِي النِّعْمَةِ ، وَاسْتِغْنَامِ قَضَاءِ الْحَوَائِجِ قَبْلَ الْعَطِيَّةِ ، وَاسْتِقْلَالِ الشُّكْرِ لِمُلَاحَظَةِ الْمِنَّةِ , وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الرِّضَا : تَرْكُ الِاخْتِيَارِ قَبْلَ الْقَضَا ، وَفُقْدَانُ الْمَرَارَةِ بَعْدَ الْقَضَا ، وَهَيَجَانُ الْحُبِّ فِي حَشْوِ الْبِلَا ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْمَالِ الْأُنْسِ بِاللَّهِ : اسْتِلْذَاذُ الْخَلْوَةِ ، وَالِاسِتْيِحَاشُ مِنَ الصُّحْبَةِ ، وَاسْتِحْلَاءُ الْوَحْدَةِ ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللَّهِ : قُوَّةُ الْقَلْبِ ، وَفُسْحَةُ الرَّجَا فِي الذِّلَّةِ ، وَنَفْيُ الْإِيَاسِ بِحُسْنِ الْإِنَابَةِ ، وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الشَّوْقِ : حُبُّ الْمَوْتِ مَعَ الرَّاحَةِ وَبُغْضُ الْحَيَاةِ مَعَ الدَّعَةِ ، وَدَوَامُ الْحُزْنِ مَعَ الْكِفَايَةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

20050 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيُّ ، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ النَّيْسَابُورِيُّ ، قال حدثنا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّاشِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ : إِلَهِي مَا أُصْغِي إِلَى صَوْتِ حَيَوَانٍ وَلَا حَفِيفِ شَجَرٍ ، وَلَا خَرِيرِ مَاءٍ ، وَلَا تَرَنُّمِ طَائِرٍ ، وَلَا تَنَعُّمِ ظِلٍّ ، وَلَا دَوِيِّ رِيحٍ ، وَلَا قَعْقَعَةِ رَعْدٍ إِلَّا وَجَدْتُهَا شَاهِدَةً بِوَحْدَانِيَّتِكَ دَالَّةً عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِكَ شَيْءٌ ، وَأَنَّكَ غَالِبٌ لَا تُغْلَبُ وَعَالِمٌ لَا تَجْهَلُ ، وَحَ‍لِيمٌ لَا تَسْفَهُ ، وَعَدْلٌ لَا تَجُورُ ، وَصَادِقٌ لَا تَكْذِبُ ، إِلَهِي فَإِنِّي أَعْتَرِفُ لَكَ اللَّهُمَّ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ صُنْعُكَ ، وَشَهِدَ لَكَ فِعْلُكَ ، فَهَبْ لِي اللَّهُمَّ طَلَبَ رِضَاكَ بِرِضَايَ وَمَسَرَّةَ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ يَذْكُرُكَ لِمَحَبَّتِي لَكَ ، وَوَقَارَ الطُّمَأْنِينَةِ وَتَطَلُّبَ الْعَزِيمَةِ إِلَيْكَ لِأَنَّ مَنْ لَمْ يُشْبِعُهْ الْوُلُوعُ بِاسْمِكَ وَلَمْ يَرْوِهِ مِنْ ظَمَائِهِ وُرُودُ غُدْرَانِ ذِكْرِكَ ، وَلَمْ يُنْسِهِ جَمِيعَ الْهُمُومِ رِضَاهُ عَنْكَ ، وَلَمْ يُلْهِهِ عَنْ جَمِيعِ الْمَلَاهِيِ تَعْدَادُ آلَائِكَ ، وَلَمْ يَقْطَعْهُ عَنِ الْأُنْسِ بِغَيْرِكَ مَكَانُهُ مِنْكَ كَانَتْ حَيَاتُهُ مِيتَةً ، وَمِيتَتُهُ حَسْرَةً ، وَسُرُورُهُ غُصَّةً وَأُنْسُهُ وَحْشَةً ، إِلَهِي عَرِّفْنِي عُيُوبَ نَفْسِي وَافْضَحْهَا عِنْدِي لَأَتَضَرَّعَ إِلَيْكَ فِي التَّوْفِيقِ لِلتَّنَزُّهِ عَنْهَا ، وَأَبْتَهِلُ إِلَيْكَ بَيْنَ يَدَيْكَ خَاضِعًا ذَلِيلًا فِي أَنْ تَغْسِلَنِي مِنْهَا ، وَاجْعَلْنِي مِنْ عِبَادِكَ الَّذِينَ شَهِدَتْ أَبْدَانُهُمْ وَغَابَتْ قُلُوبُهُمْ تَجُولُ فِي مَلَكُوتِكَ وتَتَفَكَّرُ فِي عَجَائِبِ صُنْعِكَ تَرْجِعُ بِفَوَائِدِ مَعْرِفَتِكَ وَعَوَائِدِ إِحْسَانِكَ قَدْ أَلْبَسْتَهُمْ خُلَعَ مَحَبَّتِكَ وَخَلَعْتَ عَنْهُمْ لِبَاسَ التَّزَيُّنِ لِغَيْرِكَ ، إِلَهِي لَا تَتْرُكْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَقْصَى مُرَادِكَ حِجَابًا إِلَّا هَتَكْتَهُ وَلَا حَاجِزًا إِلَّا رَفَعْتَهُ ، وَلَا وَعْرًا إِلَّا سَهَّلْتَهُ وِلَا بَابًا إِلَّا فَتَحْتَهُ حَتَّى تُقِيمَ قَلْبِي بَيْنَ ضِيَاءِ مَعْرِفَتِكَ ، وَتُذِيقَنِي طَعْمَ مَحَبَّتِكَ وَتُبَرِّدَ بِالرِّضَا مِنْكَ فُؤَادِي ، وَجَمِيعَ أَحْوَالِي حَتَّى لَا أَخْتَارَ غَيْرَ مَا تَخْتَارُهُ وَتُجَعِّلَ لِي مَقَامًا بَيْنَ مَقَامَاتِ أَهْلِ وَلَايَتِكَ وَمُضْطَرَبًا فَسِيحًا فِي مَيْدَانِ طَاعَتِكَ ، إِلَهِي كَيْفَ اسْتَرْزِقُ مَنْ لَا يَرْزُقُنِي إِلَّا مِنْ فَضْلِكَ ؟ أَمْ كَيْفَ أُسْخِطُكَ فِي رِضَا مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى ضُرِّي إِلَّا بِتَمْكِينِكَ ، فِيَا مَنْ أَسْأَلُهُ إِينَاسًا بِهِ وَإِيحَاشًا مِنْ خَلْقِهِ وَيَا مَنْ إِلَيْهِ الْتِجَائِي فِي شِدَّتِي وَرَجَائِي ارْحَمْ غُرْبَتِي وَهَبْ لِي مِنَ الْمَعْرِفَةِ مَا أَزْدَادُ بِهِ يَقِينًا ، وَلَا تِكِلْنِي إِلى نَفْسِي الْأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ طَرْفَةَ عَيْنٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

20051 حَدَّثَنَا أَبِي ، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَصْقَلَةَ ، قال حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَلِيطُ ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ ذِى النُّونِ الْمِصْرِيِّ قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ لَصَفْوَةً مِنْ خَلْقِهِ ، وَإِنَّ لِلَّهِ لِخِيَرَةً مِنْ خَلْقِهِ قِيلَ لَهُ : يَا أَبَا الْفَيْضِ فَمَا عَلَامَتُهُمْ ؟ قَالَ : إِذَا خَلَعَ الْعَبْدُ الرَّاحَةَ وَأَعْطَى الْمَجْهُودَ فِي الطَّاعَةِ وَأَحَبَّ سُقُوطَ الْمَنْزِلَةِ ، قِيلَ لَهُ : يَا أَبَا الْفَيْضِ فَمَا عَلَامَةُ إِقْبَالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْعَبْدِ ؟ قَالَ : إِذَا رَأَيْتَهُ صَابِرًا شَاكِرًا ذَاكِرًا فَذَلِكَ علَاَمَةُ إِقْبَالِ اللَّهِ عَلَى الْعَبْدِ ، قِيلَ : فَمَا عَلَامَةُ إِعْرَاضِ اللَّهِ عَنِ الْعَبْدِ قَالَ : إِذَا رَأَيْتَهُ سَاهِيًا رَاهِبًا مُعْرِضًا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ فَذَاكَ حِينَ يَعْرِضُ اللَّهُ عَنْهُ ، ثُمَّ قَالَ : وَيْحَكَ كَفَى بِالْمُعْرِضِ عَنِ اللَّهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ مُقْبِلٌ عَلَيْهِ وَهُوَ مُعْرِضٌ عَنْ ذِكْرِهِ ، قِيلَ لَهُ يَا أَبَا الْفَيْضِ فَمَا عَلَامَةُ الْأُنْسِ بِاللَّهِ ؟ قَالَ : إِذَا رَأَيْتَهُ يُؤْنِسُكَ بِخَلْقِهِ فَإِنَّهُ يُوحِشُكَ مِنْ نَفْسِهِ ، وَإِذَا رَأَيْتَهُ يُوحِشُكَ مِنْ خَلْقِهِ فَإِنَّهُ يُؤْنِسُكَ بِنَفْسِهِ ، ثُمَّ قَالَ أَبُو الْفَيْضِ : الدُّنْيَا وَالْخَلْقُ لِلَّهِ عَبِيدٌ ، خَلَقَهُمْ لِلطَّاعَةِ وَضَمِنَ لَهُمْ أَرْزَاقَهُمْ وَنَهَاهُمْ وَحَذَّرَهُمْ وَأَنْذَرَهُمْ ، فَحَرَصُوا عَلَى مَا نَهَاهَمُ اللَّهُ عَنْهُ وَطَلَبُوا الْأَرْزَاقَ وَقَدْ ضَمِنَهَا اللَّهُ لَهُمْ ، فَلَا هُمَّ فِي أَرْزَاقِهِمُ اسْتَزَادُوا ، ثُمَّ قَالَ : عَجَبًا لِقُلُوبِكُمْ كَيْفَ لَا تَتَصَدَّعُ وَلِأَجْسَامِكُمْ كَيْفَ لَا تَتَضَعْضَعُ ، إِذَا كُنْتُمْ تَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَتَعْقِلُونَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

20052 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قال حدثنا أَبُو بَكْرٍ الدَّيْنَوَرِيُّ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّمْشَاطِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ ، يَقُولُ : بَيْنَا أَنَا سَائِرُ عَلَى شَاطِيءِ نِيلِ مِصْرَ إِذْ أَنَا بِجَارِيَةٍ تَدْعُو وَهِيَ تَقُولُ فِي دُعَائِهَا : يَا مَنْ هُوَ عِنْدَ أَلْسُنِ النَّاطِقِينَ ، يَا مَنْ هُوَ عِنْدَ قُلُوبِ الذَّاكِرِينَ ، يَا مَنْ هُوَ عِنْدَ فِكْرَةِ الْحَامِدِينَ ، يَا مَنْ هُوَ عَلَى نُفُوسِ الْجَبَّارِينَ وَالْمُتَكَبِّرِينَ ، قَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ مِنِّي ، يَا أَمَلَ الْمُؤَمِّلِينَ ، قَالَ : ثُمَّ صَرَخَتْ صَرْخَةً خَرَّتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا ، قَالَ : وسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ : دَخَلْتُ عَلَى صَوَادِ نِيلِ مِصْرَ فَجَاءَنِي اللَّيْلُ فَقُمْتُ بَيْنَ زُرُوعِهَا فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ سَوْدَاءَ قَدْ أَقْبَلَتْ إِلَى سُنْبُلَةِ فَفَرَكَتْهَا ثُمَّ امْتَنَعَتْ عَلَيْهَا فَتَرَكَتْهَا وَبَكَتْ وَهِيَ تَقُولُ : يَا مَنْ بَذَرَهُ حَبًّا يَابِسًا فِي أَرْضِهِ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا ، أَنْتَ الَّذِي صَيَّرْتَهُ حَشِيشًا ، ثُمَّ أَنْبَتَّهُ عُودًا قَائِمًا ، بَتَكْوِينِكَ وَجَعَلْتَ فِيهِ حَبًّا مُتَرَاكِبًا ، وَدَوَّرْتَهُ فَكَوَّنْتَهُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَقَالَتْ : عَجِبْتُ لِمَنْ هَذِهِ مَشِيئَتُهُ كَيْفَ لَا يُطَاعُ ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ هَذَا صُنْعُهُ كَيْفَ يَشْتَكِي ، فَدَنَوْتُ مِنْهَا فَقُلْتُ : مَنْ يَشْكُو أَمَلَ الْمُؤَمِّلِينَ فَقَالَتْ لِي : أَنْتَ يَا ذَا النُّونِ ، إِذَا اعْتَلَّكَ فَلَا ت‍َجْعَلْ عِلَّتَكَ إِلَى مَخْلُوقٍ مِثْلِكَ ، وَاطْلُبْ دَوَاءَكَ مِمَّنِ ابْتَلَاكَ وَعَل‍َيْكَ السَّلَامُ ، لَا حَاجَةَ لِي فِي مُنَاظَرَةِ الْبَطَّالِينَ ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ :
وَكَيْفَ تَنَامُ الْعَيْنُ وَهْيِ قَرِيرَةٌ
وَلَمْ تَدْرِ فِي أَيِّ الْمَحِلَّيْنِ تَنْزِلُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

20053 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصَّبَّاحِ ، قال حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خُلَفٍ الْمُؤَدِّبُ وَكَانَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ قَالَ : رَأَيْتُ ذَا النُّونِ الِمْصِرِيَّ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ عِنْدَ صَخْرَةِ مُوسَى ، فَلَمَّا جَنَّ اللَّيْلُ خَرَجَ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ وَالْمَاءِ فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا أَعْظَمَ شَأْنَكُمَا ، بَلْ شَأْنُ خَالِقِكُمَا أَعْظَمُ مِنْكُمَا وَمِنْ شَأْنِكُمَا ، فَلَمَّا تَهَوَّرَ اللَّيْلُ لَمْ يَزَلْ يُنْشِدُ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ إِلَى أَنْ طَلَعَ عَمُودُ الصُّبْحِ :
اطْلُبُوا لِأُنْسِكُمْ
مِثْلَ مَا وَجَدْتُ أَنَا

قَدْ وَجَدْتُ لِي سَكَنًا
لَيْسَ هُوَ فِي هَوَاهُ عَنَا

إِنْ بَعُدُ قَرَّبَنِي
أَوْ قَرُبْتُ مِنْهُ دَنَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،