النزاع بين ابن الزبير وبني أمية

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    النزاع بين ابن الزبير وبني أمية
ب قال: وبايع أهل الشام مروان بن الحكم.
فسار إلى الضحاك بن قيس الفهري وهو في طاعة ابن الزبير يدعو له.
فلقيه بمرج راهط .
فقتله وفض جمعه .
ثم رجع فوجه حبيش بن دلجة القيني في ستة آلاف وأربع مائة إلى ابن الزبير.
فسار حتى نزل بالجرف في عسكره.
ودخل المدينة فنزل في دار مروان- دار الإمارة- واستعمل على سوق المدينة رجلا من قومه يدعى مالكا.
أخاف أهل المدينة خوفا شديدا وآذاهم.
وجعل يخطبهم فيشتمهم ويتوعدهم وينسبهم إلى الشقاق والنفاق والغش لأمير المؤمنين.

فكتب عبد الله بن الزبير إلى الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة وهو واليه على البصرة.
أن يوجه إلى المدينة جيشا.
فبعث الحنتف بن السجف التميمي في ثلاثة آلاف.
فخرجوا معهم ألف وخمس مائة فرس وبغال وحمولة.

وبلغ الخبر حبيش بن دلجة.
فقال: نخرج من المدينة فنلقاهم.
فإنا لا نأمن أهل المدينة أن يعينوهم علينا.
فخرج وخلف على المدينة ثعلبة الشامي.
فالتقوا بالربذة عند الظهر.
فاقتتلوا قتالا شديدا.
فقتل حبيش بن دلجة.
وقتل من أصحابه خمس مائة.
وأسر منهم خمس مائة.
وانهزم الباقون أسوأ هزيمة .

ففرح أهل المدينة بذلك.
وقدم بالأسارى فحبسوا في قصر خل .
فوجه إليهم عبد الله بن الزبير مصعب بن الزبير فضرب أعناقهم جميعا .

قالوا: فلما بويع عبد الملك بن مروان.
بعث عروة بن أنيف في ستة آلاف إلى المدينة.
وأمرهم أن لا ينزلوا على أحد.
ولا يدخلوا المدينة إلا لحاجة لا بد منها.
وأن يعسكروا بالعرصة.
فنزل عروة بجيشه العرصة.
وهرب الحارث بن حاطب عامل ابن الزبير على المدينة.
فكان عروة ينزل فيصلي بالناس الجمعة.
ثم يرجع إلى معسكره.
فلم يبعث إليهم ابن الزبير أحدا ولم يلقوا قتالا.
فكتب إليهم عبد الملك.
أن يقبلوا إلى الشام ففعلوا.
ولم يتخلف منهم أحد.
ورجع الحارث بن حاطب إلى المدينة عاملا لابن الزبير.
ثم بعث عبد الملك بن مروان.
عبد الملك بن الحارث بن الحكم في أربعة آلاف إلى المدينة فما دونها.
يلقون جموع ابن الزبير ومن أشرف لهم من عماله» .

وكان سليمان بن خالد بن أبي خالد الزرقي عابدا له فضل.
فولاه ابن الزبير خيبر وفدك .
فخرج فنزل في عمله.
فبعث عبد الملك بن الحارث.

أبا القمقام في خمس مائة إلى سليمان بن خالد.
فقتله.
وقتل من كان معه.

فلما انتهى خبره إلى عبد الملك بن مروان أغاظه وكره قتله .
ووجه عبد الملك بن مروان طارق بن عمرو في ستة آلاف وأمره أن يكون فيما بين أيلة ووادي القرى مددا لمن يحتاج إليه من عمال عبد الملك بن مروان أو من كان يريد قتاله من أصحاب ابن الزبير.
وكان أبو بكر بن أبي قيس في طاعة ابن الزبير قد ولاه جابر بن الأسود خيبر.

فقصد له طارق فقتله في ست مائة من أصحابه.
وهرب من بقي منهم في كل وجه.
فكتب الحارث بن حاطب إلى عبد الله بن الزبير أن عبد الملك ابن مروان بعث طارق بن عمرو في جمع كثير.
فهم فيما بين أيلة إلى ذي خشب .
يجدوا في أموال الناس ويقتطعونها ويظلمونهم.
فلو بعثت إلى المدينة رابطة لا تدخل فكتب ابن الزبير إلى الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة.
أن يوجه إلى المدينة ألفين.
ويستعمل عليهم رجلا فاضلا.
فوجه إليهم ابن رواس في ألفين.
فقدموا المدينة فمنعوها من جيوش أهل الشام.
وكانوا قوما لا بأس بهم.
وكانت المدينة مرة في يد ابن الزبير.
ومرة في يد عبد الملك ابن مروان.
أيهما غلب عليها استولى على أمرها.
وكانت أكثر ذلك تكون في يد ابن الزبير.
فلما بلغ ابن الزبير مقتل أبي بكر بن أبي قيس .
كتب إلى ابن رواس أن يخرج في أصحابه إلى طارق بن عمرو.
فشق ذلك على أهل المدينة.
وخرج ابن رواس وبلغ ذلك طارقا فندب أصحابه.
ثم التقوا بشبكة الدوم على تعبية.
فاقتتلوا قتالا شديدا.
ثم كانت الدولة لطارق وأصحابه.
فقتل ابن رواس وأصحابه قتلا ذريعا.
ونجا رجل منهم.
فقدم المدينة فأخبر بمقتل ابن رواس وأصحابه.
فسيء بذلك أهل المدينة.
ثم خرج ذلك الرجل إلى عبد الله بن الزبير.
فأخبره الخبر.
ورجع طارق إلى وادي القرى.
وكتب ابن الزبير إلى واليه بالمدينة أن يفرض لألفين من أهل المدينة يكونوا ردءا للمدينة ممن يدهمها.
ففرض الفرض ولم يأت المال.

فبطل ذلك الفرض وسمي فرض الريح .

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،