بَابٌ فِي خُمُولِ الذِّكْرِ وَالْعُزْلَةِ وَالتَّوَاضُعِ وَكَرَاهِيَةِ الشَّرَفِ وَالْوِلَايَةِ
42 حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : كَتَبَ أَبُو بُرْدَةَ عَلْقَمَةَ فِي الْوَفْدِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَنِ امْحُنِي ، امْحُنِي |
43 حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : قَالَ عَلْقَمَةُ : مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي مَعَ أَلْفَيَّ أَلْفَيْنِ ، وَإِنِّي أَكْرَمُ الْجُنْدِ عَلَيْهِ قَالَ : قُلْتُ : أَلَا تَغْشَى الْمَسْجِدَ فَيَجْلِسَ إِلَيْكَ النَّاسُ وَتُفْتِيَ ؟ قَالَ : أَكْرَهُ أَنْ تُوطَأَ عَقِبِي ، وَيُقَالُ : هَذَا عَلْقَمَةُ |
44 حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَّ ابْنَ زِيَادٍ قَالَ لِأَبِي وَائِلٍ : إِذَا قَدِمْتَ فَأْتِنِي ، فَاسْتَشَارَ عَلْقَمَةَ ، فَقَالَ : لَوْ لَمْ تَسْتَشِرْنِي لَمْ أُشِرْ عَلَيْكَ ، وَلَكِنَّكَ اسْتَشَرْتَنِي فَنَصَحْتُ لَكَ ، لَنْ تُصِيبَ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إِلَّا أَصَابُوا مِنْ دِينِكِ مِثْلَهُ |
45 عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْعُبَيْدَيْنِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : إِذَا ضَنُّوا عَلَيْكَ بِالْمُطَلْفَحَةِ ، فَكُلْ رَغِيفَكَ ، وَرِدِ النَّهَرَ ، وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ دِينَكَ |
46 عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي الْعُبَيْدَيْنِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : إِذَا بَخِلَ عَلَيْكَ بَنُو أُمَيَّةَ بِذَهَبِهِمْ وَفِضَّتِهِمْ ، فَاجْلِسُوا فِي بُيُوتِكُمْ ، وَكُلُوا مِنْ كِسَرِكُمْ ، وَاشْرَبُوا مِنْ فُرَاتِكُمْ ، وَزَايِلُوهُمْ عَنْ دِينِكُمْ |
47 حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : سَأَلَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : مَا فَعَلَ خَالُكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَزِمَ الْبَيْتَ مِنْ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : مَا مَاتَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ حَتَّى لَزِمُوا الْبُيُوتَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ ، فَمَا خَرَجُوا مِنْ بُيُوتِهِمْ إِلَّا إِلَى قُبُورِهِمْ |
48 حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : قَالَ الشَّعْبِيُّ : أَدْرَكْتُ هَذَا الْمَسْجِدَ مَا أُصَلِّي الصَّلَوَاتِ فِي مَوْضِعٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ ، ثُمَّ لَقَدْ صِرْتُ الْآنَ لَأَنْ أُصَلِّيَ فِي كُنَاسَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ |
49 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ ، قَالَ : لَيْتَنِي إِذَا أَنَا أَتَيْتُ أَهْلِي فَأَصَابُوا مِنْ عَشَائِهِمْ وَشَرِبُوا ، أَصْبَحُوا مَوْتَى ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : لِمَ تَمَنَّى هَذَا لِأَهْلِكَ ، أَلَسْتَ غَنِيًّا مِنَ الْمَالِ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنِّي أَخَافُ مَا قَالَ أَبُو ذَرٍّ : يُوشِكُ يَا ابْنَ أَخِي إِنْ أُخِّرَ ذَلِكَ ، أَنْ يَكُونَ الْخَفِيفُ الْحَاذُّ أَغْبَطَ عِنْدِي مِنْ أَبِي الْعَشِيرَةِ ، كُلُّهُمْ رَبُّ الْبَيْتِ ، وَيُوشِكُ يَا ابْنَ أَخِي ، إِنْ أُخِّرَ أَجَلُكَ ، أَنْ تَمُرَّ بِالْجَنَازَةِ فِيهِمُ الرَّجُلُ وَابْنَيْهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ ، وَلَا يَدْرِي فِي جَنَّةٍ هُوَ أَوْ فِي النَّارِ . قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، مَاذَا ، إِلَّا مِنْ شَيْءٍ عَظِيمٍ طَوِيلٍ يُصِيبُ النَّاسَ ، قَالَ : أَجَلْ يَا ابْنَ أَخِي . حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَامِتٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، نَحْوَهُ . قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ ذَلِكَ بَيْنَ يَدَيْ أَمْرٍ عَظِيمٍ ، قَالَ : نَعَمْ ، عَظِيمٌ ، عَظِيمٌ ، عَظِيمٌ |
50 حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ رَجُلٍ ، أَنَّ عُمَرَ مَرَّ عَلَى مُعَاذٍ وَهُوَ يَبْكِي ، قَرِيبًا مِنْ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : عَلَى نَبيِّكَ تَبْكِي ؟ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَا ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي هَذَا الْمَكَانِ : قَلِيلُ الرِّيَاءِ شِرْكٌ . وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللَّهِ الْأَتْقِيَاءُ الْأَخْفِيَاءُ ، الَّذِينَ إِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا ، وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى ، يُنَجِّيهِمُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ |