ذِكْرُ مَنْ كَانَ يَكْرَهُ صَوْمَهُ وَلَا يَصُومُهُ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ مَنْ كَانَ يَكْرَهُ صَوْمَهُ وَلَا يَصُومُهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1116 حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّارِعُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ الْعَلَاءِ ، عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَدْعُو بِالْمَاءِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مِنْ غَيْرِ ظَمَأٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1117 حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ نَافِعٍ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَا يَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَ عَلَى صَوْمِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1118 حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَصُومُ عَاشُورَاءَ ، وَكَانَ الْقَاسِمُ يَصُومُهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1119 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكِنْدِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي نَافِعٌ : أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَانَ لَا يَصُومُ عَاشُورَاءَ إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ صِيَامَهُ ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمِّي ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1120 حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ : أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ يَوْمِ عَاشُورَاءَ - وَهُوَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ - فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَنَا بِصَائِمٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1121 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْبَاهِلِيُّ ، حَدَّثَنِي الْحَشْرَجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَشْرَجِ الْمُزَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْمُزَنِيُّ ، قَالَ : أَتَيْنَا عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو الْمُزَنِيَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي دَارِهِ الَّتِي فِي الْجَبَّانِ فِي بَنِي مَازِنٍ ، فَقَالَ لِلْغُلَامِ : يَا غُلَامُ ، احْلِبِ النَّاقَةَ فَحَلَبَ وَجَاءَ بِالْعُسِّ ، فَقَالَ لِرَجُلٍ : اشْرَبْ ، فَقَالَ : إِنِّي صَائِمٌ . ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي يَلِيهِ : اشْرَبْ ، فَقَالَ : إِنِّي صَائِمٌ . قَالَ : تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي يَلِيهِ : اشْرَبْ ، فَقَالَ : إِنِّي صَائِمٌ . قَالَ : يُوشِكُ أَنْ تَتَّخِذُوا هَذَا الْيَوْمَ بِمَنْزِلَةِ رَمَضَانَ ، إِنَّمَا كَانَ هَذَا الْيَوْمُ وَاجِبًا قَبْلَ أَنْ يُفْتَرَضَ رَمَضَانُ ، فَلَمَّا نَزَلَ صَوْمُ رَمَضَانَ نَسَخَ هَذَا الْيَوْمَ ، فَصَارَ صَوْمُهُ تَطَوُّعًا ، فَمَنْ شَاءَ صَامَ ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ ، وَلَا بَأْسَ وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا أَنْ يُقَالَ : إِنَّ صَوْمَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَانَ مِمَّا أَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ قَبْلَ نُزُولِ فَرْضِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، كَالَّذِي تَتَابَعَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا قَبْلُ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يَأْمُرُهُمْ بِذَلِكَ قَبْلَ وجُوبِ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَلَمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ بِهِ صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ ، لَمْ يَنْهَهُمْ عَنْ صَوْمِهِ ، وَلَمْ يَأْمُرْهُمْ بِصَوْمِهِ الْأَمْرَ الَّذِي كَانَ يَأْمُرَهُمْ بِهِ قَبْلَ وجُوبِ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يَنْدُبُهُمْ إِلَى صَوْمِهِ ، بِتَعْرِيفِهِ إِيَّاهُمْ مَا لَهُمْ فِيهِ مِنَ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ ، فَمَنْ صَامَهُ طَالِبًا بِهِ الْأَجْرَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، مُتَحَرِّيًا بِصَوْمِهِ إِدْرَاكَ مَا وَعَدَ اللَّهُ تَعَالَى صَائِمِيهِ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الثَّوَابِ ، رَجَوْنَا لَهُ إِدْرَاكَ مَا أَمَّلَ وَرَجَا بِهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَمَنْ تَرَكَ صَوْمَهُ ، وَآثَرَ الْإِفْطَارَ فِيهِ عَلَى صَوْمِهِ ؛ إِيثَارًا مِنْهُ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ مِنَ الْأَعْمَالِ عَلَيْهِ ، رَجَوْنَا لَهُ أَيْضًا بِذَلِكَ أَنْ يُدْرِكَ مَا أَمَّلَ بِإِفْطَارِهِ وَإِيثَارِ غَيْرِهِ مِنَ الْعَمَلِ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ عَلَيْهِ ، وَمَنْ أَفْطَرَهُ لِقَوْلِي ذَلِكَ ، فَإِنَّمَا هُوَ تَارِكُ فَضْلٍ ، لَا لومَ عَلَيْهِ فِي تَرْكِهِ . فَإِنْ قَالَ لَنَا قَائِلٌ : فَمَا وَجْهُ كَرَاهَةِ مَنْ كَرِهَ صَوْمَهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ ؟ قِيلَ : وَجْهُ كَرَاهَتِهِمْ ذَلِكَ نَظِيرُ كَرَاهَةِ مَنْ كَرِهَ صَوْمَ رَجَبٍ ؛ إِذْ كَانَ شَهْرًا كَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ تُعَظِّمُهُ ، فَكَرِهَ مَنْ كَرِهَ صَوْمَهُ أَنْ يُعَظِّمَهُ فِي الْإِسْلَامِ بِصَوْمِهِ تَعْظِيمَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ إِيَّاهُ فِي الشِّرْكِ ، فَأَرَادَ بِإِفْطَارِهِ وَضْعَ مَنَارِ الْكُفْرِ ، وَهَدْمَ أَعْلَامِ الشِّرْكِ . وَكَذَلِكَ عَاشُورَاءُ ، كَانَ - كَمَا قَدْ ذَكَرْنَا الْخَبَرَ قَبْلُ عَمَّنْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ عَنْهُ - يَوْمًا يَصُومُهُ أَهْلُ الشِّرْكِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَرَادَ بِإِفْطَارِهِ وَالنَّهْيِ عَنْ صَوْمِهِ - مَنْ أَفْطَرَهُ وَكَرِهَ صَوْمَهُ - إِبْطَالَ مَا أَبْطَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا شَرَعَ لِعِبَادِهِ مِنْ فَرْضِ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، مِنْ سُنَّةِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي صَوْمِهِ ، وَمِنْ غَيْرِ تَحْرِيمٍ مِنْهُ صَوْمَهُ عَلَى مَنْ صَامَهُ ، وَلَا مُوئِسِهِ مِنَ الثَّوَابِ الَّذِي وَعَدَ اللَّهُ تَعَالَى صَائِمِيهِ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا صَامَهُ مُبْتَغِيًا بِصَوْمِهِ إِيَّاهُ اسْتِنْجَازَ وَعْدِهِ ذَلِكَ ، لَا مَرِيدًا بِهِ إِحْيَاءَ سُنَّةِ أَهْلِ الشِّرْكِ ، وَكَذَلِكَ ذَلِكَ فِي صَوْمِ رَجَبٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

الْقَوْلُ فِي الْبَيَانِ عَمَّا فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ مِنَ الْغَرِيبِ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو : فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتْ لَهُ الْعَيْنُ ، وَنَفِهَتْ لَهُ النَّفْسُ ، يَعْنِي بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَجَمَتْ لَهُ الْعَيْنُ : غَارَتْ فِي الْحِجَاجِ ، وَدَخَلَتْ فِي عَظْمِهِ .
وَمِنْهُ قِيلَ : هَجَمَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ مَنْزِلَهُ : إِذَا وَلَجَ عَلَيْهِ فِيهِ بِغَيْرِ إِذْنٍ .
وَيُقَالُ أَيْضًا : هَجَمَ عَلَى الْقَوْمِ مَنْزِلَهُمْ : إِذَا سَقَطَ عَلَيْهِمْ وَأَمَّا قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : وَنَفِهَتْ لَهُ النَّفْسَ ، فَإِنَّهُ يَعْنِي : وَكَلَّتْ لَهُ النَّفْسُ وَرَزَحَتْ ، كَالنَّاقَةِ النَّافِهَةِ مِنَ السَّيْرِ .
وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ :
بِهِ تَمَطَّتْ غَوْلَ كُلِّ مِيلَهِ
بِنَا حَرَاجِيجُ الْمَهَارِي النُّفَّهِ
وَالنُّفَّهُ : جَمْعُ نَافِهٍ ، وَهُوَ الَّذِي قَدْ كَلَّ مِنَ السَّيْرِ وَأَعْيَا .
وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي الْخَبَرِ الْآخَرِ : فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ هَجَمَتِ الْعَيْنَانِ وَنَهَمَتِ النَّفْسُ ، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ غَيْرَ مَحْفُوظٍ ؛ وَذَلِكَ أَنَّ النَّهَمَ : إِفْرَاطُ الشَّهْوَةِ فِي الطَّعَامِ ، وَأَنْ لَا يَشْبَعَ الْآكِلُ وَلَا تَمْتَلِئَ عَيْنُهُ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ الصَّوْمِ بِصَاحِبِهِ ، بَلْ هُوَ إِلَى الْفَطْمِ عَنِ الشَّهَوَاتِ إِذَا تُوبِعَ أَقْرَبُ مِنْهُ إِلَى أَنْ يُورِثَ ذَلِكَ صَاحِبَهُ .
وَالنَّهْمُ - بِسُكُونِ الْهَاءِ - مَعْنًى غَيْرُ هَذَا ، وَهُوَ زَجْرُ الْإِبِلِ .
وَلَيْسَ لِذَلِكَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ أَيْضًا وَجْهٌ .
وَمِنْ ذَلِكَ أَيْضًا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَالزَّوْرُ : الضَّيْفُ ، وَالرَّجُلُ يَأْتِيهِ زَائِرًا ، الْوَاحِدُ وَالِاثْنَانِ وَالثَّلَاثَةُ ، وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ ، فِي ذَلِكَ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ .
يُقَالُ : هَذَا رَجُلٌ زَوْرٌ ، وَهَذَانِ رَجُلَانِ زَوْرٌ ، وَهُمْ قَوْمٌ زَوْرٌ ، فَيُوَحَّدُ فِي كُلِّ حَالَةٍ ؛ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ وُضِعَ مَوَاضِعَ الْأَسْمَاءِ ، وَمِثْلُ ذَلِكَ : هُمْ قَوْمٌ صَوْمٌ ، وَفِطْرٌ ، وَعَدْلٌ ، الْوَاحِدُ وَالْجَمَاعَةُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ .
وَالزَّوْرُ فِي غَيْرِ هَذَا : أَعْلَى الصَّدْرِ ، وَإِيَّاهُ عَنَى ابْنُ مَيَّادَةَ بِقَوْلِهِ :
كَأَنَّ قُرَادَيْ زَوْرِهِ طَبَعَتْهُمَا
بِطِينٍ مِنَ الْجَوْلَانِ كُتَّابُ أَعْجَمِ
وَأَمَّا الزُّورُ بِضَمِّ الزَّاي : فَالْبَاطِلُ وَالْكَذِبُ ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّي كُلَّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى زُورًا ، وَزُونًا .
وَمِنَ الزُّورِ قَوْلُ الرَّاجِزِ :
جَاءُوا بِزُورَيْهِمْ وَجِئْنَا بِالْأَصَمْ
شَيْخٍ لَنَا قَدْ كَانَ مِنْ عَهْدِ إِرَمْ

شَيْخٍ لَنَا مُعَاودٍ ضَرْبَ الْبُهَمْ
وَمِنَ الزُّونِ - بِالنُّونِ فِي ذَلِكَ - قَوْلُ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ :
وَهْنَانَةٌ كَالزُّونِ يُجْلَى صَنَمُهْ
تَضْحَكُ عَنْ أَشْنَبَ عَذْبٍ مَلْثَمُهْ
وَلِلزَّورِ مَعْنًى آخَرُ ، وَهُوَ أَنْ يُقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا رَأْيَ لَهُ : رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ زُورٌ .
وَأَمَّا الزِّيرُ بِكَسْرِ الزَّاي ، فَإِنَّهُ غَيْرُ ذَلِكَ كُلِّهِ ، وَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَعْتَادُ النِّسَاءَ ، وَيَمِيلُ إِلَى مُحَادَثَتِهِنَّ وَمُلَاعَبَتِهِنَّ .
وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ :
قُلْتُ لِزِيرٍ لَمْ تَصِلْهُ مَرْيَمُهْ
ضِلِّيلِ أَهْوَاءِ الصِّبَا يُنَدِّمُهْ
وَقَوْلُ مُهَلْهَلٍ :
فَلَوْ نُبِشَ الْمَقَابِرُ عَنْ كُلَيْبٍ
فَيُعْلَمَ بِالذَّنَائِبِ أَيُّ زِيرِ
وَالزِّيرُ أَيْضًا : أَحَدُ أَوْتَارِ الْعُودِ .
وَأَمَّا قَوْلُ الْمِنْهَالِ : أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَيَّامِ الْبِيضِ .
فَإِنَّ أَيَّامَ الْبِيضِ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ : وَهُوَ الثَّالِثُ الْعَشَرُ ، وَالرَّابِعُ الْعَشَرُ ، وَالْخَامِسُ الْعَشَرُ .
وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُنَّ الْبِيضُ ؛ لِاتِّصَالِ الْبَيَاضِ فِيهِنَّ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ ، بِطُلُوعِ الْقَمَرِ فِيهِنَّ ، مَعَ مَغِيبِ الشَّمْسِ ، إِلَى أَنْ يَبْدُوَ وَضَحُ النَّهَارِ مِنْ صَبِيحَةِ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهُنَّ .
وَلَهُنَّ أَسْمَاءٌ غَيْرُ ذَلِكَ ، فَاسْمُ لَيْلَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنْ ذَلِكَ عِنْدَ الْعَرَبِ : لَيْلَةُ السَّوَاءِ ، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهَا لَيْلَةُ السَّوَاءِ ؛ لِأَنَّهُ يَسْتَوِي فِيهَا الْقَمَرُ ، وَهِيَ لَيْلَةُ التَّمَامِ ، يُقَالُ هَذِهِ لَيْلَةُ تَمَامِ الْقَمَرِ ، وَذَلِكَ وَفَاءُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ ، وَاسْمُ لَيْلَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ : لَيْلَةُ الْبَدْرِ ، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهَا ذَلِكَ ؛ لِأَنَّ الْقَمَرَ يُبَادِرُ الشَّمْسَ بِالْغَدَاةِ ، وَيَطْلُعُ بِالْعَشِيِّ قَبْلَ غُرُوبِهَا ، وَأَمَّا لَيْلَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ ، فَإِنَّهَا يُقَالُ لَهَا : لَيْلَةُ النِّصْفِ .
وَأَمَّا قَوْلُ نُعَيْمِ بْنِ قَعْنَبٍ : فَجَعَلَ - يَعْنِي أَبَا ذَرٍّ - يُهْذِبُ الرُّكُوعَ وَيُخِفُّهُ .
فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : يُهْذِبُ : يُسْرِعُ وَيَعْجَلُ فِيهِ ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْخَيْلِ إِذَا أَسْرَعْتِ الرَّكْضَ : مَرَّتْ تُهْذِبُ ، وَمَرَّتْ تُلْهِبُ ، وَمَرَّتْ تُحْصِبُ .
وَأَمَّا قَوْلُ مُعَاذٍ : لَتَخْضَمُنَّ الدَّهْرَ ، وَلَتَصُومُنَّ الدَّهْرَ .
فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : لَتَخْضِمُنَّ الدَّهْرَ : لَتَأْكُلُنَّ الدَّهْرَ أَكْلًا بِسَعَةٍ .
وَالْخَضْمُ : الْأَكْلُ بِجَمِيعِ الْفَمِ ، وَالْقَضْمُ دُونَ ذَلِكَ ، يُقَالُ فِي مَثَلٍ : قَدْ يُبْلَغُ الْخَضْمُ بِالْقَضْمِ ، يُقَالُ : خَضَمْتُ الشَّيْءَ فَأَنَا أَخْضَمُهُ خَضْمًا .
وَحُدِّثْتُ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي طَرَفَةَ ، قَالَ : قَدِمَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى ابْنِ عَمٍّ لَهُ مَكَّةَ وَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ بِلَادُ مَقْضَمٍ ، وَلَيْسَتْ بِلَادَ مَخْضَمٍ .
وَإِنَّمَا أَرَادَ مُعَاذٌ بِقَوْلِهِ : لَتَخْضَمُنَّ الدَّهْرَ ، وَلَتَصُومُنَّ الدَّهْرَ : أَنَّا إِذَا صُمْنَا ثَلَاثًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَأَفْطَرْنَا سَائِرَهُ ، فَقَدْ صُمْنَا الدَّهْرَ كُلَّهُ ، وَأَكَلْنَا بِسَعَةٍ الدَّهْرَ كُلَّهُ ؛ لِأَنَّ صِيَامَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،