بَابُ مَا جَاءَ فِي اصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ مِنَ الْفَضْلِ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

122 حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، قَالَ : كَتَبَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَأَمْلَى عَلَى الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدَ ، يُنْشِدُ :
إِذَا شِئْتَ أَنْ تَبْقَى مِنَ اللَّهِ نِعْمَةٌ
عَلَيْكَ فَسَارِعْ فِي حَوَائِجِ خَلْقِهِ

وَلَا تَعْصِيَنَّ اللَّهَ مَا نِلْتَ ثَرْوَةً
فَيَحْظُرَ عَنْكَ اللَّهُ وَاسِعَ رِزْقِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

123 قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ ، يَقُولُ : سَأَلَ رَجُلٌ أَسَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، فَاعْتَلَّ عَلَيْهِ ، فَقَالُ لَهُ السَّائِلُ : وَاللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتُكَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ قَالَ : فَمَا الَّذِي حَمَلَكَ عَلَى هَذَا ؟ قَالَ : رَأَيْتُكَ تُحِبُّ مَنْ لَكَ عِنْدَهُ حُسْنُ بَلَاءٍ ، وَأَرَدْتُ أَنْ أَتَعَلَّقَ مِنْكَ بِحَبْلِ مَوَدَّةٍ فَوَصَلَهُ وَأَكْرَمَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

124 قَالَ : وَسَمِعْتُ الْمُبَرِّدَ ، يَقُولُ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ : لَا خَيْرَ فِي مَالِ رَجُلٍ لَا يُصْلِحُ بِهِ عِرْضَهُ ، وَيَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ ، وَيَسْتَغْنِي بِهِ عَنِ الْآثَامِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

125 حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى ، أَوْ غَيْرُهُ قَالَ : أَهْدَرَ الْمَهْدِيُّ دَمَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَانَ يَسْعَى فِي فَسَادِ الدَّوْلَةِ ، وَبَذَلَ لِمَنْ دَلَّ عَلَيْهِ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، فَاسْتَخْفَى الرَّجُلُ حِينًا ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَدِينَةِ السَّلَامِ ، فَكَانَ كَالْمُسْتَخْفِي ، فَإِنَّهُ لَفِي بَعْضِ طُرُقَاتِ الْمَدِينَةِ ، إِذْ بَصُرَ بِهِ رَجُلٌ قَدْ كَانَ عَرَفَ حَالَهُ ، فَأَهْوَى إِلَى مَجَامِعِ ثَوْبِهِ ، وَصَاحَ : هَذَا فُلَانٌ ، طِلْبَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَبَيْنَمَا الرَّجُلُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ ، إِذْ سَمِعَ وَقْعَ حَوَافِرِ الدَّوَابِّ ، فَالْتَفَتَ ، فَإِذَا هُوَ بِمَوْكِبٍ كَثِيرِ الْغَاشِيَةِ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ قَالَ : وَمَا يُكَنَّى ؟ قَالُوا : يُكَنَّى بِأَبِي الْوَلِيدِ فَلَمَّا حَاذَاهُ قَالَ : يَا أَبَا الْوَلِيدِ ، خَائِفٌ فَأَجِرْهُ ، وَمَيِّتٌ فَأَحْيِهِ فَوَقَفَ مَعْنٌ فِي مَوْكِبِهِ ، وَسَأَلَ عَنْ حَالِهِ ، فَقَالَ صَاحِبُهُ : هَذَا طِلْبَهُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، قَدْ جَعَلَ لِمَنْ جَاءَ بِهِ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ قَالَ : فَأَعْلِمْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ وَقَالَ لِبَعْضِ غِلْمَانِهِ : انْزِلْ عَنْ دَابَّتِكَ ، وَأَرْكِبْ أَخَانَا فَرَكِبَ ، وَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَمَضَى الرَّجُلُ إِلَى بَابِ الْمَهْدِيِّ ، فَإِذَا سَلَّامٌ الْأَبْرَشُ يُرِيدُ الدُّخُولَ إِلَيْهِ ، فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، فَدَخَلَ سَلَّامٌ عَلَى الْمَهْدِيِّ ، فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : يُحْضِرْهُ مَعْنٌ فَجَاءَتْهُ الرُّسُلُ ، فَرَكِبَ ، وَأَوْصَى بِهِ حَاشِيَتَهُ وَمَنْ بِبَابِهِ مِنْ مَوَالِيهِ ، وَقَالَ : لَا يُخْلَصُ إِلَيْهِ وَفِيكُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ ، فَإِنْ رَامَهُ أَحَدٌ فَمُوتُوا دُونَهُ وَدَخَلَ مَعْنٌ عَلَى الْمَهْدِيِّ ، فَسَلَّمَ ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : يَا مَعْنُ ، وَتُجِيرُ عَلَيَّ أَيْضًا ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : وَنَعَمْ أَيْضًا ؟ قَالَ : نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَتَلْتُ فِي طَاعَتِكُمْ وَعَنْ دَوْلَتِكُمْ أَرْبَعَةَ آلَافِ مُصَلٍّ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ، وَلَا يُجَارُ لِي رَجُلٌ وَاحِدٌ اسْتَجَارَ بِي ؟ فَأَطْرَقَ الْمَهْدِيُّ طَوِيلًا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، وَقَالَ : قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتَ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ الرَّجُلَ ضَعِيفُ الْحَالِ قَالَ : قَدْ أَمَرْنَا لَهُ بِثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ قَالَ : إِنَّ جِنَايَتَهُ عَظِيمَةٌ ، وَصِلَاتُ الْخُلَفَاءِ عَلَى حَسَبِ جِنَايَاتِ الرَّعِيَّةِ قَالَ : قَدْ أَمَرَنَا لَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ قَالَ : أَهْنَأُ الْمَعْرُوفِ أَعْجَلُهُ قَالَ : يَتَقَدَّمُهُ مَا أَمَرْنَا لَهُ بِهِ فَانْصَرَفَ مَعْنٌ ، وَقَدْ سَبَقَهُ الْمَالُ ، فَأَحْضَرَ الرَّجُلَ ، وَقَالَ لَهُ : ادْعُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؛ فَقَدْ حَقَنَ دَمَكَ ، وَأَجْزَلَ صِلَتَكَ ، وَأَصْلِحْ نِيَّتَكَ فِيمَا يُسْتَقْبَلُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

126 حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْفَلَّاسُ ، بِبَغْدَادَ فِي دَارِ بَانُوجَةَ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ الْهُجَيْمِيُّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ الْهُجَيْمِيِّ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ مُحْتَبٍ شَمْلَةً ، قَدْ وَقَعَ هُدْبُهَا عَلَى قَدَمَيْهِ ، فَقُلْتُ : أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى نَفْسِهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، وَفِيَّ جَفَاؤُهُمْ ، فَأَوْصِنِي ، فَقَالَ : لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَائِهِ ، وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ عَلَيْهِ مُنْبَسِطٌ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

127 قَالَ أَبُو بَكْرٍ : سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ يَقُولُ : يُرْوَى عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ مَرْزُوقَ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ ، يَقُولُ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ اصْطِنَاعَ الْمَعْرُوفِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ ، وَحَظٌّ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ ، وَشُكْرٌ بَاقٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

128 وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : سَمِعْتُ بَعْضَ الْأَعْرَابِ يَقُولُ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ ، الْمُسِيءُ مَيِّتٌ ، وَإِنْ كَانَ فِي دَارِ الدُّنْيَا ، وَالْمُحْسِنُ حَيٌّ ، وَإِنْ نُقِلَ إِلَى الْآخِرَةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

129 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ ، قَالَ : قِيلَ لِلُقْمَانَ : أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : الْغَنِيُّ قِيلَ : الْغَنِيُّ مِنَ الْمَالِ ؟ قَالَ : لَا ، وَلَكِنِ الْغَنِيُّ الَّذِي إِذَا الْتُمِسَ عِنْدَهُ خَيْرٌ وُجِدَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

130 حَدَّثَنِي أَخِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْكَاتِبُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ مَا يُعْطِيهِ ، فَبَكَى ، فَقَالَ لَهُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : وَأَيُّ مُصِيبَةٍ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُؤَمِّلَ فِيكَ رَجُلٌ خَيْرًا ، فَلَا يُصِيبَهُ عِنْدَكَ ؟

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

131 حَدَّثَنَا حُبَيْشُ بْنُ سَعْدٍ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ ، افْعَلِ الْخَيْرَ ، وَلَا تَأْتِ الشَّرَّ ، فَخَيْرٌ مِنَ الْخَيْرِ مَنْ يَفْعَلُهُ ، وَشَرٌّ مِنَ الشَّرِّ مَنْ يَفْعَلُهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،