ذِكْرُ مَنْ رَثَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم
2505 وَقَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ أُثَاثَةَ أَيْضًا : قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أَنْبَاءٌ وَهَنْبَثَةٌ ... لَوْ كُنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ تَكْثُرِ الْخُطَبُ إِنَّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الأَرْضِ وَابِلَهَا ... فَاحْتَلْ لِقَوْمِكَ وَاشْهَدْهُمْ وَلاَ تَغِبُ قَدْ كُنْتَ بَدْرًا وَنُورًا يُسْتَضَاءُ بِهِ ... عَلَيْكَ تَنْزِلُ مِنْ ذِي الْعِزَّةِ الْكُتُبُ وَكَانَ جِبْرِيلُ بِالآيَاتِ يَحْضُرُنَا ... فَغَابَ عَنَّا وَكُلُّ الْغَيْبِ مُحْتَجِبُ فَقَدْ رُزِئْتُ أَبًا سَهْلاَّ خَلِيقَتُهُ ... مَحْضَ الضَّرِيبَةِ وَالأَعْرَاقِ وَالنَّسَبِ وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ تَرْثِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَمْسَتْ مَرَاكِبُهُ أَوْحَشَتْ ... وَقَدْ كَانَ يَرْكَبُهَا زَيْنُهَا وَأَمْسَتْ تُبَكِّي عَلَى سَيِّدٍ ... تُرَدِّدُ عَبْرَتَهَا عَيْنُهَا وَأَمْسَتْ نِسَاؤُكَ مَا تَسْتَفِيقُ ... مِنَ الْحُزْنِ يَعْتَادُهَا دَيْنُهَا وَأَمْسَتْ شَوَاحِبَ مِثْلَ النِّصَالِ ... قَدْ عُطِّلَتْ وَكَبَا لَوْنُهَا يُعَالِجْنَ حُزْنًا بَعِيدَ الذَّهَابِ ... وَفِي الصَّدْرِ مُكْتَنِعٌ حَيْنُهَا يَضْرِبْنَ بِالْكَفِّ حُرَّ الْوُجُوهِ ... عَلَى مِثْلِهِ جَادَهَا شُونُهَا هُوَ الْفَاضِلُ السَّيِّدُ وَالْمُصْطَفَى ... عَلَى الْحَقِّ مُجْتَمِعٌ دِينُهَا فَكَيْفَ حَيَاتِيَ بَعْدَ الرَّسُولِ ... وَقَدْ حَانَ مِنْ مَيْتَةٍ حِينُهَا
2492 قَالَ : وَقَالَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَرْثِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : عَيْنَيَّ جُودَا طَوَالَ الدَّهْرِ وَانْهَمِرَا ... سَكْبًا وَسَحًّا بِدَمْعٍ غَيْرِ تَعْذِيرِ يَا عَيْنِ فَاسْحَنْفِرِي بِالدَّمْعِ وَاحْتَفِلِي ... حَتَّى الْمَمَاتِ بِسَجْلٍ غَيْرِ مَنْزُورِ يَا عَيْنِ فَانْهَمِلِي بِالدَّمْعِ وَاجْتَهِدِي ... لِلْمُصْطَفَى دُونَ خَلْقِ اللهِ بِالنُّورِ بِمُسْتَهَلٍّ مِنَ الشُّؤُبُوبِ ذِي سَيَلٍ ... فَقَدْ رُزِئْتِ نَبِيَّ الْعَدْلِ وَالْخِيرِ وَكُنْتِ مِنْ حَذَرٍ لِلْمَوْتِ مُشْفِقَةً ... وَلِلَّذِي خُطَّ مِنْ تِلْكَ الْمَقَادِيرِ مِنْ فَقْدِ أَزْهَرَ ضَافِي الْخَلْقِ ذِي فَخَرٍ ... صَافٍ مِنَ الْعَيْبِ وَالْعَاهَاتِ وَالزُّورِ فَاذْهَبْ حَمِيدًا جَزَاكَ اللَّهُ مَغْفِرَةً ... يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ النَّفْخِ فِي الصُّورِ
2487 قَالَ : قَالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ : وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَرْثِي النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَيْنُ جُودِي بِدَمْعٍ مِنْكِ إِسْبَالِ ... وَلاَ تَمَلِّنَّ مِنْ سَحٍّ وَإِعْوَالِ لاَ يَنْفَدَنْ لِيَ بَعْدَ الْيَوْمِ دَمْعُكُمَا ... إِنِّي مُصَابٌ وَإِنِّي لَسْتُ بِالسَّالِي فَإِنَّ مَنْعَكُمَا مِنْ بَعْدِ بَذْلِكُمَا ... إِيَّايَ مِثْلُ الَّذِي قَدْ غُرَّ بِالآلِ لَكِنْ أَفِيضِي عَلَى صَدْرِي بِأَرْبَعَةٍ ... إِنَّ الْجَوَانِحَ فِيهَا هَاجِسٌ صَالِي سَحَّ الشَّعِيبِ وَمَاءِ الْغَرْبِ يَمْنَحُهُ ... سَاقٍ يُحَمِّلُهُ سَاقٍ بِإِزْلاَلِ حَامِي الْحَقِيقَةِ نَسَّالُ الْوَدِيقَةِ فَكَّ ... ـاكُ الْعُنَاةِ كَرِيمٌ مَاجِدٌ عَالِ عَلَى رَسُولٍ لَنَا مَحْضٍ ضَرِيبَتُهُ ... سَمْحِ الْخَلِيقَةِ عَفٍّ غَيْرِ مِجْهَالِ كَشَّافِ مَكْرُمَةٍ مِطْعَامِ مَسْغَبَةٍ ... وَهَّابِ عَانِيَةٍ وَجْنَاءَ شِمْلاَلِ عَفٍّ مَكَاسِبُهُ جَزْلٍ مَوَاهِبُهُ ... خَيْرِ الْبَرِيَّةِ سَمْحٍ غَيْرِ نَكَّالِ وَارِي الزِّنَادِ وَقَوَّادِ الْجِيَادِ إِلَى ... يَوْمِ الطِّرَادِ إِذَا شَبَّتْ بِأَجْذَالِ وَلاَ أُزَكِّي عَلَى الرَّحْمَنِ ذَا بَشَرٍ ... لَكِنَّ عِلْمَكَ عِنْدَ الْوَاحِدِ الْعَالِي إِنِّي أَرَى الدَّهْرَ وَالأَيَّامَ يَفْجَعُنِي ... بِالصَّالِحِينَ وَأَبْقَى نَاعِمَ الْبَالِ يَاعَيْنُ فَابْكِي رَسُولَ اللهِ إِذْ ذُكِرَتْ ... ذَاتُ الإِلَهِ فَنِعْمَ الْقَائِدُ الْوَالِي
2490 قَالَ : وَفِيهَا أَنْشَدَنَا الْوَاقِدِيُّ : قَالَتْ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، تَرْثِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَلاَ يَا عَيْنُ وَيْحَكِ أَسْعِدِينِي ... بِدَمْعِكِ مَا بَقِيتِ وَطَاوِعِينِي أَلاَ يَا عَيْنُ وَيْحَكِ وَاسْتَهِلِّي ... عَلَى نُورِ الْبِلاَدِ وَأَسْعِدِينِي فَإِنْ عَذَلَتْكِ عَاذِلَةٌ فَقُولِي : ... عَلاَمَ وَفِيمَ وَيْحَكِ تَعْذُلِينِي ؟ عَلَى نُورِ الْبِلاَدِ مَعًا جَمِيعًا ... رَسُولِ اللهِ أَحْمَدَ فَاتْرُكِينِي فَإِلاَّ تُقْصِرِي بِالْعَذْلِ عَنِّي ... فَلُومِي مَا بَدَا لَكِ أَوْ دَعِينِي لأَمْرٍ هَدَّنِي وَأَذَلَّ رُكْنِي ... وَشَيَّبَ بَعْدَ جِدَّتِهَا قُرُونِي
2480 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، عَنْ رِجَالِهِ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَرْثِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَيْنُ فَابْكِي وَلاَ تَسْأَمِي ... وَحُقَّ الْبُكَاءُ عَلَى السَّيِّد عَلَى خَيْرِ خِنْدِفَ عِنْدَ الْبَلاَءِ ... أَمْسَى يُغَيَّبُ فِي الْمُلْحَدِ فَصَلَّى الْمَلِيكُ وَلِيُّ الْعِبَادِ ... وَرَبُّ الْبِلاَدِ عَلَى أَحْمَدِ فَكَيْفَ الْحَيَاةُ لِفَقْدِ الْحَبِيبَ ... وَزَيْنُ الْمَعَاشِرِ فِي الْمَشْهَدِ فَلَيْتَ الْمَمَاتَ لَنَا كُلِّنَا ... وَكُنَّا جَمِيعًا مَعَ الْمُهْتَدِي
2482 قَالَ الْوَاقِدِيُّ : وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَيْضًا : بَاتَتْ تَأَوَّبُنِي هُمُومٌ حُشَّدٌ ... مِثْلُ الصُّخُورِ فَأَمْسَتْ هَدَّتِ الْجَسَدَا يَا لَيْتَنِي حَيْثُ نُبِّئْتُ الْغَدَاةَ بِهِ ... قَالُوا الرَّسُولُ قَدَ أَمْسَى مَيِّتًا فُقِدَا. لَيْتَ الْقِيَامَةَ قَامَتْ بَعْدَ مَهْلِكِهِ ... وَلاَ نَرَى بَعْدَهُ مَالاَّ وَلاَ وَلَدَا وَاللَّهِ أُثْنِي عَلَى شَيْءٍ فُجِعْتُ بِهِ ... مِنَ الْبَرِيَّةِ حَتَّى أَدْخَلَ الَّلحَدَا كَمْ لِي بَعْدَكَ مِنْ هَمٍّ يُنَصِّبُنِي ... إِذَا تَذَكَّرْتُ أَنِّي لاَ أَرَاكَ ابَدَا كَانَ الْمِصَفَّاءَ فِي الأَخْلاَقِ قَدْ عَلِمُوا ... وَفِي الْعَفَافِ فَلَمْ نَعْدِلْ بِهِ أَحَدَا نَفْسِي فِدَاؤُكَ مِنْ مَيْتٍ وَمِنْ بَدَنٍ ... مَا أَطْيَبَ الذِّكْرَ وَالأَخْلاَقَ وَالْجَسَدَا
2486 وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو : قَالَ حَسَّانُ يَرْثِيهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَا بَالُ عَيْنِكَ لاَ تَنَامُ كَأَنَّمَا ... كُحِلَتْ مَآقِيهَا بِكُحْلِ الأَرْمَدِ جَزَعًا عَلَى الْمَهْدِيِّ أَصْبَحَ ثَاوِيًا ... يَا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الْحَصَى لاَ تَبْعَدِ يَا وَيْحَ أَنْصَارِ النَّبِيِّ وَرَهْطِهِ ... بَعْدَ الْمُغَيَّبِ فِي سَوَاءِ الْمُلْحَدِ جَنْبِي يَقِيكَ التُّرْبَ لَهْفِي لَيْتَنِي ... غُيّبْتُ قَبْلَكَ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ يَا بِكْرَ آمِنَةَ الْمُبَارَكَ ذِكْرُهُ ... وَلَدَتْهُ مُحْصَنَةً بِسَعْدِ الأَسْعَدِ نُورًا أَضَاءَ عَلَى الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا ... مَنْ يُهْدَ لِلنُّورِ الْمُبَارَكِ يَهْتَدِ أَأُقِيمُ بَعْدَكَ بِالْمَدِينَةِ بَيْنَهُمْ ؟ ... يَا لَهْفَ نَفْسِي لَيْتَنِي لَمْ أُولَدِ بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ شَهِدْتُ وَفَاتَهُ ... فِي يَوْمِ الاِثْنَيْنِ النَّبِيَّ الْمُهْتَدِي فَظَلِلْتُ بَعْدَ وَفَاتِهِ مُتَلَدِّدًا ... يَا لَيْتَنِي صُبِّحْتُ سُمَّ الأَسْوَدِ أَوْ حَلَّ أَمْرُ اللهِ فِينَا عَاجِلاَّ ... فِي رَوْحَةٍ مِنْ يَوْمِنَا أَوْ مِنْ غَدِ فَتَقُومُ سَاعَتُنَا فَنَلْقَى سَيِّدًا ... مَحْضًا مَضَارِبُهُ كَرِيمَ الْمُحْتِدِ يَا رَبِّ فَاجْمَعْنَا مَعًا وَنَبِيَّنَا ... فِي جَنَّةٍ تُفْقِي عُيُونَ الْحُسَّدِ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ وَاكْتُبْهَا لَنَا ... يَا ذَا الْجَلاَلِ وَذَا الْعُلاَ وَالسُّودَدِ وَاللَّهِ أَسْمَعُ مَا حَيِيتُ بِهَالِكٍ ... إِلاَّ بَكَيْتُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدِ ضَاقَتْ بِالأَنْصَارِ الْبِلاَدُ فَأَصْبَحُوا ... سُودًا وُجُوهُهُمُ كَلَوْنِ الإِثْمِدِ وَلَقَدْ وَلَدْنَاهُ فِينَا قَبْرُهُ ... وَفُضُولُ نِعْمَتِهِ بِنَا لاَ تُجْحَدُ وَاللَّهُ أَهْدَاهُ لَنَا وَهَدَى بِهِ ... أَنْصَارَهُ فِي كُلِّ سَاعَةِ مَشْهَدِ صَلَّى الإِلَهُ وَمَنْ يَحُفُّ بِعَرْشِهِ ... وَالطَّيِّبُونَ عَلَى الْمُبَارَكِ أَحْمَدِ
2488 قَالَ أَبُو عَمْرٍو : وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ ، يَرْثِي النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : نَبِّ الْمَسَاكِينَ أَنَّ الْخَيْرَ فَارَقَهُمْ ... مَعَ الرَّسُولِ تَوَلَّى عَنْهُمُ سَحَرَا مِنْ ذَا الَّذِي عِنْدَهُ رَحْلِي وَرَاحِلَتِي ... وَرِزْقُ أَهْلِي إِذَا لَمْ نُؤْنِسِ الْمَطَرَا ذَاكَ الَّذِي لَيْسَ يَخْشَاهُ مُجَالِسُهُ ... إِذَا الْجَلِيسُ سَطَا فِي الْقَوْلِ أَوْ عَثَرَا كَانَ الضِّيَاءَ وَكَانَ النُّورَ نَتْبَعُهُ ... وَكَانَ بَعْدَ الإِلَهِ السَّمْعَ وَالْبَصَرَا فَلَيْتَنَا يَوْمَ وَارَوْهُ بِمَخْبَئِهِ ... وَغَيَّبُوهُ وَأَلْقَوْا فَوْقَهُ الْمَدَرَا لَمْ يَتْرُكِ اللَّهُ خَلْقًا مِنْ بَرِيَّتِهِ ... وَلَمْ يُعِشْ بَعْدَهُ أُنْثَى وَلاَ ذَكَرَا ذَلَّتْ رِقَابُ بَنِي النَّجَّارِ كُلِّهِمُ ... وَكَانَ أَمْرًا مِنَ الرَّحْمَنِ قَدْ قُدِرَا
2491 وَقَالَتْ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَيْضًا : أَلاَ يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتَ رَجَاءَنَا ... وَكُنْتَ بِنَا بَرًّا وَلَمْ تَكُ جَافِيَا وَكُنْتَ بِنَا رَءُوفًا رَحِيمًا نَبِيَّنَا ... لِيَبْكِ عَلَيْكَ الْيَوْمَ مَنْ كَانَ بَاكِيَا لَعَمْرُكَ مَا أَبْكِي النَّبِيَّ لِمَوْتِهِ ... وَلَكِنْ لِهَرْجٍ كَانَ بَعْدَكَ آتِيَا كَأَنَّ عَلَى قَلْبِي لِذِكْرِ مُحَمَّدٍ ... وَمَا خِفْتُ مِنْ بَعْدِ النَّبِيِّ الْمَكَاوِيَا أَفَاطِمُ صَلَّى اللَّهُ رَبُّ مُحَمَّدٍ ... عَلَى جَدَثٍ أَمْسَى بِيَثْرِبَ ثَاوِيَا أَبَا حَسَنٍ فَارَقْتَهُ وَتَرَكْتَهُ ... فَبَكِّ بِحُزْنٍ آخِرَ الدَّهْرِ شَاجِيَا فِدًا لِرَسُولِ اللهِ أُمِّي وَخَالَتِي ... وَعَمِّي وَنَفْسِي قُصْرَةً ثُمَّ خَالِيَا صَبَرْتَ وَبَلَّغْتَ الرِّسَالَةَ صَادِقًا ... وَقُمْتَ صَلِيبَ الدِّينِ أَبْلَجَ صَافِيَا فَلَوْ أَنَّ رَبَّ النَّاسِ أَبْقَاكَ بَيْنَنَا ... سَعِدْنَا وَلَكِنْ أَمْرُنَا كَانَ مَاضِيَا عَلَيْكَ مِنَ اللهِ السَّلاَمُ تَحِيَّةً ... وَأُدْخِلْتَ جَنَّاتٍ مِنَ الْعَدْنِ رَاضِيَا
2489 قَالَ أَبُو عَمْرٍو : قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ يَرْثِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَا عَيْنُ فَابْكِي بِدَمْعٍ ذَرَى ... لِخَيْرِ الْبَرِيَّةِ وَالْمُصْطَفَى وَبَكِّي الرَّسُولَ وَحَقَّ الْبُكَاءُ ... عَلَيْهِ لَدَى الْحَرْبِ عِنْدَ اللِّقَا عَلَى خَيْرِ مَنْ حَمَلَتْ نَاقَةٌ ... وَأَتْقَى الْبَرِيَّةِ عِنْدَ التُّقَى عَلَى سَيِّدٍ مَاجِدٍ جَحْفَلٍ ... وَخَيْرِ الأَنَامِ وَخَيْرِ اللَّهَا لَهُ حَسَبٌ فَوْقَ كُلِّ الأَنَا ... مِ مِنْ هَاشِمٍ ذَلِكَ الْمُرْتَجَى نَخُصُّ بِمَا كَانَ مِنْ فَضْلِهِ ... وَكَانَ سِرَاجًا لَنَا فِي الدُّجَى وَكَانَ بَشِيرًا لَنَا مُنْذِرًا ... وَنُورًا لَنَا ضَوْءُهُ قَدْ أَضَا فَأَنْقَذَنَا اللَّهُ فِي نُورِهِ ... وَنَجَّى بِرَحْمَتِهِ مِنْ لَظَى