جِمَاعُ أَبْوَابِ السُّجُودِ
ذِكْرُ الْمَاشِي يَقْرَأُ السَّجْدَةَ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي الْمَاشِي يَقْرَأُ السَّجْدَةَ , فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : يُومِئُ ، كَذَلِكَ قَالَ : الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ ، وَفَعَلَ ذَلِكَ عَلْقَمَةُ ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَقَالَ كُرْدُوسٌ : يُومِئُ ، وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ قَالَ : إِذَا قَرَأْتَ السَّجْدَةَ حَوْلَ الْبَيْتِ فَاسْتَقْبَلِ الْقِبْلَةَ , وَأَوْمِ إِيمَاءً وَرُوِّينَا عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ فِي الرَّجُلِ يَقْرَأُ السَّجْدَةَ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ : يُومِئُ , أَوْ قَالَ : يَسْجُدُ . وَفِيهِ قَوْلٌ ثَانٍ : وَهُوَ أَنْ يَسْجُدَ , وَلَا يُومِئُ , رُوِيَ هَذَا الْقَوْلُ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، وَأَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ ، وَذَكَرَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ ، وَقَالَ أَصْحَابُ الرَّأْيِ : يَسْجُدُ وَلَا يُومِئُ ، فَرَّقُوا بَيْنَ الْمَاشِي وَالرَّاكِبِ فِي ذَلِكَ |
ذِكْرُ التَّكْبِيرِ لِسُجُودِ الْقُرْآنِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيمَنْ قَرَأَ سَجْدَةً مِنْ سُجُودِ الْقُرْآنِ ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : يُكَبِّرُ إِذَا سَجَدَ , كَذَلِكَ قَالَ ابْنُ سِيرِينَ ، وَأَبُو قِلَابَةَ ، وَالنَّخَعِيُّ ، وَالْحَسَنُ ، وَمُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ ، وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ وَكَانَ النَّخَعِيُّ ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، وَأَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ ، وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ يَقُولُونَ : يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ وَيُكَبِّرُ . وَقَالَ مَالِكٌ كَقَوْلِهِمْ : إِذَا كَانَ الْقَارِئُ فِي صَلَاةٍ ، وَكَانَ يُضَعِّفُ التَّكْبِيرَ قَبْلَ السُّجُودِ وَبَعْدَ السُّجُودِ إِذَا كَانَ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ وَكَانَ الشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ يَقُولَانِ : يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ |
ذِكْرُ التَّسْلِيمِ مِنْ سُجُودِ الْقُرْآنِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي التَّسْلِيمِ مِنْ سُجُودِ الْقُرْآنِ , فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : يُسَلِّمُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ ، هَذَا قَوْلُ أَبِي قِلَابَةَ ، وَابْنِ سِيرِينَ ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، وَأَبِي الْأَحْوَصِ ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَطَاءٍ , وَبِهِ قَالَ إِسْحَاقُ , قَالَ : يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ . وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : لَيْسَ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ تَسْلِيمٌ ، وَمِمَّنْ كَانَ هَذَا قَوْلَهُ : إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ ، وَأَبُو صَالِحٍ ، وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَقَالَ أَحْمَدُ : أَمَّا التَّسْلِيمُ , فَلَا أَدْرِي مَا هُوَ ؟ |
ذِكْرُ اخْتِصَارِ السُّجُودِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي اخْتِصَارِ السُّجُودِ , فَكَرِهَتْ طَائِفَةٌ ذَلِكَ ، وَمِمَّنْ كَرِهَ ذَلِكَ الشَّعْبِيُّ ، وَابْنُ سِيرِينَ ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ ، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ : مِمَّا أَحْدَثَ النَّاسُ اخْتِصَارُ السُّجُودِ ، وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ : كَانُوا يَكْرَهُونَ اخْتِصَارَ السُّجُودِ ، وَكَرِهَ ذَلِكَ أَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ ، وَفَسَّرَ ذَلِكَ أَحْمَدُ إِمَّا أَنْ يَقْرَأَ آيَةً , أَوْ آيَتَيْنِ , ثُمَّ يَسْجُدَ . وَفِيهِ قَوْلٌ ثَانٍ : وَهُوَ أَنْ لَا بَأْسَ بِاخْتِصَارِ السُّجُودِ , هَكَذَا قَالَ النُّعْمَانُ ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : إِنْ قَرَأَ آيَةً , أَوْ آيَتَيْنِ قَبْلَ ذَلِكَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ ، وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقْرَأَ الرَّجُلُ سُورَةً فِي غَيْرِ صَلَاةٍ ، أَوْ فِي صَلَاةٍ , وَيَتْرُكَ السَّجْدَةَ . وَكَرِهَ ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، وَقَالَ اخْتِصَارُ السُّجُودِ نَحْوًا مِنْ قَوْلِ النُّعْمَانِ ، وَرَخَّصَ أَبُو ثَوْرٍ فِي اخْتِصَارِ السُّجُودِ , وَقَالَ : إِنْ شَاءَ سَجَدَ , وَإِنْ شَاءَ لَمْ يَسْجُدْ . قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : السَّجْدَةُ تَطَوُّعٌ , إِنْ شَاءَ سَجَدَ ، وَإِنْ شَاءَ لَمْ يَسْجُدْ |
2803 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حدثنا مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حدثنا يَحْيَى ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي نَافِعٌ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ فِيهَا السَّجْدَةُ , فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ ، حَتَّى لَا يَجِدُ أَحَدٌ مِنَّا مَوْضِعَ جَبْهَتِهِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي السَّجْدَةِ يَسْمَعُهَا الْمَرْءُ وَلَمْ يَجْلِسْ لَهَا ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنِ اسْتَمَعَ , كَذَلِكَ قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ : إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنْ جَلَسَ لَهَا ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، وَبِهِ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَرُوِّينَا أَنَّ سَلْمَانَ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ قُعُودٍ , فَقَرَءُوا السَّجْدَةَ , فَسَجَدُوا , فَقِيلَ لَهُ ؟ فَقَالَ : لَيْسَ لَهَا غَدَوْنَا . وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ قَرَأَ سَجْدَةً : أَنْتَ قَرَأْتَهَا , فَإِنْ سَجَدْتَ سَجَدْنَا |
2804 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ، أَنَّ عُثْمَانَ ، مَرَّ بِقَاصٍّ , فَقَرَأَ سَجْدَةً لِيَسْجُدَ مَعَهُ عُثْمَانُ ، فَقَالَ عُثْمَانُ : إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنِ اسْتَمَعَ ، ثُمَّ مَضَى |
2805 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنْ جَلَسَ لَهَا ، فَإِنْ مَرَرْتَ فَسَجَدُوا , فَلَيْسَ عَلَيْكَ سُجُودٌ |
2806 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَ : قَرَأْتُ عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ سَجْدَةً , فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ : مَا تَنْظُرُ ؟ أَنْتَ قَرَأْتَهَا , فَإِنْ سَجَدْتَ سَجَدْنَا |
2807 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : مَرَّ سَلْمَانُ عَلَى قَوْمٍ قُعُودٍ , فَقَرَءُوا السَّجْدَةَ , فَسَجَدُوا , فَقِيلَ لَهُ ؟ فَقَالَ : لَيْسَ لَهَا غَدَوْنَا |