ذِكْرُ مَمْشَى قُرَيْشٍ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فِي أَمْرِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    ذِكْرُ مَمْشَى قُرَيْشٍ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فِي أَمْرِهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم

484 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَسْلَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ لُوطٍ النَّوْفَلِيُّ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، قَالَ (ح) وَحَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ ، قَالَ (ح) وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيِّ ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ ، قَالُوا : لَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ ظُهُورَ الإِسْلاَمِ وَجُلُوسَ الْمُسْلِمِينَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ ، سَقَطَ فِي أَيْدِيهِمْ ، فَمَشُوا إِلَى أَبِي طَالِبٍ حَتَّى دَخَلُوا عَلَيْهِ ، فَقَالُوا : أَنْتَ سَيُّدُنَا وَأَفْضَلُنَا فِي أَنْفُسِنَا ، وَقَدْ رَأَيْتَ هَذَا الَّذِي فَعَلَ هَؤُلاَءِ السُّفَهَاءُ مَعَ ابْنِ أَخِيكَ مِنْ تَرْكِهِمْ آلِهَتَنَا ، وَطَعْنِهِمْ عَلَيْنَا ، وَتَسْفِيهِهِمْ أَحْلاَمَنَا ، وَجَاؤُوا بِعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَقَالُوا : قَدْ جِئْنَاكَ بِفَتَى قُرَيْشٍ جَمَالاَّ وَنَسَبًا وَنَهَادَةً وَشِعْرًا ، نَدْفَعُهُ إِلَيْكَ ، فَيَكُونُ لَكَ نَصَرُهُ وَمِيرَاثُهُ ، وَتَدْفَعُ إِلَيْنَا ابْنَ أَخِيكَ فَنَقْتُلُهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ لِلْعَشِيرَةِ وَأَفْضَلُ فِي عَوَاقِبِ الأُمُورِ مَغَبَّةً ، قَالَ أَبُو طَالِبٍ : وَاللَّهِ مَا أَنْصَفْتُمُونِي ، تُعْطُوُنَنِي ابْنَكُمْ أَغْذُوهُ لَكُمْ ، وَأُعْطِيكُمُ ابْنَ أَخِي تَقْتُلُونَهُ ، مَا هَذَا بِالنَّصَفِ ، تَسُومُونَنِي سَوْمَ الْعَرِيرِ الذَّلِيلِ ، قَالُوا : فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ فَلْنُعْطِهِ النَّصَفَ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَبُو طَالِبٍ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، هَؤُلاَءِ عُمُومَتُكَ وَأَشْرَافُ قَوْمِكَ ، وَقَدْ أَرَادُوا يُنْصِفُونَكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : قُولُوا أَسْمَعْ ، قَالُوا : تَدَعَنَا وَآلِهَتَنَا وَنَدَعُكَ وَإِلَهَكَ ، قَالَ أَبُو طَالِبٍ : قَدْ أَنْصَفَكَ الْقَوْمُ ، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ هَذِهِ ، هَلْ أَنْتُمْ مُعْطِيَّ كَلِمَةً ، إِنْ أَنْتُمْ تَكَلَّمْتُمْ بِهَا مَلَكْتُمْ بِهَا الْعَرَبَ وَدَانَتْ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ ؟ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : إِنَّ هَذِهِ لَكَلِمَةٌ مُرْبِحَةٌ ، نَعَمْ وَأَبِيكَ لَنَقُولَنَّهَا وَعَشَرَ أَمْثَالِهَا ، قَالَ : قُولُوا : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَاشْمَأَزُّوا وَنَفَرُوا مِنْهَا وَغَضِبُوا وَقَامُوا وَهُمْ يَقُولُونَ : { اصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لِشَيْءٌ يُرَادُ} ، وَيُقَالُ : الْمُتَكَلِّمُ بِهَذَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ ، وَقَالُوا : لاَ نَعُودُ إِلَيْهِ أَبَدًا ، وَمَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُغْتَالَ مُحَمَّدٌ ، فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ فُقِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ وَعُمُومَتُهُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَلَمْ يَجِدُوهُ ، فَجَمَعَ فِتْيَانًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ ، ثُمَّ قَالَ : لِيَأْخُذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ حَدِيدَةً صَارِمَةً ، ثُمَّ لِيَتَّبِعُنِي إِذَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَلْيَنْظُرْ كُلُّ فَتًى مِنْكُمْ ، فَلْيَجْلِسْ إِلَى عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَائِهِمْ ، فِيهِمُ ابْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِبْ عَنْ شَرٍّ إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ قَدْ قُتِلَ ، فَقَالَ الْفِتْيَانُ : نَفْعَلُ ، فَجَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ ، فَوَجَدَ أَبَا طَالِبٍ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، فَقَالَ : يَا زَيْدُ أَحْسَسْتَ ابْنَ أَخِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، كُنْتُ مَعَهُ آنِفًا ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ : لاَ أَدْخُلُ بَيْتِي أَبَدًا حَتَّى أَرَاهُ ، فَخَرَجَ زَيْدٌ سَرِيعًا حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ فِي بَيْتٍ عِنْدَ الصَّفَا ، وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ ، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي أَيْنَ كُنْتَ ؟ أَكُنْتَ فِي خَيْرٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : ادْخُلْ بَيْتَكَ ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَالِبٍ غَدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَأَخَذَ بِيَدِهِ ، فَوَقَفَ بِهِ عَلَى أَنْدِيَةِ قُرَيْشٍ وَمَعَهُ الْفِتْيَانُ الْهَاشِمِيُّونَ وَالْمُطَّلِبِيُّونَ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، هَلْ تَدْرُونَ مَا هَمَمْتُ بِهِ ؟ قَالُوا : لاَ ، فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ ، وَقَالَ لِلْفِتْيَانِ : اكْشِفُوا عَمَّا فِي أَيْدِيكُمْ ، فَكَشَفُوا ، فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَعَهُ حَدِيدَةٌ صَارِمَةٌ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَوْ قَتَلْتُمُوهُ مَا بَقِّيْتُ مِنْكُمْ أَحَدًا حَتَّى نَتَفَانَى نَحْنُ وَأَنْتُمْ ، فَانْكَسَرَ الْقَوْمُ وَكَانَ أَشَدَّهُمُ انْكِسَارًا أَبُو جَهْلٍ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،